شبوة على خارطة الوحدة ..!!
بقلم / ياسر المرنوم
الوحدة اليمنية منجز تاريخي يحق لنا أن نفاخر به في شموخ ,, وحريّ بنا أن نضعه في فخرٍ تاج على الرؤوس .. كيف لا ونحن نشاهد في جلاء ما يحدث للعالم من حولنا من تمزق وتفكك في كل جزء منه لا بل وفي كل شبرٍ من أراضيه..
فالوحدة يجب أن تكون منبع فخرنا ومصدر عزنا , ولا بد أيضاً أن تكون ترجمة حية لواقعنا ونموذج نقدمه للآخرين في فن ورقي تعاملنا , فبهذا وحده فقط نكون قد قدمنا القدوة وصنعنا الفارق في زمن لا يعترف في قاموسه إلا بحدثٍ على الأرض واقع ! ..
لست هنا بصدد الحديث عن روعة المنجز وعظم الهدف المحقق ,, فهذا شي مسلم به ولا ينكره إلا جاحد ,, ولكن سيكون حديثي متناولاً جزئية معينة خاصة بخيرات الوحدة ومدى عدالة توزيعها بين أبناء الشعب الواحد .. وما موقع شبوة من الإعراب في هذا كله ..!!
وعند طرق هذه النقطة بالذات لابد من الإشارة في وضوح إلى حجم الفرق الشاسع بين شبوة الأمس واليوم وانه لا مجال للمقارنة بين عهد الوحدة في المحافظة وما سبقه من عهد لا يشرفنا الحديث عنه بحال .. ولكن يبقى البون شاسعاً أيضاً والفارق كبيراً عند مجرد التفكير في عمل مقارنة بسيطة بين ما تحقق من منجزات وخيرات للوحدة في شبوة وغيرها من المحافظات الأخرى ..!!
وعندما نتساءل عن سبب هذا كله لا نجد مبرراً واضحاً يكون كافياً ومقنعاً.. في حين انه وبواقعية حتمية ندرك أن أبناء المحافظة هم جزء من الأسباب بما هم فيه من ثارات تحصد أرواحهم ونعرات زائفة أفسدت عليهم معيشتهم .. ونجد من يتبوأ مكاناً مرموقاً منهم يسارع إلى التجرد من الضمير وطمس الانتماء وربما الانغماس في ملذات الفساد حتى النخاع ..
قد تكون شبوة ضحية لجرم ارتكبه أبناؤها , وكبش فداء لمواقفٍ قادها رجالها ,, ولكن أيكون هذا كافياً لظلم شبوة وحرمانها مما تتمتع به مثيلاتها من المحافظات الأخرى ؟ .. ألا يجب مثلاً أن تنال محافظة هذا حالها لفتة حانية من صناع القرار وقيادات البلاد ؟! كنوع من رد الجميل على الأقل لمواقف مشرفة أخرى كان لأبناء شبوة دوراً رائداً في رسم فصول أحداثها ,, ويجب أن يتذكر هؤلاء علاوة على ما سبق إن ما تحرم منه شبوة ويهدى لغيرها يكون منبعه ثراها وموجده تربه أراضيها ..
فلا نطلب من أحدٍ صدقة بقدر ما نحتاج لحياة كريمة نستحقها , وواقع نتمنى أن يكون شبيهاً بما نراه في محافظات أخرى غير بعيدة عن أراضينا .. أم ان ولاؤنا لغير هذا الوطن وانتماؤنا لغير هويته !!
قد يتحجج البعض بأن في شبوة (عراقيل) من صنع أبنائها كانت سبباً في حرمانها , وقد يكون لديهم بعض الحق في ذلك ,, ولكن أليس لزاماً عليهم في المقابل كولاة أمرٍ ارتضيناهم لحكمنا أن يسعوا في إزالة هذه المعوقات ويعملوا جاهدين على تسويتها .. بيد ان هذا ليس عذراً مقنعاً ونحن نشاهد محافظات أخرى شبيهة بوضعنا هذا ومع ذلك يكون معيار العطاء مختلفاً !
عندما نقول هذا وحين نتذكر (مواجعه) لا يعني بحال أن قضية الوحدة موضع شك أو محور جدل وحديث فهي قضية مقدسة وثابتة وطنية لا يطرقها نقاش .. ولكن عندما نرى غيرنا من أبناء جلدتنا ينعمون بوضع مغاير وواقع مختلف نتساءل عن حقنا الذي تفرضه لنا وطنيتنا وانتماءنا لهذه التربة التي نعشقها وكان لنا فضل كبير في ترسيخ وحدتها .. أبعد هذا كله نلام على المطالبة باليسير من حقوقنا ..!
قد يتهمني بعضاً ممن يمر على هذه الكلمات بالجاحد لخير الوحدة المحقق على أرض المحافظة .. ولكني أدعوه ليلقي نظرة في عجالة على مجرد مقارنة بين شبوة وليختر ما شاء غيرها من المحافظات ليدرك بعدها حجم الفرق وعبث المقارنة
مما سبق يتضح جلياً ان الحل لن يأتي هكذا سقوطاً من السماء ولن يغار على شبوة غير أهلها , فيجب ان يتكاتف أبناؤها ويستشعر كلاً منهم مسؤوليته ويثبت ولائه لوطنه ومحافظته وليكن همنا أولاً شبوة وانتشالها من واقعها .
فبغير هذا قد لا نجد حلاً مرضياً يواكب طموحنا ,, وسنبقى كرقم لا يشكل فرقاً في واقعنا وربما كمساحة فقط على خارطة دولتنا كلما تحظى به مجرد اسمٍ يشير إلى موقعها ..( فهل يا ترى جلب الاسم لصاحبه يوماً شيئاً ؟!).. وبعدها قد يحلو لنا البكاء على الأطلال..!
نقلاً عن حبان الثقافية العدد(40)
Bookmarks