صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 19

الموضوع: الابتعاد عن الفتنه(دروس من السابقين)

  1. #1

    الصورة الرمزية فارس محمد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    13,816
    معدل تقييم المستوى
    1197

    الابتعاد عن الفتنه(دروس من السابقين)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بالرغم من ان الموضوع ديني اكثر من سياسي ولكني احببت ان اعرضه في المقهي السياسي لانه يوضح الوحده والفتن التي تعرض لها الاسلام من واقع سيرة احد أحفاد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
    أتمني ان ينال أعجابكم وان نأخذ حذرنا من الذين يحاولون تقسيمنا وأشعال الفتنه بين شباب بلدنا الحبيب

    وهذا الجزء الذي الذي أتمني أن نتمعن فيه:

    ولمَّا آلَ الأمر إلى معاوِيَة بن أبي سفيان بايعَهُ محمّد بن الحنفيّة على السَّمع والطاعة في المنشط والمكْره ، رغبةً في رأب الصَّدع ، وجمْع الشَّمل ، وعزّة الإسلام والمسلمين ، معنى ذلك هناك مصالح عليا ، فهذه مُفضَّلَة ومُقدَّمة على المصالح الخاصَّة ، والإنسان بِقَدْر إخلاصه يؤْثر مصْلحة مجموع المسلمين على مصالح الأفراد ، طبعًا هناك خلاف عميق بين والدِهِ ، وبين معاوية ، ومع ذلك لمّا آل الأمر إلى معاويَة بايعَهُ رأْبًا للصَّدع ، وجمْعًا للشَّمْل ، وإعزازًا للإسلام والمسلمين ، ولا بدّ على كلّ واحدٍ منكم أيها الإخوة ، فأحيانًا يكون هناك شيءٌ من الخلاف بين الجماعات الدِّينيَّة ، يجب أن تقدِّم المصْلحة العامَّة للمسلمين على المصْلحة خاصَّة لجَماعة معيَّنة ، فيجب أن ترْأبَ الصَّدع ، وتلمّ الشَّمْل ، وأن تُعزِّز الوحدة فيما بين المسلمين ، وأن تقرِّبَ فيما بينهم ، لا أن تُباعِد ، ويجب أن تجْمع بينهم ، لا أن تُفرِّق ، ويجب أن تكون عَوْنًا على اللِّقاء ، لا عوْنًا على التَّفْرقة ، وهذا ينبعُ من إخلاصك ، كلَّما نما إخلاصك تنمو معه الرغبة في رأب الصَّدع ، ولمّ الشّمل ، وتوحيد الكلمة ، والله عز وجل يقول :

    [ سورة الأنفال ]
    دائمًا التَّفرقة من الشيطان ، يقول عليه الصلاة والسلام : ليس منا من فرَّق " فتعميق الخلاف من الشيطان ، والتباعد من الشَّيطان ، ونقْل الكلام النَّمام يرتكب كبيرة ، والنَّمام لا يدخل الجنَّة ، نقل الكلام من إنسان لآخر .
    هذا موقف رائع ، لأنَّه رأسًا بادرَ إلى مبايعَة معاوية بن أبي سفيان رأْبًا للصَّدع ، وجمعًا للشَّمْل ، وإعزازًا لهذا الدِّين .
    معاوِيَة بن أبي سفيان اسْتَشْعر صِدْق هذه البيْعة وصفاءها ، واطمأنَّ إلى صاحبها أشدَّ الاطمئنان ممَّا جعلهُ يسْتزيرُ - أيْ يدْعوه لِزِيارته - محمّد بن الحنفيَّة .
    أيها الإخوة ، إذا وقَعَت فتنة هنيئًا لِمَن كان بعيدًا عنها ، لأنَّ إذا كانت هناك فتنة بين المؤمنين فهذا إشْكال كبير ، وإيَّاك أن تكون طرفًا فيها ، والإنسان السعيد هو من يبتعِد ، لأنَّ هذا شيءٌ كبير عند الله عز وجل ، أن تكون طرفًا في تأجيجها ، إذا كان الأمر بين المسلمين انْسَحِب ، وصحابةٌ كُثُر لمَّا رأوا الفتنة بين المسلمين انْسحبوا وآثروا السَّلامة .


    والموضوع كامل هو كالأتي:

    تفريغ : الأستاذ عماد علان .
    التدقيق اللغوي : الأستاذ أحمد مالك .
    التنقيح النهائي : المهندس غسان السراقبي .




    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الواعد الأمين ، اللهمّ لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم ، اللهمّ علِّمنا ما ينفعنا ، وانْفعنا بما علَّمتنا ، وزِدنا علمًا ، وأرِنا الحقّ حقًا وارزقنا اتِّباعه ، وأرِنا الباطل باطلا وارزقنا اجْتِنابه ، واجْعلنا مِمَّن يستمعون القَوْل فيتَّبِعون أحْسَنَهُ ، وأدْخِلنا بِرَحمتِكَ في عبادك الصالحين .
    أيها الإخوة المؤمنون ، مع الدرس العشرين من دروس التابعين رِضْوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وتابعيّ اليوم هو محمد بن الحنفيّة بن الإمام عليّ كرَّم الله وجهه .
    وقعَت بين محمد بن الحنفيَّة وأخيه الحسن بن عليّ جَفْوَة ، فأرْسل بن الحنفيّة إلى الحسن يقول : إنَّ الله فضَّلَك عليّ ، فأُمّك فاطمة بنت محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم ، وأمي امرأة من بني حنيفة ، وجدّك من أمّك رسول الله ، وصفوته من خلقه ، وجدّي لأمِّي جعفر بن قيس ، فإذا جاءك كتابي هذا فَتَعال إليّ ، وصالِحني حتى يكون لك الفضْل عليّ في كلّ شيء ، فما إن بلغَتْ رسالته الحسن حتى بادر إلى بيته وصالحَهُ .
    هذه القصَّة أريد أن أقف عندها قليلاً ؛ أوَّلاً أيّها الإخوة ؛ النبي عليه الصلاة والسلام كما تعلمون معصوم بِمُفرَدِه ، وأمَّته معصومة بِمَجموعها ، بمعنى أنَّ كلّ إنسان يؤخذ منه ، ويُرَدّ عليه إلا صاحب القبّة الخضراء صلى الله عليه وسلّم .
    الشيء الآخر أنّ النَّسَب ، كما قلتُ من قبل تاجٌ يُتَوّج به الإيمان ، فإن لمْ يكن هناك إيمان فلا معنى للنَّسَب إطلاقًا ، وأكبر دليل أنَّ أبا لهب عمّ النبي كان مصيرهُ كما تعلمون ، لمْ ينْفعهُ نسبهُ ، وقول النبي عليه الصلاة والسلام : لا يأتيني الناس بأعمالك وتأتوني بأنسابكم ، ولكن هناك سؤال: القاعدة الأصوليّة : لا مؤاثرةَ في الخير ، والخير كلّه في المؤاثرة ، القصَّة طريفة وتُرْوى ، ولكنّك لو أردت أن تقيسها بمِقياس الأصول ، مثلٌ أوْضَحُ ؛ لو أنَّ أخوَيْن لهما أمّ ، فالأوّل لمْ يُقدِّم لها الخدَمات لِيُفسِحَ المجال لأخيه أن يسْبقهُ إلى هذا العمل ، فَيُؤثرهُ في هذا العمل ؛ هل هذا مقبول في الشرع ؟ أبدًا لا مؤاثرة في الخير ، لا أوثرُ أحدًا على طاعة الله ، لا أوثرُ أحدًا على فضل الله، لا أوثرُ أحدًا بخدمة الله ، ما دام الأمر متعلّقًا بِمَرضات الله تعالى فأنا أسبق ، فالقصّة طريفةٌ ونرويها ، ولكن الإنسان ينبغي أن يعلم أنَّه لا مؤاثرة في الخير ، لو قبلنا هذه القاعدة لا أحدَ يفعل الخير أبدًا ، تسأله لِمَ لمْ تفعل الخير ؟ فيقول : تركْتهُ لِفُلان كي يفعله ، ويكون أفضل ؛ آثرْتهُ على نفسي ! هذا الكلام مرفوض ، ومن لهُ أمّ وأب ، لِيُبادِر بِخِدْمتِهِما وبِرِّهما ، ولْيَسْبِقْ إخوتَهُ جميعًا ، ولا يُبالي أن يكون هو الأسبق من إخوته في هذا العمل ، لا مؤاثرة في الخير ، والخير كلّه في المؤاثرة ، أنا أُوثر أخي في كلّ شيء ، أعطيه البيت الأفضل ، والمركبة الأفضل ، والحانوت الأفضل ، وأُعطيه حِصَّتي ، فالخير في المؤاثرة ، وقد قال الله عز وجل :

