التميز خلال 24 ساعة

 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميز لهذا اليوم 
قريبا خدمات الطباعة | أنواع وأهمية خدمات الطباعة لقطاع الأعمال والتسويق
بقلم : غير مسجل
قريبا


صفحة 5 من 8 الأولىالأولى ... 2345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 49 إلى 60 من 90

الموضوع: تعرف على علماء وجهابذة اهل اليمن

  1. #49
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    403
    الشهـــــــيد الشـــــــاب / حـــــــــــزام البهلولي
    اعداد : عبدالرحمن حزام البهلولي

    هو حزام بن علي بن محمد بن قاسم بن علي بن قاسم بن بشير البهلولي ولد في السدة (دار التويتي) محافظة إب – اليمن عام 1373هـ الموافق 1953م .
    مكث في مسقط رأسه إلى سن السابعة ثم نقل إلى حيث مقام جده محمد بن قاسم البهلولي وكان جده معروفاً بالفقه والصلاح ، حيث كان معلماً وفقيها في قرية ريد بني مطر - صنعاء ، وعندما بلغ سن الثانية عشر انتقل إلى مكة المكرمة حيث كان يتواجد هناك أبوه وأمه ، وقد درس في دار الحديث ، وقد ألزمه أبوه في تلك الفترة بالجلوس مع إمام الحرم آنذاك الشيخ عبدالمهيمن الذي كان يجلس عنده الفتى حزام ، وهو إمام مصري كان بيته مجاوراً للحرم المكي ، يمتاز بالاتقان والصوت الحسن ، وكان حزام فيه شبه من شيخه فمن رآه عند الشيخ ظن أنه ولده ، لكثرة جلوسه عند الشيخ وعند غياب الشيخ كان يجلس على كرسيه في الحرم المكي ، ويحدث الناس وهو ما يزال فتى حتى أن بعض الحجاج يجتمعون ويظنون عندما يتحدث حزام فوق كرسي الشيخ أنه ابنه ، وكان جلوسه عند الشيخ أكثر من جلوسه في بيته ، وقد حفظ القرآن الكريم كاملاً على يد الشيخ عبدالمهيمن .
    درس حزام في دار الحديث التي كان فيها كبار العلماء آنذاك ، والتي فيها كتب ومراجع هامة ونادرة ، وكان منهج الدار قوياً يوازي ما يدرس في الجامعات ككتاب ابن عقيل في النحو ، وسبل السلام في الاحكام ، وكان يرأس الدار آنذاك الشيخ علي عامر ، ولم يكن يكتفي بمنهج الدار ، بل كان يمكث طويلاً في الدار للاستفادة من بعض شيوخ الدار ، إلى جانب حضوره الحلقات العلمية في الحرم المكي ، واستمر الحال كذلك حتى أكمل المرحلة الاعدادية ، ومن أهم زملائه في تلك المرحلة القاضي مرشد العرشاني ، ثم انتقل لدراسة المرحلة الثانوية والجامعية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1391هـ ، التي تتبعها دار الحديث .
    ( كان له مع طلب العلم مرحلتان .. الأولى : من بداية نشأته حتى بلغ مرحلة الثاني الثانوي وهي فترة المراهقة والطيش البريء وكان من الذين نالوا حظاً من الخفة والطيش والمشاكسة مع أقرانه في هذه السن ، وكان لا يمضي في دروسه إلا بقوة الضغط من والده ، ولما أصبح في الصف الثاني الثانوي تحول تحولاً جذرياً ، وانهمك في طلب العلم والدعوة بجد وهمة لا نظير لها ) .
    الجدير بالذكر أن الجامعة الإسلامية لا تقبل في الانتساب إليها إلا للطلبة الذين يحفظون القرآن الكريم ، ومن زملائه في الجامعة الاسلامية القاضي مرشد العرشاني ، وأخوه القاضي علي العرشاني ، والاستاذ : حمود شمار ، والاستاذ : محمد الغيلي ، وغيرهم .
