أمريكا المذعورة تحسب كل لحية عليها! وتصيح: هي العدو فاحذروها. ها قد انكشف المستور، وانسدل البرقع، وانتصب دليل الإدانة شامخا على رؤوس الأشهاد من وسط الأنقاض، لحية ناجية من جهنم ناطحتي السحاب!
يتبع ...........




كل اللحى متهمة، فاحلقوا لحاكم واعفوا شواربكم. أصحاب اللحى هؤلاء قنابل تمشي بيننا.. أيها حان أوانه ينفجر! تقتلنا بالترقب قبل انشطارها. أمريكا المذعورة تحسب كل لحية عليها! وتصيح: هي العدو فاحذروها. ها قد انكشف المستور، وانسدل البرقع، وانتصب دليل الإدانة شامخا على رؤوس الأشهاد من وسط الأنقاض، لحية ناجية من جهنم ناطحتي السحاب!

اعتقلوها وهي تقهقه في هستيرية وتقول: يا أمريكا هذه ضربة الخائف المرعوب.. هذه أفعالك تضربك يا ماما أمريكا!

هذه اللحية الطويلة المخضبة بالشيب التي يرى منها النَّوْرُ كالقضيب الرطيب، يحقَّق معها مذ تلاشى الكبرياء الأمريكي وسُحل على الأرض كطفل فلسطيني!

هي تعترف الآن ـ في مكتب التحقيقات ـ بكل اللحى السوداء والبيضاء والشقراء وقد لا تدخر لحية كاسترو الذي يغني يتيما أغنية أمس مشروخ! ولحية زفزاف الذي رحل غريبا!

العولمة يا صاحبي تكره اللحى، لأنها علامة كساد شفرات العم سام، شفرات حلقت لكثير من الشعوب بلا ماء ولا صابون!

هذه اللحى تتكاثر ناشرة سحب الغموض، في البداية كانت واحدة وسط الحطام ثم تناسلت كذرية أرنبة. ثم راحوا يبحثون عن كل من سولت له نفسه الأمارة الالتحاء يوما.

ـ من التحى مرة لحيناه! فاللحية بصمة في الوجدان لا تبرحه! فأرصدوا بصمات اللحى في النفوس. مرروا أياديكم على كل الوجوه ولا تستثنوا المردان!! فإن لهم لحى كامنة لا ينقصها غير السماد!!

احلقوا لحاكم إذا أردتم النجاة من الهوان. فوالله لو لم تجد أمريكا لحية، لتولت هوليود صناعة واحدة خيالية، ثم راحت تطلبها وتطاردها.

لا تضجروا ... فالعدالة المطلقة حتمت حلق كل اللحى الظاهرة والمتسترة، المنفصلة والمتصلة، المبنية والمعربة.. فكلها في محل متهم على الأبدية..

لقد صرتُ وَجِلا من سرعة نمو شعر لحيتي ولأن جذور اللعينة ملتوية فإنها تكره الشفرات العادية! ولكن لا حيلة في الأمر! فأنا إن غبت عنها لحظة ألبستني أمريكا ثوب الإرهاب!!

ويزداد خوفي من وقوع اسمي سهوا في ورقة عند "حمامصي" حَيِّنا، حملها القدر في حقيبة إلى إحدى الطائرات المنفجرة! ولكنها هي سلمت من اللهب! بأعجوبة هي في الدهر الثامنة!! فأحظى بملاحقة كلاب الدنيا المتحدة. واهم من قال إن إبراهيم الخليل وحده الناجي من اللهب، ها هي النار صارت بردا وسلاما على اللحى وجوازات السفر ولم تذب غير الفولاذ الرخي!

وتكشفت لائحة اللحى المدانة، لكن سرعان ما ثبتت براءته. لأن بعضها مبلل بالخمر، وأخرى اصطناعية ومادامت مفبركة فهي لحية مسرح أو لحية بيداغوجية.

أو لأن آثار الخضاب بها ليس من الحناء وإنما من نيكوتين "مارلبورو" السجارة الأكثر تهريبا في العالم.

فأين هي اللحية القاطعة! إذن!

لا تستعجلوا ستشهرها أمريكا بعد حين! فإياك أن تماحك أو تشك لحظة في وجود اللحية الدليل! ألست مؤمنا بالغيب! فلا تعرض يقينك لزلزال الشك البغيض فتحيق بك لعنة الكفر! إياك أن تنكر معلوما من العولمة بالضرورة!

فكوابيس الحاكم الأمريكي ما خلت من لحية فاقعة السواد! أو شمطاء كبائعة الخمر لأبي نواس.

اسمح لي أيها الرئيس المكلوم أن أسألك: أما عثروا سهوا على طاقية سوداء وسط الحطام؟

أتنجو لحية وتصمد خيوط طاقية!! دققوا النظر فيما حسبتموه لحية ستجدوه طاقية تمددت وصارت في حجم لحية





وبكل اختصار امريكا ء تريد نفسها فقط في هذ العالم