لي في الجوانح صخرةٌ صماء .. فمهول خطبك يا زمان هباء
ولئن شكوت فما جزعتُ وإنما .. لغة المصاب مناحة وبكاء
ومن الخطوب منابع فياضة .. يمتاحها الخطباء والشعراء
وإذا سكتّ وقد أصبت فإنما .. تلك المصيبة نكبة خرساء
والمدنفون دموعهم وشكاتهم .. توحي إليك بأنهم أحياء
****
مالي وللدنيا .. نزلت فناءها .. فاستقبلتني حربها الشعواء
والت على الشبان سوط بلائها .. لؤماً وهم أضيافها النـزلاء
أنى يكون مع المشيب سعادة .. غن كان في عهد الشباب شقاء
يا مجد إن لم تهتبلك شبيبتي .. فالموت دونك والحياة سواء
(أبوالأحرار اليمنيين الشهيد محمد محمود الزبيري
من أعظم من انجبت اليمن في العصر الحديث
الرجل الثائر الإنسان الذي استطاع تغيير مجرى
حياة اليمنيين.. وأحد زعماء الحركة الإسلامية في العالم
أقسم بالله أن يحرر هذا الشعب فأبر الله قسمه:
وأقسم بالله خير القسم .. وما صنته من كريم الشيم
وما خبأت مهجتي من همم.. وما حملته يدي من قلم
وما هزني من إباءٍ ودم.. وما اجتاحني من عميق الألم
وما اكتسحت عزمتي من قمم.. لأرمي بقلبي في المزدحم
وأمحو عن الشعب عار الصنم.. وأجعله عبرةً للأمم!!
استشهد في العام 1965.. برصاصة غادرة
فأنشد البيت التالي وانتقل إلى رحمة الله،
بحثت عن هبة أحبوك يا وطني .. فلم أجد لك إلا قلبي الدامي
كان استشهاده من أعظم الأحداث يومذاك..
ومن عرفه تعجب: أي إنسان يمكن أن يقتل الزبيري؟
أي رصاصة غادرة يمكن أن تذهب إلى قلب كالزبيري..
كان رجلاً بحجم التاريخ والشعب والإنسان..
يقول البردوني رحمه الله أثناء سرده لقصة استشهاد الزبيري،
وبعد أن حكى استهاد الكثير من الثوار..
اتظن رابية تنوق .. الى دم أغلى يسيل؟
أو ما ارتوي عطش الرمال واتخم العدم الأكول ؟
يا للأسى، كيف استطب .. مماته "اليمن " العليل
ورنى السؤال الى السؤال وبغتة وجم السؤول
ماذا استجد فباحت الأصداء .. وارتجف الذهول
لبّى الدّم الغالي دم .. أغلى الى الداعي عجول
من مات؟ واستحيا السؤال وأطرق الرد الخجول
أهنا "الزبيري" المضرّج ؟ .. بل هنا شعب قتيل
وأعادت القمم الحكاية .. واستعادتها السهول
من ذا انطوى؟ علم .. خيوط نسيجه الألم البتول
في كل خفق منه "جبريل" .. وفي فمه رسول
بدأ الرعيل به السرى .. فكبا وسار به رعيل
وخبا وراء حنينه .. جيل، واشرق فيه جيل
وعلى الحراب أتم أشواطا، مداها المستحيل
وعلى منى ميلاده الثاني تكاتفت الفلول
لفظ البلى غربان "واق الواق" وانثنت " المغول"
فاحتز رحلته الرصاص النذل والطين العميل
فغفى وصدق الفجر في .. نظراته سحر بليل
أتقول عاجله الافول ؟ .. فكيف أشعله الافول ؟
فعلى الجبال من اسمه .. شعل مجنّحة تجول
وصدى تعنقده الربى .. وهوى تسنبله الحقول
وبكل مرمى ناظر .. من لمحه صحو غسيل
كيف انتهى ولخطوه .. في كل ثانيه هديل
هو في النهار الذكريات .. وفي الدجى الحلم الكحيل
وهنا ضحى من جرحه .. وهناك من دمه أصيل
غرب الشهيد وبينه .. والمنتهى الموعود "ميل"
من ذا يكر الى مداه؟ .. وقد خلا منه السبيل
فليبتهج دمه الى .. أبعاد غايته وصول
أو ما رأى الشهداء كيف.. اخضوضرت بهم الفصول
فرشوا "السعيدة " بالربيع .. ليهنأ الصيف البذول
ومضوا لوجهتهم ويبقى الخصب ان مضت السيول!!
رحمك الله يا عظيم اليمن)
Bookmarks