في عام 1984سجلت في الجيش وكان توزيعي بعد اداء التمارين بخمسة واربعين يوم
في احد الوية السواد تبع الحرس الجمهوري وكان عمري في ذاك الوقت
حوالي ستة عشر عام وكانت قريتي تبعد عن موقع الجيش الي انا فيه بحوالي
عشر كيلو وكنت انظر الى بيوت القريه من موقعي فكنت احس بالحزن الشديد
لاني لم اكن في قريتي واكثر ما كان يعتصر قلبي من حزن عند نظري اليها
قبل غروب الشمس وفي اخر النهار حيث انني في تلك اللحظة كنت اتذكر
الوقت الذي كنا نجتمع فيه مع اصدقاء القريه ونلعب في تلك الساعات
انواع الالعاب من هذه الالعاب اننا كنا نجعل احدنا يغمض عينيه مدة دقيقه
ونتفرق وعددنا في حدود اربعة او خمسه ونعمل خلف كل حجرة عدد من الحفر الخفيفه
ثم نجتمع خلف المغمض العينين وناذن له بفتح عينيه والبحث عن تلك الحفر
وعلى حدد الحفر التي لم يستطع ان يجدها نضربه بالاصابع على ساعده
ثم ياتي الدور على الي يليه وهكذا دواليك
المهم في القصة ليست الالعاب وانما ما حدث لي عند عودتي الى القريه
ففي يوم من الايام وكان الوقت قبل غروب الشمس نظرت الى قريتي
من تبة مرتفعة في المعسكر فاشتقت الى قريتي واحسست بضيق كتم على سطري
ولن يفك سطري الى في القرية وكان الوقت قبل الغروب ولا يوجد سيارة
ولا يوجد معي رفيق لذا قررت ان اشق طريقي سفر وليس من الطريق المعتادة
وانما اقطع المسافة قطع اي امر بين الجبال والتلال لحتى اصل الى القريه
وزاد من مشاكل سفري في تلك الليله انها كانت في اخر الشهر الهجري
اي لا يوجد قمر تضيئ طريقي وكان سواد الليل حالك وكان البرد قارس
فواجهت ما الله به عليم من جروح على ساقي وركبتي وقدمي من كثر استطامي
بالصخور التي لم اكن انظر اليهن لسواد الليل
وواصلت السفر الى قرب قريتي وكانت مقبرة القرية تقع وسط الطريق
وكان بيتنا خلف هذه المقبرة بقليل فتمنيت لو لم تكن تلك المقبرة على طريقي
حيث تذكرت كل القصص الخرافيه والمخيفة عن الغول وعن الذي يخرج من القبر
وعينيه تتوقدان كانهن جمر يلتهب وعن العفاريت وووحوش المقبرة
ولم يكن لي من بد بالمرور من وسط هذه المقبرة
فتوكلت على الله وقرائت آية الكرسي ومشيت من وسط المقبرة
وعند وصولي الى منتصف المقبرة زادت دقات قلبي وثقلت خطواتي
ووقف شعر راسي ونشف الريق من فمي من شدة الخوف حيث كنت متوقع
احد القبور سيشق نصفين ويخرج منه عفريت او ميت يمشي
وفجئة احسست بشيئ اسود اللون هجم على من امام وجهي وكان وجهه مقابل
وجهي ووضع كل يد على كتف من اكتافي واخرج لسانه ووضعها على وجهي
تسمرت مكاني وخارت قواي وبعد ثواني وقعت على الارض نصف مغشي علي
وعند سقوطي على الارض ادركت ان هذا الشيئ مازال يتمسح بي ويلصق جسمة
بجسمي فتحت عيني لاتاكد مرة اخرى من شكل هذا المارد الاسود او الجني
وتحققت وتحققت وكانت المفاجئة ان هذا الشيئ هوا كلبي الذي ربيته منذ صغرة
شمني على مسافه بعيدة وحاول ان يستقبلني بطريقة مفرحة ويعبر عن سروره
بعودتي ولكن كان اللقاء في مكان غي مناسب وفي ساعة غير مناسبة
حيث اصبت بمرض اليرقان بعد هذا الحادث مباشرة ولم اشفى منه الى بعد
اشهر مضت من حياة الطيش والمغامرات
Bookmarks