    أكمل الثانوية في العام 1394هـ وحصل على الترتيب الثالث من بين زملائه الذين بلغ عددهم (147) طالباً ثم التحق بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية ، وعن تميز الشيخ حزام في الجامعة قال الشيخ عبدالمجيد الزنداني : (عرفت الشيخ حزام البهلولي رحمه الله وهو طالب يدرس في الجامعة الإسلامية ، وكان متميزاً يشار إليه بالبنان ، ومن بين زملائه كان شخص آخر يشار إليه أيضاً ، وهو الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ، وقد تأثر كلاهما بالشيخ ناصر الدين الألباني ، والشيخ أبو بكر الجزائري ، ومشائخ الجامعة الإسلامية ، وكان الشيخ حزام إذا ألقى درساً في الحرم النبوي تحلق حوله الناس ، وكان لا يقف عند حدود رواية الحديث بل ينبش معه الواقع ، الذي يعيشه الناس ويحدثهم عن المضامين التي يشير إليها حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك تعلقت به ، وأحببته ، وتفاهمت معه في موضوع الدعوة ، وهو لا يزال طالباً هناك ، فأصغى وسمع ، وتجاوب وتحمس ، ثم كان من أوائل وطلائع الطلاب الذين حملوا راية الدعوة الإسلامية هناك وهو يدرس ثم بعد أن خرج إلى اليمن).
    وكان أثناء دراسته لا يصلي غالباً إلا في المسجد النبوي ، وكثيراً ما يلقي درساً أو خاطرة بعد الفرائض في مقدمة الحرم ، وكان الناس يجتمعون عليه بكثرة أثناء ذلك ، وكان يقوم بعد صلاة الجمعة يقدم تفسيراً لسورة من سور القرآن القصار ويأتي الناس من أطراف الحرم ليستمعوا إليه ، وقد انضم حينها إلى جماعة الدعوة كما كانت تسمى، وهو الوحيد الذي يسمح له بالتحدث حيث وأنه لا توجد عليه أي انتقادات ، فكلامه حول الإيمانيات والتزكية والروحانيات والقرآن والسنة فقط ، وقد تميز بالجرأة منذ نعومة أظفاره رحمه الله ، وكان يلقي للنساء درساً أسبوعياً يوم الثلاثاء ، إضافة إلى حلقات كان يقيمها للعمال اليمنيين بعد صلاة العصر .
    وقد اهتم بالقراءة والاطلاع والمراجعة أكثر من اهتمامه بالكتب المنهجية مع الأنشطة الدعوية ، والخروج إلى القرى للدعوة إلى الله ، حتى أن بعض أهل البوادي عندما يطلبون دعاة يعلمونهم من الشيخ الجزائري كان يرسل لهم في بعضها حزاماً ومعه نفر من الدعاة آنذاك ، وفي الاجازة الصيفية كان يخرج إلى اليمن للزيارة والدعوة إلى الله تعالى ، ومن هذه الخروجات خروج مع جماعة من اخوانه منهم الاستاذ عبدالعزيز زهرة والاستاذ حسن الحكيمي ، والاستاذ محمد البهلولي إلى بني مطر ، ومكثوا شهراً وكان لهذا الخروج أبلغ الاثر في قلوب وسلوك الناس ، وقد مروا على أكثر من عشر قرى خلال الشهر وكان نزولهم في المساجد وهو قائد الرحلة .
    تزوج حزام أثناء دراسته في الجامعة الإسلامية وهو في الثامنة عشر من عمره ، وقد تخرج من الجامعة سنة 1398هـ الموافق 1978م .
    ثم عاد واستقر في صنعاء في جامع الدعوة باب اليمن ، حيث مكث فيه عاماً واحداً ، ولمَّا اكتمل بناء جامع الدعوة في منطقة شعوب استدعاه باني المسجد الوالد غيلان أبو فارع رحمة الله عليه حتى يكون إماماً وخطيباً للجامع الجديد ، وقد هيأ للشيخ حزام سكناً بجوار المسجد الذي قضى فيه بقية عمره ، من العام 1979 إلى 1982م .
    وفي الأشهر الأخيرة من عمره مرّت اليمن بواقع سياسي خطير وأهم هذه الظروف وأخطرها تفشي وزحف الفكر الاشتراكي القومي والعلماني عندما تبلور وصار تياراً يهدد أمن واستقرار البلاد ، وبجانبه الأمية المتفشية في المجتمع اليمني والجهل ، ومضت الدعوة تشق طريقها في تلك الظروف ، وقد كان الوضع في صنعاء صعباً للغاية مما اضطر الشيخ حزام مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني للذهاب إلى خمر وهي مدينة تقع شمال صنعاء في محافظة عمران حالياً ، وقد تحدث الشيخ عبدالمجيد عن تلك المرحلة قائلاً : ( كانت فترة حرجة ، وكانت الضغوط علينا في العاصمة صنعاء شديدة ، فاتجهنا إلى خمر ندعو ، ونعلم ، ونبلغ ، ونساعد ، ونؤيد من يقفون في وجه التخريب والمخربين ، وقد سكنا متجاورين ، وكانت صحبتنا نحن والشيخ حزام في خمر هي أطول فترة نتطارح فيها الآراء والمقترحات ، وفرق بيننا حين قال : الآن حان وقت الجهاد ، سأذهب إلى الجهاد ، وقضى نحبه في جبل هكمان – كما نحسبه- شهيداً في سبيل الله) .

