انظر يا فتحي الى اولائك القادة . الذين لم يرحموا رفيقهم و لا شعبهم
همسه : انا اناقشك فيما تقول . فقط يا اخي احترم الطرف الاخر
كن حجم قضية الجنوب التي تراها ..
من جرائم الرفاق (صندوق الموت الأحمر.. وقتل الدبلوماسيين في الطائرة)
فلنلقي نظره على شاهد من ابناء الجنوب يذكر لمحة عن ضحايا الطائرة التي شاع صيتها وذاع في أرجاء المعمورة وبلغ العنان.
جاء في كتاب الأستاذ عبدالقوي مكاوي رئيس جبهة التحرير في كتابه الموسوم
(شهادتي للتاريخ)
ـ الطبعة الاولى 1971 صفحة 402 في سياق جوابه على سائل حول أسرار حادث (طائرة الدبلوماسيين) التي انفجرت في ابريل عام 1973 وراح ضحيتها 25 من خيرة الدبلوماسيين في سفارات الجنوب في الخارج ..
قال: ( ان الحادث يعكس مدى ما بلغت به روح الإجرام والغدر والخيانة في صفوف حكام الجبهة القومية الذين لم يسلم منهم حتى زملاؤهم في تنظيم الجبهة القومية نفسه والحكومة .
لقد تم استدعاء كل السفراء لعقد ما سمي..
( بمؤتمر الدبلوماسيين ) الذي انعقد في عدن شهر ابريل من عام 1973م .. وقد افتتح المؤتمر ما يسمى برئيس مجلس الرئاسة .. وشكلت لجنة للسكرتارية برئاسة الاشطل المندوب الدائم في الأمم المتحدة بنيويورك .
كان هناك فريقان .. فريق يتزعمه المدعو/ الحقاني .. وهو من العناصر الإجرامية المعروفة وعضو ما يسمى (بمحكمة الشعب ) في عدن .. وكان هذا الفريق الذي يتزعمه الحقاني يحبذ لانتفاضة على الدبلوماسيين واعتقالهم ….
والفريق الثاني كان يتزعمه الاشطل رئيس سكرتارية المؤتمر الذي كان الحكام يعتمدون عليه في تنفيذ مخططهم بالمؤتمر .. باعتبار انه كان من جلادي الجبهة القومية في المحافظة الخامسة ( حضرموت) .. حيث كان يقوم بجلد الطلبة هناك ويحرر صحيفة ( الشرارة ) التي كانت تدعو الى التصفيات الدموية في عهد الرئيس قحطان الشعبي .
وكان الاشطل بسبب بقائه لسنوات في الامم المتحدة ، كان يرى ان سجن الدبلوماسيين سيسيء الى السمعة الخارجية لحكومة الجبهة القومية .
وقد استمر (المؤتمر ) لمدة عشرة ايام في مدينة الشعب بعدن ويدخل يوميا قفص الاتهام واحدا من السفراء وتوجه اليه أبشع التهم .. (تهريب العملة الصعبة) وبيعها في السوق السوداء .. التهريب عن طريق الزوجات .. وكثير من التهم اللا أخلاقية .
(سر الصندوق الأحمر)
لقد كان هذا المؤتمر الاستجوابي درساً قاسيا لم تنسه البقية الباقية من الدبلوماسيين الذين نجوا من صعود طائرة الموت والكيد المكيد ، والذين رفضوا العودة الى عدن عند ما تم استدعاؤهم من جديد خوفا من نفس المصير الذي لقيه زملائهم !!
وبعد انتهاء المؤتمر طلب من كل السفراء القيام بجولة في المناطق الريفية للتعرف على ما يسممى ( بالتجربة الثورية ) وبدأت الجولة بالمحافظات الثانية والثالثة والرابعة ، وقبل بداية الجولة عاد (الاشطل) الى مقر عمله مدعيا بانه مقبل على (امتحان) .. وما اعظمه من امتحان.. وطلب المدعو/ احمد علي مسعد السفير في روما .. وهو نسيب صالح مصلح وزير الداخلية حينها .. طلب من (احمد علي مسعد ) ان (( يتصنع المرض والاصابة بالانفولونزا )) ولو كان وباء الخنازير لأدعى ) وفعلا تاخر عن ركوب طائرة الموت المزينة بالصندوق الاحمر .
في المحافظة الرابعة ..
وصل الدبلوماسيون .واستقبلهم في مطار عتق محافظ المحافظة الرابعة المدعو/ علي شائع.. والمدعو/ احمد مساعد عضو اللجنة المركزية (ابناء الحزب الاشتراكي في عهد الاشتراكية).. والمدعو/ حسن باعوم عضو اللجنة المركزية .. وفي المساء طلب الدبلوماسيين لمناقشة ما يسمى ( بالتجربة الثورية ) لكنهم اعتذروا بسبب الإرهاق .. وفي الصباح .. وبينما كانوا في نقاش مع محافظ المحافظة الرابعة ، كان المدعو( حسن باعوم ) عضو اللجنة المركزية يتجول بينهم بصورة استفزازية ويردد
(( سالمين نحن اشبالك وافكارك لنا مصباح )) ..
مطالبا الدبلوماسيين ان يرددوا معه ذلك .
واثناء الاجتماع جاء المدعو/ احمد مساعد عضو اللجنة المركزية ومعه شخص يحمل ( صندوقا ) من الحديد احمر اللون واستدعى على معوض ، السكرتير الأول في السفارة في القاهرة ، الى خارج الاجتماع .
وبعد نهاية الاجتماع ذهب ( علي معوض ) ومعه ( عبود ) السفير السابق في الصين.. ذهبا الى وزير الخارجية ( محمد صالح عولقي ) الذي كان ضمن ضحايا الطائرة ، واعتذرا له من عدم استطاعتهما مواصلة الرحلة بسبب وصول مكالمة لاسلكية من الرئاسة تلطب منهما العودة فورا .
واستقل وزير الخارجية السابقة ومعه الـ 24 دبلوماسيا الطائرة وفيها ( صندوق الموت الاحمر ) في طريقهما الى المحافظة الخامسة ، وكان طيرانهم من المحافظة الرابعة نهاية المطاف في ابشع جريمة من جرائم القتل الجماعي التي عرفتها الانسانية .
ولقد وجد الخبراء ان اسباب الانفجار كان بسبب انفجار مواد شديدة الانفجار داخل الطائرة ...
واذا كان مدبروا الجريمة معروفين ، وبعض منفذيها من الذين سبق ذكرهم في هذا التقرير .. وحتى يكتمل اشخاص كل المنفذين .. فالمطلوب هو البحث عن حامل الصندوق الأحمر الذي كان يحمل الموت الاحمر ويرافقه ( علي معوض ) المندوب في الجامعة العربية وعين الجبهة القومية في سفارتها في القاهرة .
وقد شاهد حامل صندوق الموت الأحمر السفراء الذين نجوا من ركوب طائرة الموت .. وانهم مسؤولون امام الله والشعب والتاريخ ليعلنوا على الملا اسم حامل الصندوق الأحمر .. الخ ..
عندما نتحدث عن النظام الاشتراكي المستمد من الجبهة القومية فان الالوان الحمراء هي ألوانه المفضلة سواء الدم او المتفجرات ..
لا نقول الا .. حسبنا الله ونعم الوكيل ..
__________________
Bookmarks