انفصاليون بثوب الاسلام.. نقاش حتى العظم!!!

[abcd]

السؤال الأول:

مع تفهمنا الكامل لفساد النظام وهمجية السلطة.. ووجاهة المطالب..

أيهما الأفضل في الإسلام؟؟؟

الوحدة.. أم الانفصال؟؟؟

أو .. بالأصح.. العدل.. أم المناطقية والتعصب؟؟؟

تحيه لك اخي سنان
لقد اجاب الاخ سامح عن بعض ما اردت ان اقوله وتعقيبا على ما ذكره الاخ سامح فاشير الى .
اعتقد بان الوحده هي من حث عليها الاسلام ولكن اي وحده . من وجهة نظري ان الوحده التى يحثنا عليها الاسلام هي وحده الايمان ووحده الدين وكل وحده تبنى على هذا الاساس هي الوحده المقصوده .
ومن حكم الوحده القوه والاخوه والتعاون والمازره وغيرها . وليست الوحده التى تكون مطيه للتسلط والمهانه والذل والاحتقار والتهميش والنهب .
لهذا ليس المساله مسالة كلمات وعناوين . او المساله تحقيق مارب بعابة الاسلام .
ومن هنا نقول اسقط الحكمه من الوحده على واقعنا اليوم فهل زدنا قوه . هل تحاببنا . هل تحسن مستوى حياتنا . هل تاخينا . هل صانت الحقوق . وهل وهل .........
لهذا في اعتقادي الكل مع الوحده التى قصدها الاسلام والتى تسمو بالانسان وكرامته وتزيده قوه .
ولسنا مع وحده شعار وقلوبنا شتى . لسنا مع وحده تغتصب فيها الحقوق ويهمش فيها الكثير وتسفك فيها الدماء وكل ذلك يجرى تحت مسمى الوحده .
لهذا كان من الاولى طرح سوالك بالشكل الصحيح .
هل انت مع الوحده الاسلاميه .

[الإكـلـيـل]

ومن أنت حتى تجردهم من حيائهم ؟
أتمنى أن تنتقي ألفاظك حتى لا ينوبك ما لا يرضيك ..
حقيقةً بِتُ أمقت مواضيعك السطحية و السطرية التي تُثبت من قبلك .. هذا غير ردودك الهزلية في الكثير من المواضيع وعندما تكتب بضعة اسطر لتسميها "موضوع" تطالب الكل بالجدية والندية والنقاش حول الفكرة فقط .. فأسمح لي أن أقول لك دعك عنك الأنانية يا هذا !!

لنعد إلى صلب الموضوع

الأصل في الوحدة هو القوة والعزة .. وإن كانت هذه الوحدة فيها من المهانة والذل والضعف فأظنني أجد بأن الانفصال بات حل أجدى نفعاً للمحافظة على كرامة الإنسان وراحته

أن الإسلام دين رفع الإنسان وأعزه وجعل كرامته وحياته أغلى من الكعبة .. وإن تناسيكم أن كرامة الإنسان عند الله أغلى وأكرم من الكعبة ذاتها يعجلني يوماً بعد يوم أؤمن بأنكم خانعون أو مستفيدون من هذا النظام ..

الوحدة التي أقرها وطالب بها الإسلام ليست هدفاً وإنما هي وسيلة .. فإن كانت غير مجدية فأظن بأن تركها أفضل وأزكى

ومن أنت حتى تجردهم من حيائهم ؟

من يدافع عن الانفصال بالاسلام .. ويغضب ممن يدافع عن الوحدة بالاسلام... وهذا رأيي الشخصي.. ولا داعي لأن تغضب، فأنا لم أخصص مجموعة معينة أو شخص..

حقيقةً بِتُ أمقت مواضيعك السطحية و السطرية التي تُثبت من قبلك .. هذا غير ردودك الهزلية في الكثير من المواضيع وعندما تكتب بضعة اسطر لتسميها "موضوع" تطالب الكل بالجدية والندية والنقاش حول الفكرة فقط .. فأسمح لي أن أقول لك دعك عنك الأنانية يا هذا !!