    تعليمه للناس والعلوم التي قام بتدريسها وتلاميذه

    الزنداني : أول لقاء لي بالشيخ حزام كان أثناء دراستي في المدينة المنورة حيث وجدت شاباً يتصدر حلقة الدرس ، ويتكلم بطلاقة ووعي لما يقول ، ويشد أسماع الحاضرين ، وكان في ذلك الوقت لا توجد قيود على الدعوة في المساجد كما حدث فيما بعد فسألت الناس من هذا الشيخ الصغير (صغير السن) الذي يلتف الناس حوله هذا الالتفاف فعرفت أنه الشيخ حزام البهلولي طالب بالجامعة الإسلامية ، وعلمت أنه من اليمن ، فحرصت على السؤال عنه واللقاء به وقد تيسر لي ذلك ، والحمد لله فالتقيت به هناك .
    العرشاني : رجل الأمة لا بد أن يكون قدوة لغيره وكان الشيخ حزام من هذا الطراز فكان يدعو الناس إلى الخير ، وهو أول المبادرين إليه ، ومن أجل ذلك نال حب الجميع ، وتهافت على مسجده الناس على اختلاف مشاربهم ولقد كان مسجده أشبه بخلية نحل بين دروس عامة وحلقات وحفظ للقرآن والحديث وغير ذلك .
    محمد البهلولي : فأي مجلس يجلسه لابد أن يحفظ الحاضرون حديثاً أو أكثر في الآداب والأخلاق وغيرها من التربويات ، ويجعل الحاضرين يُسمِّعون الحديث عن ظهر قلب في مجالسه العادية .
    علي ****يب : كان قد ألزمنا بحفظ عشر آيات يومياً حفظاً والذي لا يحفظ يحثه على الحفظ كثيراً ، وقد وصلت حلقة بعد الفجر إلى مائة طالب من أنحاء العاصمة ، وكان الناس يحبونه جميعاً ، وكان يخطب ارتجالاً ، وكان حافظاً للقرآن وتفسيره ، وإذا أحس أن هناك شخصاً له مسئولية في الدولة فإنه يركز على نصحه أثناء الخطبة بدون تصريح وبجرأة ولا يخاف إلا من الله تعالى .
    محمد صالح غيلان : كنا عنده ذات يوم فبعد الغداء أخذ يحدثنا عن غزوة مؤتة في مجلسه ، وكان يتحدث عن الثلاثة القادة الذين استشهدوا ، ويحدثنا وهو يبكي إلى حين أذان العصر .
    محمد عزان : كنا إذا دخلنا عنده لا نخرج إلا وقد حفظنا عشر آيات ، أو حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم

    اهتمامه باسرته وأقربائه

    يقول أهله عنه : أنه كان يهتم كثيراً بصلة أرحامه ، ويهتم كذلك بتعليمهم فقد أهدى لنا ذات مرة مسجلات لنحفظ القرآن ، ونجوده ، ونراجعه بأشرطة الكاست ، وكان يستخدم معنا أسلوب الثواب والعقاب ، وبعد أن يلقي الدروس في المسجد يدخل المنزل ، ويسأل أهله عما استفادوه من الدرس ، وكان يتابعهم ويتواصل معهم بالنصح والتوجيه حتى في الأسفار ومن ذلك أنه أثناء سفره إلى مدينة خمر أرسل إلى أهله رسالة يحثهم فيها على سماع المحاضرات ، والدروس ، وكتب فيها آيات قرآنية من سورة الاحزاب ، ومن ضمنها قوله تعالى : (وقرن في بيوتكن ... الخ ) وأمرنا بحفظها ، وكان يقوم بتطبيق كل ما يتعلمه ، وكان قدوة بعمله أكثر من كلامه .
    كان بشوشاً مع أهله ، متسامحاً معهم ، لا يغضب من أجل تأخير طعام ، ويساعد أهله في الطبخ وأعمال المنزل ، ويقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُساعد أهله ، كما كان يمازح زوجه وأمه وإخوانه .
    أخلاقه

