علاج الخوف
يتوجب على الآباء والمربين اتباع التوجيهات التالية حين النظر في معالجــة ظاهرة الخوف :
أولا : تحديد سبب الخوف ومنشأه أمر هام في علاج الخوف ، لأن الخوف يزول بزوال اسبابه .
ثانيا : لما كان الخوف مكتسبا من البيئة التي يعيش فيها الفرد ولا سيما من والدي الطفل وأفراد اسرته ، توجب على الآباء والمربين عدم اظهار مشاعر الخوف امام الاطفال ، كما يتوجب على الامهات بشكل خاص عدم تخويف الاطفال من اجل تسكيتهم او اجبارهم على النوم او الخلود الى الهدوء .
وعلى الآباء ان يتذكروا ان الخوف يتكون غالبا بالاستثارة او التكرار فالقاعدة العامة تتمثل في منع إثارة الاشياء التي تخيف الاطفال ، وحتى يكون الآباء قادرين على علاج خوف اطفالهم عليهم ان يتذكروا ان ايحاء السلوك اقوى من ايحاء الالفاظ في تحقيق علاج الخوف وإزالته .
فمثلا اذا ارادت الام من طفلها الا يخاف من الدواء ، فعليها ان تخفي مظاهر خوفها من اخذ الدواء عن طفلها .
ومن الوسائل السهلة في معالجة الخوف التشجيع الجماعي ، وهو ما تفعله بعض الامهات ، سواء عن وعي ومعرفة او بشكل لا شعوري ، فحين تحاول الأم اعطاء الدواء لأحد اطفالها ويخاف من هذا الدواء ، تشجعه عن طريق اعطائها الدواء لأحد اطفالها الآخرين الذين لا يخافون تناوله ، مما يشجع الطفل الاول على تناول الدواء تحت تأثير تشجيع الآخرين ، وبالتكرار تجد الام ان مظاهر الخوف لدى اطفالها تزول بسرعة وسهولة .
ثالثا : يختلف علاج الخوف باختلاف نوعه او سببه على النحو التالي :
أ) اذا كان الخوف ناشئاً عن مخاوف حسية فلا بد من ربط مصادر الخوف بامور سارة ومحببة لدى الطفل وهذه الطريقة تعد من افضل الطرق في علاج الخوف ، فمثلاً يمكن معالجة حالة خوف احد الاطفال عن طريق تقديم الشيء الذي يخاف منه تدريجيا اثناء قيامه ببعض الاعمال او الهوايات المحببة لديه .. وبالتدريج يزول الخوف من هذا الشيء المخيف .
ب) اذا كان الخوف ناشئاً عن مخاوف لا تدرك ادراكا حسيا من قبل الاطفال لعدم وجودها كالغول مثلاً ، فان الامر يتطلب عدم إثارة الموضوعات التي تسبب هذه المخاوف ، اما اذا كانت الموضوعات التي تسبب خوف الاطفال موجودة فعلا كالموت فانه يتوجب على الآباء شرح حقيقة الموت بالشكل الذي يناسب عقل الطفل وخبرته ، والسماح للطفل بالحديث في هذا الموضوع دون كبته في نفسه ، حتى لا يبقى في حيرة فيما يتعلق بحقيقة الموت ، وحتى لا يقع في صدمة عنيفة تنشأ عند وفاة احد اقربائه .
وفي النهاية ننصح الاهل بالتوجه لاستشارة اخصائي بحال ان كل محاولاتنا لمساعدة الطفل باءت بالفشل لما قد يترك الخوف من أثر سلبي عليه وعلى بنيته النفسية السوية ، اذا لم يتم علاجه ومساعدته .
Bookmarks