أبادلك نفس الشعور في مسألة الأنانية.. فأنت كثيراً من يكتب الردود الأنانية..

الأصل في الوحدة هو القوة والعزة .. وإن كانت هذه الوحدة فيها من المهانة والذل والضعف فأظنني أجد بأن الانفصال بات حل أجدى نفعاً للمحافظة على كرامة الإنسان وراحته

هل أنت متأكد أن الوحدة هي من جاء بالظلم والمهانة والضعف.. أم هي السلطة؟؟

قلنا لك نحن نتفهم كل الأخطاء، وكتبنا عشرات المواضيع في هذا، فهل تريدون منا أن نكرر نفس الكلام في أي موضوع..

وإن تناسيكم أن كرامة الإنسان عند الله أغلى وأكرم من الكعبة ذاتها يعجلني يوماً بعد يوم أؤمن بأنكم خانعون أو مستفيدون من هذا النظام ..

من قال لك أننا نتناسى كرامة الإنسان.. ؟؟؟؟

وما الذي سوف نستفيده جميعاً من الاصطفاف المناطقي بحجة النظام؟؟؟

لنفرض أننا نستفيد من النظام؟؟ كم يبلغ عدد المستفيدين من هذا النظام؟؟ لنقل 500 ألف شخص أو مليون؟؟؟

فهل من الحق الاصطفاف المناطقي ضد منطقة بعينها.. مع أن المسألة هي النظام؟؟؟

أخي الكريم.. إذا كنت تؤمن ان الانفصال حلاً وأنه سهلاً.. فبيني وبينك الأيام..

إذا كنت لا تؤمن بذلك، وإنما تؤيد المطالب الشرعية وتطالب بالتغيير فأطلب منك أن تتذكر أن للاصطفاف المناطقي والتعبئة الخاطئة نتائج وخيمة العواقب..

النظام .. السلطة .. الفساد.. كلهم حقارات شبعنا منها.. وعلينا أن نحسن في اختيار طرق النضال..

في كثير من دول العالم هناك ظلم وفساد وجهل.. لكن الثوار عليهم أن يقدموا الأفضل.. ويفكروا بالأفضل..

وحدة اليمن برئية كل البراءة من الفساد والظلم وكل شيء..

وحسب علمي أن الظلم وكل شيء ممكن يحدث حتى بدون وحدة.. إذا لماذا نتهم الوحدة، ونظلمها؟؟؟

[الإكـلـيـل]

كان يمكنك أن تطرح السؤال بشكل آخر، وليس بهذه الطريقة التي تحمل في مضمونها الجواب..؟

فمثلا.. لا يمكن أن يكون السؤال التالي سؤل نقاش : أيهما أفضل.. الصدق أو الكذب..؟

مرحباً بك استاذي.. أنت باحث وأريد رأيك المفصل في هذا الموضوع

[عبدالرزاق الجمل]

مرحباً بك استاذي.. أنت باحث وأريد رأيك المفصل في هذا الموضوع

سأعود إن شاء الله لأكتب رأيي لاحقا.. حينما يكون المزاج أكثر صفاء..

كن بخير دوما

[صالح اليزيدي]

ما دام الجميع متفقين ان الوحدة الاسلامية هي المطلوبه لديهم لماذا لا نتعاون ونحول هذه الوحدة المقيته الى وحدة اسلامية على الشروط والمبادىء الاسلامية .

[مجاهد الجنوب]

الاسئلة طرحت بشكل عشوائي ..!!
على كل حال ..

انا مع الوحدة الاسلامية ..

سأعود لطرح رأيي لكن اذا عارضتك في الرأي لا تخبرني انها مغالطات وتهرب منها (;

[مجاهد الجنوب]

ما دام الجميع متفقين ان الوحدة الاسلامية هي المطلوبه لديهم لماذا لا نتعاون ونحول هذه الوحدة المقيته الى وحدة اسلامية على الشروط والمبادىء الاسلامية .

