أحببت أن أبدأ هذه السلسلة بالرئيس الراحل محمد أنور السادات كما أنني أحببت أن أضع هذه السلسلة بين أيديكم لكي نتناقش ونتحاور عن بعض من هؤلاء المشاهير الذين إعتبرهم التاريخ رموزا....
أتمنى أن أجد مداخلاتكم وآرائكم لكي نستفيد جميعا ولكي نخرج أيضا من جو الوحدة والإنفصال قليلا...
ولد محمد أنور السادات في 25 ديسمبر 1918 بقرية ميت ابو الكوم بالمنوفية وبدات دراستة بكتاب القرية و حفظ القران الكريم كلة وهو مايزال صبي . نستطيع أن نقول إذا أنه كان من حفظة القرآن..
بعدها التحق بالمدرسة الحربية وتخرج منها عام 1938وعين في منطقة المكس ثم إنتقل الي منقباد وهناك يكون لقاء القمة لاول مرة بين كل من جمال عبد الناصر و أنور لسادات .
وهذه صورة للسادات في حفل التخرج من الكلية الحربية..
كان محمد أنور السادات سياسيا نشطا منذ شبابه، لذلك اعتقلته السلطات البريطانية مرتين بتهمة الاتصال بالألمان أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، وارتبط اسمه في تلك الفترة بعملية اغتيال السياسي المصري أمين عثمان عام 1946 بعد أن اتهمته الحركة الوطنية بالتعامل مع الإنجليز.
أكسبته تلك الأحداث شهرة فاختير من قبل مجموعة الضباط الأحرار التي قامت بثورة 23 يوليو/ تموز 1952 ليلقي بيانها الأول في الإذاعة المصرية والذي أعلن فيه إنهاء الحكم الملكي والتحول إلى الحكم الجمهوري.
لذلك نستطيع أن نقول إن دور السادات لا يقل عن دور أي أحد في تلك الثورة التي قامت عام 52 والتي ينعم الشعب المصري بها إلى اليوم والليلة...
بعد ذلك تولى مقاليد الحكم نجيب لمدة عامين فقط بعدها جاءت فترة حكم جمال عبدالناصر والتي كانت مليئة بالأحداث السياسية والتي سيكون لنا عندها عدة وقفات بإذن المولى عز وجل إلى أن إنتهت فترة حكم عبدالناصر في عام 1970م...
منذ قيام الثورة وحتى توليه الحكم تقلد محمد أنور السادات العديد من المناصب من أهمها:
رئيس تحرير جريده الجمهوريه والتحرير 1955-1956
وزير دوله من 1955الى 1956
نائب رئيس مجلس الشعب من 1957الى 1960
رئيس مجلس الشعب من 1960 الى 1968
سكرتير عام الاتحاد الوطنى المصرى من 1957 الى 1961
رئيس مجلس التضامن الافرو اسيوى 1961
عضو مجلس رئاسى من 1962 الى 1964
نائب رئيس جمهوريه مصر العربيه من 1969 الى 1970
رئيس مصر عام 1970
قيل عنه أنه صانع عهد الإزدهار والنجاح في مصر وقيل عنه ايضا أنه مبدد أحلام جماعة الإخوان المسلمين وقاتلهم.....
قيل عنه أنه قاهر اليهود وتل أبيب وقيل عنه أنه خائن الأمة والضمير وإتفاقيات كامب ديفيد تشهد على ذلك...
جميعنا يعلم أن سيد قطب رحمة الله عليه توفي في عام 1966م بعد تنفيذ حكم الإعدام عليه بحجة أنه خارج عن أهداف يوليو 1952م وأنه كان معترضا على الإشتراكية وما إلى هنالك ولكن قرأت لأحدالكاتبات تقول رغم أن فترة السادات كانت سنين قحط وظلم وجور في حق الكثير من الإخوان المسلمين ولكنني مرتاحة للسادات حيث أنه فتح الحظر الذي كان على جميع كتب سيد قطب رحمة الله عليه وسمح ببيعها في المكتبات ....
أيضا قرأت مرة كتاب للشيخ عمر التلمساني بعنوان أيام مع السادات كان يصف فيه أنواع الظلم والقهر التي عانى منها الأخوان المسلمين وكان يصف فيها بعض الليالي التي كان يعتقل فيه الأخوان بالآلاف ولكم أن تتخيلو هذه الأرقام فهي ليست من نسج تاريخي إنما من واقع ألم مر على الأمة الإسلامية في تلك الحقبة....
يقول الشيخ عمر التلمساني ذات مرة كنت أتكلم أمام السادات فقال لي أسكت يا عمر فقلت له حتى كلمة شيخ لم تقلها أما وإن كان ظلمني أحد من الرعية لشكوته إليك أما وإنك أنت الذي ظلمتني فأنا أشكوك إلى الله عز وجل قال فقال : إسحبها يا شيخ عمر قلت له والله ما رفعت دي إلى الله عز وجل وأنا سأعود في دعوتي قل لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم ....