    [ سورة الحشر ]
    أما أن أوْثر أخي بطاعة الله ، وأوْثر أخي بالخير ، فهذا لا ، معنى ذلك أنّ أخاك أغلى عندك من الله ، إذا آثرْت أخاك بالخير معنى ذلك أنّ أخاك أكرمُ عليك من الله ، آثرْتهُ بالخير لِيَسْبقَك إلى الله ، نصيبُكَ من الله لا ينبغي أن تؤثر به أحدًا ، طاعتك لله لا ينبغي أن تدَعَها لإنسان، وهذه حقيقة ، لا مؤاثرة في الخير ، والخير كلّه في المؤاثرة ، لكَ أن تؤثِرَ أخاك بالدنيا ، أما أن تؤثرهُ بِنَصيبِكَ من الآخرة ؛ فلا ! فالقصَّة طريفة ، ولكن كلّ شيءٍ نقرؤهُ ، ونسْمعهُ هناك منهج ، وكتاب وسنَّة وقواعد عامَّة .
    في ذات يومٍ كان الإمام عليّ كرَّمَ الله وجهه في جلْسةٍ مع النبي صلى الله عليه وسلّم ، فقال : يا رسول الله ، أرأيْت إن ولِدَ لي ولدٌ من بعدك أفَأُسمِّيه باسمِكَ ، وأُكنِّيهِ بِكُنْيتِك ؟ فقال : نعم، اسْتأذن عليّ رضي الله عنــه النبي عليه الصلاة والسلام إن جاءهُ ولد من بعده : أفَأُسمِّيه باسمك ؟ قال : نعم ، أفأُكنِّيه بِكُنْيَتِك ؟ قال : نعم ، ودارت الأيّام فلَحِقَ النبي صلى الله عليه وسلّم بالرفيق الأعلى ، وتَلَتْهُ بعد أشهر قليلة ابنتهُ وريْحانتهُ فاطمة البتول أمّ الحسن والحسين ، طبْعًا سيّدنا عليّ له أن يتزوَّج امرأةً بعد السيّدة فاطمة ، فأسْفَرَ عليّ إلى بني حنيفة ، وتزوَّج خَولة بنت جعفر بن قيْس الحنفيَّة ، فولدَت له مولودًا سمَّاهُ محمَّدًا ، وكنَّاه بأبي القاسم بإذْنٍ من رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فهذا اسمه وكنيتـهُ محمّد بن القاسم بن الحنفيَّة ، هذا الاسم ، وهذه الكنيَة بإذْن من رسول الله صلى الله عليه وسلّم مباشِرٍ ، لكنّ الناس فيما بعد كنَّوهُ محمَّد بن الحنفيَّة ، تفريقًا له عن أخَويْه الحسن والحسين ابني فاطمة الزهراء ، ثمّ عُرِف في التاريخ فيما بعد بِمُحمَّد بن الحنفيَّة .
    وُلِدَ هذا الغلام في أواخر خلافة الصِّديق رضي الله عنه ، ونشأ وتربَّى في كنف أبيه علي بن أبي طالب ، وتخرَّجَ على يديه فأخذ عنه عبادتهُ وزهادتهُ ، وورِثَ منه قوَّته وشجاعته ، وتلقَّى منه فصاحته وبلاغتهُ ، الحدّ الأدنى أنْ يكون ابنُك مثلك ، والحدّ الأدنى أن تربِّي ابنَكَ كما نشأْت أنــــت ، أن تربِّي ابنكَ على العقيـدة الصحيحة ، لذلك تلقَّى عن أبيه العبادة والزّهد ، والقوّة والشجاعة، والفصاحة والبلاغة ، فإذا هو كما يقولون : راهبٌ من رهبان الليل ، وفارس من فرسان النهار ، ولقد أقْحمهُ عليّ كرّم الله وجهه في حروبه التي خاضها ، وحمَّلَهُ من أعبائِها ما لمْ يُحمِّلْهُ لأخَوَيْه الحسن والحسين ، فما لانَتْ له قناة ، وما وهَنَ له عزْم ، ولقد قيل له ذات مرَّة ما لأبيكَ يُقْحِمُك في المهالك ؟ ويولجُكَ في المضايِق دون أخوَيْك الحسَن والحسين ؟ هناك دائمًا من يوقِعُ بين الإخوة ، فقال : ذلك لأنَّ أخويَّ ينزلان من أبي منزلة عيْنيه ، وأنا أنزل منه منزلة يديه ! فهو يقِي عيْنيْه بيدَيه ! هل يأتي بِبَال أحدكم هذا الجواب ؟! أخوايا الحسن والحسين ينزلان من أبي منزلة عيْنيه ، وأنا أنزل منه منزلة يديه ! فهو يقِي عيْنيْه بيدَيه ! وأساسًا من علامة النجاح بالحياة ألاَّ تسْمحَ لأحدٍ أن يدخل بينك وبين أقرب الناس إليك ، مرَّةً سيّدنا عليّ كرَّم الله وجهه سألهُ رجل: لماذا انْصاعَ الناس لأبي بكرٍ وعمر ، ولم ينْصاعوا لك ؟! وكأنَّه يتَّهِمهُ بِضَعف القيادة ، فقال سيّدنا عليّ بِبَساطة : لأنَّ أصحابهم أمثالي ، وأصحابي أمثالك ! قال مرَّةً رجل لسيِّدنا الصِّديق : أأنْت الخليفة أم هو ؟ فقال : هو إذا شاء ! لا تسْمح لإنسان يوغِر صدْركَ على إنسان تحبَّه ، ولا تسمح لإنسان أن يدخل بين أخوَين ، وبين شريكين ، وبين جاريْن ، وبين مسلمين ، لأنَّ في كلّ زمان هناك من يوقع بين الإخوة العداوة والبغضاء، فسيّدنا محمد بن الحنفيَّة على مستوى عالٍ ، قال : أخواي ينزلان من أبي منزلة عيْنيه ، وأنا أنزل منه منزلة يديه ! فهو يقِي عيْنيْه بيدَيه ! .
    هذا الرجل عاصرَ بعض الفِتَن ، فقال : عاهدْتُ نفسي ألاّ يُرفعَ لِيَ سيْف في وجه مسلمٍ بعد اليوم، شيءٌ كبير جدًّا أن تحاربَ مسلمًا ، واللهُ عز وجل قال :