صالح .. لن اصدمك في الواقع الذي نعيشه واخبرك بأشياء ستتهمني بأنني انفصالي وسيتهمني الوحدويين انني انشر الكره بين ابناء الشعب ..

من خلال رد في الاعلى ارى انك بدأت تقتنع ان الوضع الذي نعيشه ليس وحدة ويجب تصحيح مسارها .. اليس كذلك؟؟
كذلك كنت انا وغيري الكثير ..؟؟ كنت اقول .. من هذا الغبي الذي يرفض الوحدة التي امرنا بها الاسلام ..ومشاركاتي هنا في هذا القسم قبل سنة تقريباً ما زالت دليل واضح على حبي للوحدة ...
مرت الايام والشهور والسنوات .. بدأت اطٌلع على الواقع الذي اعيشه جيداً ...
انصدمت بواقع اليم .. لن اخبرك بشيء و اصدمك به الان ..
ولكن انت الان تسير في نفس الطريق الذي سرت به انا يوماً ما
وستصل الى النهاية و تنصدم حينها .. ثق انك ستغير افكارك عن غير قصد ..
حينها اذا ذكرتني ادعو لي بان يغفر الله لي ..

اتمنى لك التوفيق ...

[الإكـلـيـل]

تحيه لك اخي سنان
لقد اجاب الاخ سامح عن بعض ما اردت ان اقوله وتعقيبا على ما ذكره الاخ سامح فاشير الى .
اعتقد بان الوحده هي من حث عليها الاسلام ولكن اي وحده . من وجهة نظري ان الوحده التى يحثنا عليها الاسلام هي وحده الايمان ووحده الدين وكل وحده تبنى على هذا الاساس هي الوحده المقصوده .
ومن حكم الوحده القوه والاخوه والتعاون والمازره وغيرها . وليست الوحده التى تكون مطيه للتسلط والمهانه والذل والاحتقار والتهميش والنهب .
لهذا ليس المساله مسالة كلمات وعناوين . او المساله تحقيق مارب بعابة الاسلام .
ومن هنا نقول اسقط الحكمه من الوحده على واقعنا اليوم فهل زدنا قوه . هل تحاببنا . هل تحسن مستوى حياتنا . هل تاخينا . هل صانت الحقوق . وهل وهل .........
لهذا في اعتقادي الكل مع الوحده التى قصدها الاسلام والتى تسمو بالانسان وكرامته وتزيده قوه .
ولسنا مع وحده شعار وقلوبنا شتى . لسنا مع وحده تغتصب فيها الحقوق ويهمش فيها الكثير وتسفك فيها الدماء وكل ذلك يجرى تحت مسمى الوحده .
لهذا كان من الاولى طرح سوالك بالشكل الصحيح .
هل انت مع الوحده الاسلاميه .

حياك الله أخي الكريم.. والله اني اعتز بك وأقدرك كثيراً..

أخي الكريم: هناك ظلم، هناك كل شيء.. وللجنوب أوجاع خاصة ومطالب خاصة، وأنا أعترف بهذا.. ولو كان الأمر بيدي، لأمرت بتقديم السلطة من أولها لأخرها إلى منصة الاعدام لممارساتها الانفصالية الهمجية، واعتمادها اسلوب الدس الرخيص والحقير في معالجات المشاكل..

أخي الكريم: هناك ظلم على اليمن وهناك ذل وهناك إذلال وتجهيل لكل اليمن.. وللجنوب أوجاع خاصة التي لا ينكرها إلا جاهل أو متعصب أو متواطئ..

أخي الكريم.. اتفاقية الوحدة فيها ظلم لا بد من تدراكه وأنت قرأت مقالي المطول حولها، وأبرزها أن الجنوب سلم العاصمة وكل شيء...

أقسم لك أنني أحترم كل حر في الجنوب وأعتز به ولا أتعامل مع أي فرد بحجة منطقته.. وأتمنى من الجميع الخروج.. لكن ما وصلنا إليه عكس كل شيء...

