هل يستطيع الحراك الجنوبي إفشال خليجي عشرين في اليمن؟
صحيفة المتوسط أونلاين
تعد بطولة خليجي عشرين المزمع إقامتها في نهاية نوفمبر القادم باليمن؛ الحدث الأكبر جدلاً في الساحة اليمنية هذه الأيام، فلم يعد الحديث حول البطولة خاص بالرياضيين وحسب، بل أن هذا الأمر بات محل اهتمام النخب السياسية والقادة العسكريين والأمنيين والمثقفين اليمنيين، حتى أن البطولة أصبحت مادة لذيذه للمزايدة الحزبية في اليمن.
فالحكومة اليمنية تحرص بدورها على أن تكون البطولة الخليجية رقم عشرين ذات نكهة يمانية، بينما تتذبذب المُعارضة في مواقفها تجاه الاستضافة، أمّا بعض من يؤيدون الحراك فهم يرفضونها بحجة أنها ستقام في أراضيهم وهي لازالت مُحتلة على حد تعبيرهم، وبالتالي فهم لا يدخرون جهداً في اختلاق الفوضى الإعلامية للدفع بدول الخليج إلى سحب البطولة من اليمن لدولة البحرين الشقيقة.
امتداداً لسياسة إفشال المشاريع التنموية في المُحافظات الجنوبية، يسعى (بعض) قادة الحراك إلى إجهاض هذه التجربة التي لطالما انتظرناها كثيراً، بشتى الوسائل. فهم يعتبرون أن نقل البطولة من اليمن إلى مكان آخر، تقدم كبير في انجاز المشروع الانفصالي، فهو يعزل اليمن عن دول الخليج رياضياً، وبداية للتوتر السياسي، وبالتالي تقليل دعم الأشقاء الخليجيين للوحدة اليمنية.. زد على ذلك بأن فشل استضافة خليجي عشرين يضع اليمن في موقف محرج للغاية في نظرهم، وهي التي حاولت تسخير طاقات كبيره لانجاز مشاريع البنية التحتية في أبين وعدن استعدادا لهذا الحدث المهم والمفيد لتلك المناطق وأهلها.
يقوم البعض اليوم بنشر الإشاعات الإعلامية والتي يجيدونها باحتراف مهني عالي الجودة، كما أنهم يتصيدون الأخطاء الخاصة بالتجهيزات والترتيبات للبطولة، ويضخمونها عبر مواقعهم الالكترونية وينشرونها للمواقع الإخبارية و المُنتديات الخليجية بهدف صناعة رأي يمني وخليجي رافض لإجراء البطولة في اليمن، متناسيين أن الأخطاء كثيراً ما ترافق أي انجاز. فعلى الصعيد الرياضي الخليجي، تحدث التجاوزات والأخطاء الإدارية والتنسيقية والفنية وحتى الأخلاقية>>!
هناك من يشكك ويقلل من قدرات اليمن في توفير الظروف المناسبة للاستضافة، ونحن هنا لا ننكر شحة الإمكانيات واضطراب الوضع السياسي نسبياً والذي تعودنا عليه.. لكن دول الخليج أقرت الاستضافة اليمنية، بالرغم من علمها بـ "البير وغطاه"، وبطبيعة الحال، لا توجد هناك علاقة مُباشرة بين الرياضة، وبين السياسة والاقتصاد.. وإن حدث بعض التقصير الفني، فهم بلا شك سيلتمسون لنا العذر. أمّا في الجانب الأمني، فنحن نستبعد تماماً استهداف الضيوف من قبل تنظيم القاعدة الموجود في الجبال أو من الجماعات المسلحة الموالية للحراك.
لستُ مُتابعاً رياضياً جيداً، ولكني حريص ومُتمسك بحق اليمن في أن يكون خليجي عشرين في أرض اليمن، وأن يشرفنا الأشقاء في ديارنا المتواضعة.. كما أني حريص على أن يستفيد الناس في المُحافظات الجنوبية من هذه البطولة.. حريص على أن يستفيد البسطاء مثل البقّال وصاحب سيارة الأجرة، وصاحب الفندق وصاحب المزرعة والبائع المتجول والصياد.. والأهم أني حريص على أن يبقى اليمن كما عرفه التاريخ، ذلك القطر العربي الأصيل المضياف الكريم الذي يرحب بضيوفه وإن كان فقيراً.. وأن لا يتم تشويهه كما يريد الكارهين للكل شيء.
http://www.mutawassetonline.com/opin...-22-51-15.html
Bookmarks