    [ سورة الأنفال ]
    أيْ يجب أن يكون دائمًا عدوّكم عدوّ الله ، فإذا كان عدوّكم ليس عدوًّا لله فهذه مصيبة كبيرة جدًّا ، ومن أكبر المصائب أن تُقاتِلَ مسلمًا ، ومن أكبر الجرائم أن تقاتل مسلمًا ، والذي يقتل مسلمًا ليس له توبةً إطلاقًا ؛ فهو خالدٌ مخلّدٌ في النار ، بنَصّ القرآن الكريم .
    ولمَّا آلَ الأمر إلى معاوِيَة بن أبي سفيان بايعَهُ محمّد بن الحنفيّة على السَّمع والطاعة في المنشط والمكْره ، رغبةً في رأب الصَّدع ، وجمْع الشَّمل ، وعزّة الإسلام والمسلمين ، معنى ذلك هناك مصالح عليا ، فهذه مُفضَّلَة ومُقدَّمة على المصالح الخاصَّة ، والإنسان بِقَدْر إخلاصه يؤْثر مصْلحة مجموع المسلمين على مصالح الأفراد ، طبعًا هناك خلاف عميق بين والدِهِ ، وبين معاوية ، ومع ذلك لمّا آل الأمر إلى معاويَة بايعَهُ رأْبًا للصَّدع ، وجمْعًا للشَّمْل ، وإعزازًا للإسلام والمسلمين ، ولا بدّ على كلّ واحدٍ منكم أيها الإخوة ، فأحيانًا يكون هناك شيءٌ من الخلاف بين الجماعات الدِّينيَّة ، يجب أن تقدِّم المصْلحة العامَّة للمسلمين على المصْلحة خاصَّة لجَماعة معيَّنة ، فيجب أن ترْأبَ الصَّدع ، وتلمّ الشَّمْل ، وأن تُعزِّز الوحدة فيما بين المسلمين ، وأن تقرِّبَ فيما بينهم ، لا أن تُباعِد ، ويجب أن تجْمع بينهم ، لا أن تُفرِّق ، ويجب أن تكون عَوْنًا على اللِّقاء ، لا عوْنًا على التَّفْرقة ، وهذا ينبعُ من إخلاصك ، كلَّما نما إخلاصك تنمو معه الرغبة في رأب الصَّدع ، ولمّ الشّمل ، وتوحيد الكلمة ، والله عز وجل يقول :