    مكارم أخلاقه وتأثيره في الآخرين

    الزنداني : كنا إذا أردنا أن يتأثر الشباب بشخص نحيلهم إلى الشيخ حزام ، ليجالسوه وليتعلموا على يديه وأنا شخصياً كنت أعرف أنهم سيأخذون أخلاقاً وعلماً وزهداً وتقوى وجهاداً فقد كان له تأثير بالغ في من يستمع إليه من تلاميذه وجمهوره .
    الصادق : كان مظهره الخارجي وملامحه البارزة ، وكلماته النافذة تجلب الشخص إليه من أول وهلة ، ولو لم تكن هناك سابق معرفة ، وقد كان من يلقاه أو يجلس إليه يجد تأثيراً عجيباً له ويلمس في نفسه تأثراً واضحاً به ، وذلك رغم بساطته في ملبسه وتعامله وحديثه ، ولقد كان مظهر صلاح الشيخ لا تخطئه العين ، وكنت تشعر في الغالب بأن كل كلمة أو تصرف تعبر عن هذا الصلاح .
    الدكتور حسن مقبول الأهدل : كانت أخلاقه عالية وكان متودداً لأصحابه وما كان يرى منه تضجر ، ويبتسم دائماً ، مؤدباً مع المشائخ في أسئلته .
    • رحمته بالناس
    محمد صالح غيلان : ذات يوم وأنا في المدينة المنورة مرض ولدي فأخذته أنا إلى المستشفى وحمله معي حزام ، وكان يبكي عليه وأنا لا أبكي ، يتألم لتألم أبويه عليه ، ولما زارنا في قريتنا في اليمن حدث وأن انقلبت سيارة بركابها تحت قريتنا فمات بعض ركابها وجرح البعض الآخر ، فبكى الشيخ حزام لذلك بكاءً شديداً ، وكان الناس يتعجبون كون الشيخ لا يعرفهم ، وقد استغل ذلك الحادث في وعظ الناس وذكرهم بالموت في خطبة الجمعة .
    • جرأته في قول الحق وشجاعته وغضبه لله تعالى
    العرشاني : أما شجاعته فظاهرة في الصدع بالحق ، والدعوة إلى الجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويكفي أن يطلب ذلك عملياً ، ويسقط الشيخ شهيداً في المناطق الوسطى .
    كان لا يمر حدثٌ ذو بال يستدعي الأمر التحذير منه ، أو التنويه عليه إلا وعرض له في خُطبه ، وكان يصدع بكلمة الحق ، ولا يخاف في الله لومة لائم .
    محمد عزان : كان يتلقى الشيخ تهديدات من الأمن السياسي (الوطني) سابقاً ، ومن رئيس هيئة الاركان العامة آنذاك عبدالعزيز البرطي ، وذلك بسبب الأذانين الأول والثاني في الفجر حيث أنه أول مسجد يقوم بذلك ، وقد أخذ يقنع الرجل بالأدلة الشرعية .
    عبدالله قشوة : سافرنا مع الشيخ حزام في مجموعة من الدعاة إلى مسور ريمة للدعوة والتعلم على استخدام السلاح فقام الشيخ حزام بتجميع الناس وأخذ يسير بهم ويرفع معهم الهتافات بشكل ملفت أمام الشيوعيين (المخربين) و ولم يستطع أن يمسهم أحد بسوء ، ويعتبر تجمعاً كهذا في ذلك الزمان والمكان كفيل بالقضاء عليهم ، ولكن مع الشجاعة الإيمانية يتبدد الرعب ويتلاشى الخوف .
    • الابتسامة والإيثار
    محمد صالح غيلان : لا يزال مبتسماً عندما يمشي أو يتحرك أو يلقي دروسه .
    الغيلي : يمتاز بالإيثار ويقدم المحتاج على نفسه ولو بماله ، ويمتص غضب الناس بالابتسامة .
    • من لطائفه
    يذكر أبو عبدالرحمن اليماني أن الشيخ حزام اشترى يوماً مجموعة من أعواد الأراك فقلت له : أريد مساويك ، فرد على الفور : أعوذ بالله من هذا الطلب ، فقلت مستغرباً : لماذا ؟! قال : ماذا تريد من مساوئي (سيئاتي) أطلب حسناتي .. وضحك وأعطاني أكثر من مسواك .
    ويقول : ذهبت يوماً مع الشيخ إلى عيادة طبية للمعالجة ، وبعد الخروج من عيادة الدكتور وشراء العلاج نظر إلى العلاج وقال بصوت مسموع : يا رب هذا السبب ، وأنت المُسَبِّب فاجعل فيه الشفاء وأنشد بيتاً من الشعر طلبت منه أن يردده حتى أحفظه وهو :
    ذهبت أنادي طبيب الورى
    فذاك الطبيب ليعطي الدواء
    وروحي تناجي طبيب السماء
    وربي ليجعل فيه الشفاء

