بـسـم اللـه الرحمـن الرحيــم
نقـف وقفـة أحتـرام لـه , وقـوفـاً يستمـّر طويـلاً , لنجـم مـن نجـوم الزمـان , لأحـد أساطير بـلاد الأسبـان , لأسطـورة خدمـت الكاتـالان , وصنع أسمـه بكـل ما يـؤتى مـن فـرح وأحـزان , أتحـدث عـن لاعـب أقـل ما يُقـال عنـه أسطـورة خـالـدة سـوف تحفـظ في تاريـخ الزمـان , حيـث لأبداعـه أسم آخـر , ولنجوميتـه حـديـث آخـر , قـدّم لفريقـه أفضـل ما قدمـه في تاريخـه المُرصّـع بالذهـب والملـئ بالإنجـازات , خـدم الفريـق بروحـه وقلبـه إلى أن أصبـح مُعجـب جماهيـر برشلونـة , فلنـقـف مـع أبدعـات جـوارديـولا وقفـة بسيطـة ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~``
:: بطاقـة الـلاعــب ::
المـولـد / 18-1-1971 سانت بيدور (برشلونـة)
الـطـول / 180 سـم .
الـوزن / 73 كـجـم .
الأنديـة / خيمانيستيكـا ـ برشلونـة بتدرجاتـه الثلاثـة .
بدايتـه مـع الفريـق الأول / 16 ديسمبـر ـ 1990م
مبارياتـه الدوليـة / 31 مباراة دوليـة.
أنجازاتـه /
* دوري أبطـال أوروبـا (91م)
* كـاس السوبـر الأوروبـي (97م)
* 6 مـرات الدوري الأسبانـي ( 91/92/93/94/98/99)
* ذهبيـة أولمبيـاد برشلونـة (92)
يتذكر خوسيب غوارديولا بشكل جيد ومثالي , اليوم الأول في حياته الكروية عندما أدخلته والدته لمدرسة خيمانيستيكا في أقليم كاتالونيا , وبدأ بيب مع النادي في أشباله وأستمّر معه بكامل موسم (83-84) قبل أن يُطلب منه من قبل برشلونة أن ينضم لفريق الأشبال في النادي بعد عدة مراقبات من المختصين في تدريب الأشبال , فبالفعل خاض غوارديولا الأختبارات التجريبية مع عدد من اللاعبين الأشبال المُراد تجربتهم من قبل مدرسة برشلونة الخاصة بالأشبال ولم يتجاوز ال12 من عمره يومها , بيب أحتاج إلى أختبارين تجريبيين للأنضمام لأشبال برشلونة قبل أن ينضم ومعه ملفه للنادي الأكبر في أقليم كاتالونيا نادي برشلونة , هذه هي بداية أحد نجوم برشلونة والكرة الأسبانية في كرة القدم والتي أعطى لها الكثير في فترة خوضه لها , ويقود فريق الأشبال منذ بداية عهده مـع كرة القدم .
بيب غوارديولا , أنطلق مع الفريق الأول لبرشلونة بعد تألقه في برشلونة B , بعد أن قدم مستوى متميز كعديد زملائه الذين أنطلقوا للمغامرة مع لفريق الأول المليء بالنجوم في النادي الكاتالوني بُغية وضع أسمهم كـ أحدى
الخيارات المتاحة للفريق الأول الذي كان يقوده المدرب الهولندي العظيم " يوهان كرويف " صاحب العصا السحرية
وأحد أفضل من مر على برشلونة لاعبا ثم مدربا واداريا حتى , عندمـا وضعـه " كرويف " تحت التجربة وهو بعمر الـ18 سنة فقط فـ وضعـه كبديل للاعب المنخفض المستوى لويس ميل ومن ثم أنتقاله مما وضع كرويف في مشكلة وازمة كبيرة تتعلق بايجاد البديل في مركز المحور أمام المدافعين , عندما أراد كرويف أن يضع البديل في منطقة المحور لم يجد سوى بيب غوارديولا ليكون خياره الأفضل في هذا المركز , بيب الذي لم يكن يختار الطريقة الصعبة والمعقدة في اللعب بل فضل اللعب بطريقة السهل الممتنع فكان دوما يلعب بسهوله وبمهارة لاتوصف وكانت خياراته في التمرير وصناعة اللعب ناجحة تماما , جماهير النادي عرفت مع أختيار كرويف لـ غوارديولا وضمه للفريق الأول أن بيـب لم ولن يكن لاعبا ضعيف أو حتى عديم الشأن في الفريق الأول , ولكنه لم يكن بيب أساسيا مباشرة ً فقد بقي كاحتياطي لفترة إلى أن أصبح أساسي بشكل مستمر بجانب نجوم وأساطير قدموا الكثير لنادي برشلونة , وأصبح بجانب الثلاثي باكيرو وجيكا بوبيسكو وجليرمو أمور قوة لاتضاهى في تشكيلة فريق أحلام يوهان كرويف , ومـع مرور الأعوام والسنين أتضح لدى الجميع في كاتالونيا من وسائل إعلامية وجماهير ولاعبين القدر الكبير للأسطورة المُخلص لشعار البلوغرانا وعرفوا أن حبه لبرشلونة باق ٍ للأبد ولن يزول مهما تغيرت الظروف , تلت السنة الأخرى وأصبح غوارديولا يُلحق الأنجاز بالآخر , فقد كان سبب رئيسي في هيمنة برشلونة في بداية التسعينيات , وكان ممتلك مقاليد الأمور في خط الوسط كما هو معروف باستخلاصه المميز للكرة , ناهيك عن صناعته للعب مما جعله يصبح قائدا لبرشلونة رغم تواجد أسماء أكبر منه كـ ستويكشوف وباكيرو وروماريو ونادال وابيلاردو وأمور وبوبيسكو ولاودروب وحاجي وغيرهم من نجوم برشلونة في التسعينيات , كانت لحكاية خوسيب غوارديولا بداية في 1990 موكان لا بد من أن تكون لها نهاية فبالفعل حانت لحظة الوداع الشيء الذي لم يتصوره مشجعي البارسا إطلاقا فغادر بيبي الفريق في 2001 تاركا الفريق بعـد إحدى عشر سنة مليئة بالأفراح والأحزان ولتُقفل سيرة نجم لا يمكن أن ينسى لينضم إلى الكالتشيو الأيطالي مع فريق روما.