    [ سورة الأنفال ]
    دائمًا التَّفرقة من الشيطان ، يقول عليه الصلاة والسلام : ليس منا من فرَّق " فتعميق الخلاف من الشيطان ، والتباعد من الشَّيطان ، ونقْل الكلام النَّمام يرتكب كبيرة ، والنَّمام لا يدخل الجنَّة ، نقل الكلام من إنسان لآخر .
    هذا موقف رائع ، لأنَّه رأسًا بادرَ إلى مبايعَة معاوية بن أبي سفيان رأْبًا للصَّدع ، وجمعًا للشَّمْل ، وإعزازًا لهذا الدِّين .
    معاوِيَة بن أبي سفيان اسْتَشْعر صِدْق هذه البيْعة وصفاءها ، واطمأنَّ إلى صاحبها أشدَّ الاطمئنان ممَّا جعلهُ يسْتزيرُ - أيْ يدْعوه لِزِيارته - محمّد بن الحنفيَّة .
    أيها الإخوة ، إذا وقَعَت فتنة هنيئًا لِمَن كان بعيدًا عنها ، لأنَّ إذا كانت هناك فتنة بين المؤمنين فهذا إشْكال كبير ، وإيَّاك أن تكون طرفًا فيها ، والإنسان السعيد هو من يبتعِد ، لأنَّ هذا شيءٌ كبير عند الله عز وجل ، أن تكون طرفًا في تأجيجها ، إذا كان الأمر بين المسلمين انْسَحِب ، وصحابةٌ كُثُر لمَّا رأوا الفتنة بين المسلمين انْسحبوا وآثروا السَّلامة .
    زارهُ في دمشق لأكثر من مرّة ، ولأكثر من سبب ، ومن طريف ما يُرْوى أنَّ ملِكَ الروم كتب إلى معاوية بن أبي سفيان يقول : إنّ الملوك عندنا تُراسِلُ الملوك ، ويُطْرفُ بعضهم بعضًا بِغَرائبِ ما عندهم ، ويُنافسُ بعضهم بعضًا بِعَجائب ما في ممالكِهم ، فهل تأذن لي بأن يكون لي بيني وبينك بما يكون بينهم ؟ ملك الروم يستأذن معاوية بن أبي سفيان خليفة المسلمين أن يكون بين الملكين مراسلات وإطراف ومساجلات ومسابقات وما شاكل ذلك ، فأجاب معاوية بالإيجاب ، وأذِنَ له ، فوجَّهَ إليه ملك الروم رجلين من عجائب الرِّجال ؛ أحدهما طويل مفرِط في الطول ، جسيم موغِل في الجسامة ، حتى لكأنَّه دوْحةٌ باسقة في غابة ، أو بناء مبني ‍! جسمه غير معقول كأن يكون مترين وعشرين سنتمتر !! والثاني قويّ غاية القوَّة ، صُلْب متين كأنَّه وحشٌ مفترس ، وبعثَ إليه معهما رسالة يقول فيها : أفي مملكتك من يُساوي هذين الرجلين طولاً وقوَّةً ؟ فقال معاوية لِعَمْرو بن العاص : أما الطويل فقد وجدْت من يُكافئُهُ ويزيد عليه ، وهو قيس بن سعْد بن عبادة وأما القويّ فقد احْتجْتُ إلى رأيِكَ فيه فقال عمرو : هناك رجلان غير أنَّ كليهما عنك بعيد هما محمَّد بن الحنفيَّة ، وعبد الله بن الزبير ، فقال معاوية إنَّ محمّد بن الحنفيّة ليس عنَّا بِبَعيد ! فقال عمرو : ولكن أتظنّ أنَّهُ يرضى على جلالة قدْره ، وسموّ منزلته أن يُقاوِي رجلاً من الروم على مرأى من الناس ؟ فقال : إنَّه يفعلُ ذلك ، وأكثر من ذلك إذا وجدَ في ذلك عزًّا للإسلام ، سيّدنا رسول الله جاءهُ مرَّةً من يُفاخرهُ بالشِّعر ، فقال : قُمْ يا حسَّان فأجِبْ الرجل ‍! أي هناك مواطن لمَّا يبرز المسلم ويتفوَّق فهذا العزّ ليس له ، وإنَّما لِمَجموع المسلمين ، ثمّ إنّ معاوية دعا كلاًّ من قيس بن سعْد ، ومحمّد بن الحنفيَّة ، فلمَّا انْعقَد المجلس قام قيس بن سعْد فنَزَعَ سراويله ، ورمى بها إلى العلْج الرومي ، وأمرهُ أن يلبسها فلبسَها فغطَّتْ إلى ما فوق ثَدْييْه فضَحِكَ الناس منه !! معناه أنَّه أطْول ، وأما محمّد بن الحنفيَّة فقال للترجمان : قلْ للرومي إن شاء فلْيَجلِسْ ، وأكون أن قائمًا ، ثمَّ يعطي يدهُ فإما أن أُقيمهُ ، وإما أن يُقْعِدَني ؟! وإن شاء فلْيَكُن هو القائم وأنا القاعد ، فاخْتار الرومي القعود ، فأخذ محمّد بن الحنفيَّة بيَدِهِ وأقامه ، وعجَزَ الروميّ عن إقعاده ؛ مصارعة ! فذبَّتْ الحَميَّة في صدْر الرومي ، واختار أن يكون هو القائم ومحمّد هو القاعد ، فأخذ محمَّد بيَدِهِ ، وجبذهُ جبْذةً كادت تفْصلُ ساعدهُ من كتفِهِ ، وأقْعدهُ في الأرض ، فانْصرف العلجان الروميان إلى ملكهما مَغلوبَين مخذولين ‍‍!! المجتمع المسلم فيه كلّ شيء ، والحقيقة طلب العلم فرْض عَين ، أما الاختصاص الآخر فهو فرْض كفاية ، فيَجِب أن يكون عندنا أقوياء مترْجِمون ، كلّ اختصاص المسلمون بِحاجة إليه ، ووُجوده فرْض كفاية ، إذا قام به البعض سقط عن الكلّ .
    الآن ملك الروم يريد أن يعْلُوَ عن المسلمين بِرَجل طويل القامة ، ورجل قويّ ، فجاءهُ برجُليْن الأوَّل أطْوَل منه ، لمَّا ألبسَهُ ثيابهُ بدَتْ نحوَ ثَدْييْه ، فضحك الناس عليه ، وأما الثاني فما تمكَّن أن يغلبهُ .
    والأيَّام دارَتْ مرَّةً ثانيَة ، ولَحِقَ معاوية وابنه يزيد ، ومروان بن الحكم إلى جوار ربِّهم ، وآلتْ زعامة بني أميَّة إلى عبد الملك بن مروان ، فنادى بنفسه خليفة للمسلمين فبايعَهُ أهل الشام ، وكان أهل الحجاز والعراق قد بايعوا لعبد الله بن الزبير ، الآن هناك مشكلة وانتقام ، عبد الله بن الزبير يحكم الحجاز والعراق ، وعبد الملك بن مروان يحكم بقيَّة البلاد الإسلاميّة ، وطفقَ كلّ منهما يدعو منْ لم يُبايِعهُ لِبَيْعَتِهِ ، ويزعم لنفسه أنّه أحقّ بالخلافة من صاحبه ، فانْشقّ صفّ المسلمين مرَّةً أخرى ، وهنا طلب عبد الله بن الزبير من محمَّد بن الحنفيَّة أن يُبايِعَهُ كما بايعهُ أهل الحجاز ، غير أنَّ ابن الحنفيَّة لم يكن يخفى عليه أنَّ البيْعة ، تجعل في عنقِهِ لِمَن يُبايِعُه حقوقًا كثيرة ، منها سلّ سيْفِهِ دونه ، وقتال مخالفيه ، وما مخالفوه إلا مسلمين قد اجْتهدوا فبايعوا لغير من بايَع ، فهو ما أراد أن يكون ورقةً رابحةً في يدي أحد الطَّرفَين ، وهذه نقطة مهمَّة جدًّا ، وأنا أتمنَّى على أهل العِلْم ، والدعاة إلى الله ، وعلى العلماء أن يمْتَنِعوا أن يكونوا ورقةً رابحةً بيَدي الأقوياء ، وأن تفوق هؤلاء جميعًا ، اربأ بِعِلمِك على أن يكون مطِيَّةً لإنسان ! اِرْبَأ بمكانتك عن أن تكون أداةً بيَدِ إنسان ، وورقةً رابحةً لِجِهة دون أخرى فهذا التابعيّ الجليل ما قبِل أن يكون ورقةً رابحة بيَدِ أحد الفريقين .
    فقال لعبد الله بن الزبير : إنَّك لَتَعْلم علْم اليقين أنَّه ليس لي في هذا الطلب أرَبٌ ولا مأرب ، وإنَّما أنا رجل من المسلمين فإذا اجْتمعَت كلمتهم عليك أو على عبد الملك بايعْتُ من اجْتمعَت كلمتهم عليه ، فأنا لا معك ولا معه ، حينما تنتهي هذه الفتنة ؛ إجماع المسلمين لمن ؟ أنا مع المسلمين ! هذا موقف ذكيّ جدًّا ، أما الآن فلا أُبايِعُك ، ولا أُبايِعُهُ ، فجعل عبد الله يُعاشرهُ ، ويُلايِنُهُ تارةً ، ويعرض عنه ويُجافيه تارةً أخرى ، غير أنّ محمّد بن الحنفيَّة ما لبث أن انْضمَّ إليه رجالٌ كثيرون رأَوا رأيَهُ وأسْلموا قيادهُم إليه حتى بلغوا سبعة آلاف رجل مِمَّن آثروا اعتزال الفتنة !! هنا أصبح عندنا فريق ثالث زعيمهم محمّد بن الحنفيَّة ، معه سبعة آلاف إنسان لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء ، وأبَوا أن يجعلوا من أنفسهم حطبًا لنارها المُتَّقِدة ، وكان كلَّما ازْداد أتباع بن الحنفيّة عددًا ازْداد بن الزبير منهم غيظًا ، فألحَّ عليه بطلبِ البيعَة ، فلمَّا يئس من ذلك ، أمرهُ هو ومن معه من بني هاشم ، وغيرهم أن يلْزموا شِعْبهم بِمَكّة ، وجعل عليهم الرّقباء ، يعني إقامة جَبريَّة فالإنسان هو الإنسان ، والحاكم هو الحاكم ، والقويّ هو القويّ ، أمرهم أن يلزموا شِعبًا من شعاب مكَّة ، وأمرهم بإقامة جبريّة ، ثمّ قال لهم : والله لتُبايِعُنّ أو لأهدِّدنَّكم ، ثمّ حبسهم في بيوتهم ، حتى إنَّه هدّدهم بالقتل ، عند ذلك قام إليه جماعة من أتباعه وقالوا : دعنا نقتل ابن الزبير ، ونُريح الناس منه ! فقال: أفنوقِد نار الفتنة التي من أجلها اعْتزَلنا ، ونقتل رجلاً من صحابة رسول الله ومن أبناء صحابته ؟ الورع ! ما أراد أن تكون له يد في هذه الفتنة ، لا والله ، لا نفعل شيئًا ممَّا يُغضب الله ورسوله ، ولمَّا بلغ عبد الملك بن مروان ما يعانيه محمّد بن الحنفيّة ومن معه من بأس ابن الزبير رأى الفرصة سامحةً لاسْتِمالتهم إليه ، فالتنافس دائمًا من صالح الضعيف ، فأرسل إليه كتابًا مع رسول من عنده ، لو كتبه لأحد أبنائه لما كان أرقّ لهْجةً ، ولا ألطفَ خِطابًا ، وكان ممَّا جاء فيه : لقد بلغني أنَّ ابن الزبير قد ضيَّقَ عليك ، وعلى من معك الخِناق ، وقطع رحمك ، واسْتخفَّ بِحَقِّك ، وهذه بلاد الشام مفتوحة أمامك تستقبلك أنت ومن معك على الرحْب والسّعة ، فانزِل فيها حيث تشاء ، تلقى بالأهل أهلاً ، وبالجيران أحبابًا ، وسوف تجد عارفين لحقِّك ، مقدِّرين لفضلك ، واصلين لرَحِمِك إن شاء الله ! طبعًا هو كان يريد أن يستميلهُ ، سار محمّد بن الحنفيَّة ومن معه مُيمِّمين وجوههم شطر بلاد الشام ، فلمَّا بلغوا أبله استقروا فيها ، وأبله شمال بلاد العقبة ، فأنزلهم أهلها أكرَمَ منْزِل ، وجاوروهم أحْسنَ جِوار ، وأحبُّوا محمَّد بن الحنفيَّة ، وعظَّموه لما رأوا من عُمْق عبادته ، وصدْق زهادته ، فطفقَ يأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر ، ويُقيم فيهم الشعائر ، ويصلح ذات بينهم ، وهكذا المؤمن ، أينما جلس يصلحُ بين المسلمين ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، في إقامته وسفره ، وفي إبعاده ، كما قال أحد العارفين : ماذا يصنع أعدائي بي ، جنَّتي في صدري ، إن أبعدوني فإبعادي سياحة ، وإن سجنوني فسِجني خلوة ، وإن قتلوني فقتْلي شهادة .