    أدبه وخدمته لإخوانه

    الزنداني : خرجنا للدعوة إلى الله معه وكان صائماً ، وكنا نراه يحرص أن يطبخ للناس وأكثر من يتعب من أجلهم ، وكنا نظن أنه أول من سيتناول الطعام فإذا به يكون آخر من يتناوله .
    الصادق : ورغم سعة علمه وحبه للناس ، وحب الناس له فقد كان متواضعاً جم الأدب يراعي الأسلوب الحكيم في النصح والتعليم ، وقد ألقيت ذات مرة درساً في حضوره وأوردت حديثين لم أكن أعلم ضعفهما ، وبعد انتهاء الدرس ، ومرور الوقت ، كتب لي ورقة وأخفاها عند تسليمها لي وبين لي ضعف الحديثين مع ذكر المرجع وختم الورقة بقوله : (بارك الله فيك يا أخي والله ما المراد إلا الفائدة ونحن إخوة فالعفو يا أخي !! ) ولا زلت أحتفظ بالورقة في نسختي الخاصة من رياض الصالحين ، رحمك الله أيها الشيخ الرفيق الرقيق الكريم ، وكان لين القول حتى مع من يسيء إليه فقد كانت تجري بينه وبين بعض المغالين في التشيع نقاشات فيكلمهم بالحجة والبيان ، وهو مبتسم طليق الوجه ، وكان يتابعه ويتابع حلقاته شخص مُتهم بأنه من المخابرات ، وقد اعترف له مرة بذلك ، ومع هذا فلم يكن ينهره ويطرده بل يكتفي بالنصح البليغ الهادئ ، وكانت معه سيارة مستعملة وهي مقدمة من بعض المحسنين يستخدمها للتنقل للدعوة إلى الله ، وقد كان بعض زملائه من طلاب معهد القضاء ممن في قلبه مرض يغمزه بأن معه سيارة دون زملائه في المعهد فقال له : كل ما معي وقْف هذه السيارة وقْف وبيتي الذي أسكنه تابع للجامع وهو وقْف وأنا أيضاً وقف لله تعالى .
    العرشاني : عندما كنا نزور الشيخ إلى منزله يقوم على ضيوفه بالخدمة ، وتوفير كلِّ ما يُدخل السرور إلى نفوسهم ، وما يتطلبه واجب الضيافة ، وبدون تكلف ، وكان ديدنه تقديم العون للآخرين ، وإصلاح ذات البين لأنه كان الواجهة من خلال مسجده الذي كان رواده من مختلف الاطياف .
    أ.ياسين عبدالعزيز : هو عالم فاضل محبوب خفيف الظل .
    الغيلي : كان يطيل الاستماع للآخرين عندما يتحدثون .

