(( أوّلها دلع وآخرها ولع ))
- «أولها دلع وآخرها ولع» هكذا أصف علاقتي المشؤومة بالسيجارة، فلقد بدأت أدخِّنها عندما كنتُ في سنوات مراهقتي الأولى، ومن بعدها أدمنتُ عليها حتى أصبحتْ رفيقتي الدائمة، فحبّي لها أنهك صحتي وسرق مني جسدي الذي أصابه الهُزال نتيجة فقداني الشهية على الطعام، ويا ليت الأمر توقّف عند هذا الحدّ؛ فلقد وصل بها الأمر إلى حدّ تعكير صفو حياتي الزوجيّة لا سيّما في شهر رمضان المبارك الذي كانت تحرص فيه زوجتي على تحضير الطعام الذي أحبّه، ولكن كما هي العادة دوماً كنت أبدأ إفطاري بتدخين السيجارة تلو الأخرى، وبعد ذلك أتناول النَّزر اليسير من الطعام الذي بذلت زوجتي كل جهدها وطاقتها من أجل إعداده خصيصاً لي.
والغريب أنني كلما أردتُ التوقف عن التدخين – لا سيّما عندما تكون جيوبي فارغة – أمتنع بكلّ بساطة وأتوقف لعدّة شهور، ثم أعود إليه من جديد؛ أمّا حين يتعلّق الأمر بكونها حلالاً وحراماً فكنت أتمسّك بها وأحاور وأناظر. إلى أنْ هداني الله سبحانه وتعالى، وأدركت الحكم الشرعي الذي يتعلّق بها، ولكن استمر الحال على ما هو عليه بين مدٌ وجزْرٌ. حتى عزتُ على التخلي عنها نهائياً في رمضان الفائت، وكم كان الأمر سهلاً، فشهر رمضان يمدّك بقوة عجيبة للتخلّص من العادات السيئة بسهولة، وبالطبع انعكس هذا الأمر إيجابياً عليَّ وعلى جميع أفراد أسرتي.
مما تصفحت وبوركتم
Bookmarks