    فلمَّا بلـغ ذلك عبد الملك بن مروان شقّ عليه الأمر ، واستشار خاصَّته ، فقالوا : ما نرى أن تسمح له أن يقيم في مملكتك ، وسيرته كما علمْت يستقطب الناس من حوله ، وكلَّما امتدَّ به العمر زادتْ جماعته ، ولا مصلحةَ أن يقيم في مملكتك ، فإما أن يُبايِعَ لك ، وإما أن يرجع من حيث جاء ، فكتـب إليه عبد الملك يقول : إنّك قد قدمْت بلادي فنزلْت في طرفٍ منها ، وهذه الحرب قائمة بيني وبين عبد الله بن الزبير ، وأنت رجل لك بين المسلمين ذِكْر ومكانة ، وقد رأيتُ ألاّ تقيم في أرضي إلا إذا بايعتني ، فإن بايعْتني فلك منِّي مئة سفينة قدِمَت عليّ أمس من القلْزَم ! فخُذْها بما فيها ، وبمن فيها ، ولك معها ألف ألف درهم !! مع ما تفرضه من فريضة لنفسك ولأولادك ولذوي قرابتك ومواليك ومن معك !!! إغراء عجيب ، ملايين وسفن كلّها لك على أن تُبايِعَني ، فإن لمْ تُبايِعني فارْجِع من حيث أتَيْتَ ، وإن أبيْت فتحوَّل عنِّي إلى مكان لا سلطان لي عليه ، فكتب إليه محمَّد بن الحنفيَّة يقول : من محمّد بن علي إلى عبد ملك بن مروان سلامٌ عليك ، وإنِّي أحمد الله الذي لا إله إلا هو إليك ، أما بعد :
    فلعلَّك تتخوَّف منِّي ، وكنتُ أحْسبُ أنَّك عارفٌ بِحَقيقة موقفي من هذا الأمر ، ووالله لو اجْتمعَت عليَّ هذه ، وإنّي لما أبيْت أن أبايِع عبد الله أساء جِواري ، ثمّ كتبتَ إليّ تدعوني إلى الإقامة في بلاد الشام ، فنزلت بِبَلْدةٍ من أطراف أرضك برُخص أسعارها ، وبعْدها عن مركز سلطانك ، فكتبت إليه ما كتبت به ، ونحن منصرفون عنك إن شاء الله ، سُفُن وأموال وبضائع ، وعطايا ورواتب على أن تُبايِع ، انْصرف محمّد بن الحنفيّة برِجاله وأهله عن بلاد الشام ، وطفق كلَّما نزلَ بِمَنزلٍ يُزْعج عنه ، ويُدعى إلى الرحيل عنه ، وكأنَّه لم تكْفهِ همومه كلّها ، فشاء الله أن يختبرهُ بِهُموم أخرى أشدّ وقْعًا ، وأثْقلَ وطأةً .
    في الحقيقة أنا اخترت هذه القصّة بهذه الصفحة فقط ، لأنَّ هذه الصَّفحة أعلِّق آمالاً كبيرة ، الآمال أن نقف عند الكتاب والسنَّة وألاّ نزيد شيئًا .
    ذلك لأنّ جماعةً من أتباعه مِمَّن في قلوبهم مرض ، وآخرون مِمَّن في عقولهم غفلة جعلوا يقولون إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم أوْدع صدْر عليّ وآله كثيرًا من أسرار العلم ، وقواعد الدِّين وكنوز الشريعة ، وإنَّه خصَّ آل البيت بما لمْ يُطلع غيرهم عليه ، فأدرك الرجل العامل العالم الأريب ما يحمله هذا الكلام في طيَّاته من انحراف ، وما يمكن أن يجرَّه على الإسلام والمسلمين من مخاطر وأضرار ، وهنا بدأ الانحراف العقائدي ، فقد أراد أتباع محمَّد بن الحنفيَّة أن يقولوا إنَّ النبي عليه الصلاة والسلام أوْدَعَ أسرارًا في صدْر الإمام عليّ لم يودِعْها في صدر غيره ‍! وأنَّ هذا ابنهُ ، إذًا نحن مُتَفَوِّقون ومُتَمَيِّزون ، ونعلم ما لا يعلم الآخرون ، فجَمَعَ الناس وقام فيهم خطيبًا ، ومرَّةً ثانيَة أيها الإخوة ، وكأنَّ محمّد بن الحنفيَّة لم تكفه الهموم كلّها ، فشاء الله أن يختبرهُ بِهُموم أخرى أشدّ وقعًا ، وأكثر وطْأةً ذلك لأنّ جماعةً من أتباعه مِمَّن في قلوبهم مرض، وآخرون مِمَّن في عقولهم غفلة جعلوا يقولون إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم أوْدع صدْر عليّ وآله كثيرًا من أسرار العلم ، وقواعد الدِّين ، وكنوز الشريعة ، وإنَّه خصَّ آل البيت بما لمْ يُطلع غيرهم عليه ، فأدرك الرجل العامل العالم الأريب ما يحمله هذا الكلام في طيَّاته من انحراف ، وما يمكن أن يجرَّه على الإسلام والمسلمين من مخاطر وأضرار ، فجمع الناس ، وقام فيهم خطيبًا ، واسمعوا ماذا قال ، حمد الله جلّ وعزّ ، وأثنى عليه ، وصلى على نبيّه محمد صلوات الله وسلامه عليه ، ثمَّ قال : يزْعم بعض الناس أنَّ عندنا معشر آل البيت علْمًا خصَّنا به رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ولمْ يُطْلع عليه أحدًا غيرنا ، وإنَّا والله ما ورِثْنا من رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلا ما بين هذين اللَّوْحين ، وأشار إلى المصحف - كان أمامه مصحف فيه دفَّتين - وإنَّ من زعمَ أنَّ عندنا شيئًا نقرؤُهُ إلا كتاب الله فقد كذب !.
    سيّدنا النبي عليه الصلاة والسلام كُسفَت الشمس في عهده يوم مات إبراهيم ، فقال بعض أصحاب النبي لقد كُسِفَت حزْنًا عليه !! ابن رسول الله !! فجمع أصحابه وقال : إنَّ الشمس والقمر آيتان لا ينبغي ...." إذا كنت صادقًا وأمينًا على الوحي ، وأمينًا على دين الله لا تسْمح ببِدْعةٍ تُقال على لِسانك ، ولا توصَفُ بها أنت ، دائمًا بيِّن الحقيقة ، إذا كنت مخلصًا ، لكنَّ أناسًا كثيرون يُحاطون بِهالةٍ كبيرة ، ويعرفون أنَّها غير صحيحة ويسكتون لماذا يسكتون ؟ لأنَّهم يرتفعون بها !! لكنّ إخلاصك لله ينبغي أن يكون أقوى ، فهذا التابعي الكبير ما سمحَ لأتباع الوفْد أن يقولوا عنه أنَّه خُصَّ بِعِلْم ما خصَّ به غيره ، وما سمَحَ أن يقولوا عن والده سيّدنا علي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم أوْدَعَ فيه أسرارًا ما أوْدعها في غيره ، قال : لا والله ، ما ورثنا عن رسول الله إلا هذين اللَّوحين ، ويعني بهما المصحف الشريف ، ومن قال : إنّ عندنا شيئًا نقرؤه غير كتاب الله عز وجل فقد كذب ، لكنَّ أتباعهُ بدؤوا يُسلِّمون عليه ويقولون : السلام عليك يا مهديّ ! فيقول : نعم ، أنا مهديّ إلى الخير ، وأنتم مهديُّون إليّ إن شاء الله تعالى ، ولكن إذا سلَّم عليّ أحدكم فلْيُسمِّني باسْمي ، وليقُلْ : السلام عليك يا محمَّد !! ما قبِلَ أن يكون المهْدي ، وما قبِلَ أن يكون قد خُصّ بِعِلْم لم يُخصَّ به بقيَّة أصحاب رسول الله ، وهذا هو الإخلاص ، فإيَّاك أن تقبلَ بِدْعةً أو مبالغةً ، إيَّاك أن تقبلَ تعظيمًا يرفعُك فوق قدْرك ، أو تقبلَ قداسةً لا تستحقّها ، عندئذٍ تكون قد اشتريْت بالدِّين الدنيا .
    لمْ تطلْ حَيْرةُ محمَّد بن الحنفيَّة في المكان الذي يستقرّ فيه هو ومن معه ، فقد شاء الله عز وجل أن يقضِيَ الحجّاج بن يوسف الثَّقفي على عبد الله بن الزبير ، وأن يُبايِعَ الناس جميعًا لعبد الملك بن مروان ، فما كان منه إلا أن كتب إلى عبد الملك يقول : إلى عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من محمّد بن عليّ ، أما بعد : فإنِّي لمَّا رأيْتُ هذا الأمر أفْضى إليك ، وبايعَكَ الناس كنتُ كَرَجُلٍ منهم فبايَعْتُكَ لواليكَ في الحجاز ، وبعثْتُ لك بِبَيْعتي هذه مكتوبةً ، والسلام عليكم ! .
    لمَّا انتهَتْ الفتنة ، وآل الأمر إلى عبد الملك بايعَهُ بيْعةً مكتوبةً ، ولم يعد عليه تَبِعَة ، فلو بايعَهُ قبل انتهاء الفتنة كانت عليه مسؤوليَّة المحاربة معه ، وأن يقتل المسلمين من أجله ، فلمَّا اسْتقرَّ الأمر على ذلك بايعَهُ بيْعةً مكتوبة ، فلمَّا قرأ عبد الملك الكتاب على أصحابه ، قال له أصحابهُ : واللهِ لو أراد أن يشقّ عصا الطاعة ، ويُحْدثَ في الأمر فتْقًا لقدَرَ على ذلك ، معه أتباع وعدد كبير، وهو في مَنْأى عنك ، ولما كان عليه من سبيل ، فاكْتُب إليه بالعهد ، والميثاق ، والأمان ، وذمّة الله ورسوله أن لا يُزْعَجَ ، أو يُهاج هو أو أحد من أصحابه ، وكتب عبد الملك إلى الحجّاح يأمرهُ بِتَعظيمه ورِعايَة حرمتهِ والمبالغة في إكرامه .
    هذا نموذج لإنسان بعيد عن الفتنة ، وبعيد عن الانحِياز لفئة دون أخرى ، وبعيد أن يكون ورقةً رابحةً بيَدِ جهة من أهل الدنيا ، وبعيد على أن يُسْهم في سفْك دماء المسلمين ، ابتعَدَ ودفَعَ الثَّمَنَ باهظًا ، فلمَّا انتهى الأمر بايعَ ، وهذا موقف حكيم ، قال تعالى :