    دعــوتــه

    قال القاضي العرشاني : إن الدعوة لا تأتي أُكلها ، وتحقق أهدافها ، إلا بجهد وجهاد ومعاناة ، وتضحيات جسام ، وكان الشيخ رحمه الله من أصحابها الذين افنوا حياتهم من أجل الدعوة إلى الله .
    ويقول الشيخ الصادق : كان الشيخ حزام فقيها داعية ، وكانت له حلقاته التعليمية ، والدعوة في مسجده مسجد الدعوة بصنعاء على مدار الأسبوع ، وكان له طلابه الذين يحرصون على حضور هذه الحلقات ، وبعض هذه الحلقات كان بعد صلاة الفجر ، وقد كان بعض الطلاب يحضرونها من أطراف صنعاء مشياً على الأقدام لعسر المواصلات في ذلك الوقت ، ولا يتخلفون عنها حتى في شدة البرد مما يدل على مدى حبهم للشيخ ، ومدى استفادتهم منه ، وقد نفع الله به العديد من الناس منهم من استفاد علماً ومعرفة ، وتمسكاً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من استفاد صلاحاً ، وتزكيةً ، وقوة صلة بالله جل وعلا ، ومنهم من استفاد أدباً ، وسلوكاً ، وخلقاً رفيعاً ، ومنهم من استفاد هذا كله ، أومعظمه ، وكان للشيخ نشاطه الدعوي الواسع في صنعاء ، وفي مختلف مدن وقرى اليمن ، وكثيراً ما كان يخرج في القوافل الدعوية مع الشيخ الزنداني ، وهكذا عرفته مساجد اليمن ، وعرفه العلماء ، والوجهاء ، والمشائخ ، وعرفته القبائل خلال سنوات قليلة في مختلف أنحاء البلاد .
    محمد البهلولي : كان له الفضل الكبير بعد الله في إقامة التراويح ، والأذان الأول لصلاة الفجر ، وكذلك كان هو أول من أحيا سنة الاعتكاف ، بدأ بها بنفسه في مسجد الدعوة ، وكان يقيم فيه مبيتاً شهرياً في آخر خميس من كل شهر هجري ، وكان يؤتى إليه من القرى لما يجدون فيه من فائدة ، وكذلك لحبهم للشيخ حزام رحمه الله كذلك كان له الأثر الكبير في نشر مدارس تحفيظ القرآن الكريم ، والفضل كذلك في الاهتمام بالرحلات الدعوية ، واهتم كذلك بإقامة الدروس والمحاضرات وتعليم القرآن في المسجد ، وبالرغم من أن صوته لم يكن جميلاً ، ولكن كان يقرأ بحزن ، وتشعر بالخشوع في صلاته ، وكان مسجده كخلية نحل لوجود طلاب العلم ومحبي الخير والقرآن الكريم ، بين ذاكر لله ، وتال للقرآن حتى أن جيران المسجد وغيرهم ممن يسكنون بعيداً عنه مازالوا إلى اليوم يحبون المسجد ويتعلقون به ، لما يشعرون به من روحانية خاصة ، والمعتكفون في أيامه وبعد أيامه إلى اليوم لا ينسون حلاوة تلك الاعتكافات ، وروحانيتها ، والذكرى الطيبة والأخوة في الله ، وكان لا يترك جاراً إلا وزاره ملتزماً أو غير ملتزم .. ضباطاً ، ومدنيين كلهم كانوا يحبونه ، وما يزال الأثر الطيب والخيرية موجودة فيهم إلى اليوم ، ومن جمهور المسجد آنذاك الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وقد تأثر لموت الشيخ حزام ، وما يزال الشيخ الأحمر يرتاح لمسجد الدعوة إلى هذه الأيام ويصلي فيه صلاة الجمعة .
    محمد عزان : جاء الشيخ حزام إلى مسجد الدعوة ، وأغلبية الناس حول المسجد لا يصلون فكان كلما وجد أحدهم يتعرف عليه ، وينصحه ، ويزوره ، وهكذا صار معظم جيران المسجد يصلون في المسجد ، وكان الناس يحبونه بمجرد السماع عنه أو سماع محاضراته وخطبه ، ودروسه ، وكان يمتلئ المسجد والصرح و الشارع في بعض الأحيان .
    قصة الشهادة وكرامة الشهداء
    الشيخ المؤيد : تذكرت ما حصل لنا مع الاخ الشهيد حزام البهلولي عليه من الله شآبيب الرحمة والغفران ، وحظي إن شاء الله بالشهادة ، وقد ظل ثلاثة أيام يكثر قراءة القرآن الكريم ، ويُقِل الكلام ، ولقد سألنا سؤالاً : يا شباب ما هي أنواع الشهادة ومن الشهيد الذي يغسل والذي لا يُغسل .
    أحمد العيدروس : خرجنا نحن والشيخ حزام إلى منطقة شمير ونحن قرابة عشرين شخصاً من الاخوان المسلمين في سبيل الله ، وبعد أن وصلنا إلى منطقة شمير (منطقة بجوار المخربين الاشتراكيين) جلسنا في أحد الأماكن ، وهم يشرحون لنا عن السلاح ، وكان القائد عبدالولي الشميري ، وكنا نعلم أن الاشتراكيين يعيثون في الأرض الفساد فصلى بنا الشيخ حزام الظهر داخل الخيمة في نفس الموقع ، وكانت الشمس قوية ، وكنت أصلي خارج الخيمة ، وكان في ذلك اليوم يطبخ لإخوانه ثم بدأنا نتدرب على الضرب الحي بالسلاح الثقيل (الهاون) وغيره ، وكان عند بعض الأفراد مسدس فردي وعلم العدو بمكاننا في وقت متأخر من النهار وطلب بعضنا من حزام أن يبدل ملابسه ، وكان يلبس ثوباً أبيض فاستبدل به ثوباً مائلاً للسواد ، وكانت عمامته بيضاء ، ولم يقم باستبدالها ، فقال للشيخ المؤيد إذا مت فغسلوني ، وكفنوني ، فقال له المؤيد : لا تخف سنغسلك ونكفنك ، ثم ما لبثنا أن فوجئنا بوابل من الرصاص ينهال علينا بشدة ، فانبطحنا جميعاً ، لكن رصاصة منها وقعت في صدر الشيخ حزام ، فصاح الأخ عباس الهادي ، قمنا وحملنا الشيخ المصاب إلى سيارة الأخ محمد الشيباني ، ومعنا الأخ علي ****يب وقمنا بإسعافه إلى تعز ، وبينما نحن في الطريق شممنا منه رائحة طيبة تنفح منه كأنها المسك بل أجمل من المسك ، فقلنا هذه رائحة القرآن الكريم ثم سمعنا الشيخ حزام وهو يقول : استودعكم الله .. استودعكم الله .. استودعكم الله .. ثم قضى نحبه ، ولسانه ملتصق إلى الأعلى .
