لو سئلنى أحدكم ماذا يعنى لك صاحب الصوره ، لأجبت بثقه ، هذا الرجل هو الجنوب بذاته ،
ذاك هو عبود زين الخواجه ، أبن مدينه الوهط فى لحج الخضيره ، موطن السلاطين أل بيت الرسول ،
معشوقه القمندان ، وأهزوجه الراحل فيصل علوى ، وقصيده عبدالله هادى سبيت ،
هذه لحج ،، أرض الفل والكاذى والعناب ، من رحمها يخرج هذا الثائر ، ليتلو الجنوب أغنيه حب وثوره ،
حاملا" لواء الغناء اللحجى مجددا" ، ومتفانيا" فى سبيل جعل رايه لحج خفاقه" فى سماء الفن ،
ومن ذا يضاهى لحج فى أبداعها الفنى المتوهج على مر الأزمنه والعصور ،
من ذا الذى لم ترقه يوما" أغانى الشرح اللحجى ، من منا لم يتمايل طربا" مع أيقاع أغانى فنانيها ،
أنها لحج ، سيمفونيه إبداع لا تنتهى ، لحج المتناهيه فى الصغر ، المتناهيه فى الوجع ، تعزف لنا من فرط وجد" أغانى من سفر الخلود،
توثق لنا تاريخ الغناء على أصوله ، لترقص على وقعها أشجار الحسينى ،
هاهى لحج ، تهدى لنا أبنها البار ، القادم من عمق الوسط الفنى اللحجى ، ليوكد لنا أن لحج مازالت حبلى بالعديد من رواد الفن والسياسه ، والذين أعتادت لحج أنجابهم على مر الزمن ،
كان صوته مطلع الثمنينات المنبعث من تلفزيون عدن وهو أبن الثانيه عشره ، يبنئ بتجربه فنيه لا تقل عن كل التجارب الفنيه والتى أتحفتنا بها لحج ،
يومها غنى أحدى أشهر الاغانى الجنوبيه ( يا محلا ذا الجميل محلاه ، جماله والنبى فتنه ) ليوكد الفتى المدلل ، وأبن العائله الأرستقراطيه فى لحج ، أحقيته فى حمل لواء الفن اللجحى ، محدثا" ثوره هائله فى عموم مكونات تراث لحج الفنى والأيقاعى ،
شخصيا" كان عبود أحد أهم الشخصيات التى قابلتها فى حياتى ، فتركت بداخلى أنطباع خاص لا يمكن للأيام أن تمحى تجلياته ،
هذا الرجل بكل ما يحمله من فكر متقد أحدث ثوره موازيه فى أعماقى ، ليجعل القضيه الجنوبيه ضمن أولويات أهتماماتى ،
يحمل كاريزميه قلما رأيتها فى الكثير من أولئك الذين قابلتهم طوال حياتى ،
العام الماضى شأءت الأقدار أن يكون هنا فى الكويت ضمن فعاليات يوم الارض ، ليشدو يومها بروائعه الفنيه الخالده ،
والتى ألهبت أفئده وقلوب الجنوبيين ، ليغدو عبود الملهم الروحى لمسيره الثوره ، وأحد أهم أقطابها الرئيسين الذين ساهموا بشكل فعلى فى أشعال فتيل الثوره ، وأيقاظ الحس الوطنى لدى عموم الجنوبيون ،
ليصبح بعدها أحد أهم المطلوبين أمنيا" لنظام صنعاء ، ليتعرض لمحاولات أغتيال فى دبى ، نجى منها بأعجوبه ، فى محاوله بائسه لثنيه عن التغنى بقضيه شعب الجنوب ،
أذا كان من شئ يمكننا التحدث عنه كجنوبيين بالتزامن مع ما يحدث فى الجنوب من عنفوان ثورى ، فهو الحديث عن عبود الهامه الفنيه والوطنيه الكبيره التى ألت بنفسها ألا الأنتصار لقضيه شعبها العادله ، حاملا" هم الجنوب فى كل حله وترحاله ،
عبود الذى أيقظ فينا روح الثوره ، وزرع فينا بذور الامل حتى أشراقه الفجر المنتظر،
على قناه صوت الريان القطريه ، وضمن فعاليات مهرجان الربيع ، ألهب عبود بصوته العذب جموع الجنوبيين فى بلدان الأغتراب ، بينما كان يشدو ( إلى بندر عدن با سير سيره ،، ولا بارد نسم إلا بصيره ، متى باتمشى فى لحج الخضيره ، باشوف أهلى وأحبابى والأخوان ، أنا برتاح لا شفت شمسان )
انه عبود ، صوت ثورى حنون أدمن الجنوبيون سماعه عند كل صباح ، وعند كل فعاليه وطنيه ، أذ أصبح من المستحيل أن تدخل بيت جنوبى لا تجد فيه شريط كاسيت لتسجيلاته العاطفيه منها والثوريه ،
أبكانا عبود وأثرى فينا شجونا" لا يطاق لروابى الجنوب ( بلادى قد حكم دهرى ببعدك ،، أنا عايش هنا والقلب عندك، فقلبى يا عدن ملكك لوحدك ، بفضلك يا عدن أصبحت أنسان )
فسلاما" عليك ربان الجنوب ، ستظل فى قلوبنا دوما" شعله النضال المتوقده ، فلك منا السلام فى كل وقتٍ وحين ،
ويوما" ستعود للجنوب يا عبود،
المفضلات