الحراك لديه دوافع كافية ونبيلة وصادقة.. لكن عندما يتم توجبه أصابع الاتهام لغير الفاعل، فإن هذا ظلم.. وسندفع ثمنه جميعاً..

باختصار: هناك أشياء لا بد من تغييرها .. لا بد من تغير جذري في شكل الدولة اليمنية..

لكن الانفصال ليس حلاً حتى ندافع عنه .. ولنفرض أننا لا نريد الانفصال، لكننا نضغط ونتعاطف مع المظلومين رغم اخطائهم فهذا تغاضي عن الحق..

عليناً أن نكون صفاً واحداً ضد الظلم والخطأ أينما كان.

الانفصال في الامر الواقع، ليس سهلاً أبداً.. وبالتالي علينا أن نمنع الاصطفاف المناطقي أينما وجد:

يقول الله سبحانه وتعالى : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ..

فكيف يمكن أن نقول أن فلان مخطئ لمجرد أنه من جهة بعينها.. وأن فلان مصيب لأنه فقط من الجنوب؟؟

الفساد ليس له هوية. ولا قبيلة .. ولامنطقة.. اذن، لابد من العدل، والتحذير من الظلم؟؟


يقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما" .

وفي آية كريمة أخرى تحمل المبدأ العظيم، وهي تتناسب مع من يقف مع جهة معينة رغم أخطائها:

"ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"

إذن أخطاء النظام لا تسمح لنا بالانحياز مع الآخر بكل تصرفاته وأخطائه وأشكاله...
..

السكوت عن ممارسات ينتهجها البعض في الحراك ظلم.. يقول تعالى:

﴿ وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ))

إذن لا مبرر أمامنا لنسكت عن خطأ .. أينما كان!!


يقول الإمام سيد قطب رحمة الله عليه:

لكل الناس نفس الكرامة.. والتكافل الاجتماعي لا يتأتى بالتحرر المطلق من كل التزام أو بالمساواة المطلقة التي لا شرط لها لأن هذا يحطم الفرد مثلما يحطم الجماعة.

إذن .. كرامة الحضرمي هي نفسها كرامة الصنعاني.. والفارق في الممارسات!!

لماذا يشكك في نواياي في هذا الموضوع، لمجرد أنني من ما يسمونه الشمال؟؟؟

لماذا نحسب الظلم على أنه من "الشمال"؟؟؟؟

اتهام الوحدة مع أن السبب هو القيادة ظلم.. لماذا؟؟ لأننا نحاكم بريء.. ونعلم أنه بريء؟؟؟

وحدتنا كشعب بريئة من حيث المبدأ؟؟ والتفاصيل لا تعطينا الحق أبداً لمعاقبة غير المذنب!!!

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لتاخذن على يدي الظالم اخذا ولتسوقنه الى الحق سوقا او ليضربن قلوب بعضكم ببعض فيلعنكم كما لعنهم"..

إذن ليس هناك أي عذر أمامنا لنغض الطرف عن ممارسات البعض الخاطئة.. وإن كانت لديه آلاف الأعذار..

ما هو العدل؟؟ (اقتباس): "كلمة العدل لغويا تعني (القصد في الأمور، أو عبارة عن الأمر المتوسط بين الإفراط و التفريط) و مقابلها الظلم و الجور. و مصطلح العدل يرمي إلى المساواة في إعطاء الحقوق و الإلتزام بالواجبات دون تفرقة لأي سبب من الأسباب سواء كان دين أو جنس أو لون".

فما رأيك أن اتهم أنا، لمجرد أنني من منطقة بعينها؟؟؟

وما رأيك، أن يتعامل البعض مع فلان لأنه من منطقة كذا؟؟؟

هل هذا عدل؟؟؟؟

من ماذا ينطلق مبدأ الانفصال؟؟؟

ينطلق من أن سكان المنطقة الفلانية مذنبون.. وسكان المنطقة الفلانية غير مذنبون؟؟ وهذا تعميم

النظام الظلم .. الفساد .. كل شي جاي ورايح.. كلنا بنموت..