    [ سورة البقرة ]
    إلا أنَّ محمّد بن الحنفيَّة لم يعِشْ بعد ذلك طويلاً ، فقد اختارهُ الله إلى جِوارهِ راضِيًا مرْضِيًا .
    أيها الإخوة ، أثْمَنَ شيء في الحياة أن تنام على وِسادتك ، وليس على عاتقك شيء ؛ لا دماء ، ولا حقوق مغتصبة ، ولا أموال ، وما بنيتَ مجْدك على أنقاض الناس ، ولا بنيتَ مالك على فقرهم ، ولا أمنَكَ على خوفهم ، ولا غناك على فقرهم ، ولا حياتك على موتهم ، وهذه هي البطولة أن ترضيَ الله عز وجل ، وأن تكون بعيدًا عن التَّبِعات ، وقد أردْتُ من هذه القصَّة الموقف الحكيم الذكيّ الواضح الأمين على هذا الشرع ، فما سمحَ لأتباعِهِ أن يُعظِّموه ، ولا أن يُقال له المهدي ، ولا أن يرفعوه فوق مقامه ، ولا أن يسمح أن يُقال عن والده أنَّه خُصَّ بعِلْم ما خُصَّ غيره به من أصحاب رسول الله ، فقد كان وقَّافًا عند كتاب الله ، وكلّ إنسان داعِيَة صادق ومخلص لا يسمح لأحد أتباعِهِ أن يزيد من حجمه على حساب عقيدته أبدًا هذا هو المطلوب الآن، علاجنا في العودة إلى الكتاب والسنَّة ، وعلاجنا في أن تعْطِيَ كلّ شيءٍ حجمهُ الحقيقي ، لا أن تزيد وتبالغ ، لا أن ترفع لا أن تحتقر ، دائمًا كن موضوعيًّا ، واعْطِ الوصف الصحيح ، العلم في تعريفه : الوصف المطابق للواقع مع الدليل .
    هذه قصَّة التابعي الجليل محمد بن الحنفيَّة بن سيّدنا عليّ كرَّم الله وجهه .
    والحمد لله رب العالمين