أنضم بيب غوارديولا في موسم 2001/2002 إلى نادي روما الأيطالي , بطل الكالشيو الأيطالي في موسم 2000/2001 , لينضم بيب إلى بقية نجوم الفريق في ذلك الوقت كـ توتي وأميرسون و غيرهم من نجوم فريق الذئاب المميز في ايطاليا , بيـب حكايته مع روما كانت بداية مميزة حيث وضعه فابيو كابيلو مدرب روما في ذاك الوقت أختياراً وعنصراً أساسيا لايمكن الأستغناء عنه اطلاقا بعد مستوى جميل من المحور الأسباني الأنيق , ولكن عدة عوامل ساهمت بانخفاض قدر غـوارديـولا عند المدرب كابيلو لعل أبرزها هو تعرضه الدائم والمتكرر للأصابات والتي حطمت حياته الكروية ليس فقط في روما وإنما في برشلونة سابقا وفي بريشيا وفي الدوري القطري فيما بعد , الأصابة لم ترحم غوارديولا فجعلت منه من أكثر اللاعبين تعرضا للأصابة التي حدت من سطوع نجمه ومن بروز أسمه فبدأ يفقد مكانته في روما شيئا ً فشيئاً بعد فقدانه التام لـ اللياقة المطلوبة والأستعداد البدني اللازم حتى جعله كابيلو عدواً له فجعله أسير مقاعد البدلاء وكان ينال فرصته بين حين وآخر ولكن بيب لم يعد متأقلما مع الفريق الذي سجل معه هدفين في الموسم الذي خاضه معه , غوارديولا طلب ترك الجيلا روسي بعد عدم قناعته بوضعه الحالي مع الفريق في تلك الآونة , فالحال لم يعد يعجبه ولا حتى روما لم يعد يعجبه ففكر كثيرا قبل أن تخذ قراراً بأنتقاله من روما إلى نادي آخر في الدوري الأيطالي نادي صغير يُدعى بريشيا الذي يضم أسطورة أخرى في كرة القدم وهو الأيطالي الكبير روبيرتو باجيو , وبالفعل أنضم خوسيب غوارديولا إلى نادي بريشيا مطلع عام 2002/2003 , وكان محاولات غوارديولا لاستعادة مستوياته المعهودة كبيرة جدا , وحجز لنفسه مكانا أساسيا ولكنه لم يبقى به كثيرا فتلته الإصابة تلو الأخرى التي حدت من مسيرته في كرة القدم الأوروبية بعد موسم مُخيّب للأمال مع بريشيا في دوري أيطاليا , بعد عامين سيئين في الكالشيو الأيطالي أختار بيب غوارديولا قرار أثار دهشة العديد من متابعي هذا اللاعب الكبير بأنتقاله للعب في دولة قطر ومع فريق الأهلي ليكون هذا النادي الشاهد الأخير على فصول إبداع النجم والللاعب الكبير بيب غوارديولا الذي قاوم الكِبـر والإصابات وواجه الظروف الصعبة في التأقلم مع كرة القدم القطرية والخليجية ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~`
نهاية ..
أتمنى وأرجو من الله أن يكون هذا الموضوع كافيا ووافيا عن الأسطورة الخالدة في برشلونة بيبي غوراديولا الذي لن يكفي بأن أكتب عنه عشرات السنين , وأتمنى أني قدمت كل ما يختص بحياة هذا اللاعب منذ بداياته وحتى نهايته الوشيكة , وفي الختام أشكر أولا جميع من تفضل وقرأ الموضوع وأمل أنه نال إعجابكم وحاز على رضاكم , وتحياتي تشمل الجميع ولنا لقاء أخر في موعد قادم وجديد باذن الله تعالى ..
المفضلات