أزمة الجنوب وعناوين الخلاف.. فلنبدأ بأطروحة 'الشراكة'

[abcd]

تحيه لك اخي عادل .
اعتقد بان موضوع الوحده او الشراكه موضوع شائك ولا يمكن اختزاله في المسائل النظريه التى تحاول ان تسقطها على الواقع .
فمن وجهة نظري بان الوحده لها شقين شق نظري وهو ما حاولت طرحة في موضوعك وشق واقعي وهو ما حاولت ان تتجنبه .
وبالتالي فان الوحده كواقع هي وحده بين طرفين وشراكه وتقاسم حتى تم التوقيع على اتفاقيه العهد والاتفاق التى تم توقيعها بين الشريكين ولم تنفذ وتم على اثرها حرب 94 التى اقصت احدى الشريكين ليستفرد الطرف الاخر بكل شي .
لهذا نتج عن هذه الوحده كل الازمات ابتداء بطرد الالاف من وظائفهم واستيلاء قيادات الطرف المنتصر على كل ما وقع تحت ايدهم كغنيمه وحتى ممتلكات المواطنيين لم تسلم من السطو عليها ولم يتم الاكتفاء بهذا بل تعدى الى ان تم تغيير كل ماهو جنوبي او تراث جنوبي الى شمالي كل ذلك تم لترسخ فكره بان الجنوب ارض اخذت عنوه . وهو ما خالف تنظيرك عن الوحده التى تحاول ان ترسمها في عقولنا وهي اصلا غير موجوده في الواقع .
اما الديمقراطيه والاغلبيه التى تكلمت عنها فان مفهوم الديمقراطيه هو راي الاغلبيه لكن تحفظ للاقليه حقوقها وتحترم وتصان . كما ان الديمقراطيه هي التبادل السلمي للسلطه فهل حفظت للاقليه حقوقها وهل تم تبادل للسلطه الى وقتنا هذا .
لهذا اعتقد بان التنظير شي والواقع شي اخر .
ومن هنا يكون طرحك نظري وليس له مكان في الواقع .

[الوحيشي]

باقي نقطة محورية مهمة جدا لولا معرفتي بك لقلت عن مقالك بأنه لمطبل للنظام ويهاجم الحراك .

أين نقطة الدستور يا سيدي العزيزي ؟!؟! أين دستور الوحدة وماذا حدث له ؟!؟!؟

[أبن اليمن]

بالتأكيد ياأستاذ عادل أن موضوعك يحتوى نقاط منطقيه وطالما سألت نفسي حول مايريده أخواننا الجنوبيين ولما هم أصلآ يعتقدون بأنهم دخلوا للوحده كشريك يوجب الطرف الأخر على تقسيم كل شيئ مناصفه ؟

وحين نفكر نحن فقط في موضوعية وهدف الديموقراطيه التي ينادى بها فسنصل فعلآ لأستنتاجاتك وأستنتاج الكثيرين بأنها تعني الحكم للأغلبيه .

ولكن لكي نكون واقعيين كما يتطلب المنطق أيضآ لابد وأن نعود الى الخلف والى سنة 90 تمامآ وقبل أعلان الوحده اليمنيه من قبل الطرفين.
دوله قائمه لها جيش قوي يحكمها حزب وصل الى نهاية مطافه ونهايته كانت مرتقبه وجد منفذ لتفادي السقوط المهين والحساب العسير من شعبه عبر تحقيق حلم كان شعبه دومآ مايحلم به وبذلك يهرب من مصيره المحتوم وماء الوجوه ويكسب وقتآ مهمآ لتجميل صورته أمام شعبه وأستعادة أنفاسه وقوته.
الوحده اليمنيه كانت لذلك الحزب وأفراده قارب الأنقاذ من الغرق المحتوم وقيادة الشمال كانت تعلم ذلك تمامآ ولذلك لم يوافق الحزب على الوحده التدريجيه أو الفيدراليه المعروضه عليه من قبل الرئيس الشمالي لأنه كان يعلم أن الفيدراليه التي عرضة عليه من قبل الرئيس الشمالي ماهي ألا مواصلة سقوطه.
الحزب كان ذكي ورفض أي نوع من أنواع الوحده الغير كاملة الأندماجيه ماعدا الجيش الذي هو الورقه الوحيده التي أراد الحفاظ عليها الى ساعة الصفر المناسبه حين يستعيد الحزب شعبيته وثقة شعبه من جديد ويري شعبه أنه رغم أخطائه كان أفضل من حكم همجي قبلي كما في الشمال.

وكان الشرط هو الشراكه والتقسيم لكل المناصب والأحتفاظ كلآ بأمواله الى أن يتم الأنتهاء من الفتره الأنتقاليه والقيام بأنتخابات حره.
هنا كان الرئيس الشمالي أذكى وأستطاع أن يخرب على الأشتراكي مخططه حين قام بخلق حزب جديد مخالف أيدلوجيآ للحزب الأشتراكي ألا وهو حزب الأصلاح ولم يكن ذلك بمحض الصدفه بل بعد دراسه عميقه لنفسية أبناء الشعب الجنوبي الذي عاني دينيآ من الحزب الأشتراكي وشرد وسحل علماء الدين لديه وحرم حتى من الجهر بالممارسات الدينيه وكانت تلك الخطوه من الرئيس الشمالي هي من غيرت موازين اللعبه التي كان يلعبها الأشتراكي ويراهن عليها حيث كان هو متأكد أن شعبه المنظم والمحترم للقانون لن يتقبل همجية المؤتمر وقبليته ولذلك راهن على فوزه في أي أنتخابات مستقبليه بعد فتره يهدء فيها شعبه من الماضي حيث كان الأشتراكي يخطط في الفتره الأنتقاليه لتغيير الكثير من النقاط السوداء في تاريخه والأعتدال والأبتعاد عن الشيوعيه التي هي قريبه الى الألحاد ولكن الأشتراكيه فهي لادخل لها بالدين بل فقط بالنظام الأجتماعي.