علي عبدالله صالح لن يبقى إلى الأبد.. ونحن لن نبقى فقراء إلى الأبد ولا أغنياء إلى الأبد؟؟؟ هل تستطيع أن تضمن لي أننا جميعاً سنكون أحياء بعد 100 عام..؟؟؟ الصالح بيننا والطالح؟؟؟

إذن لماذا نترك الدنيا تفسد علينا المحبة والمودة والإخاء والوحدة؟ لمجرد أخطاء شخص أو أشخاص..؟

ينطلق مبدأ الانفصال.. من أن 20 مليون في الشمال .. مصابون بالجهل ، وخانعون للظلم، ولا نريد أن نكون معهم؟؟؟

أليس هذا ظلم؟؟؟؟؟

ما الحكمة من إنكار الوحدة والاخوة واستعداء كل هولاء لمجرد أخطاء ارتكبها نظام جاهل أحمق؟؟

[الإكـلـيـل]

ما دام الجميع متفقين ان الوحدة الاسلامية هي المطلوبه لديهم لماذا لا نتعاون ونحول هذه الوحدة المقيته الى وحدة اسلامية على الشروط والمبادىء الاسلامية .

وبما أننا شعب مسلم كله.. فإن أي تفريق هو تفريق بين المسلمين.

أليس كذلك؟؟؟

[الإكـلـيـل]

الاسئلة طرحت بشكل عشوائي ..!!
على كل حال ..

انا مع الوحدة الاسلامية ..

سأعود لطرح رأيي لكن اذا عارضتك في الرأي لا تخبرني انها مغالطات وتهرب منها (;

أخي الكريم.. نورت موضوعي.. المسألة واضحة!

أيهما أفضل؟؟ تدافع عن الانفصال بالاسلام .. أم تدافع عن الوحدة؟؟؟

وحدتنا هي وحدة المجتمع.. بعيداً عن السياسة وكل شيء!!

[الإكـلـيـل]

مقال منقول لكاتب سعودي .. لكنه يستحق القراءة..

المناطقية والعصبية الذكية

د. عبدالله محمد السهلي

لقد تناولت في مقال سابق الحقبة الجاهلية* مَن بعثها مِن مرقدها! وذكرت بعض صور وأسباب التعصب القبلي المقيت وخطورته على النسيج الاجتماعي، إلا أن الحق يملي علينا أن نقرر أن هذا التعصب ليس إلا صورةً من صور قابلية التفتت والانشطار، وأن ثمة صورا أخرى يجب أن نسلط الضوء عليها علها تتضح تجلياتها في مجتمعنا ومن ثم نتلمس الحلول والبدائل التي تسهم في علاجها.

إن من المؤلم أنه في حين نرى الشعوب والأمم من حولنا تزداد تكتلاً واجتماعاً واتحاداً نرى بني جلدتنا يبدعون في صناعة التعصب والتشرذم، وهدر الطاقات ونسف المقدرات.

إن التشطر والتشظي مرضٌ مزمنٌ وعلةٌ مستفحلةٌ تظهر أعراضها في شكل دمامل وخُرّاجات في جسد مجتمعنا اليافع الفتي في صورة التعصب القبلي تارة وفي صورة المناطقية تارة أخرى.

هذه الخُرّاجات نذيرُ علة باطنية تستدعي مبضع الجرّاح الذي يقوم بفتحها وتنظيفها وعدم إهمالها وإلا ازداد تقيحها وتفاقم خطرها، وربما أودت بصاحبها وأعطبت جسده.

ولئن كانت العصبية القبلية صريحة في طرحها القبلي الجاهلي صراحة البدوي في صحرائه وخلف قطيع إبله، فإن ثمةَ رابطةٌ عصبيةٌ أخرى تنخر في مقدرات الوطن ومكتسباته، لكنها عصبية ذكية دبلوماسية لا تصرح بمبادئها كما تفعل العصبية القبلية.