    علي ****يب : كنت أحبه أعظم من أبي أمي فقلت له ذات يوم : أنا مسافر إلى السعودية لأن لي غرضاً فقال : لا أنا بحاجتك ، وكان صاحب قرار سديد ، ولم يخبرني بالمكان الذي سنذهب إليه لما بيننا من ثقة ومحبة فلم أناقشه في ذلك ، وقال لي : احضر أغراضك بعد فجر الجمعة ، وانطلقنا مع مجموعة ، وبعد أن وصلنا إلى المناطق الوسطى كان يتم التدريب على الأسلحة المختلفة وفي أحد الأيام كان يراد منا الانتقال إلى مكان آخر فقام قبل الظهر ، واغتسل ، وغيّر الثياب ، وبعد الصلاة والغداء تم الانتقال إلى منطقة أخرى ، ووصلنا إلى المنطقة الأخرى ، وبدأنا نطلق بالمدفع الثقيل (الهاون) إلى جهة مناطق المخربين ، وكان يقول الشيخ حزام : اللهم لا تجعل هذه الطلقات في مسلم ، وقد أطلق رحمه الله طلقتين ثم تناوبنا في ذلك ، وكانت التعليمات إذا أحسسنا بخطر ننبطح ، وكان في الموقع ما لا يقل عن ستين شخصاً كلهم من الإخوان المسلمين من مناطق مختلفة ، الجميع قاموا بعد ذلك الانبطاح إلا الشيخ حزام لم يقم ، وكان بجانبي فقلت : سلامات يا شيخ حزام ، فقال : استودعكم الله يا إخواني الذي لا تضيع ودائعه ، قالها بكل ارتياح ، واطمئنان نفسي ثم وجدنا شيئاً من الدم على الثوب مقابل القلب ، لقد جاءته رصاصة من مكان بعيد فأخذنا سيارة المهندس محمد الشيباني ووضعناه في الكرسي الوسط ، فكنت في جانبه الأيسر ، والعيدروس في الجانب الأيمن منه ، وقد رأينا كرامات الشهيد التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشهيد لا يتألم إلا كألم القرصة تصيبه ، وقد كان وجهه يتلألأ نوراً أشد وأفضل وأجمل مما كان في حياته ، وهو بجواري ، وكان كأنه حي لم يتألم ، ولم يتأوه ، ولا يئن مُطلقاً ، وقد شممنا رائحة جميلة تفوح منه أثناء اسعافنا له ، ولم تكن موجودة من قبل ، وكان مبتسماً بعد موته ، وكان هذا بعد أن صلينا الظهر والعصر جمعاً ، وقصراً ، وفارق الحياة قبل المغرب بساعة ، وقد استقبله إخواننا في تعز ثم تم نقله إلى صنعاء ، وصُلِّي عليه قبل ظهر اليوم الثاني .
    عبدالواحد حامد : يوم استشهاده كان يوزع ملابسه قبل الغداء يعطي هذا الغترة وذاك الكوفية ، وكنا نقول ما هذا الكرم يا شيخ ، ثم اغتسل وتنظف ، وبعد أن أصيب رحمه الله قمنا بإسعافه ، وفي الطريق إذا بنا نشم رائحة طيبة تخرج من فمه .
    زوجته : استشهد يوم الاثنين وجاءوا به صباح الثلاثاء ، وقد رأيته ، وهو مبستم ، وجسمه طبيعي جداً كأنه نائم نومه المعروف ، وكنت أرفع يده فتعود إلى مكانها .
    امه واخته : يقول لنا : إذا مت فلا تنوحوا علي ، ولا ترفعوا أصواتكم بالبكاء ولا تعذبوني بالنار ، يقول ذلك وهو يستحضر الحديث النبوي الصحيح (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) .
    يذكر القاضي عبدالكريم الروضي : حدثني الشهيد عبدالله النهمي وقد بات عندي ذات ليلة أنه رأى الشهيد حزام البهلولي في المنام بعد موته وسأله : ماذا فعل الله بك ، فرد عليه الشهيد حزام : غفر لي وزوجني باثنتين وسبعين .
    الشيخ الصادق : ذُكر لي أنه بعد أن تدرب الشيخ في دورة على إطلاق الرشاش في اتجاه العدو إذا برصاصة تأتي من اتجاه العدو ولم يكن ذلك في أثناء المعركة - كما ذكرنا- وإذا بالرصاصة تستقر في موضع القلب من الشيخ حزام ، وينتهي بذلك عمره في الدنيا ، لينتقل من هذه الحياة إلى الحياة الأخرى شهيداً عند ربه فيما نحسبه ولا نزكيه على الله ، وقد تم نقله بطائرة هيلوكبتر إلى صنعاء ، وتمت الصلاة عليه في جامع الدعوة ، وحضر الصلاة عليه كما حضر دفنه خلقٌ كثير ، وتم دفنه رحمه الله رحمة واسعة ، وألحقنا به من الشهداء ، وقد كان ذلك في السنة الثانية أو الثالثة من القرن الخامس عشر الهجري ، وقد عدت إلى صنعاء ورثيته بقصيدة تحمل عنوان تحية إلى الشهيد ألقيتها في المعهد العالي للقضاء .