كثيرة هي الأحداث التي يمكننا الحديث عنها خصوصا في جانب الأخوان المسلمين والإضطهاد الذي كان مسلط عليهم وربما هذا هو سبب خروج خالد الإسلامبولي ورفاقه في العر ض العسكري وقتل السادات الذي حدث أثناء العرض العسكري عام 81م
هناك عدة أشياء مهمة جدا في فترة حكم أنور السادات من أهمها حرب 6 اكتوبر 1973م والذي تمكن الجيش المصري فيها من دحر قوات العدو على حد قول البعض.. ومعي هنا الوثيقة السرية التي تم فيها تصريح من السادات ببدء الحرب
هذا الخطاب هو الذي حرك الجيش المصري صبيحة العاشر من رمضان 6/ أكتوبر ودار في ذلك اليوم أعنف انواع القتال والذي يقال أنها حرب قامت وأعلنت والنتجة محسومة منذ البداية .... يقول البعض أن إسرائيل خيرت مصر في الإنتصار في هذه الحرب وعدم التدخل بعدها في شؤون فلسطين المحتله ويقال إن المصريين يحتفلون إلى اليوم بهذا الإنتصار وهم مغشوشون في تلك الفترة الزمنية التي كانت ملوثة ببعض الأشياء.....
والدليل القاطع على هذا الكلام هو إتفاقيات كامب ديفيد والسلام الذي تم بين السادات وإسرائيل وتخليه عن بقية الدول العربية << للأسف هو لا يملك نخوة جمال عبدالناصر وربما أنه أتعض من بعض المواقف التي حصلت إبان فترة حكمه حين أرسل الجيش المصري إلى اليمن وعادوا جثث إلى القاهرة فقال في قرارة نفسه (ياعمي وأنا مالي بالعرب خلينا كده أحسن)
هذه بعض نصوص إتفاقية كامب ديفيد عام 1978م مع مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي إعتبرها البعض صفعة قوية من السادات لكل العرب:
المادة الاولى
1. تنتهى حالة الحرب بين الطرفين ويقام بينهما السلام عند تبادل وثائق التصديق على هذه المعاهدة 0
2. تسحب اسرائيل كافة قواتها المسلحة والمدنية من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب كما هو وارد بالبرتوكول الملحق بهذه المعاهدة ( الملحق الول ) 0 وتستأنف مص ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء 0
3. عند اتمام الانسحاب المبدئى المنصوص عليه فى الملحق الاول يقيم الطرفان علاقات طبيعية وودية طبقا للمادة الثالثة ( فقرة 3) ثالثا : عند اتمام الانسحاب المبدئى المنصوص عليه فى الملحق الاول يقيم الطرفان علاقات طبيعية وودية طبقا للمادة الثالثة ( فقرة 3) ثالثا : عند اتمام الانسحاب المبدئى المنصوص عليه فى الملحق الاول يقيم الطرفان علاقات طبيعية وودية طبقا للمادة الثالثة ( فقرة 3)
المادة الثانية
4. ان الحدود بين مصر واسرائيل هى الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب كما هو واضح بالخريطة فى الملحق الثانى 0وذلك دون المساس بالوضع الخاص بغزة 0 ويعتبر الطرفان بأن هذه الحدود مصونة لا تمس ويتعهد كل منهما باحترام سلامة أراضى الطرف الآخر بما فى ذلك مياهه الاقليمية ومجاله الجوي.
إغتيال السادات:
إن يوم السادس من أكتوبر 1981م لم يكن نقطة تحول في تاريخ مصر وحدها بل في تاريخ الحركة الإسلامية المعاصر ككل في مصر وغيرها
المنصة :
كان السادات يجلس كالعادة في الصف الاول .. ومعه كبار المدعوين والضيوف ..على يمينه جلس نائبه حسني مبارك ، ثم .. الوزير العماني شبيب بن تيمور .. وهو وزير دولة سلطنة عمان ، وكان مبعوث السلطان قابوس الذي كان الحاكم الوحيد بين الحكام العرب، الذي لم يقطع علاقته بمصر ، ولا بالسادات بعد زيارته للقدس ومعاهدة كامب ديفيد
بعد الوزير العماني ، جلس ممدوح سالم ، مستشار رئيس الجمهورية الذي كان من قبل رئيسا للوزراء ، والذي كان اول وزير للداخلية بعد سقوط ( مراكز القوى ) وحركة 15 مايو 1971 ..
بعد ممدوح سالم كان يجلس الدكتور عبد القادر حاتم ، المشرف العام على المجالس المتخصصة ، وهو من رجال عبد الناصر الذين قربهم السادات اليه ..
وبعد الدكتور حاتم كان يجلس الدكتور صوفي ابو طالب رئيس مجلس الشعب ..
على يسار السادات كان يجلس وزير الدفاع محمد عبد الحليم ابو غزاله ..
ثم المهندس سيد مرعي صهر السادات ، ومستشاره السياسي
وبعده كان عبد الرحمن بيصار شيخ الازهر
ثم الدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى ..فرئيس الاركان عبد رب النبي حافظ..فقادة الافرع الرئيسية للقوات المسلحة ..
السادات ينظر إلى الطائرات قبل إغتياله بثواني
العرض العسكري لا يزال مستمرا والجميع فرحون بعيد الإنتصار 6 أكتوبر
وفجأة حصل ما لم يكن بالحسبان المفاجأة التي هزت جمهورية مصر
خالد الإسلامبولي وعطا طايل وحسين عباس علي وعبدالحميد عبدالعال هؤلاء هم الذين نفذوا عملية الإغتيال والتي أتت في الصميم ولم يكت من المتوقع أبدا أن تحدث ويقال أن آخر كلمات السادات التي قالها بعد أن وقف مندهشا لتلك العملية (مش معقول ) (مش معقول) (مش معقول)
استغرقت العملية 40 ثانية..
اي اقل من دقيقة ..
وبعدها إنتهى السادات وأتت فترة محمد حسني مبارك إلى اليوم
إلى اللقاء مع حلقة أخرى وأتمنى أن نسمع آرائكم في السادات ونحن نتقبل أي رأي بين مؤيد ومعارض فلسنا هنا إلا للنقاش
Bookmarks