هذه العصبية هي المناطقية التي تعمل بشكل ذكي مدروس الخُطى، بعيد المدى ولعلها استعارت شعار (بطيء لكن أكيد المفعول).

أقول إن العصبية القبلية التي تناولتها في المقال السابق كانت واضحة الأسباب* واضحة المظاهر* صريحة في طرحها صراحة تأبط شراً - وهو من صعاليك العرب - التي أعلنها بكل وضوح وشفافية في صياغة فلسفته في الحياة إذ يقول:

درى الله أني للجليس لشانِئٌ

وتبغضهم لي مقلةٌ وضميرُ

وإني لأستحيي من اللهِ أن أُرى

أجرجر حبلاً ليس فيه بعيرُ

ولا أسأل النذلَ البخيلَ بعيـرَه

وبُعران ربي في البلاد كثيرُ

فقطع الطريق أو (الحنشلة) هنا قيمة عليا لدى تأبط شراً يؤمن بها ويعلنها صريحة، والأمر لا يستدعي في تقديره المناورة أو المراوغة وتسول الآخرين، بل ما عليه إلا أن يأخذ حبله ويستولي على ما يشاء من قطعان الإبل التي تملأ الأرض ، فهذه (البعارين) ملك لله. وهؤلاء الصعاليك كانوا يكرمون الضيف ويطعمون الجائع وعابر السبيل وهم بهذا قد جمعوا بين نبل الغاية وسوء الوسيلة* يقول أحدهم:

فراشي فراش الضيف والبيت بيته

ولم يلهني عنه غزالٌ مقنعُ

هذه فلسفة تأبط شراً، وهذه رؤيته في الحياة، وعلى الرغم من إيغالها في مخالفة النظام والقانون إلا أن فيها ميزة واحدة وهي الصراحة والشفافية، مما يوفر مساحة كبيرة لدراستها ومعالجتها ومناقشتها معه لكن هذه الصراحة وهذه الشفافية كانت ضريبتها بالنسبة لصاحبها تأبط شراً الإقصاء والتغييب والتهميش، وهذا ما قرره تأبط شراً في نهاية هذه الأبيات إذ يقول:

عوى الذئب فاستأنستُ بالذئب إذ عوى.. وصوَّت إنسـانٌ فكــدتُ أطيرُ

مسكينٌ أنت يا تأبط شراً! إن الأمر لا يستدعي كل هذه الصراحة وكل هذا الاندفاع والتهور! كان بإمكانك أن تأخذ البعير، بل (الذود) كله (بعصاه) فتقتسمه أنت وأبناء منطقتك دون التصريح بمبادئك، وبعيداً عن هذه التلقائية الغبية!!

إن الأمر لا يحتاج سوى جرعة من الذكاء الاجتماعي والدبلوماسية والتوشح بالفضيلة أو العلمية التي تضمن أن ينقاد لك البعير و( يدرهم ) باتجاهك دون أن تحتاج إلى الحبل أصلاً !!

ثم بعد هذا دعوني أتناول مظاهر المناطقية في شكل تساؤلات حائرة :

- قُرّائي الأعزاء. من يفسر لي تجمع أهل مناطق معينة في دوائر حكومية معينة ؟ فتجد اللوبيات تملأ ردهات الوزارات والمنشآت، فهذه الوزارة فيها أهل تلك المنطقة وتلك المؤسسة فيها أهل تلك المنطقة!!

وهذا – حتى أكون منصفاً وغيرَ مبالغٍ – ليس باطراد في كل الأجهزة والإدارات والوزارات لكنه موجود في صور تكتلات هنا وهناك، ولا تخلو منه حتى المؤسسة الدينية! فعلى مستوى الأئمة والخطباء نجد على سبيل المثال هناك عوائل أو مناطق متخصصة في الخطابة، مع أننا لم نر فيها مزيد فصاحةٍ ولا بيانٍ، بل هم من عامة الناس فيهم الفصيح وفيهم دون ذلك، كانوا طرائق قدداً!

