الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين
والصلاة والسلام على رسوله المين.. وبعد
غزو الروم في الشام
اقراؤالكلام يا اهل اليمن فانتم مدد وكنانة الامه وانتم عونها بعد الله
اختار أبو بكرالصديق رضي الله عنه أربعة من المسلمين
ليكونوا أمراء على الجيوش الإسلامية في حرب الروم
فأرسل لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
ويزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه
وشرحبيل بن حسنة رضي الله عنه
ومعاذ بن جبل رضي الله عنه
ويخبرهم أنه اختارهم أمراء على جيوش الشام
لكي يعدوا الجيوش، ثم يعد معسكرًا للجيش خارج المدينة
في منطقة الجرش، ويصدر قرارًا آخر بإزاء القوة التي جاء بها
خالد بن سعيد رضي الله عنه في جيشه
فيرسلها لكي تعسكر في تيماء، على مسافة بعيدة من المدينة في اتجاه الشام
و يأمره بأن يبقى هناك حتى تأتيه الجيوش التي ستخرج لحرب الشام
فيسمع خالد رضي الله عنه ويطيع
وفي هذا عبقرية شديدة لأبي بكر رضي الله عنه
وبُعد نظر، إذ إنه يؤمن طريق المجاهدين إلى الشام حتى إذا حاول الروم أن يهاجموا المسلمين
كانت هذه القوات مستعدة لملاقاتهم.


ومن بُعد نظر أبي بكر الصديق رضي الله عنه أيضًا
أنه عينَّ يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه أحد أمراء الجيش
وهو أموي من قبيلة خالد بن سعيد
حتى لا يوغر عزل خالد بن سعيد صدر هذه القبيلة الكبيرة
وبعد ذلك بدأت الوفود تتجمع إلى الجيوش خارج المدينة
ثم ذهب أبو بكر ومجلس الحرب الذي كان قد عقده لرؤية الجيوش
بعد أن كانت قد أتمت إعدادها فلاحظ رضي الله عنه
أن إعداده وعتاده كان مناسبًا ولكن ينقصهم العدد
فسأل: ماذا ترون في هؤلاء، أترون أن نشخصهم إلى الشام في هذه العدة ؟
فقال له عمر: والله يا أبا بكر ما أرضى هذه العدة لبني الأصفر.{يقصد الروم}
فقال لأصحابه: ماذا ترون؟ فقالوا: نحن نرى ما رأى عمر
ففكر الصديق رضي الله عنه وألهمه الله عز وجل
الحل الذي يستطيع به أن يواجه جيش الروم.
............................
الرجاء قراءة التالي بتمعن يا اهل اليمن فانتم قصد والسبيل بعد الله
مواقف مبكيه جداً
يتبين لك فيها عظمة هذا الدين وكيف وصل اليك وحجم التضحيات
وكيف نفر اهل اليمن وبدون تردد للحظه واحده لبوا النداء
ابكي اخي تاثراً بالرجال فانني بكيت بكاء فرح واستاْناس
وفخراً بما صنع اؤلئك الرجال وكيف ابلوا بلاءً حسنا


فاين نحن منهم ؟!


...................................
بعد أن أُعِدَّتِ العُدَّة خرج أبو بكر ذات يوم ومعه رجال من الصحابة
حتى انتهى إلى عسكرهم فرأى عدة حسنة لم يرض عدتها للروم
فقال لأصحابه: ما ترون في هؤلاء أن نشخصهم إلى الشام في هذه العدة؟
فقال عمر: ما أرضى هذه العدة لجموع بني الأصفر يقصد الروم
فقال لأصحابه: ماذا ترون أنتم؟ فقالوا: نحن نرى ما رأى عمر
فقال: ألا أكتب كتابا إلى أهل اليمن
..........................
الله اكبر تخيل انك دعيت من قبل خليفة المسلمين
وانت اليوم تستغيث بك الثكالى واطفالهم في غزه
عندما تقراء تذكر فقط انك اليوم معني
وان هناك من منعك حقك في النصره بالغالي والثمين
اسمع رسالة الخليفه
ندعوهم إلى الجهاد ونرغبهم في ثوابه؟
فرأى ذلك جميع أصحابه؛ فقالوا: نِعْمَ ما رأيت افعل
فكتب
.......
بسم الله الرحمن الرحيم
من خليفة رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
إلى من قُرِيء عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين
من أهل اليمن سلام عليكم
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو
أما بعدُ فإن الله تعالى كتب على المؤمنين الجهاد
وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله
والجهاد فريضة مفروضة والثواب عند الله عظيم
وقد استنفرنا المسلمين إلى جهاد الروم بالشام
وقد سارعوا إلى ذلك، وقد حسنت في ذلك نيتهم، وعظمت حسبتهم
فسارعوا عباد الله إلى ما سارعوا إليه ولتحسن نيتكم فيه
فإنكم إلى إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الفتح والغنيمة
فإن الله تبارك وتعالى لم يرضَ من عباده بالقول دون العمل
ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين الحق
ويقروا لحكم الكتاب
ثم يختم الصديق خطبته لهم
حفظ الله لكم دينكم وهدى قلوبكم وزكى أعمالكم
ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين


وفحوى رسالة الخليفه
كما يوضح الصديق رضي الله عنه
أن الجهاد في الإسلام ليس فقط للدفاع عن الإسلام داخل القطر الذي تعيش فيه
ولكن لتحرير المستضعفين من المسلمين في اي مكان وتحت اي ظرف
نرى الصديق رضي الله عنه وأرضاه ايظاً
رقيقًا في التعامل مع الجنود المسلمين
حتى وإن كان من حقه الإمرة عليهم، وتوجيه الأوامر المباشرة
ويجب عليهم طاعته..


وهكذا يجب أن يكون كل والٍ على أي أمر من أمور المسلمين
يجب أن يتحلى برقة الطبع، و الرقة في الطلب
وذلك يشمل المسئول في عمله كما يشمل الرجل في أهل بيته
انطلاقًا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته
..................................
وبعث بهذا الكتاب مع أنس بن مالك رضي الله عنه
الذي يروي ما كان من أمر هذه الرسالة إذ يقول
أتيت أهل اليمن جناحًا جناحًا وقبيلة قبيلة
أقرأ عليهم كتاب أبي بكر وإذا فرغت من قراءته قلت



الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بـعد
فإني رسول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورسول المسلمين إليكم
ألا وإني قد تركتهم مُعَسكِرِين ليس يمنعهم من الشخوص إلى عدوهم
إلا انتظاركم
فعجلوا إلى إخوانكم رحمة الله عليكم أيها المسلمون
يقول: فكان من أقرأ عليه ذلك الكتاب
ويسمع مني هذا القول يحسن الرد علي
ويقول: ونحن سائرون وكأنا قد فعلنا
حتى انتهيت إلى ذي الكلاع

فلما قرأتُ عليه الكتاب وقلت هذا المقال دعا بفرسه وسلاحه
ونهض في قومه من ساعته
ولم يؤخر ذلك وأمر بالمعسكر
فما برحنا حتى عسكر وعسكر معه جموع كثيرة من أهل اليمن
وسارعوا فلما اجتمعوا إليه قام فيهم
فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال: "أيها الناس، إن من رحمة الله إياكم
ونعمته عليكم أن بعث فيكم رسولاً وأنزل عليكم كتابًا
فأحسن عنه البلاغ فعلَّمكم ما يرشدكم ونهاكم عما يفسدكم
حتى علمكم ما لم تكونوا تعلمون
ورغبكم فيما لم تكونوا ترغبون
ثم دعاكم إخوانكم الصالحون إلى جهاد المشركين
واكتساب الأجر العظيم
فلينفر من أراد النفير معي الساعة"


وهنا يبدو لنا في موقف ذو الكلاع الحميري رضي الله عنه
أنه سارع مباشرة في تنفيذ أمر أنس بن مالك
وطاعة خليفة المسلمين
ذلك أن المسلم مأمورٌ ليس بفعل الخير فحسب
بل مأمورٌ بالمسارعة إليه والقيام إليه دون تكاسل أو توانٍِ
فالمسارعة في الخيرات هي أسلوب القرآن الكريم دائمًا
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
آل عمران 133
وهناك فرق بين فعل الخير وبين المسارعة فيه
فالله تعالى يريد منا المسارعة في الخير ويريدنا أن نلجأ إليه كالذي يفِرّ
"ففروا الى الله"
................
بدأ رحلة العودة من اليمن في حوالي النصف من جماد الثاني 12 هـ
وأنه بلغ المدينة في 11 رجب أي أنه استمر في اليمن نحو 3 شهور.


قال أنس عن ذي الكلاع
فنفر بعدد كثير من أهل اليمن وقدموا على أبي بكر
فرجعنا نحن فسبقناه بأيام فوجدنا أبا بكر بالمدينة
ووجدنا ذلك العسكر قبله على حاله
ووجدنا أبا عبيدة يصلي بأهل ذلك المعسكر


