قلم /طلال البعداني
حنكة الصالح ...واطماع المانح
الخضراء نيوز- خاص
ما بين تجاذبات السياسه وتحديات السياده وُضِعت سياسة اليمن الخارجيه امام تحد صعب ان كيف توازن ما بين الحاجات والتحديات في ظل غياب أي اهتمام حقيقي باليمن ومشاكله وازماته على مدى عقود
ولي قراءة مغايره ولي الحق في اعتناق رؤيتي حول التصريحات والمؤتمرات والتنديدات والترحيبات التي سبقت مؤتمر لندن بعضها مرسوم وبعضها طائش وبعضها منصف وبعضها فاحش وقراءتي ستتركز حول حنكه الصالح في استحلاب المصالح من مؤتمر لندن وبنفس الوقت يتجنب التدخل المباشر في سيادة اليمن
ودعوني هنا اوضح ان سيادة اليمن الى الان لم تنتهك حرفيا وان انتهكت شفهيا من جراء بعض التصريحات الغربيه وان ما يقال عن ان بعض الضربات الجويه التي حدثت مؤخرا في اليمن انها بطائرات امريكيه هي ليست حقيقه بقدر ما هي بالونات اختباريه اطلقتها وسائل الاعلام الامريكيه لتقيم أي تدخل مباشر في اليمن ربما كان هو محور دراسه لم ترتقي الى سدة القرار
ولم يخيب الرئيس الصالح ظن النيويورك تايمز التي انتقدت في مقال سابق لها انتشر على نطاق واسع كيف ان الرئيس اليمني يراوغ ليستفيد من الدعم الامريكي لليمن لما يوافق رغباته دون ان يحقق شيئا من اشتراطات المساعدات الامريكيه التي غالبا ما تنالها عند تقديمها لاي دعم لاي طرف في العالم وانتهت النيويورك تايمز مقالها بامنيه ربما لم تتحقق لها وهي ان ما تامله الاداره الامريكيه في تعاملها مع الرئيس صالح هو ان توافق مصالحه مصالحها تماما ليكون لها بعض من كل ما تريده من ضريبة مساعدتها لليمن ونحن بدورنا نتمنى ان توافق رغبات الصالح مصلحة اليمن
وكما ان الرئيس كما تصفه المعارضه في الداخل يتحمل اوزار جميع الازمات والاخفاقات والمشاكل والارهاصات التي تعانيها اليمن فلا ضير ان نشيد به من خلال السياسه الخارجيه التي ما زال يتفنن في ادارتها وسافترض كالمعارضه التوحيد المطلق في علي عبد الله صالح انه الاول والاخر في اليمن وان بيده الامر من قبل ومن بعد فكل صغيره وكبيره هو المسؤول عنها ومن هذا المنطلق ساقبل جدلا يالصالح خارجيا والفاسد داخليا لاخدم الفكره التي اريد تناولها هنا
القاعده موجوده في اليمن من وقت ليس بالقصير وان برزت مؤخرا بشكل اوضح ولا اريد ان افترض هنا افتراضا لا يبدو مستساغا لي نوعا ما ان النظام اليمني يستخدم القاعده كفزاعه يبرزها متى شاء لاثارة مخاوف الغرب لكن ساخفف من تركيز الافتراضات ليبدو الافتراض اكثر واقعيه وهو ان النظام في اليمن يحاول ان يستثمر تحركات القاعده حتى لا تكون شرا محضا على اليمن فالقاعده تلعب لمصلحة استدراج القوات الغربيه الى اليمن لتعيد احياء نفسها باستحداث حلبة صراع جديده تعتقد انها ستكون اكثر قوة فيها حيث تستفيد من عامل الارض والجمهور والغرب يحاول ان يستفيد من تحركات القاعده لان يجد لنفسه بقعة انتداب جديده يكمل بها مسلسل الاحتلال لتتحول الجزيره العربيه برمتها الى قاعده عسكريه امريكيه او غربيه على وجه العموم حيث تنتشر القواعد الامريكيه في دول شبه الجزيره العربيه الست بينما اليمن ماطلت اوراوغت في تحويل جزيره بعيده في البحر الى قاعده عسكريه امريكيه فارادت القاعده وارادت امريكا والصالح لعبها بدهاء واضح
