شعر/ عمر محمد إسماعيل النهمي
ما كنت يوما نخاس يرمي قصيدته في الأسواق
أو حتى سمسار حروف مـداح ينفخ في الأبواق
يمتهن الشعر ويحسبه بابا للشهرة والأرزاق
لكني انقش من دمعي أبياتا تنبض بالأشواق
وانسق ما بين سطوري أزهار تجمعها الأطواق
واعجن من قمح حروفي خبز احمله في أطباق
للجوعى في كل رصيف في كل ضاحية وزقاق
في الدفتر ابني مملكة وأؤسس دولا للعشاق
فافــــجر فيها انهارا.. وافـــجر ينبوعا دفاق
واعلق فيها أقمارا وشموسا دائمة الإشراق
والله لشعري يا هذا رائحة طيبة ومذاق
ولحرفي عطر شفاف يتصاعد من بين الأوراق
فأنا لا انظم ثرثرة أو سجعا ظاهره براق
لكني أترجم إحساسا اقلعه من عمق الأعماق
فاُخرج من حبرٍ جافٍ للجرح ضماداً أو ترياق
واعلق قناديل حروفي لترش ضياء قي الآفاق
وأنعش بعبارة عشق أفئدة عطلها الإرهاق
بالشعر انشل أقواما كالجرذ توارت في الأنفاق
بالشعر أداوي ألباباً..غلفها غبار الأخلاق
وبه من بعد ظلام سأعيد النور إلى الأحداق
وسأفتح سراديب كانت من قبلي محكمة الإغلاق
بالشعر سأفتح مدرسة وأتلمذ جيلا عملاق
جيلا لا يشبهنا أبدا جيلا يتمسك بالميثاق
سيعيد المجد لأمتنا من بعد النكسة والإخفاق
ويرجع أقصى ..بأيدنا تركناه لألسنة الإحراق
جيلا يسترجع جولاناً ويعمر لبناناً وعراق
Bookmarks