بداية أعتذر عما سيطرح في هذا الموضوع
و لكن هذا واقع يعيشه أغلب الأزواج في أيامنا هذه
و الموضوع لا يمس كل الزوجات و لكن كما قلت الأغلب
لماذا الرجال لا يتزوجون الرجال ؟! لماذا الرجال يفتشون عن زوجة ؟!
لماذا تبدأ سعادته عندما تحل ليلة ارتباطه بها ؟!
لن أتحدث عن إحصائيات علمية و أرقام قياسية و مقولات لعلماء أفذاذ
فأنا أفتقر هذه الرؤيا التي تردع عن فكري حفنة التساؤلات
فالحلال بيّن و الحرام بّين لأن الرجال يبحثون عن ( أنــــثـــــــى )
عن تلك الأنثى التي ترتب ثيابه و ..
عن تلك التي تنتظره خلف باب المنزل لحين عودته من عمله
عن تلك التي تفرقع أصابعها و تحوم بين الحجرات عندما يتأخر دقائق فقط دقائق و دمعاتها تتقلّب مثلها حتى يعود الى المنزل
يبحث عن تلك التي تحمص الهيل فينهض فزعا من نومه يمشي خلف رائحة القهوة
حتى يصل الى زوجته فتضع التمرة في فمه
ويبدآن في احتساء القهوة العربية و تسبقها كلماتها المعتادة ( صباح الخير يا حبيبي )
الرجل يحتاج الى أنثى تملأ بطنه بأكلاتها الشهية و حلوياتها اللذيذة
يحتاج إلى أنثى تبتسم في وجهه و هي تخبز العجين غداءً لأسرتها
يحتاج إلى أنثى تهرع و تترك العجين عندما تسمع صوت بكاء طفلها فتلقّمه ثديها و هي تنشد أجمل أغنيات الطفولة
يحتاج إلى أنثى تصفعه على يده عندما يلتحقها في المطبخ فيتخفى و يتذوق الطعام وهي مازالت تطهيه
يحتاج إلى أنثى تمسح عرق جبينه في الظهيرة و تجلس في احضانه عند المساء
يحتاج إلى أنثى تمسك في يدها البخور و تبقى تنفث به حتى يتصاعد دخان كثيف فتبخر ثيابه و لن تهدأ حتى تشاهد الدخان يخرج من كل فتحات ثوبه النظيف
يحتاج إلى جسدها الذي يفوح منه رائحة العطور الزكية عندما يعود منهمكا من العمل
يحتاج إلى أنثى تملأ بيته أطفالا اعتاد أن ينظر إلى سباقهم مع أمهم نحو تقبيل رأسه عندما يعود للمنزل
يحتاج الى صوت هادىء وهمسات خافته تردد بين الحين والاخر
يحتاج الى ضحكاتها و قفزاتها الشقية و هو يرتشف النعناع الذي اعدته يديها النقية بعد ان استيقظا من نومة العصر يحتاج الى هذه الانثويــــــــــــــــــــــة
اين هذه الانوثة التي اندثرت في ظل تداعيات المساواة و في ظل العولمة الهمجيهة
اين هذه الانثى التي اصبحت غائبه في كيانها واخفقت في تمثيل ادوار الرجال تبحث عن وظيفة تجاري فيها الذكور
لتصبح اليوم قائدة الطائرات والعجيب ان الكل يصفق لها بل اضحت الانثى سكرتيرة مرموقة في الشركات
وكأنه لم يبقى في الكون رجال
ضاعت هوية الانوثة العربية عندما تلقّت دروس غربية تحت شعار الثقافة
فاحتدمت القرارات لتصبح اليوم ذو منصب عالي في الوزارات وتركت منزلها تعبث به الخادمات
تركت ابتساماتها التي تشرق في وجهها صباحا لزميلاتها الموظفات
وأعطت التأففات والتنهدات في وجه زوجها ظهراً مسرده له عناء الكدح والعمل ليقال أنها مثقفة
تركت عادتها في هرس الطعام الصحي لطفلها ولحظات النشوة عندما تغير حفاضته وتنظف ملابسه بغسيل يدها ليقال أنها مثقفة
ولم تعد تخجل عندما تقول أن لأطفالها مربية
جعلت وجهها شاحبا مرهقا من كدح العمل و عيناها محاطه بهالات سوداء دليل الشقاء و الكلل في منزلها أمام زوجها
ولكنها تغدو جميلة ساحرة عندما تذهب للعمل وللحفلات الاجتماعية ليقال أنها مثقفة
لم يعد هناك رائحة للهيل توقظ به زوجها
لم يعد هناك طهي طعام شهي نابع من انفاسها البريئة
لم يعد أطفالها مصدر اهتماماتها وبات الحد من النسل هو الحل الأمثل لاهتمامات عملها وزياراتها ليقال أنها اجتماعية ومثقفة
لم يعد خبز العجين وانتقاء الارز النظيف وحياكة ثياب زوجها هو اهتمامها
أصبحت الخادمة هي مربية لاطفالها وطباخة ماهرة لبطن زوجها وخياطة مدبرة لثيابه حتى لم يبقى لها سوى ان تشاطره على فراش الزوجية
مسكينة تلك الانثى فهي لا تعلم ان ثقافتها ليست أوائل اهتمامات الرجل فالرجل لايحتاج لثقفاتها
ولا لكتبها ولا لمؤلفاتها ولا لزياراتها للجيران والاقارب صباح مساء
لا يحتاج لمناصبها ولا لدراساتها بل يحتاج الى أنثى ..
يحتاج أنثى بعمق تكوينها الجسدي والفكري البريء والطفولي
يحتاج الى انثى يتغزل بجمالها ورونقها ونعومة خصرها وهدوء حديثها وانتعاش ضحكاتها
يحتاج الى انثى تغدو وجنتيها حمراء كأنها عروس عندما يسرد عليها القصائد الغزلية التي لم تشرع قصائد العالم الا من أجلها
فكل شعراء العالم لم يحكو إطلاقا عن ثقافة الحبيبة بل كلهم استرسلوا في محور واحد هو أنوثة العشيقة
الرجل شرع على نفسه بفطرة من الخالق العظيم ان يميل للأنثى بانوثتها وسمفوانيتها وليس لثقافاتها
والا لتزوج من الكتب او تزوج برجل اخر
----------
المصدر
رسالة من أنسان .. عاش هذه المعاناة
Bookmarks