العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
القــــات ... ذلك الأسطـــــورة...
"الأيام" فتحي بن لزرق
ثمة أشياء في حياتنا ينتابنا شعور بالتردد والتخوف من الإقدام عليها وتنتصب في مخيلتك الكثير من التساؤلات حولها. حينما اخترت ان أكتب عن القات في اليمن وجدت ان ثمة أشياء كثيرة يتوجب علي ان أمحصها..ثم أشرع في الكتابة. ليس ثمة حديث أكثر تكرارا كمثل الحديث عن القات ، أضراره ومخاطره وربما فوائده .. تتخبط كلمة القات في حياتنا كثيرا ملتصقة بقصاصة ورقة ما أو بين دفتي كتاب او على لسان أحدهم..تعقد الكثير من الندوات وورشات العمل والمؤتمرات لكي يتحدث الجميع عن مخاطر القات..لكن يظل القات هو القات ولربما ان هؤلاء المتحدثين وما ان ينتهوا من ندواتهم هذه تجدهم يطرقون أبواب سوق القات!! الحديث عن القات حديث طويل، حديث عن أحلام هذا الشعب وأمنياته..عن كل الدمار الذي تخلفه وريقات القات..عن الساعات السليمانية وما تخلفه من أوهام بعيدة عن الواقع .. عن مليارات الريالات والسرطان القادم بقوة..عن أشياء كثيرة قد لا يتسع الحيز لها لكن على الاقل ان نتمكن من قول كلمتنا قبل ان نبدأ الحديث.
أعزائي القراء تأكدوا ان أدراجكم ليس منتفخة بأوراق القات هذه اللحظة لكي لا ترموا بهذا التحقيق جانبا..وتصبح كلماتي عبثاً ليس إلا..بين أيديكم تحقيق بسيط وكلمات أبسط، صرخة في وجه القات وهمسة في أذن كل قارئ.
صورة من الماضي
دعونا نرحل الى الماضي التليد ..مئات السنين وربما آلاف السنين لكي نبحث عن اول شجرة قات تدخل اليمن. المعلومات التاريخية تقول ان حكاية اول شجرة قات تعود الى زمن الاجتياح الحبشي لليمن، هذه حكاية اول شجرة قات لكن اليوم وبعد كل هذه السنين صار لدينا الملايين من هذه الشجرة التي لم تنتج الا كل ما هو كارثي. السؤال الاول الذي يجب ان نتساءل عنه هو ماهو القات علميا؟ يحتوي القات على مادة نوربيدرفيدرين ومادة الكاتين اللتين تشابهان اللامفيتامينات التي تعمل على تنشيط الجهاز العصبي عند الانسان حيث يشعر متعاطي القات بنشوة هائلة واسترخاء تام بسبب مفعول هذه المادة حيث تكون الدورة الدموية عند أعلى مستوياتها لكن بعد الانتهاء من تعاطي القات نجد ان الشخص المتعاطي يصاب بحالة خمول حادة واكتئاب شديد وتجده صامتا منزويا لا يحبذ الكلام مع أحد والسبب في ذلك ان الجهاز العصبي مر بفترة اجهاد كبيرة اثناء التعاطي اضف الى ذلك ان الدورة الدموية وبعد ان كانت في أعلى مستوياتها اثناء التعاطي تهبط الى أدنى مستوى وهو ما يتسبب في كل ذلك الشيء الذي لايختلف عليه اثنان وهو ان التعاطي يخلق حالة من النشوة والتخدير ويجعل صاحبه في حالة شبه غير طبيعية. ثمة سؤال يبرز هنا استنادا الى ما تم ذكره وهو هل القات مادة مخدرة؟ والجواب: في العام 1972م وبعد عدد من الابحاث والتجارب صنفت منظمة الصحة العالمية القات على انه نوع من المخدرات وبالتالي اعتباره احدى المواد التي يمنع تداولها والاتجار بها هذا بالنسبة لتشريعات دول أخرى، لكن بالنسبة لليمن فإن القات مادة عادية حيازتها ،مضغها، الاتجار بها أمر عادي.