    والى لقاء جديد

  2. #2
    الصورة الرمزية عـــــــادلــــ
    تاريخ التسجيل
    Dec 2002
    الدولة
    السعودية -جدة
    المشاركات
    12,714
    معدل تقييم المستوى
    697
    طرح جميل أخي فارس الإبتعاد عن الفتنة من سيم الصالحين ولقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحسن أبن علي رضي الله عنهما عندما قال إن ابني هذا سيد يصلح الله على يديه فئتين عظيمتين قال هذا حديث حسن صحيح قال يعني الحسن بن علي .

    وكان صلح الحسن بأن تنازل عن الخلافة لمعاوية
    إذا فاتني عصــر السيف
    فــالقــلم هــــو سـلاحــي
    المحبرة هي جراب سهامي
    وعلى الورق سطرت مقتل أعدائي
    كلمة الحـــق هـي أحـد
    من السيف عــلى الأعــناقــي
    من كلمات عادل الكثيري

  3. #3

    الصورة الرمزية فارس محمد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    13,816
    معدل تقييم المستوى
    1197
    أشكرك أخي عادل علي مرورك الكريم.
    علي فكره شعارك او توقيعك جميل جداً وهادف وأتمني ان يفهمه البعض الذين يتعدوا هذا المبدء الجميل.
    تحياتي

  4. #4


    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    51
    معدل تقييم المستوى
    226
    مقاومة اهل البغى ليست فتنه بل صلاح فى الارض
    الأدلة من القرآن على مقاومة اهل البغى والعدوان والظالمين والمحتكرين للمال والمنصب مثل طغاة الشمال
    {كنتم خير أمة أخرجت لناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }لكيي تتحقق هذه ألايه فأن الحاكم الجائر آمر منكر ويجب أزالته بالخروج عليه وعلى من ناصرة من اهل التعصب والبغى والمناطقية
    {لعن الذين كفرو من بنى إسرائيل على لسان داؤود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} آي لعنو لانهم لا يتناهون عن المنكر الذي يحدث بينهم ولا ينهى بعضهم بعضا عن اكل حقوق الاخرين ونهب ثرواتهم والتعدى عليهم ودفعهم الى التمرد والانفصال والفتنة
    {ولا تطيعوا آمر المسرفين الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون} والحاكم الجائر يندرج ضمن المفسدين لأنه من المفسدين فى الأرض
    الأدلة من السنة
    قال رسول الله (ص) { إن الناس إذا راو الظالم فلم يأخذو على يديه أوشك اللة آن يعمهم بالعذاب}ويقول الرسول{يكون آخر الزمان أمراء ظلمه ووزراء فسقه وقضاء خونه وفقهاء كذبه فمن أدرك منكم ذلك فلا يكون لهم جابيا ولا عريفاً ولا شرطياً} وآلا صرت من أعوان الظالمين آلا اذا حاولت التخفف من ظلمهم { السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية }
    ان المستكبر حين يفقد القوة يذل والإنسان الحق لا ستكبر عندما يمتلك القوة ولا يذل عندما يفقد القوة بعكس الجاهلون تبرز روح الاستكبار في مواقف القوة وروح الخضوع عند الضعف .والمستكبر يتصف بالبعد عن النضر الموضوعي وهذا البعد مبعثه الغرور وهو محتوى نفسى خاطىء والمؤمن لا يستكبر اذا امتلك القوة ولا يذل اذا اصابته مصيبه اذا نضرنا لحالنا اليوم فى التخلف والجمود وغرور ومحدوديه النضر والاعتقاد ان الحق عندنا وكيف لا وعندنا علم اليقين من الكتاب والسنه والاستكبار يمنع الإدراك للواقع ونحن نجمع الصفات المتضادة نحن مستكبرون وأذلة أيضا فى نفس الوقت نحن مستكبرون وعندنا الحق المطلق ولا نستطيع ان نخفى ذلنا وليس من مهمة الكتاب والسنة ان يرفعانا من الهوان والذل لانه لا يدخل قلب غلف مغلقة لا تتفاعل مع الحقيقة ان الكفرة ليضحكون من إسلامنا وان مشائخنا قامروا بالإسلام وتاجرو مع السلطان الو عاض عبدوا المناصب وأضاعوا الملة والمفتى بالفتوة يتاجر الإنسان الذي لا يدرك سنن الكون تاتية النكبات تلو النكبات ولا يعرف لها سببا هذا المسلم بعد ذلك يتفنن فى اختراع أسباب لتفسير الأحداث فهو ان لم يعلق السبب بالنجوم فلا جناح عليه ان يعلق ما يحدث بمشيئة اللة التى لا مرد لها وهى التى تفعل ذلك عند ذلك تستريح نفوسهم منته التقوى والحكمة وهذا سلب الحكمة عن مشيئة اللة لانه لم يعد هناك سنن لها وانه سلب القدرة التي سخرها الله للبشر على التغيير
    اتهم فرعون موسى بأنه يريد تغيير الدين ونشر الفساد فى الأرض قد تكرر هذا المنضر الخداع فى الكفاح الطويل بين الحق والباطل وبين الهداة والطغاة وقبل اشتراك الفريقين فى غزوة بدر استمعنا الى الى ابى جهل الجبار ينادى ربه فى صلاة حارة ان يجعل النصر قرين الحق وقال{ الهم انصر أهدى الفئتين وخير الفريقين وافضل الجمعين } نسى أبو جهل ما صنع وصنع قومه بالمسلمين حتى أخرجهم من أموالهم وديارهم انه لا يجهل ذلك بل يجحده ويدعو ربا ما اتقاه يوماً الطغاة جاحدين يعرفون الحق ويستكبرون النزول على حكمه فهم يظلون ويوقنون انهم على الحق يسرقون أموال الجماهير ويزعمون انهم ينالون بعض ما سعى الحظ لهم. طبقات الحكم تكون ذا جهل مركب وذو عقول لا ترى الحقيقة لو نضرنا لسيرة الأنبياء القدامى لوجدناهم ثواراً يتبعهم الفقراء والمساكين من أبناء الشعب المظلوم والمترفين هم الذين يحاولون ألاحتفاض بالوضع القائم حفاظاً على امتيازاتهم
    الطاعة العمياء
    آلتي لا تكفل المصلحة العامة ونصرة الحق آلا آن القائد آمر فذلك منكر كبير وجهاله فاحشه لا يقرها شرع ولا عقل فلا نكون عبيداً آلا لله إنما استكبر من استكبر من الفراعنة والجبابرة لانهم وجدوا من الرعاع من يسارع الى إجابة أهوائهم واطاعة نزواتهم دون بصر او اخذ فعتو فى الأرض وعلو علواً كبيرا الشعوب التافهة فى كل عصر وزمان هي آلتي تصنع المستبدين وتغريهم بالثروة والجبروت كالعاهرة آلتي تغوى ألفساق . الطاعة فى المعروف فقط فلا تتعصب آلا لما تعقل احذ رو الرجال الذين أذعنوا للعبودية يوم نشرت ظلامها فى الآفاق لانهم خفافيش تزعم أنها وحدها صاحبة الحق فى الكلام عن الإسلام ولاكن الدين الحق هو دين العدالة والمساواة والحكم بما انزل الله كيف تصدقون من يطرد العلماء المجاهرين بالحق والآمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر ويرضى بتقريب المداهنين والمنافقين واللصوص وقطاع الطرق والقتلة والمجرمين على كل من يدعى القبيله ان يتقى اللة فلا يتعصب مع حكام صنعاء والا صار من اعوان الظالمين القتلة

