أحمدوا الله على نعمة الحريه التي علمتكم أياها الوحده
أحمدوا الله أننا قبلنا نتوحد معاكم :dوبطلوا تتكلموا على الحريه لأنكم لاتعرفون معناها ألا من يوم أتحدتم معانا .
كنتم جواعا مسلوبي الأراده والحريه معظمكم لاجئ سياسي في الشمال كنا نصرف عليهم من أموال ضرائبنا والأخرين مغتربين في دول الخليج لاحقوق لهم.
من أجل لاتنسوا حبينا نذكركم فين كنتوا
واحد جنوبي كتب هذا أقروه وعرفوا وين كنتوا
طبتم
وطابت أوقاتكم
%%%%
إنها صورة
لا كالصور التي تتخيلون
تكشف حقيقة الماضي أحبتي
%%%%
إلتقطتها
عدسة الذاكرة
الغضـّة يومها ذلك ..
%%%%
(من حدود الشطرين)
في طابور طويل وقفت
كنت يومها لا أدري ما الأمر
ولا ما جعل عشرات يقفون هكذا موقف ..
نهضت مبكرا
كان أهلي قد وضعوا في جيبي من مساء تلك الليلة دينارا
ليخبروني في الصباح أننا بحاجة لعلاقي صابون (القط البري) وشيء من السكر ..
والدي كان فلاحاً
قلّ ماتراه عيناي
فربما مرّت بها الجمعة دون أن تمتّع ناظريها فيه
(والكادح صبوحه كسرة ..... قدهي من عشاه البارح)
هتاف فلاحي ذلك العهد ..
قطاع الفلاحين
طريق غير مفروش بالورود
إنما بالنار والحديد ،
أنت آخر مَن يشبع ،
وأول مَن يموت ..
شعار لايزال والدي يردده إلى اليوم
ليضحك بعده دائما
أين كانت عقولنا يومها ؟؟ !!
فيتبعها بكلمة : (أيااااااام) ..
ناولت مؤسسة (التعاونية) ذلك الدينار
بعد أن دار رأسي من حرّ المصيف ، ولا شحوم فما يؤكل إنما يسدّ به الرمق ..
في طريقي شممت (الدخون) ذلك الكادي ينبعث من بيت جارنا
نوافذ مفتوحة
حركة على غير عادة
لقد عاد رب الأسرة من أرض الغربة
سرحت مخيّلتي بما قد حمله لأبناءه من الهدايا
من الكسوة
من الماااااال ..
يالله
أكتب علينا الشقاء وشظف العيش ؟؟
تذمّر ليس في محلّه
لكنها خلجات صبي لا يعي ..
بالكاد حملتني خطاي من أمام دارهم
إجتزته .. أسمع صوت سيارة
نعم .. إنهم الرجال البواسل
إندهشت .. مَن يريدون ؟؟ وما السبب ؟؟
طرقوا باب بيت جارنا
أين أبوك ؟؟
فأجاب : لم يعُد ..
بلى ، لقد علمنا به .. أدعُه .. وإلاّ دخلنا وأخرجناه بالقوة
تسابقت دموع المسكين على وجنتيه
ولكأنما أُلجم ، فما من كلمة
إقتحم أولئك حرمة البيت
وماهي إلاّ لحظات ، وإذ بهم يخرجونه
إستقلوا سيارتهم ، ونحن في ذهول ..
تهادت بي قدماي لأربت على كتف صديق الصبا ، إبنه الذي سحّت دموعه
لفظت عبارات لا أتذكر منها اليوم إلاّ أنها للسلوان
وما مِن سلوان ..!!
طيلة تلك الأيام
كنت أنا وهو نتذاكر شأن والده
أين هو ؟؟
وما سبب غيبته ؟؟
وهل من معلومات عن حاله ؟؟
هاهو بيت الكادي يتحول لمنزل أشباح
غادرت البسمة محيّاهم
مامن روائح طيبة !!
مامن ملابس جديدة !!
مامن
مامن
مامن ......
لاشعور بالحياة ولا حباً لها
مرّت الأيام بطاء
ومع إكتساء ليل ذلك اليوم
إذ بباب بيتهم يدق في منتصفه
يضاء ضوء (الفانوس)
يفتح صديقي
أسمع صوته عالياً ، فرحاً ، مسرورا
أبي .. أبي
تتعالى الأصوات
وتغمر الفرحات
وتنهال القبلات ..
أسلّم عيناي للنوم وقد غمرتني فرحة لفرحة صديقي
ليل
اليوم الثاني والعشرين من الشهر الخامس
1990
أدامها الله حماها
صادق المودّة
والتبريك
Bookmarks