سيناريو
يزرع القات في مناطق كثيرة من اليمن وينمو في المناطق التي ترتفع عن سطح البحر 800 قدم وتذهب 55% من المياه الجوفية في مجال زراعة القات ومثل هذا الرقم يصيبنا بالرعب خصوصا في بلد تجمع الدراسات على انه يتجه وبخطى حثيثة نحو كارثة مائية بسب ماتتعرض له مياهه الجوفية من استنزاف جائر، في ساعات الاحتياج الاولى يكون القات بين أيدي متعاطيه في خدمة توصيل هي الاولى من نوعها..الساعة العاشرة يتغير كل شيء في هذا الوطن يبدأ الزحام وتتعالى الصرخات ويبدأ الصخب في آلاف أسواق القات لينتهي كل هذا الصخب بحفنة من أوراق القات ليبدأ معها مشوار آخر..حفنة من الاحلام والنشاط يعقبها ساعات من القلق والتجهم اللامعقول.. كل هذا يحدث عقب ساعات يقضيها متعاطي القات بعيدا عن الواقع ومتطلباته..لكن ليفيق بعدها على واقعه المؤلم ليتكرر هذا السيناريو يوما بعد يوم رغم كل ما يحدث.
لماذا نتعاطى القات ؟
قد يبدو هذا السؤال محوريا بشكل او بآخر..لكن الاجابة عنه مهمة للغاية..لماذا نحن نتعاطى القات أو بالأحرى ما الذي يدفعنا لتعاطي القات؟ الإجابة ليست بسيطة.. هل نتعاطى القات لاننا نريد ذلك؟ هل نتعاطى القات لاننا مجبرون على تعاطيه؟ لا اظن ذلك البتة ولكن يمكننا ان نقول ثمةأاشياء عدة كلها مجتمعة تنتج مجتمعا يتراص افراده في طابور طويل لمضغ القات..هذه الاشياء تتعدد وليست بالفرادى، اول هذه الاشياء وجود ثقافة اجتماعية تشجع على ذلك..ثقافة راسخة رسوخ اشياء كثيرة..هذه الثقافة لا ترى شيئا من الشذوذ في وجود شجرة القات وتعاطيها وهذه الثقافة تمتد الى قرون مضت نشأت فيها هذه الفكرة في بيئة بسيطة للغاية لا تحمل من التعقيدات الكثير. مضغ القات عملية اعتيادية سهلة جزء من عادات وتقاليد اجتماعية لا اعتبار لخسائر اقتصادية، لا وجود لأضرار صحية مثل ماهو عليه اليوم، وهذا هو جوهر الفرق بين تعاطي القات فيما مضى واليوم. اذن هنالك ثقافة اجتماعية تمتد على طول هذا الوطن ترى ان تعاطي القات جزء من مكونات وعادات وتقاليد الشعب اليمني لكن هذه الثقافة تتوسع وتتمدد في مناطق معينة وتنحسر في مناطق اخرى الامر واضح وجلي في بعض المناطق لا يقتصر تعاطي القات على فئة معينة من أفراد الأسرة بينما نجد في مناطق أخرى انعدام هذا المعيار ليصبح تعاطي القات محصوراً في فئة معينة بل ان النظرة الاجتماعية لمتعاطي القات تختلف من منطقة الى اخرى وكل هذا يعود الى الثقافة والبيئة الاجتماعية فهي التي تحدد ما اذا كان تعاطي القات ضرورة أم ترفاً أم فعلاً غير مقبول.
صورة في الظلام
اذ قدر لك ان تطلع على حقيقة ما يخلفه القات من دمار وضياع فأنت بلاشك ستصاب بخيبة أمل كبيرة حزنا لكل ما ينتجه وجود القات في حياتنا ، أول هذـه الاشياء ان القات يستهلك 55% من اجمالي المياه الجوفية بعيدا عن هذا يتسبب القات بسخائر مالية للاقتصاد الوطني تصل إلى 70 مليون ريال في اليوم الواحد وإلى 25 مليارا في الشهر الواحد ليس هذا فحسب بل ان عدد متعاطي القات يزداد يوما بعد يوم، احدى الاحصائيات التي تضمنها تقرير التنمية البشرية لوزارة التخطيط والتنمية (لعام 2000) يقول ان 30% من سكان اليمن يتعاطون القات وان 70% الى 80% هم من الفئة العمرية (16-50 سنة) وبمعدل 3 مرات اسبوعيا.. الرقم الاشد بشاعة هو ان القات يأخذ من انفاق الاسرة اليمنية 01.12 شهريا بينما الانفاق على التعليم لايتجاوز 4.1% والحبوب 2.17% والفواكه 9.2% والخدمات الصحية 91.2%.. هـذه الارقام رغم بشاعتها الا انها قد لا تمثل الواقع بصورة سليمة بل ان الواقع قد يكون أشد وأفظع فما بين ان يكلف شراء شكل قات لفرد واحد عشرين الف ريال ومابين ان يكلف شكل قات آخر 500 ريال تبرز كثير من الاسئلة ومابين هذين الرقمين لفرد واحد يمكن حصر المبالغ التي تذهب في سبيل الحصول على حفنة من اوراق القات. اذن المبالغ التي تصرف لاجل شراء القات تدعو للحسرة والتندم لما يحدث.. والسبب ان ليس ثمة فائدة تجنى من وراء كل هـذه الخسائر بل ان ما ينتج عن هذا لا يزيد الاقتصاد الا خرابا ولا يكتفي الخراب بالاقتصاد الوطني بل انه يمتد الى خراب الابدان وهذا هو أشد انواع الخراب. في الواقع المعاش كل هذه المبالغ لا تتوجه الى تنمية أو غيرها بل على العكس من ذلك هـذه المبالغ تتوجه لأجل ازدهار زراعة القات والفئة المستفيدة من هـذه الزراعة فئة بسيطة جدا من ابناء الشعب وفي الطرف الآخر فئة الغالبية العظمى هي الفئة المتضررة في وطن يقل فيه دخل الفرد عن دولار واحد في اليوم ويرزح فيه غالبية الشعب تحت خط الفقر، وفي الواقع تصل تكاليف تعاطي القات ليوم الواحد الى ما لا يقل عن 500 ريال، كل هذا يجعل من وجود القات شيئا كارثي ابالنسبة للشخص المتعاطي وأسرته وبالتأكيد ان وجود القات في ظل هذه الظروف الصعبة سينسحب اثره على اشياء كثيرة في حياة الشخص خصوصا اذا كان لدى هذا الشخص أسرة وأطفال بالتأكيد ان هذه المحصلة تعني التخلي عن أشياء كثيرة: حليب طفل، دفتر مدرسة وطاقية صوف وسداد فاتورة والنتيجة لهذه المعادلة خراب أسرة ودمار أحلام طفل.
الهروب إلى الهاوية
ممالا شك فيه ان عدد متعاطي القات في اليمن يزداد يوما بعد يوم ومساحة الاراضي المزروعة تتوسع على حساب محاصيل اخرى.. وبائعو القات وتجاره يفتتحون كل يوم سوقاً جديدة لبيع القات، فهلا توقفنا للحظات لنتساءل ما هي أسباب هذا المد والطوفان؟ لماذا كل هذا التوسع؟ لعلنا طرقنا بداية حديثنا هذا أحد أهم الاسباب وهو الثقافة الاجتماعية لكن هنالك أسباب أخرى تأتي في هذا السياق، في دراسة صادرة عن المركز العربي للدراسات الاستراتيجية للدكتور سمير عبدالرحمن شميري والموسومة «القات وشيوع تعاطيه في المجتمع اليمني» يخلص الى ان 35% يتعاطون القات للتسلية والترويح عن النفس والهروب من المشاكل اليومية و30% يتعاطونه كمنشط للجسم وكقوة دفع لإنجاز الاعمال و16% يتعاطونه كعادة اجتماعية للتعارف والاندماج الاجتماعي و5% يتعاطونه أوقات المناسبات والاعياد و4% يتعاطونه لأجل الدراسة والمذاكرة و3% يتعاطونه للبروز كشخصيات اجتماعية ولتأكيد المواقف الاجتماعية و2% لزيادة لذة الاستمتاع بمشاهدة القنوات الفضائية وغيرها و2% لتجنب الضجيج والخلود الى السكينة و2% لتجنب الوقوع في الكبائر مثل شرب الخمر وتعاطي المخدرات و1% للاستشفاء من بعض الامراض والتقليل من الاضطرابات. قد تبدو هـذه الارقام مثيرة للغاية ولكن اللافت للنظر فيها ان 65% من متعاطي القات هم مابين الهاربين عن مشاكل الواقع وتأزماته ومابين المطحونين بسببه وهذا هو جوهر سبب تعاطي القات في الغالب، أضف الى ذلك حالة الاحباط التي يعيشها المجتمع اليمني خصوصا فئة الشباب والسبب بسيط جدا وهو حالة الفشل الذريع التي يعانون منها وسوء الاوضاع الاقتصادية: لا وظيفة لا زواج لا مستقبل، كل هذه الامور تجعل الشخص يحاول ان يهرب من واقعه بأي الطرق كانت لذلك تجدهم يتجهون الى تعاطي القات على أمل نسيان الواقع والعيش ساعات في اليوم الواحد بعيدا عن هذا الواقع السيئ بما معناه هروب الى الهاوية ليس إلا.
مضغة الموت
الصورة الأشد سوادا وقتامة.. والصورة المحزنة لقضية القات في اليمن لا تتوقف عند ما تخسره البلد من ملايين كل يوم لأجل عيون وخاطر شجرة القات ولكن الامر يتعدى الخسارة المادية ، يصبح الامر مخيفا حينما تقترن شجرة القات بالموت ويصبح ان تمضغ شجرة القات لامعنى له الا انك تضع رجلك في أولى خطوات الرحيل عن هذه الدنيا. قبل أيام قرانا نداء استغاثة وجهته جمعية حماية المستهلك بشأن شحنة من المبيدات تدعى (كافرون) وهي بصدد الدخول الى البلد، قضية المبيدات التي تستخدم في هـذا البلد بحاجة الى وقفة كبيرة تتعدى تحقيق صحفي او تساؤل ما ! الأمر بحاجة الى وقفة قبل ان يخرج عن نطاق السيطرة إن لم يكن قد خرج اصلا.. لا يمكن لأحد ان ينكر حجم ما تتعرض له شجرة القات من استخدام خاطئ للمبيدات وبكميات هائلة ومخيفة دونما ضوابط محددة يمكن ان ترشد استخدام هذه المبيدات.. لا تكاد تكون شجرة قات واحدة لايستخدم معها المبيدات ونتيجة كل هذا آلاف الاطنان من القات التي تستهلك يوميا وهي مشبعة بمواد كيماوية يؤكد الكثيرون ان اغلبها مواد ممنوع دوليا استخدامها لكنها تستخدم هنا في اليمن وعلى جميع الاشجار من حبوب وخضروات وفواكه وكذا شجرة القات وكل هذا يثير اسئلة من نوع كيف تدخل هذه المواد؟ ومن المسؤول عن دخولها؟ ليس مجال حديثنا كيف تدخل هذه المواد ولكن ما ينتجه استخدام هذه المواد؟ ياسادة هذه المواد لا تنتج الا شيئا واحداً وهو السرطان بشتى اشكاله وانواعه.. في الاعوام الاخيرة اصبح مرض السرطان احد 5 امراض الاكثر خطورة وانتشارا في هذا البلد وذلك في ظل تغاض رسمي فاضح عن مسببات هذا المرض ومكافحته. المحزن ان غالبية مرضى السرطان يلاقون مصيرهم المحتوم وهو الموت وذلك لانعدام المشافي المتخصصة لمعالجته وهذه حقيقة مرة والصورة الاشد بشاعة لما تنتجه شجرة القات.
قرار سياسي
قد يتساءل احدكم طالما وان للقات كل هذه الاضرار المخيفة لماذا لا يصدر قرار سياسي يمنع زراعة وبيع وتعاطي القات؟ قد يبدو هذا التساول مشروعا لكن الاجابة عنه ليست سهلة فاتخاذ قرار بهذا الصدد لايمكن ان يكون ذا جدوى ان لم يكن صعب التطبيق للغاية وذلك لحجم التعقيدات التي ترتبط بهذه المسألة اقتصادية واجتماعية وربما ان تطبيق مثل هذا القرار قد لا تكون له الا عواقب وخيمة.
في العام 2000 اعلنت الحكومة عن عزمها الجاد لمحاربة تعاطي القات فأصدرت قرارا يقضي بمنع تعاطي القات في الدوائر الحكومية والرسمية بمافيها الجيش ورفعت على أثر ذلك ساعات العمل الى 8 ساعات في اليوم في محاولة لتفويت الفرصة على متعاطي القات. في العام 1992م انشئت اول جمعية يمنية لمكافحة القات وفي العام 2000 وتزامنا مع التوجه الرسمي تم الاعلان رسميا عن انشاء جمعية يمن بلا قات وصدرت صحيفة تحمل نفس الاسم وشاهدنا الكثير من الملصقات كتب عليها «القات لا يصنع الحياة»، عقدت الكثير من الندوات وورشات العمل والمؤتمرات لينصرف بعدها المؤتمرون الى سوق القات ليس ثمة شيء من هذا غير من الموضوع قيد انملة ربما لان ليس ثمة شيء منها كان جديا وتحمل روح المسؤولية اضف الى ذلك ان المحاولات الفردية كانت ضيئلة ولا تفي بالغرض وبالتالي ظل الوضع على ماهو عليه. اذن فالقرار السياسي أمر مستبعد جدا لانه حتى وفي حالة وجوده فإن عواقبه ستكون وخيمة ومن الصعب تطبيقه.
ثقافة بديلة
وضعنا تساؤلا أمام د. سمير عبدالرحمن الشميري رئيس قسم علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عدن ألا وهو لماذا يتعاطى الناس القات في اليمن ولماذا لا توجد ثقافة اجتماعية مضادة لثقافة تعاطي القات؟
- السبب هو عدم وجود البديل عن القات لدى الكثير من الناس قد ضاعف من مشكلة تعاطي القات فقلة او انعدام النوادي الرياضية والمؤسسات الثقافية والحدائق والملاهي والملاعب واماكن الراحة والاستجمام اضف الى ذلك الجهل والانغلاق والطبيعة المحافظة للشعب اليمني ولعل من أهم مسببات تفشيه هو تغلغل القات وتسربه في كيان المجتمع حيث اصبح جزءا من عادات وتقاليد المجتمع. أما بالنسبة لعدم وجود ثقافة مضادة أو بديلة لثقافة تعاطي القات فأعتقد ان الامر هنا يحتاج الى فترة زمنية طويلة لأجل تقليص القات وعاداته فلابد من تغيير عادات وتقاليد المجتمع «المتعلقة بالقات» ولعل أبرز ملامح هذا التغيير أنه لابد من اعادة صياغة وقت الفراغ للانسان اليمني.
مشاكل متعددة
< سهام محمد نعمان طبيبة أسنان بالمجمع الحكومي بكريتر تقول عن القات:
-حقيقة لاينتج عن القات الا كل ما هو مضر بالصحة صحيا فالقات يولد الكثير من المشاكل الصحية بشتى اشكالها وانواعها وذلك لما لهذه الشجرة من تأثيرات نفسية وبدنية، بدنية ينعكس ذلك على حالة التعاطي حيث يصاب المتعاطي بعزوف عن الاكل وأضرار اخرى تلحق بالمعدة حيث يؤدي تعاطي القات الى اخلال بالتوازن الغذائي عند المتعاطي وهذا ماينعكس سلبا، نفسيا يصاب المتعاطي بتوترات نفسية حادة الشيء الآخر والاهم هو ان أشد اجزاء الجسم تضررا هو الفم يضر القات كثيرا باللثة ويتسبب التعاطي في التهابات حادة للثة وتمزق الانسجة والذي يعقبه مشاكل كثيرة تصيب الاسنان الى جانب ذلك تعاطي القات وهو مشبع بمواد كيماوية ينتج عنه سرطان اللثة وغيره من السرطانات تقريبا القات هو احد اهم مسببات مشاكل الفم.
وقفة جادة
< عادل محمد شيخ طالب جامعي كلية التربية عدن يقول عن القات:
-اعتقد ان القات من أكثر الاشياء تدميرا للمجتمع اليمني فأضراره لاتتوقف عند اتجاه محدد او في اطار معين اقتصاديا وصحيا واجتماعيا يخلف الكثير من الخراب الذي لا حدود له من يشاهد الواقع سيصاب بخيبة امل كبيرة الشباب لم يعد يهمه الا التحصل على حق القات الذي دمر حياتهم بشكل فظيع. اعتقد ان قضية القات بحاجة الى وقفة جادة من الجـميع بدءا بـالـدولة وليس انتهاء بنا كأفراد.
الرأي الآخر
< محمد سعيد ناجي بائع قات بالشيخ عثمان يقول عن القات:
- سمعنا الكثير عن القات وأضراره ومخاطره نعم نحن نتفق مع الكل على ان للقات أضرارا كبيرة لكننا في نفس الوقت لم نسمع قط عن الجوانب الايجابية ولو لمرة واحدة أقول لك مثلا القات يدر على الدولة في اليوم الواحد ملايين الريالات كضرائب.
القات يوفر فرص عمل ودخلاً للكثير من الناس، الشيء الآخر القات يقف حاجزا منيعا بين الناس والمخدرات لولا القات لتعاطى كل متعاطي القات المخدرات لكن الحمد لله لايوجد من هذا شي ء الآن.. يا أخي القات نعمة وليس نقمة وهذا رأيي.
الكلمة الأخيرة
< الكلمة الاخيرة قد تبدو أصعب الكلمات قضية القات في هذا الوطن من أصعب القضايا وأكثرها اثارة، الكل يتحدث إما سلبا او إيجابا لكن لا أحد يضع النقاط على الحروف وهذه حقيقة والمؤكد من كل ما قلناه هو ان القات لا يجنى منه الا كل ماهو كارثي..
اذن لكي نقتله علينا ان نتكاتف وهذا التكاتف يتشكل من الدولة، مؤسسات المجتمع المدني، المدرسة، المساجد كل هذه المؤسسات معا لكي نقول كلمة واحدة: لا للقات
.gif)
(( أحبكم في الله )) 
المفضلات