قديما جمع أحد الحكماء أبنائه ثم أتى بعصا واحده ثم قال لأحدهم أكسرها فكسرها فأعطاه مجموعه من العصيان وقال
له أكسرها فلم يستطع كسرها فأوصى أولاده بالوحدة لأنها مصدر للقوة والصلابة
وهذه القصة هي زبده القول لإخواننا في المعارضة الذين يتطلعون إلى الـتخلص من هذا النظام الفاسد والفاشل وعلية
فأن وحدة صف المعارضة ( بكل توجهاتها وأفكارها وأهدافها تجتمع عند هذا الهدف وهو التخلص من نظام المصالح
الفردية على حساب المصالحة الوطنية ) مهم للغاية فسياسة الحاكم تعتمد على كسر المعارضة واحدا تلو الأخر
والوحدة هي الحصن المنيع للحيلولة دون كسر شوكة المعارضة التي تستمد قوتها في نهاية الأمر من فشل
ذريع للسلطة وهو ما يسير بوتيره متسارعه على كل المستويات
منذ زمن وأنا أتعمق في المعارضة هل هي أقلية أم أغلبية هل هي قادرة على أحداث تغيير أم لا
في هكذا وضع وأقصد هنا وضع المعارضة كل المعارضة فهي لا ستطيع أن تكون أغلبية ولا تستطيع أحداث تغيير
والسبب هو في شتات المعارضة بالتوجه أو بالأفكار والمواقف وتجاهل الهدف الرئيسي الذي يتمثل بالخلاص
من هذا النظام الدكتاتوري القمعي المتسلط والفاسد
استطاعت المعارضة أن تتكتل في أحزاب اللقاء المشترك على الرغم من المحاولات اليائسة لشق صف المعارضة
ولكن ليست أحزاب اللقاء المشترك هي كل المعارضة فهناك كثيرا من اليمنيين من هم خارج سرب المعارضة ولكنهم
لهم رؤيا مختلفة في معارضة الحزب الحاكم منهم مستقلين ومنهم أيضا منشقين من تكتل اللقاء المشترك كما عرف مؤخرا
بالحراك الجنوبي في الجنوب أو حراك المناطق الوسطى في الشمال وكل هؤلاء
كانوا يوما ما في صفوف أحزاب اللقاء المشترك منهم الإصلاحيين والاشتراكيين والناصريين وهما
( الحراك الجنوبي _ حراك المناطق الوسطى ) ثمرة من ثمرات ضعف المعارضة بحيث يصل من لديهم
قناعات بأن المعارضة هي دوران في ذات السرب وأن آلة تدمير السلطة أسرع من آلة التغيير لدى المعارضة
على الرغم من عدم وجود وجة تشابه بين حراك الجنوب وحراك الشمال المهم أن هناك تذمر من قبل الجماهير من جمود المشترك
لقد نجحت تكتل أحزاب اللقاء المشترك عند رفضها لأجراء انتخابات مزوره ومحسومة سلفا والتي يتحكم فيها
المال العام * والأعلام الرسمي * ومؤسسات الدولة التي يجندها الحزب الحاكم بكل مسمياتها لخدمة حزبه
وأهمها هي القوات المسلحة والأمن * واللجنة العليا للانتخابات * واستخدام الو ضيفة كسلاح للضغط على الموظفين *
وكسب اللقاء المشترك احترام الكثير من من كانوا يقاطعون الانتخابات في السابق لمشاهدتهم المسرحيات المختلفة
والتزوير والترغيب والترهيب للمواطنين وحافظ أيضا على تكتل اللقاء كأحزاب يؤمن النخبة الواسعة فيها أن قرار
مقاطعة الانتخابات السابقة يتناسب كحد أدنى مع الوضع الخطير والمأساوي في البلاد
وهنا الفرصة المتاحة لأحزاب اللقاء المشترك باستيعاب ما تبقى من معارضين خارج نطاق اللقاء المشترك
لتكوين أغلبية يمكن الاعتماد عليها في التغيير ولكنه يستوجب على اللقاء المشترك الالتزام بثلاث نقاط
1- تحديد الهدف
ما قرأته أنا حتى الآن من أهداف للقاء المشترك لا تتعدى مجرد التنسيق فقط للحفاظ على ما بقى لهم
من مقاعد برلمانية أو لتنسيق مواقف وليس هناك توجه نحو أهداف رئيسية تجعل منها منطلق لشراكه واسعة
مع مختلف أطياف الشعب التي تمني نفسها بمن يتبنى قضاياها المختلفة التي تتعلق كحد أدنى بالعيش الكريم
بحيث لا ترضى تلك الجماهير سوى ببديل يمسك بزمام السلطة بعد أن أثبتت السنيين فشل الممسكين بها
وعلى المشترك أن يكون أكثر وضوح في برامجه التي يجب أن تصل إلى كل مواطن وخاصة أن المعارضة
تمتلك اليوم وسائل إعلامية مختلفة محاربة الفساد * وتفعيل النظام والقانون * ومكافحة الفقر والبطالة
وإعادة دعم المواد الغذائية الضرورية * وإعادة الهيبة للتعليم والمعلمين * وإطلاق حرية الصحافة
وإشراك مختلف أطياف الشعب في صنع القرار * وتوزيع الثروة بعدالة * يجب أن يعطيها المشترك
أولوية قصوى وأن يتحرك على أساس هذه البرامج التي هي في متناول اليدين أن أمسك المشترك بزمام الحكم
وليست بعيدة المنال كما يتصور البعض
2- الدراسة والتخطيط
في وضع شائك كالوضع في اليمن يحتاج اللقاء المشترك إلى دراسة مستتبة للأوضاع ألراهنه واتجاه مساراتها
سوء الاقتصادية أو السياسية أو المتغيرات الداخلية و الخارجية بحيث يستغل الفرص المتاحة لتقديم نفسه كبديل لفشل
أصبح عنوانا في كل الاتجاهات وهو ما أقدم علية المشترك في الشكل وعجز عن تنفيذه في المضمون
فذهاب اللقاء المشترك إلى اللقاء ألتشاوري ثم انتقالا إلى الإنقاذ الوطني الذي نتج عنه التشاور الوطني
وهي خطوات مدروسة وصائبة ثم إلى رؤية الإنقاذ الوطني وكل تلك الخطوات كانت عبارة عن تخطيط سليم
ناتج عن دراسة مستتبة للوضع جنبت اليمن الدخول في حرب أهلية مدمره وجعلت المشترك يستقطب شخصيات
سياسية وقبلية والتفاف وطني واسع حول مشروع بديل للسلطة وهو ما تلاشى مفعوله بالذهاب إلى الحوار مع
الحزب الحاكم الذي يلعب على وتر استغلال الوقت فقط للمكوث أكبر قدرا ممكن من الزمن في السلطة
3- التنفيذ
من أجل أن يكون المشترك هو المرجع الرئيسي للمعارضة فعلية أن يكون أكثر وضوح مع الشعب اليمني
بأسره في كل تعاملاته وخاصة في ما يدور من خلافات بينه وبين الحزب الحاكم فالمواطن أصبح اليوم
واعي بدرجة تجعله يفرق بين من يسعى لإصلاح الوضع وبين من يريد أن يزيد الطين بله فعجز المشترك
عن تحريك الجماهير في الشارع وحتى من من هم تحت جنحه يدلل على فقدان الثقة بأحزاب المشترك
وجديتها في التغيير الذي يتطلب برأيي بعد انسداد أفق التغيير الديمقراطي ثلاث خطوات دون تراجع إلى الخلف
الخطوة الأولى - الحراك السلمي
وهو حراك مستمر في كل يوم وفي كل محافظة يزداد وتيرته يوما بعد يوم ليعبر الناس عن معاناتهم
سلميا وبطرق حضارية يصرخون بمظالمهم لكي ينتزعون حقوقهم سلميا وإذا تم قمع الحراك السلمي
وهذا ما حدث ويحدث فأنه يتوجب القيام بالخطوة الثانية
الخطوة الثانية - العصيان المدني
وهو تمرد سلمي يتم تعطيل الحياة وتنفيذ أظرابات في العمل والمحلات التجارية * والمواصلات
واستمرار الاحتجاجات وإذا قوبل بالقمع والقوة العسكرية المفرطة يتم الانتقال إلى الخطوة الثالثة
الخطوة الثالثة - الثورة الشعبية
وهي ثورة شعبية تقوم فيها الجماهير بالسيطرة على كل مرافق الدولة الهامة وتسليمها لقيادات جديدة
وإرغام الحاكم على تسليم السلطة مقابل العفو عنه أو مواجهة الثورة والوقوف أمام العدالة
Reply With Quote
Originally Posted by سنان الحميري
Bookmarks