المشترك بمجموعة تصريحاته كممثلا للمعارضه لم يكن متوقعا منه سوا التنديد وهو لا يرحب باي حدث قد يشكل أي رصيد للحكومه اليمنيه حتى ولو كان له ردود ايجابيه على الوطن وهي التي ظلت تامل على عدم حسم الجيش للمعركه مع الحوثيين حتى لا تحسب نقطه للنظام فما بالكم بمؤتمر تعتقد انه سيجلب مزيدا من الدعم للنظام وهي التي تفترض ان أي طائره في سماء اليمن امريكيه طالما وهي تستهدف القاعده وهي تطبق في الجنوب البلاده الحوثيه في الشمال التي لم تقنعها طائرات السوخوي التي تسقط نفسها بنفسها انها ليست سعوديه ولا امريكيه
التنديد بمؤتمر لندن تحديدا ربما يضايق النظام في اليمن لكنه وبعيدا عن موقف المشترك منه اراد النظام اليمني ان يحصل على فزاعه يحملها معه الى لندن ليحصل على ما يريد دون ان يعطي امريكا ما تريد وان اعطاها اليسير مما يحقق بعض الاطمئنان لها وبقصد او بدون قصد فقد شكل مؤتمر علماء اليمن وملتقى مشايخ وعلماء اليمن الذي جاء بعده بوقت قصير ومجموعة تصريحات لم تخرج من عباءة المشترك شكلت نوعا ما من ورقة الضغط للرئيس الصالح ليخفف من الحماسه الامريكيه والغربيه لاي تدخل مباشر في اليمن سهل عليه اقناعها ان ليس من المصلحه الان الحديث عن أي تدخل مباشر لانه سيوفر قاعده شعبيه للقاعده حتما لا تتوفر لها الان بالمطلق فالقاعده جل ما تستفيد منه الان هو احتضان بعض القبائل لها بدافع وجود بعض ابناءها من المحسوبين على القاعده فالحاضنه الان للقاعده هي حاضنه قبليه ومن غير الحكيم تحويل اليمن كله الى حاضنه عقديه للقاعده وهذه الرساله بالذات التي استطاع اليمن ارسالها للغرب عموما
الشيخ الزنداني بلحيته الحمراء التي تثير كثيرا فزع الامريكيين وهم يطالبون الحكومه اليمنيه بتسليمه لاتهامات مسبقه للشيخ الزنداني بتهمة الارهاب وخروجه بهذا الشكل الدرامي ليطلق تهديده بالجهاد الكلمه الاكثر اثارة لمخاوف الغرب تجعل البعض يربط بين تصريحات الزنداني وبين حاجة الحكومه لهكذا تصريح من هكذا شخصيه وان كنت افترض ان الشيخ الزنداني ليس ممن يُوجهون ولا يملى عليهم الا انني افترض ان الحكومه اليمنيه لم تكن لتتضايق ابدا من هكذا تصريح بل والاستفاده منه والعمل على انتشاره مذيلا بتواقيع اكثر من مائه وخمسه وعشرون عالما يمنيا
الا ان مشهد الشيخ الاحمر بدا لي اكثر حبكة دراميه من سابقه حيث يعرف بعلاقاته الاقوى بالرئيس اليمني القائمه على التحالف الاستراتيجي وايضا قدرته على استهجاء السايكس بيكو بتلك الطلاقه التي كان سيتردد عندها كثير والده رحمة الله عليه وربما كان النظام في اليمن بحاجة لمثل هكذا تصريح بالذات انه كان في ملتقى الشيخين شيخ العقيده وشيخ القبيله بمجموع مشائخهما ليرسل اليمن رساله واضحه انكم بين خيارين بين مواجهة اليمنيين بدون استثناء او بين مواجهة القاعده عن طريقنا نحن بدون تدخلكم المباشر وهذا ما عكسته التصريحات لبعض المسؤولين الحكوميين الواضحه وربما اراد اليمن بهكذا ارساليات ان يظل صداها لما قبل ولما بعد مؤتمر لندن حتى يتانى الامريكيون والغرب كثيرا في التفكير بتدخل واضح ومباشر في اليمن
Reply With Quote
Originally Posted by حااااشد
Bookmarks