ولا شك أن هذه المناطقية واستشراءها في مؤسسات المجتمع ستكون في جانب كبير منها على حساب الكفاءة والأهلية - إذ المعيار والمحك هو المناطقية لا الجدارة والاستحقاق - وهو ما سينعكس سلباً على الإنتاج والتنمية في مجتمعنا، التي يجب أن تكون مصلحته فوق كل هذه الاعتبارات المناطقية* ناهيك عما ينجم عنه ابتداءً من الظلم وبخس حقوق الآخرين!

ومن صور المناطقية أن بعض الإخوة المذيلة أسماؤهم باسم القبيلة يشتكون من إقصاء وتغييب يمارسه المناطقيون تجاههم، مما اضطر بعضهم إلى الاكتفاء باسم العائلة وحذف اسم القبيلة حتى يستطيعوا أن يأكلوا عيشا مع الناس! ولتذهب القبيلة إلى الجحيم!

ومن صور المناطقية شيوع لغة التعميم في الأحكام وهي لغةٌ تعمل أول ما تعمل على إلغاء العقل وتهميش التفكير، فنجد بعض العبارات والأحكام المعلبة الجاهزة!، أهل منطقة كذا فيهم كذا، وتلك المنطقة فيهم كذا، ثم تنداح وتنساب هذه القائمة الطويلة من الأحكام المُبغّضة لبعضنا البعض وتجري مجراها النكت والتندر بمناطق معينة! مع أن العقل يشهد والتجربة تثبت أن التميز والطيب ليسا حكراً على أحد ، وأن في كلٍ خيرا و(كلٍ عطاه الله من هبة الريح).

وأخيراً: فإن ثنائية الجاهلية (القبلية والمناطقية ) أمراضٌ كالسلِ والجربِ ! أمراضٌ تفتك بالمجتمع، لكنها أمراضٌ ليست مميتةٌ ولا مستعصية ولذا: علينا جميعاً استشعار نعمة الله ـ عز وجل ـ في إيجاد هذا الكيان الموحد لنا جميعاً، فقد جمعنا الله بعد فرقة، وأغنانا بعد فقر، وأعزنا بعد ذلة ، ثم تأملوا هذه الثنائيات المتضادة لعلها تنفض الغبار عن عقولٍ رانت عليها العصبية والمناطقية! علينا جميعاً استشعار المسؤولية ومراقبة الله ـ عز وجل ـ في تولي الوظائف العامة، ولئن كانت القبلية والمناطقية أمراضا فإن الإيمان إكسير الحياة.

دعونا نعمل على نشر ثقافة الحب والاندماج في بعضنا بعضا

دعونا ننظر إلى ذلك الطيف من التنوع الاجتماعي بإيجابية

دعونا ننظر إلى تلك الفضاءات الكبيرة* التي تجمعنا

دعونا نركز على ما يجمعنا لا على ما يفرقنا

دعونا نحب بعضنا بعضاً

فإن لم يكن الحب فليكن التراحم بيننا

أم ترانا نزهد في هذه المعاني الجميلة؟

فنستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير!

خاطرة:

ماذا أحدّثُ عن صنعاء يا ابتي

مليحةٌ عاشقاها السلُ والجربُ!

[الإكـلـيـل]

خاطرة:

ماذا أحدّثُ عن صنعاء يا ابتي

مليحةٌ عاشقاها السلُ والجربُ!

المقال لم يكتبه كاتبه عن اليمن.. لكنه اختتمه ببيت البردوني الشهير:

حبيب وافيت من صنعاء يحملني.. نسراً وخلف ضلوعي يلهث العرب..

ماذا أحدّثُ عن صنعاء يا ابتي .. مليحةٌ عاشقاها السلُ والجربُ!

وكأن الكاتب يقول .. هذان المرضان موجودان في اليمن!!!!!!!!!!!