  5. #5


    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    265
    معدل تقييم المستوى
    256
    ناصر الجنوب
    انت تقول مقاومة اهل البغى ليست فتنه بل صلاح فى الارض
    ماشاء الله اذن انت تاخذ من كتاب الله وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم وليتك تاخذ كل شي وافق هواء او لم يوافق

    قال صلى الله عليه وسلم درء المفاسد اولى من جلب المصالح..
    وقال صلى الله عليه وسلم دع مابه بأس الى ما لا بأس به
    او بما معناه

    يعني ان ما تدعوا له انت اشد فتنه
    وهذا الذي تدعوا اليه هو الفساد في الارض

    اول شي انا وانت نتقي الله ونصلح انفسنا ثم ننصح غيرنا ونامرهم بالمعروف

    ولكم مني افضل تحيه
    والسلام
    المتـــــــــــــــــــــــيم
    www.alhjjaji.com

  6. #6

    الصورة الرمزية lemask
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    543
    معدل تقييم المستوى
    239

    العظه والعبره

    يجب ان يأخذ اليمنين العظه والعبره ماما يحدث في العراق وفي السودان بسبب الفتن والانفصال وكذلك الدروس المستفاده
    $$$القـa19'na3 ـــنــاع$$$

  7. #7


    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    المشاركات
    273
    معدل تقييم المستوى
    247
    ومادخلنا نحن بالعراق والسودان وبدلا من تكرار العبارات التي يكررها رئيس العصابه وزبانيته حاول تعرف أن الجنوب كانت وستظل دولة مستقله شاء من شاء واباء من اباء والدي مش عاجبه يشرب من البحر .
    فهمت ياسبايدا
    الجنوب دولة مستقله من المهره الى جزيرة كمران



  8. #8


    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    265
    معدل تقييم المستوى
    256
    تاج عدن انت لو كنت تتكلم بواقع كان نفع الكلام معاك
    انت معاند وسبب هذا مرض القلب
    فما اعتقد ان الكلام ينفع
    ولكن سير حرر الجنوب على قولتك والله لا انت ولا غيرك يقدروا يعيدوا تقسيم اليمن وشعبه
    ولكن ان شاء الله يجي اليوم الذي تعرف فيه الحق والمصلحه

    وانت قبلي تعرف ان الذي تكتبه تكتبه بغرض يعرفوك اعضاء المنتدى ولانك لا تملك اي موضوع تتكلم فيه اخذت لك الفتنه طريق
    هدانا الله واياكم
    ولكم مني افضل تحيه
    والسلام
    المتـــــــــــــــــــــــيم
    www.alhjjaji.com

  9. #9


    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    4,224
    معدل تقييم المستوى
    797
    بالرغم من ان الموضوع ديني اكثر من سياسي ولكني احببت ان اعرضه في المقهي السياسي لانه يوضح الوحده والفتن التي تعرض لها الاسلام من واقع سيرة احد أحفاد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
    أتمني ان ينال أعجابكم وان نأخذ حذرنا من الذين يحاولون تقسيمنا وأشعال الفتنه بين شباب بلدنا الحبيب.

    حياك الله أخي الكريم
    والف مرحبا بك وبماتطرح في كل ساحات المنتدى ليس هناك مايمنع في طرح موضوعك في القسم السياسي او الاسلامي.
    فكل مانرجوه ان نتجنب الفتن..
    -----------------------------------
    كما ارجو من جميع الاعضاء الاكارم.
    ان يتركو الموضوع للاستفادة منه والمناقشة في ماممكن ان نستفيده من الموضوع دون الخروج للمهاترات.....
    للجميع تحياتي.

  10. #10


    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    المشاركات
    273
    معدل تقييم المستوى
    247
    قد ربنا زرع بينكم الفتنة وجعل كيدكم في نحوركم فالزيود في صعده لن يرحموكم ولن يتنازلوا عن دم اولادهم .
    الجنوب دولة مستقله من المهره الى جزيرة كمران



  11. #11


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    40
    معدل تقييم المستوى
    224
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تاج عدن
    قد ربنا زرع بينكم الفتنة وجعل كيدكم في نحوركم فالزيود في صعده لن يرحموكم ولن يتنازلوا عن دم اولادهم .
    الله يطول عمر بدر الدين الحوثي وقبايل خولان عامر وسحار
    الجنوب العربي

  12. #12


    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    581
    معدل تقييم المستوى
    239
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تاج عدن
    قد ربنا زرع بينكم الفتنة وجعل كيدكم في نحوركم فالزيود في صعده لن يرحموكم ولن يتنازلوا عن دم اولادهم .
    لاتعليــــــــــق

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الابتعاد عن الفتنه(دروس من السابقين)
    بواسطة فارس محمد في المنتدى ملتقى السيـاسـة
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 21-12-2005, 11:05 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •