لا شئ يمكنه تحريك المياه الراكده كالشباب*
انهم روح الامه وقدرها البانى * * وأمل المستقبل الواعد بالعطاء *
أطوف منتديات عده * وينتابنى الحزن لحال شبابنا المولع بالالعاب* وأقسام التسليه *وغرف الشات*
انه شئ مؤسف أن يتخلى الشباب عن قضايا مصيريه فى حياتهم ليلجؤا الى أمور ثانويه *
لا تعدو كونها مضيعه للوقت وتخدير للهمم**
والمؤسف ان شبابنا هنا تنتابهم نوبات أحساس بالفشل *
مع انهم أساس لم يخوضوا اى تجارب ليصيبهم الاحباط او ليحكموا على فشلهم *
وما هو الفشل ..أنه الخطوه الاولى للنجاح **
كنت مساء أمس فى مقر جمعيات الشباب بالتواهى فى أمسيه غنائيه أحياها بعض الموهوبين الشباب أحتفاء" بذكرى نوفمبر*
وفؤجئت بأن الاغانى التراجيديه الحزينه هى الاكثر حضورا" ..
ولما كل هذا الحزن ..لما كل هذا الاحباط !!؟
الم يعد هناك متسع للفرح والبجهه والسرور ..؟
هل انتهى العالم عند حدود قصه حب فاشله ..!!
وهل نموت قهرا" لمجرد ان شخصا" أحببناها فكان جزءانا الغدر والنكران**
وهل الفشل فى الحصول على وظيفه مبرر للانغلاق على الذات ..!!
وهل المشاكل الاجتماعيه والاسريه كفيله بأن تجعل الحياه سوداء فى وجوهنا ..!!
من المحزن فعلا أن نسمع في ظل ظروفنا و قسوة حياتنا *شابا في أوائل العشرينات يتحدث عن الأمور الحياتية بقناعة شيخ سبعيني
عايش الحروب و المجاعات*
من المؤسف أن نسمع شباب اليوم يحمدون ربهم على "لقمة الخبز" و يخافون عليها و لا يسعون لما هو أكثر من ذلك*
و للأسف يختلط خطاب بعض دعاة "القناعة" على الناس* فالقناعة ليست الخنوع للواقع المر و الاستسلام له*
بل أن القناعة هي معرفة طاقة كل شخص و ما يمكن أن يتأمل و ما لا يمكن*
و اللقمة حق و ليست أمل.. الأمل أعلى بكثير..
إن هذه الروح الانهزامية تزرع و يُعنى بها بشكل متواصل و متأن من قبل من يهمهم سكون الشعب و خنوعه*
فشعب صامت الشباب هو شعب جامد* شعب منهزم.. شعب ميت..
لكي يحيا شعب يجب أن يدق قلبه* و قلب أي شعب هو عنفوان شبابه
روح الحياة هي نبض غضب الشباب و اندفاعه
الشباب يعني الحياة* الحرية* الكرامة* الحق* القوة* العدالة.. الوطن
جميع هذه الأمور يعلمها أشباح الخوف و شياطين القهر*
فيعملون على استئصال هذه "المشكلة" من أساسها* يجهدون في تسيير الشباب و تجميده*
و إبعاده عن أهدافه الاجتماعية الحقيقية*
فمن لا يقدر على إشغالهم باللقمة يغسل دماغهم ليحوّلهم إلى أتباع مبتذلات لا تنفع إلا لصرف الأنظار.
و لذلك... طريق الحياة يبدأ من وعي الشباب و اندفاعهم في سبيل مستقبلهم*
و أي عثرة في وجه هذا الطريق هي عثرة في طريق الإنسان و إعاقة للتطور.
علينا كشباب أن نأخذ بمسؤوليتنا الريادية المقدسة في المجتمع*
علينا أن نكون نوره و ناره*
علينا أن نكون بردا و سلاما لمن يضع حجرة في بناء صرح الإنسانية *
بنفس الوقت الذي ننصب حمم غضب على من يضع الحجرة في طريق هذا البناء..
علينا كشباب أن نلغي كلمة "مستحيل" من جميع قواميس الأرض..
و كخطوة أولى... علينا أن نفكّر جديا إن كان هذا هو العالم الذي نرغب العيش فيه*
و أن نسعى إلى تغيير ما نراه خاطئا* أو على الأقل المحاولة...
كي يمكننا في المستقبل أن نقول أننا حاولنا* فدائما المحاولة أجمل من الوقوف مكتوف الأيدي..
ومع كل هذا هناك شباب هم مدعاه للافتخار*
كأولئك الذين جسدوا معنا ملحمه الحريه صبيحه الثلاثين من نوفمبر*
*
http://norssouth.blogspot.com
المفضلات