هذا الكلام ليس من باب الإيحاء النفسي، أو الحرب الإعلامية.. بل حقيقة تفصح عن نفسها شاخصة لكل ذي بصر وبصيرة..
وفحواها: أنه ثمة قيادة لا يعول عليها، وثمة شعب نائم، وثمة واقع دولي متقلب المزاج.. كل ذلك قد يفضي لا قدر الله، إلى حدوث تشطير في اليمن.. مع هذا فوحدة البلاد بألف خير.. لسبب واحد فقط، وهو أن دعاة التشطير بلا مروءة..
ذلك أنهم لا يتورعون عن إيذاء الضعيف والتحريض ضد المسكين، وإلهاب الضغائن، وتنمية العداوات.. وسنة الله في خلقه تقول إن التوفيق محال لمشروع يحمل هذه السمات..
إنهم بلا كياسة.. إذ لا دلائل تفصح عن معرفتهم متى يشدون ومتى يعقلون.
وكذلك هم بلا سياسة.. إذ لا براهين تدل عن أنهم يدركون ماالذي يردون ومالذي يأخذون..
كما أنهم بلا فراسة تجعلهم يفرقون بين العدو وبين الصديق.
نعترف أن الذين نهبونا جميعاً، أوغاد ولصوص، لكنهم ليسوا مناطقيين.. ونعترف بأن الجميع يتحمل المسؤولية.. ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..
توقعوا في الأشهر والسنوات القادمة، أن يتحول الحراك من حراك سياسي يطالب بفك الارتباط، ويمثل دعوة ملحة لبناء الدولة، إلى حراك عصابات خارجة عن السيطرة ترتكب الجرائم الجنائية.. وهو ما يلقي مسؤولية كبيرة، على عاتق الجميع في سبيل اتقاء هذا الانحدار المخيف..
أن يأتي الانفصاليون ليثبتوا تحجرهم ورعونتهم عبر ردودهم على هذا الكلام، فهذا أمر متوقع، ودليل دامغ على صحة ما ورد في العنوان أعلاه..
هذه النافورة الآسنة، لأبطال تلويث الهوية، أصبحت نتنة الرائحة، لأنها تكرر نفسها بشكل يثير الغثيان.. وبالتالي يصبح من اللازم على الجميع وضع حد لمثل هذه العدمية التي توشك أن تخدش حضورنا جميعاً في هذا الملتقى الرائع.. وعلى شرفاء الحراك أن يتنبهوا قبل غيرهم لوجاهة الوارد أعلاه..
Bookmarks