من يعلم ابنائكم العنف والجريمة والعدوان؟ حقائق علمية!
في دراسة خطيرة تناولت أثر البرامج التليفزيونية الموجهة على أطفالنا أعدها مدير الإعلام بالمجلس العربي للطفولة والتنمية عبد المنعم الأشنيهي ونشرتها مجلة المستقبل ـفي عدد158 جمادى الآخرة 1425هـ
كشفت هذه الدراسة عن حقائق مذهلة حول هوية هذه البرامج ومضامينها ومن يقوم بإعدادها وحذرت من خطوة الوضع الحالي على عقول أطفالنا.
حيث أكدت الدراسة أن البرامج التليفزيونية المخصصة للأطفال والتي يصدرها الغرب إلى العالم العربي والإسلامي تحمل في ثناياها كل ألوان التطرف والعدوانية، وأنه دائمًا يغلفها بشعارات براقة مثل حرية الإعلام والصحافة النزيهة والديمقراطية، لكنها في حقيقتها تضم كثيرًا من العنف والجريمة والعدوان، وأن ذلك من شأنه أن يعمل على تدمير قدرات أطالنا وزيادة احتمال حدوث السلوك العدواني لديهم بنسبة أكثر من 70% عن الحد التربوي المتفق عليه.
وحذرت الدراسة من أن برامج الأطفال التليفزيونية الأمريكية التي تعتبر المصدر الأول لاستيراد برمج الأطفال العربية وصلت نسبة العنف فيها إلى 99,9% وفقًا لإحصاءات حديثة وأنه في الوقت الذي تمتلئ فيه قنواتنا التليفزيونية الأرضية والفضائية بهذه البرامج نجد أن نسبة هذه البرامج في القنوات التليفزيونية الأمريكية قد انخفضت استجابة للتحذيرات التي أطلقها المسئولون هناك من خطورة هذه البرامج باعتبارها سببًا أساسيًا لانزلاق إلى الانحراف وزيادة معدل الجريمة.
فقد قام الأشنيهي في دراسته بتحليل مضمون ما تبثه قناة عربية واحدة من بين القنوات العربية الفضائية والأرضية ـ تم اختيارها عشوائيًا في ما بثته خلال أسبوع من برامج أطفال مستوردة من الغرب ـ أكد أنها عرضت أكثر من 300 جريمة قتل بالإضافة إلى إعلانات تدعو الأسر إلى شراء أشرطة فيديو تتضمن أعمال عنف. وبتحليل ما بثته هذه القناة من أفلام خلال نفس الفترة وجد أن 30% منها تتناول موضوعات جنسية و27% تعالج الجريمة و15% تدور حول الحب بمعناه الشهواني، وأن هذه البرامج تتضمن أيضًا العديد من المشاهد التي تظهر فيها الشخصيات ذات السلوك الإجرامي، وتعددت أبعاد الشخصيات الإجرامية التي تستخدم أجسادها في أشكل الصراع العنيف، كما أن معظم الجرائم التي تتضمنها تعد جرائم ضد المجتمع وأن هذه البرامج تحتوي على عنف بدني يصل إلى 96% من مجمل أساليب العنف المستخدمة فيها ومنها 58% عنف قاتل ومدمر من حيث درجة خطورته.
عنف وقتل
وأوضحت الدراسة أن تحليل مضمون الرسوم المتحركة المستوردة من الغرب التي عرضتها نفس القناة الفضائية العربية خلال نفس الفترة كشف عن أنها تتضمن عنفًا لفظيًا تكرر 370 مرة ونسبة بلغت 61% وبمعدل نسبي يفوق العنف البدني الذي بلغت نسبته 39% في أحد مسلسلات الرسوم المتحركة [سلاحف النينجا] كما تنوعت مظاهر العنف اللفظي حيث ظهر السب والشتائم بنسبة 49% والتهديد بالانتقام بنسبة 23% والتحريض 14% والاستهزاء والسخرية بالآخرين 12% والقذف 3% من جهة أخرى تجسد العنف البدني في سبعة مظاهر يتصدرها الضرب بالأيدي بمعدل نسبي 25% فإلقاء الأشياء على الآخرين بنسبة 20% ثم تقييد حركتهم بنسبة 18% ثم الشروع في القتل بنسبة 17% ثم خطف الأشخاص بنسبة 9% فالسرقة بالإكراه بنسبة 7% وأخيرًا الحبس بمعدل نسبي 3% من جهة أخرى ارتفعت نسبة الكائنات الخرافية المرتكبة لأفعال العنف ووصل معدلها النسبي إلى 24%.
السلوك العدواني
وأكدت الدراسة أن الشخصيات التي يقلدها الأطفال وتمارس العنف والسلوك العدواني معظمها متضمن في البرامج والرسوم المتحركة، ومنها 43% من شخصيات [سلاحف النينجا] و24,6 من شخصيات برامج [توم وجيري] و16,4 من شخصيات [جراندايزر] و[مازنجر] وتنوعت أشكال العنف الذي مارسته هذه الشخصيات الكارتونية إلى 35% مشاجرات و33% مقالب و14% معارك و5% تهديد وتعذيب، وذكرت الدراسة أن أطفالنا يقلدون مشاهد العنف التي يشاهدونها في برامج الأطفال المذاعة عبر القنوات التليفزيونية العربية الأرضية والفائية بشكل مكثف في نطاق الأسرة، ثم تأتي المدرسة في المركز الثاني، وأن الذكور أكثر ميلاً لتقليد الشخصيات الكرتونية العنيفة، وبلغت نسبتهم 81,61% بينما بلغت نسبة الإناث 35,3%
المفضلات