مقــدمــة
إنها مجرد قصة…
لا أطالبكم بتصديقها…
فأنا شخصياً لم أستطع أن أصدقها…
فهي بالأخير قصة…
لكن أرجو أن تتذكروا هذا التاريخ جيداً...
6/ أبريل/ 2005م
ففيه عشت أغرب تجربة في حياتي…
Rami83
1-زيــــــارة..
- هل ترغب بالمجيء معي إلى عدن؟
عدن..
تلك المدينة التي طالما تسحرني بجمالها و هدوئها..
تلك المدينة التي تحتضن مجموعة من أعز أصدقائي..
و دعوة من أبي لأن أذهب معه إلى عدن..
بحث تخرج و ناقشته..
امتحانات و خلصتها..
إذاً ما الذي يمنعني من زيارة أصدقائي هناك, لهذا تجدونني أوافق دون تفكير... فرد عليّ أبي بلهجة صارمة نوعاً ما:
- أسرع إذاً و جهز أمتعتك فلا يوجد لدينا وقت, يجب أن نصلي العصر اليوم في عدن..
- حسناً.. لكنك لم تخبرني بعد كم سنظل هناك.
- سنعود اليوم بعد المغرب, فكل ما في الأمر هو أنني أرغب بزيارة صديق قديم يعيش في عدن.
في الحقيقة ترددت بعدما عرفت أننا سنعود بنفس اليوم, فالرحلة متعبة ذهاباً, فما بالكم بذهاباً و إياباً , لكنني تذكرت لوهلة أنني قد وعدت الأخ (العمراوي) بأن أعطيه قرص ليزري يحتوى على مجموعة من البرامج المفيدة, و لهذا أصبح لي هدف للذهاب إلى عدن و تحمل مشاق الرحلة...
و بعد حوالي نصف ساعة كانت مجموعة الرحلة قد أكتملت و أتخذت مواقعها في السيارة و هم كالتالي:
أبي: يتجاوز الأربعين من العمر, مرح طوال الوقت, و يعامل أولاده كأصدقاء
عمي: أصغر من أبي بسنتين فقط, لكنه يفوقه مرح, و هو من قاد السيارة.
رأفت: أخي البالغ من العمر 12 سنة, و هو من النوع الذي لا يستطيع أن يعمل شيء إلا إذا كان الساندويتش بيده.
محمد: أخي البالغ من العمر 5 سنوات.. و هو عبارة عن كتلة من المشاغبة و الذكاء رغم صغر سنه (ما شاء الله)
رامي: نحيل كقلم رصاص (على عكس رأفت) .. صموت كقبر (على عكس محمد) :D
و هكذا بدأت رحلتنا إلى عدن تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً من يوم الأربعاء الموافق 6/ أبريل/ 2005م...
كانت الرحلة ممتعة بحق حيث أمتزج المرح بالسعادة بأنغام (أبو بكر سالم) لتكون توليفة رائعة لرحلة مثالية, و صلنا إلى عدن تمام الساعة الخامسة إلا ربع, فطلبت من أبي أن يتركني في مديرية (التواهي) لأتواصل مع أصدقائي, و هو بدوره سيذهب إلى صديقة و نلتقي الساعة الخامسة و النصف في (جولد مور)...
و كنت حتى هذه اللحظة سعيد بكل لحظة أعيشها..
لأنني لا أدري ما الذي سيحدث لي نتيجة هذه الرحلة..
فلو كنت أدري, لما وافقت على هذه الرحلة من أساسه..
فما حدث لي أغرب من الخيال بحق...
*** *** ***
2- لقاء الأحبة
و أخيراً.. أنا في عدن, لقد حان الوقت لأسترجع أسعد ذكرياتي مع أصدقائي في عدن.. ذهبت لأقرب كابينة هاتف و أتصلت بـ(العمراوي):
- ألو..
- السلام عليكم
- و عليكم السلام.. من معي؟
- ما عرفت صوتي يا (عمراوي)..
- لا و الله.. من الأخ؟
- معك رامي..
- غير معقول.. يالها من مفاجأة رائعة, لقد انخدعت بمفتاح مدينة عدن, فلم أكن أتوقع أن تكون أنت.
- ههههههههههههههههه.. عارف و أنا ما أتصلت بجوالي من أجل أن أعرف رد فعلك
- يا ألف أهلاً و سهلاً.. كيف حالك أخي؟
- الحمد لله, ما زلت حياً
أسمعني أقدر أشوفك الآن..
- للأسف لا أستطيع.. فلا يوجد أحد في البيت و أنا مضطر أن لا أبرحه ( لا أدري لماذا أشعر أن معه مباراة مصارعة
).
- خسارة و الله, كنت أتمنى أن أراك و أن أعطيك القرص الذي وعدتك أن أعطيك إياه..
- لاااااااااااااااااا جبته معك, و الله أنا حظي زي الزفت ( لا أدري لماذا أشعر أنه بدأ يكره مباريات المصارعة :D (
- على العموم لا توجد مشكلة, سأعطي (شادي) القرص و هو بدوره سيعطيك.. ممكن تجيب لي رقم جواله..
- على طوووول... أنت تأمر :D أتصل بي بعد دقيقة, و الرقم سيكون معك..
- و لا يهمك أبشر..
و بعد حوالي دقيقة أتصلت به من جديد و أخذت رقم الأخ (الوحيشي), و بدأت رحلة خسارة من جديد حتى أني أشفقت على جيبي الذي أُصيب بالتهابات حادة بعد مكالمة (العمراوي) و أخاف أن يواتيه الأجل بعد مكالمة (الوحيشي) فتوكلت على الله و أتصلت:
- الو..
- السلام عليكم..
- و عليكم السلام..
- الأخ شادي..
- نعم.. من معي؟
- ما عرفتني؟..!
- لا و الله العفو.. (يا سلاااام على الاخلاق)
- معك رامي..
- رامي.. من رامي؟ ( أحرق أعصابي)
- يا أخي, معك رامي 83
- لااااااااااا مفاجأة رهيبة.. هلا هلا.. كيفك أخي؟.. (طفت الحريقة :D )
- الحمد لله.. ممكن أشوفك أخي..
- معي بكرة امتحان.. لكن انتظرني سآتي إليك حالاً.. أين أنت بالضبط؟
- بجانب (ايسكريم التواهي)
- سأغير ملابسي و أكون عندك.. انتظرني..
و بعد حوالي ربع ساعة كان الأخ (الوحيشي) معي, لا داعي أن أصفه.. فلن أستطيع أن أفيه حقه, فهو رجل بمعنى الكلمة.. في الحقيقة استمتعت أيما استمتاع برفقته, فتحدثنا الكثير حول الملتقى و أعضائه, تحدثنا عن الدراسة, عن التطلعات المستقبلية... باختصار أن رفقة (الوحيشي) رائعة بكل ما تحملها الكلمة من معاني...
بعد حوالي ساعة من المتعة أفترقنا على أمل أن نتقابل في القريب العاجل و أعطيته قرص (العمراوي) و من ثم أخذت (بابور) إلى (جولد مور) لكي ألتقي بأبي و بقية مجموعة الرحلة, لنعود إلى إب...
إلى هنا و كل شيء على ما يرام و لا يوجد أي شيء غريب.. فالغرابة و المغامرة تنتظرنا في رحلة عودتنا إلى إب... صدقوني أنها مغامرة لن تخطر على عقل بشر.. فكونوا معنا :D
Bookmarks