نصيحة (1) : إشاعة خلق الرفق في البيت

عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم :" إذا أراد الله ـ عز وجل ـ بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق " . وفي رواية أخرى : " إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليه الرفق " . أي صار بعضهم يرفق ببعض . وهذا من أسباب السعادة في البيت ، فالرفق نافع جدا مع الزوجين ، ومع الأولاد، ويأتي بنتائج لا يأتي بها العنف كما قال ، صلى الله عليه وسلمم ، :" إن الله يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على سواه

" نصيحة (2) : معاونة أهل البيت في عمل البيت

كثير من الرجال يأنفون من العمل البيت ، وبعضهم يعتقد أن مما ينقص من قدرة ومنزلته أن يخوض مع أهل البيت في مهنتهم فأما رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كان يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم قالت ذلك زوجته عائشة ـ رضي الله عنها ـ لما سئلت ما كان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يعمل في بيته ، فأجابت بما شاهدته بنفسها وفي رواية : كان بشرا من البشر يفلي ( ينقي) ثوبه ، ويحلب شاته ، ويخدم نفسه وسئلت ـ رضي الله عنها ـ أيضا ما كان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يصنع في بيته ، قالت: كان يكون في مهنة أهل بيته ـ تعني خدمة أهله ـ فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة فإذا فعلنا ذلك نحن اليوم نكون قد حققنا عدة مصالح اقتدينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ساعدنا أهلينا شعرنا بالتواضع وعدم الكبر وبعض الرجال يطالب زوجته بالطعام فورا ، والقدر فوق النار ، والولد يصرخ يريد الرضاع ، فلا هو يمسك الولد ولا هو ينتظر الطعام قليلا ، فلتكن هذه الأحاديث تذكرة وعبرة

نصيحة ( 3) : الملاطفة والممازحة لأهل البيت

ملاطفة الزوجة والأولاد من الأسباب المؤدية إلى إشاعة أجواء السعادة والألفة في البيت ، ولذلك نصح رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، جابرا أن يتزوج بكرا ، وحثه بقوله :"فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك ، وتضاحكها وتضاحكك" وقال صلى الله عليه وسلم : كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو لهو ولعب ، إلا أربع : ملاعبة الرجل امرأته ". وكان ، صلى الله عليه وسلم ، يلاطف زوجته عائشة وهو يغتسل معها ، كما قالت ـ رضي الله عنها ـ : " كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، من إناء بيني وبينه واحد، فيبادرني حتى أقول :دعلي دع لي ، قالت:وهما جنبان " وأما ملاطفته ، صلى الله عليه وسلم ، للصبيان فأشهر من أن تذكر ، وكان كثيرا ما يلاطف الحسن والحسين كما تقدم ، ولعل هذا من الأسباب التي كانت تجعل الصبيان يفرحون بمقدمه ، صلى الله عليه وسلم ، من السفر فيهرعون لاستقباله كما جاء في الحديث الصحيح :"كان إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته" وكان ، صلى الله عليه وسلم ، يضمهم إليه كما قال عبد الله بن جعفر : "كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إذا قدم من سفر تلقي بنا ، فتلقي بي وبالحسن والحسين ، قال : فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى دخلنا المدينة" قارن بين هذا وبين حال بعض البيوت الكئيبة لا فيها مزاح بالحق ، ولا ملاطفة ولا رحمة ، ومن ظن أن تقبيل الأولاد يتنافى مع هيبة الأب فليقرأ هذا الحديث ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ،قال : قبل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد / ما قبلت منهم أحدا ،فنظر إليه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ثم قال :" من لا يرحم لا يرحم"

نصحية (4) : مقاومة الأخلاق الرديئة في البيت

لا يخلو فرد من الأفراد في البيت من خلق غير سوي،كالكذب أو الغيبة أو النميمة ونحوها ، ولا بد من مقاومة هذه الأخلاق الرديئة وبعض الناس يظن أن العقوبة البدنية هي العلاج الوحيد في مثل هذه الحالات، وفيما يلي حديث صحيح تربوي في هذا الموضوع ، عن عائشةـ رضي الله عنها ـ قالت : " كان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة " ويتبين من الحديث أن الإعراض والهجر بترك الكلام والالتفات من العقوبات البليغة في ممثل هذا الحال ، وربما كان أبلغ أثرا من العقاب البدني ، فليتأمله المربون في البيوت

نصيحة (5) : علقوا السوط حيث يراه أهل البيت

التلويح بالعقوبة من وسائل التأديب الراقية ، ولذلك جاء بيان السبب من تعليق السوط أو العصا في البيت ، في رواية أخرى قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، :"علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم" ورؤية أداة العقاب معلقة يجعل أصحاب النوايا السيئة يرتدعون عن ملابسة الرذائل خوفا أن ينالهم من نائل ، ويكون باعثا لهم على التأدب والتخلق بالأخلاق الفاضلة ، قال ابن الأنبا ري : لم يرد به الضرب به لأنه لم يأمر بذلك أحدا ، وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم والضرب ليس هو الأصل أبدا ، ولا يلجأ إليه إلا عند استنفاذ الوسائل الأخرى للتأديب ، أو الحمل على الطاعات الواجبة ، كمثل قوله تعالى : ( واللائى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن )]النساء/34[ على الترتيب ، ومثل حديث : " مروا أولادك بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر " أما استعمال الضرب دون حاجة فإنه اعتداء ورسول الله، صلى الله عليه وسلم نصح امرأة أن لا تتزوج من رجل لا يضع العصا عن عاتقه أي : ضراب للنساء ، أما من يرى عدم استخدام الضرب مطلقا تقليدا لبعض نظريات الكفار في التربية ، فرأيه خاطئ يخالف النصوص الشرعية