فطويتُ حزنكَ * والأسى ينهـارُ !
لاقيتُ بالأشواقِ خفقكَ في الدجـى
فشربـتَ حتـى غـارتِ الأنـوارُ
أمّنتُ خوفكَ من فـراق مواجـدي
فأضعتَ حقليَ .. ضاعتِ الأعمارُ !
داعبتُ روحكَ - مِنْحَةً – بتـودّدي
ورفيـفُ روحـي راعــشٌ أوّار
أذهبـتُ عنـكَ غيابـةً بأشعّـتـي
فأضـأتَ أنسـاً لـم يُضِئـهُ نهـارُ
أزهقتُ وحدتـكَ الكئيبـة بالهـوى
فطفقـتَ تنـأى والمـدى منْحـارُ
أطعمتُـكَ الحـبّ النـديّ مُعَطّـرا
فأكلـتَ صَبّـا والـنّـدى أنـهـارُ
أنسيتُكَ الضّجـرَ المُعتّـق بالأسَـى
فغـدوتَ طفـلاً والدّمـى أعطـارُ
سامرتُ صوتكَ - لهفةً – بحشاشتي
فطمستَ ليلي .. ناحـتِ الأسمـارُ
لا عدتُ أرجـو ضحكـة بمدائنـي
لا عادني صـوتٌ الهـوى الثّـوّارُ
رافقتُ دربكَ مُذْ خَطَـا بمشاعـري
والـدربُ بـاكٍ شائـكٌ مــوّارُ !
ونقشتُ حرفكَ فوق صدري نغمـةً
فشققـتَ قلبـي والنّـوى حـفّـارُ
آهاتُ نفسـكَ تستغيـثُ بأضلعـي
أغتالهـا ولحرقـتـي إهـصـار!
أسكنتُـكَ الجنـاتِ فـوقَ حدائقـي
فسكنـتَ فيهـا عابـثـاً وتـغـارُ
عانقتُ طيشكَ في دمـي بسماحتـي
وأنـا برغـم الجـرح فيـكَ أُثَـارُ
آليـتُ أن أهـواكَ حتـى أنتهـي
وبكَ انتهيـتُ فأنـتَ لـي أقـدارُ
أُرْعِفْتُ موتاً والحريقُ يغـصّ بـي
وبقيـتَ تنظـرُ صامتـاً وتـحـارُ
ورشفتَ من شغفي رحيقـاً رائقـاً
فأحلـتَ عمـري أنجمـاً تنـهـارُ
أبعدتُ عنـكَ حرائقـاً بجوانحـي
وبـكَ اكتويـتُ وخالجتنـي النـارُ
أنسيتَ وصلاً كم طواكَ صبابـةً ؟!
أنسيتَ كـم لصبابتـي إزهـارُ ؟!
ياربّ ذكرى الحبّ ملء سرادقـي
باتـت تمـزّق مهجتـي .. فأحـارُ
امطر على أفيـاءِ روحـي سلـوةً
مـاتَ الحبيـبُ وتوقـي الـنّـوّارُ
اهرق على قرحِ الجـروحِ سحابـةً
فنزيـف جرحـي هاطـلٌ مـدرارُ
اسكن عواصفَ لوعتِـي وصبَابَتِـي
فالبيـنُ هـاج كـأنـه إعـصـارُ
وتبعثرتْ صحفُ السكينة في دمـي
فالأفـق شـوكٌ والحيـاة دمــارُ
والقهرُ قهراً حـزّ كـلّ مشاربـي
فتهتّـكـتْ وتـكـدّرتْ أســرارُ
شعر : عطاف سالم
9/2/1431هـ
Bookmarks