Originally Posted by
مـــراد مـحـمـد
كلمات جميله اخي نورس الجنوب الغالي
ليس لدي ما اقوله سوى ان وصفك لما ذكرت ليس بالضرورة ان تكون يساريا !
فهذه هي الإنسانية الحقه وهي القواسم المفترضه في كل البشر اي كانت اتجاهاتهم وإيدلوجياتهم
قد نختلف في تفاصيل العمل والمنهج ولكن ما يجمعنا هو هدف كل منهج وايدلوجيه وغاية كل مناضل او مجاهد حقيقي
ولعل المصائب الكبرى التي مرت علينا (كيساريين او وسط او يمين ) هو التمترس خلف الإيدلوجيه ومحاولة فرض مانتعتقده ولو
بالقوة وهذا هو ما نحاول تصحيحه اليوم وهو تأسيس لغه جديدة عنوانها الحوار الإنساني الهادف لخير الأوطان
والوصول الى قواسم مشتركة فحتما مادامت تجمعنا لغة واحدة وقبلها رب واحد ودين واحد ونبي واحد فليس صعبا على العقل
الإنساني ايجاد بدائل للعنف او الإفراط في تقديم التنظيم على الوطن او في ناحية محاكمة نوايا الطرف الآخر
او حتى محاولة احتكار الحقيقة لمنهج ما
التمترس خلف الأيدلوجيات ، أو الأدعاء المطلق بأمتلاك الحقيقه ، هما جوهر الأرهاب الفكرى ، كما يصوره فرويد ،
أعتقد أن اليسار أجتاز هذه المرحله منذو أمد بعيد ، وتحديدا" منذو أنهيار المنظومه الاشتراكيه ممثله" بألاتحاد السوفيتى ، هذا الوحش التنكى الذى أساء كثيرا" لقيم اليسار،
فلم يعد (الصراع الطبقى) الذى نادى به قاده الثوره البلشفيه فى موسكو هى القاعده التى ينطلق منها يسار اليوم ،
فبعد سنوات طويله من الأرهاصات والتحديات ، لاح فى الأفق يسارا" بخصوصيه أخرى ، تحتكم لخاصيه الزمان والمكان ، والأرضيه الملائمه لترسيخ هذه الثوابت ،
لذا لا غرابه ان تجد يسارى فى احد مقاهى بيونس أيرس بالأرجنتين ، يختلف فى يساريته عن مثيله فى الدرا البيضاء بالمغرب ، أو السيده زينب فى القاهره ،
أعترف أنك أثلجتنى بتصريحك الرائع عن القيم والقواسم المشتركه ، وأيجاد لغه بديله عن لغه العنف ،
وأضف إلى ما قلت أن تقبل الأخر بشتى مصارفه الأيدلوجيه هو أمرا" لا بد وان يكون بديهيا" ، فما دمنا نتفق فى أطر أساسيه ، فلا ضير إن إختلفنا فى أتجاهات ثانويه ،
ولا بد ان تصبح ثقافه القبول بالأخر جزء" من ادبياتنا التنظيميه ،
صحيح أنه ليس فى ادبياتنا التصالح مع البرجوازيه ، وقوى الرأسمال ، ولدينا خصام طويل مع القوى الجهويه ذات الأفكار الرجعيه ،
إلا أننا مؤمنون بحريه الاخر فى التعبير عن معتقداته دون مصادره حقه فى التعبير ،
فالحقوق الديمقراطيه هى نتاج ثورات البروليتاريا ، فهى تمثل دعامات اليسار المستقبلى والتى يجب توسيعها وتعميق جذورها لا ركنها جانبا" ،
جرب اليسار على مدى تاريخه النضالى الطويل كارثه الدوله الأيدلوجيه ، والتى سعى البعض إلى أسقاط مفاهيمها على واقع معقد يتطلب المزيد من الديناميكيه السياسيه ،
فالدوله لا يجب ان تكون أيدلوجيه محضه بالمعنى المتعارف عليه ،
لست بصدد التعريض بأشكالات اليسار القائمه حاليا" ، لكن النظره القاصره والتى ترسخت فى ذهن بأن ( كل ماهو يساريا" هو بالضروره ملحدا") ، تؤلمنى كثيرا"
متناسين تماما" أن كارل ماركس القائل بجمهوريه الإلحاد العلميه ( وبأن الدين أفيون الشعوب ) لم يبنى نظرته تلك إلا من خلال معايشته لحقبه القرون الوسطى فى اوروبا ،
تلك الفتره العصيبه التى شهدتها القاره العجوز ، نتيجه" لسيطره الكنيسه على كافه مفاصل الحياه العامه ، فأرتكبت بأسم الدين أبشع الجرائم والتى يندى لها الجبين ،
فأن تقول بدورانيه الارض حول نفسها مثلا" ، فسيدق عنقك صباحا" تحت مقصله الاليزيه ،
وأعتقد أن لو قـُــدر لماركس أنذاك أن يتعرف عن الأسلام لغير نظرته النمطيه تلك ،
أنا على يقين ان زمن تقديس الصنم قد ولى ، فليس كل ما قاله انجلز وماركس مثلا" لا بد وأن يكون صحيحا" ،
كل ما فى الامر أن (رأسمال المال ) لكارل يجبرك تماما" على أبداء أعجابك الشخصى بهكذا مفكر،
فى وقت أنهكت الرأسماليه قطاع واسع من الانسانيه تحت وطاه الاحتكار ، فـ 14 مليار دير يتحكمون بقوت العالم كله ،
هذه الفجوه الهائله التى انتجتها قوى الرأسمال تضعنا امام تحدى كبير لمواصله السير على خطى اليسار الأكثر نبلا" ،
ولن يتم ذلك إلا بمواصله المدى الثورى للأطاحه بقوى الأمبريال العالمى ،
دعنى أعرج معك فى النهايه ، نحو خاصيه اليسار الجنوبى والذى ساد مع غياب شمس الأمبروطوريه الأنجليزيه ،
من وجهه نظرى الشخصيه ، لا أعتبر ان ما ساد فى الجنوب أنذاك يسارا" ، فهم فقط انتحلوا الأسم ، ومارسوا بأسمه أساليب قذره لا تمت باليسار بصله ،
ولا يمكننا تصنيفه أبدا" حتى فى نطاق الانظمه الشموليه ، فما معنى أن تكمم الأفواه ، ثم تنادى بأرساء الحقوق الديمقراطيه ،
وما الشعار الهٌلامى ( لا صوت يعلو فوق صوت الحزب ) إلا نموذجا" على اليسار التحريفى والذى انتهجه الرفاق أيام اليمن الديمقراطيه ،
لكنه مقارنه" بما هو عليه الأن ، أجد البون شاسع ، ولا يسعنى إلا الترحم على تلك الأيام الخالده ،
أهلا" مراد
سرنى جدا" تعليقك الرائع ،
Bookmarks