الشعب يتلقى رصاصة الموت الاخيرة وبوادر سخط شعبي تجوب المحافظات
حـكومة باجـمال تلغي دعم الفقـراء وتشعـل فتيل إنهيار البلد
رفـع أسعـار المشتقات النـفطية بنسبة تجـاوزت التوقعـات



أقرت الحكومة اليمنية اليوم الثلاثاء رفع أسعار المشتقات النفطية بنسب تجاوزت التوقعات وخلقت معهاحالة إستياء شعبي عارم وبوادر سخط جماهيري بدات تتصاعد في شوارع امانة العاصمة صنعاء وبقية محافظات الجمهورية منذ سماع المواطنين لقرارات الحكومة عبر وسائل الاعلام الرسمية .
وبحسب قرار مجلس الوزراء الذي عقد جلسته اليوم فإن سعر الجالون الواحد (20)لتر من مادة الديزل (900) ريال بعد ان كان سعره السابق (350) ريال لنفس الكمية في زيادة بلغت أكثر من 150% .فيما بلغ سعر نفس الكمية من مادة البنزين (1300)ريال بعد ان كان السعر السابق (700)ريال ورفعت الحكومة سعر إسطوانة الغاز المستخدم في الطبخ المنزلي الى (400) ريال للاسطوانة الواحدة بعد ان كان سعرها السابق(205) ريال وسيبدا العمل بهذه الاسعار إبتداءا من بعد منصف ليلة اليوم الثلاثاء
وهي نسب جنونية ستعصف باوضاع شريحة كبيرة من ابناء الشعب ومؤشر لكارثة إجتماعية و إقتصادية محققة ,ومخاطرة إفتقرت الى العقل والرشد السياسي اقدمت عليها الحكومة التي لم تلتفت للنداءات والتحذيرات المحلية والدولية من خطورة الاقدام على إتخاذ مثل هذه الخطوة التي ستهدد في المقام الاول امن واستقرار البلاد وسلمها الاجتماعي.
وجاءت هذه الاجراءات السعرية القاتلة في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية السيئة التي يعيشها المواطنون، خاصة بعد الأعباء المالية المرهقة التي أضيفت الى كواهلهم عقب موجة ارتفاع الأسعار التي شهدتها الأسواق اليمنية مؤخراً .
ووصف إقتصاديون هذه الزيادات المهوله برصاصة الموت الاخيرة التي توجهها الحكومة الى صدور الفقراء، ليس لأن الحكومة ستكف عن سياستها الاقتصادية المغلوطة، ولكن لأن شريحة كبيرة من المواطنين ستعيش في مجاعة يهلك على أثرها أعداد كبيرة منهم، بعد أن تحل كارثة اجتماعية مدمرة تلحق أضراراً خطيرة على البلاد·
حيث ان شريحة واسعة من سكان اليمن لم تعد تحتمل أية أعباء اقتصادية أو معيشية أخرى؛ كونهم عاجزين عن مواجهتها جراء تفشي البطالة وسط الشباب، وارتفاع معدلات الفقر بشكل متسارع خلال السنوات القليلة الماضية التي قذفت معها بملايين المواطنين للعيش تحت مستوى خط الفقر.
من جهة إخرى شهدت أمانة العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية مساء اليوم حالة إسياء شعبي عارم وظهرت بوادر سخط جماهيري واسع في الشوارع العامة واماكن التجمعات عقب سماعهم قرار الحكومة عبر وسائل الاعلام الرسمية .
وبدت على وجوه المواطنين حالة من الاسى والحزن البالغين جراء قرار الحكومة الجائر بحقهم وتراكم شحنات إحتقان كبيرة في نفوسهم جراء سياسات الحكومة المغلوطه.
وأكد مراسل "الوحدوي نت" بمحافظة صنعاء أن احد المزارعين إنتحب باكيا بعد أن انهى أحد شباب المنطقة من توضيح قرار الحكومة للمزارعين و الذي بثته القناة الفضائية وقناة 22مايو وإذاعتي البرنامج العام وعدن مساء اليوم الثلاثاء .
كما نشبت عدد من المشاجرات التي وصلت حد العراك بالايدي و السلاح الابيض بين مالكي السيارات وباصات النقل من جهة وأصحاب محطات الوقود بالعاصمة جراء رفض الاخير تزويد السيارات بالوقود , وإحتكار ه حتى منتصف الليلة لبيعه بالسعر الجديد .
يأتي ذلك في الوقت الذي يحتفل فيه الحزب الحاكم بالذكرى الـ27 عاما لتولي الرئيس علي عبدالله صالح لحكم اليمن , وهو ما ردده عدد كبير من المواطنين الذين إعتبروا هذه الزيادات السعرية الكبيرة إحدى نتائج نظام الحكم الذي دفع بمعيشة المواطنين وإقتصاد البلاد الى أدنى مستوياته جراء تفشي الفساد وغياب الكوادر و العقليات الكفؤوة القادرة على قيادة هذه البلاد وإخراجها من نفقها المظلم الذي تعيشه.
وكان خبراء في علم الاجتماع حذروافي وقت سابق من إستمرار الحكومة في تجويع المواطنين وسلبهم لقمة العيش من افواههم مؤكدين ان استمرار التدهور الاقتصادي، وارتفاع الأسعار، وانخفاض متوسط دخل الفرد جراء تدهور سعر العملة وتفشي البطالة وظهور الفوارق الطبقية التي تبتعد كل منها عن الأخرى بشكل عكسي، سيولد لدى الشباب شحنات عنف داخلية، ويخلق لديهم نفسية عدوانية تهدد السلم الاجتماعي·.
وكان رئيس الجمهورية إجتمع أمس بمسؤولي الدولة وقادة المؤوسسات الاعلامية والقيادات الامنية ودعاهم الى مواجهة التداعيات التي قد تحدث جراء تنفيذ الجرعة السعرية .
و شكلت الاجهزة الامنية فرق طوارئ لمواجهة الردود الشعبية الغاضبة والتي قد تتطور الى المسيرات و المظاهرات الاحتجاجية و ما قد يرافقها من اعمال شغب جراء إمتعاض المواطنين من إقدام الحكومة على المخاطرة بمعيشة مواطنيها .