فقط من أجل ذلك المخطط كان شرط الحزب الوحده الأندماجيه الكامله بأستثناء الجيش فقط لأنه كان يتوقع أن المؤتمر في الأنتخابات لن يتقبل أي هزيمه وقد يزور أو يستخدم العنف فحينها سيتم أستخدام الجيش وبصفه شرعيه ضد المؤتمر ومن يقف معه .

ذلك كان المخطط ولكنه فشل لأن الحزب لم يتوقع أن يستطيع الرئيس شراء كبار قياداته وتناسى أن هناك من ينتظر الثأر منه (علي ناصر محمد وأتباعه ) وكشف المخطط وأستطاع الصالح أن يتفق مع الأحمر وتم تكوين الأصلاح الذي نسف كل أحلام الحزب. لأن الأصلاح أكتسح مناطق الجنوب وفاز بمعظم المقاعد هناك وفي كل مكان لم يكن المؤتمر مرغوب فيه.

وحين وجد الحزب نفسه قد أقصي من الشراكه عبر تلك اللعبه الذكيه التي قام بها الصالح والأحمر ،حاول الضغط بكل الطرق من أجل تذكير الرئيس بوعده بالشراكه في كل شيئ ( صالح والبيض) ولكن الصالح كسب الشرعيه التي كان يخطط لها والتى الأشتراكي كان أيضا يخطط لها ولكنه فشل . وحين حصل الصالح على الشرعيه المطلوبه ومحالفة القبيله ( الأحمر) والمجتمع الدولي لم يعد يهتم بخرافة الجيش الجنوبي المنظم والقوي لأنه منذ قيام الوحده وهو يشتري قيادة ذلك الجيش بالتعاون مع علي ناصر محمد واعدآ أياه بالشراكه أيضآ كما فعل مع البيض من قبل.

لعبه قذره هدفها الكرسي والنفوذ وليس هدفها الوطن وبناءه ،أستخدمها الطرفين غير أبهين بالشعب أو بمعاناة الشعب أو بما يحلم به الشعب ومايطمح أليه.

أما اليوم فلم يعد الأشتراكي السبب فقد تفرد الصالح بالحكم وأصيب بهوس العظمه.

أتذكر أني قرأت هذه الكلمات لكاتب ما لا أتذكر من كان قال :

كما أن الطعام ينضج بحرارة النار ،
وكما أن المطر ينهل بتفاعل الهواء ،

كذلك الشعوب تنضجها حرارة المحنه ، وتصفي أخلاطها مرارة العذاب، وحرارة التطلع الى الخلاص.

أخواننا في الجنوب بعد أنتصار الصالح على جيشهم عوملوا بطريقه جعلتهم يحنون الى عذاب وبطش الأشتراكي وكما يقول المثل القائل:
أيش الذي يصبرك على المر ، قال الذي أمر منه.

أنا لا أعتقد أن المسأله مسألة شراكه أو وضع وزراء جنوبيين في الصوره ورئيس وزراء في الصوره أو بناء شارع أو فتح مول عدن
المسأله هي في الشعور بأن بما أني جنوبي فأنا لاكلمة لي ولاحقوق لي أمام متنفذ شمالي ولا أستطيع أن أخذ حقي عبر قانون لأن الشمالي هو القانون.

أعتقد لو كان هناك عدل لما فكر جنوبي واحد في شيئ أسمه شراكه أو أنفصال .

ولذلك أنا أعتقد أن حل المشكله اليمنيه يكمن في قيام قضاء عادل وجهات تنفيذيه قادره على أعطاء المواطن حقه حين يلجاء أليه.

[الإكـلـيـل]

مع تفهمنا الكامل لجرائم السلطة والظلم وكل شيء..

أليس هذا هو الواقع؟؟ بمعنى على إهلنا في الحراك أن لا يشطحوا حتى يفقدوا كل شيء دفعة واحدة

[ذويزن اليماني]

لو لم يتم طرد الالاف الجنوبيين من وظائفهم

ولو لم يتم الاستيلا على مؤسسات القطاع العام الناجحة في الجنوب

لو لم يتم تهميش ابناء الجنوب وحرمانهم من العيش بكرامة على ارضهم

( تم اقصاء أبناء المحافظات الجنوبية حتى من وظائف في محافظاتهم نفسها

كمدير عام او حتى رئيس قسم وتم استيرد شاغلي تلك الوظائف من الشمال )

لو طبقت وثيقة العهد والاتفاق

اولو طبق النظام والقانون والعدالة الاجتماعية...

لو طبق كل هذا لتجاوز الجنوب عن الشراكه ولرضا

بالامام علي حاكماً مدى الحياة ولبايع احمد ولي للعهد ....

[الوحيشي]

رائع ابن اليمن كل ما قلته اتفق معك فيه 100% ، والله أنك داهيه ومتزن وحيادي إلى ابعد درجة .


نحن اليوم لا يهمنا ما حدث في 90 والله حتى لو وقع البيض نفسه على بيع الجنوب كله واستلم الثمن لما تغير شئ يا أخوان ، ما ترونه اليوم ثورة مثل الثورة على الإمام ومثل باقي الثورات في العالم ، شعب يريد أن يعيش حراً مرفوع الرأس .