رغم أن فترة كتابتي في المنتديات ليست طويلة الأمد إلا إنني أحببت أن اسطر انطباعاتي حول بعض الساحات التي كتبت فيها وهي السياسية .. العامة .. الأدبية ..
السياسية :
بيتي الأول ومحطتي التي يتوقف قطاري فيها مهما طال به السفر .. غزيرة الفكر متعددة الاتجاهات ... معلمتي الأولى وصديقتي الأقرب إلى نفسي ... حضرت فيها الكثير من المعارك .. قابلت من خلالها كل أشكال الفكر واغلب أصناف العقول ... أستطيع أن أقول أنها صقلت قلمي .. هناك أن لم تكن قوي الحجة واضح الطرح تجيد لغة الحوار .. تأخذك الأمواج العاتية لتقذف بك على الصخور.. هناك الدروس المستفادة لا تأتى بسهوله ... هناك دائما يكون لقاء الأقوياء وصراع الجبابرة ... هناك تجد المحاور البق الذي يزفك إلى موضوعه .. وتجد المحاور الصلف الذي يقنعك بوجهة نظره تحت تهديد السلاح ... وأخر يلقي برأيه في وجهك ويتركك تحدث نفسك .. عندما تدخل السياسية توقع كل شئ وكن ثابت الجنان ... إياك أن تطرح ما لا يقنعك .. وإياك أن تقحم نفسك فيما لا تفقه .. هناك نادرا من سيجاملك .. لا مكان للمجاملات .. شعارها كن واثقا من نفسك احترمك .. اظهر القليل من عدم الثقة انزع ريشك ريشة ريشه ...
فهناك سترى من يقود سيارة فاخره ( كاتب يستحق الاحترام والتقدير ) ...
ومن يقود سيارة صغيرة ( كاتب جديد يحمل فكرا يستحق التشجيع ) ...
ومن يقود سيارة قديمة الطراز متهالكة ( كاتب متطرف في فكره لصالح اتجاه معين يفضل عدم إضاعة الوقت معه ) ...
ومن يقود شاحنه ( كاتب لا يجيد سوى الهجوم أعطه درسا صغيرا ثم دعه يقضي على ذاته ) ... ومن لا يجيد القيادة أصلا ( علمه وتعلم منه ) ....
تعجبني لأنها زاخرة بالتجارب .. قوية .. متحديه .. صلبة .. أعضائها عادة أصناف مختلفة يغلب عليهم القوة والفكر الشجاع .. مرحهم مختلف وأفكارهم غير تقليدية عادة ..
واليكم بعض التعليمات :
= إياك أن تبادر بالهجوم ... اترك خصمك يفعل .. لان الذي يغضب أولا يضعف أولا .
= قبل الانطلاق قيم الكاتب الذي أمامك جيدا من خلال ردوده لا من خلال موضوعه .
= اترك لنفسك خط للرجعة دائما .
= إياك أن تكتب في السياسة إلا بغرض البحث عن الفائدة ومشاركة الآخرين الفكر وتبادل الفائدة وإلا فلن تكون محل ترحيب .
= كن شجاعا في طرح ما تؤمن به حقا .. وكن اكثر شجاعة في التراجع عن أخطائك بذلك تكسب الآخرين وان خالفوك الرأي .
العامة :
محطة صاخبة إلى درجة الإزعاج أو هادئة لدرجة الملل ... تذكرني أحيانا بالبرلمانات العربية كلا يصرخ برأيه ولا يهمه أن يسمعه أحد أو أن يستمع لأحد .. تشكل منطقة حساسة ومنزلق خطير فهي مكان لنقاش مواضيع اجتماعية وفكرية لجانب مهم من حياتنا .. تحتاج إلى نظرة واقعية موضوعية يصعب أحيانا توفرها ..
تجد فيها من يجدف بمركب صغير ( كاتب يسعى إلى المثالية اتركه يحلم ولا تكن قاسيا ) ...
ومن يتنقل في مركب بأشرعة قوية ( كاتب ذو فكر يستحق الإشادة ناقشه بمنطقية ) ...
ومن يجدف بمركب متهالك ( كاتب بغبغائي يطرح مالا يستحق الالتفات دعك منه ) ...
ومن يبحر بباخرة كبيرة ( كاتب متمكن ذو خبرة ومخزون ثقافي كن حذرا معه ) ...
تعجبني هذه الساحة عندما تستغل لأهداف جادة فهي مكان يمكن أن يكون مرحا ومفيدا ومريح .. وتغيظني عندما تكون عبارة عن مساحة للجدل الذي لا معنى له .. أعضائها عادة معتدلين مرحين ذوي صدر رحب ... غضبهم ظريف بمعنى انه يمكن احتوائه ..
الأدبية :
تجربتي فيها قصيرة جدا .... لذلك لن أطيل ..... تبدوا كبحيرة جميلة .. ساحرة .. الأضواء فيها خافته أعضائها رائعين .. مجاملين .. لا يجادلون .. انتقادهم لطيف وكلماتهم الطف ... ساحتهم مفروشة بالورود ... ما يميزها .. أنها لا تقبل ولا ترفض أنها تفتح أبوابها للجميع ... فشعارها البقاء للأفضل .. هناك الأفضل يُعرف بدون الحاجة إلى الكلمات .. كيف لا اعرف ... ببساطة هي الساحة الأجمل .... هنيئا لأعضائها بها .....
Bookmarks