قدم أنس رضي الله عنه يبشر أبا بكر بقدوم أهل اليمن
وقال: يا خليفة رسول الله وحقك على الله
ما قرأت كتابك على أحد إلا وبادر إلى طاعة الله ورسوله
وأجاب دعوتك وقد تجهزوا في العدد والعديد والزرد النضيد
وقد أقبلت إليك يا خليفة رسول الله مبشراً بقدوم الرجال وأي رجال!
وقد أجابوك شعثاً غبراً وهم أبطال اليمن وشجعانها
وقد ساروا إليك بالذراري والأموال والنساء والأطفال
وكأنك بهم وقد أشرفوا عليك ووصلوا إليك فتأهب إلى لقائهم
قال: فسر أبو بكر رضي الله عنه بقوله سروراً عظيماً
وأقام يومه ذلك حتى إذا كان من الغد وفي حوالي 16 من رجب 12 هـ
قدمت حِمير على أبي بكر فأقبلوا وقد لاحت غبرتهم لأهل المدينة
وتزينت المدينة
وخرجت لاستقبال جيش اليمن
فكان أول قبيلة ظهرت من قبائل اليمن حمير
وهم بالدروع الداودية والبيض العادية والسيوف الهندية
وأمامهم ذو الكلاع الحميري رضي الله عنه
فلما قرب من الصديق رضي الله عنه أحب أن يعرفه بمكانه وقومه
وأشار بالسلام وجعل ينشد ويقول


أتتك حمير بالأهلين والولد... أهل السوابق والعالون بالرتب
أسد غطارفة شوس عمالقة... يردوا الكماة غداً في الحرب بالقضب
الحرب عادتنا والضرب همتنا... وذو الكلاع دعا في الأهل والنسب
دمشق لي دون كل الناس أجمعهم... وساكنيها سأهويهم إلى العطب


قال: فتبسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه من قوله
ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
يا أبا الحسن أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
"إذا أقبلت حمير ومعها نساؤها تحمل أولادها فأبشر بنصر الله على أهل الشِّرك أجمعين"
فقال الإمام علي رضي الله عنه صدقت وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أنس رضي الله عنه وسارت حمير بكتائبها وأموالها وأقبلت من بعدها
كتائب مذحج
أهل الخيل العتاق والرماح الدقاق
وأمامهم سيدهم قيس بن هبيرة المرادي رضي الله عنه
فلما وصل إلى الصديق رضي الله عنه جعل يقول صلوا على طه الرسول
أتتك كتائب منا سراعاً... ذوو التيجان أعني من مراد
فقدمنا أمامك كي ترانا... نبيد القوم بالسيف النجادي


قال فجزاه أبو بكر رضي الله عنه وتقدم بكتائبه ومواليه
وتقدمت من بعده قبائل طيء
يقدمها حارث بن مسعد الطائي رضي الله عنه
فلما وصل هم أن يزجل فأقسم عليه أبو بكر رضي الله عنه بالله تعالى أن لا تفعل
فدنا منه فصافحه وسلم عليه
وأقبلت الأزد
في جموع كثيرة يقدمها جندب بن عمرو الدوسي رضي الله عنه
ثم جاءت من بعدهم بنو عبس
يقدمهم الأمير ميسرة بن مسروق العبسي رضي الله عنه
وأقبلت من بعدهم بنو كنانة
يقدمهم غيشم بن أسلم الكناني وتتابعت قبائل اليمن يتلو بعضها بعضاً ومعهم نساؤهم وأموالهم
فلما نظر أبو بكر رضي الله عنه إلى نصرتهم سر بذلك وشكر الله تعالى
وأنزل القوم حول المدينة كل قبيلة متفرقة عن صاحبتها واستمروا
فأضر بهم المقام من قلة الزاد وعلف الخيل وجدوبة الأرض
فاجتمع أكابرهم عند الصديق رضي الله عنه
وقالوا يا خليفة رسول الله إنك أمرتنا بأمر فأسرعنا لله ولك رغبة في الجهاد
وقد تكامل جيشنا وفرغنا من أهبتنا
والمقام قد أضر بنا لأن بلدك ليست بلد جيش ولا حافر ولا عيش
والعسكر نازل فإن كنت قد بدلت فيما عزمت عليه
فَأْمُرنا بالرجوع إلى بلدنا وأقبل الجميع وخاطبوه بذلك
فلما فرغوا من كلامهم قال أبو بكر رضي الله عنه
يا أهل اليمن ومن حضر من غيرهم
أما والله ما أريد لكم الإضرار
وإنما أردنا تكاملكم
قالوا: إنه لم يبق من ورائنا أحد فاعزم على بركة الله تعالى


وكان ممن توافد في أهل اليمن قيس بن مكشوح
وكان من فرسان العرب في الجاهلية وكان قد ارتدَّ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم آمن ثم ارتد ثم آمن وقد وافق أبو بكر رضي الله عنه على الاستعانة به
على الرغم من أنه لم يكن يستعين بأحد من المرتدين في حروب الروم
ولكنه اطمئن إلى إيمان قيس كما أنه كان من رؤساء قومه
..................................
واعذروني على الاطاله ولانني اذا اردت ان احذف بعض الكلام
وجدته من اعذب الكلام واجمله
ووفقكم الله لما فيه صلاح البلاد والعباد
ودمتم بالف خير
الفقير الى الله المحب ابو حذيفه
واحــبــكـــم فـــي الـــلـــــــــــــــــه