    الخاتمة

    (إن الدعاة إلى الله والمدَّعين لذلك كثيرون ، وإن العاملين للإسلام ، والمدَّعين لذلك كُثُر ، وما أكثر ما يصدر عنهم من أقوال وأفعال ، ولكن ما أقل الدعاة والعاملين من الطراز المجاهد الماضي على نهج السلف الذي يدعو ويؤثر بحاله ومقاله ، وخشوعه وعلمه ، ودموعه ومنطقه ، وزهده وجهده ، ونفسه وماله ، وحله وترحاله ، وسمته وصمته ، ونيته وصوته ، ومظهره ومخبره ، وحياته وموته ، الذي صلته بالله أقوى من صلته بالناس ، وإذا أنزل حاجته بالله ، أو رفع كفيه إليه لم يرده خائباً ، تظلله المحبة من السماء ، ويسبقه القبول في الارض ، وقد تسنده الكرامات دون انتباه منه ، المتمثل بحق قوله تعالى : (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) ورحمة الله على حزام .. رحمة الله على الفقيه العلم الإمام) .
    (لقد استشهد الشيخ وعمره بضعٌ وعشرون سنة فقط وترك بعده اسرة مكونة من زوجة وأربعة أولاد ، ترك الدنيا لأجل الآخرة ، التي ناضل من أجلها منذ طفولته ، ابتداءً بحفظه القرآن الكريم ، وانتهاءً بمنح روحه لله ، ثم لوطنه ، شهيداً ، هذا ما قدمه ابن التسعة والعشرين عاماً فماذا قدمه الباقون ، وماذا قدم الوطن له ، ولمن تركهم خلفه .
    وما يزال جامع الدعوة بشعوب يئن ويبكي من بكاء الشيخ الروحاني ، أعمدته الشامخة برغم قدمها ، وزواياه الطاهرة ، وسطحه المتسامق ، ومكتبته المتواضعة ، ومطبخه الدافيء ، ومعهده الصغير ، ومداخله المتعرجة ، كل شيء يرنو إلى صوت حزام الشاب المتخشع ، خشوع الأبرار ، والشيخ المتواضع تواضع العلماء ، والخطيب الجريء جرأة القوي ، والشهيد المدافع عن وطن كبله النسيان ، فسلام الله عليك ورحمته أيها البهلولي المبتهل في جنات عدن بإذن الله) .

    من مراجع البحث
    1)تتمة الأعلام للزركلي - محمد خير رمضان يوسف - المجلد الأول دار ابن حزم الطبعة الثانية 1422هـ 2002م .
    2)دموع على القـدس (ديوان شعر) لمحمد راجح الأبرش – دار عمار – الأردن 1988م .
    3)عصارة الفؤاد (ديوان شعر) لمحمد كامل الأنى .
    4)مجلة المجتمع الإٍسلامي – الكويت- العدد (563) 27/5/1402هـ .
    5)مجلة الإرشاد – اليمن - العدد الخامس .
    6)مجلة النور – العدد (147) شعبان 1424هـ 2003م .
    7)صحيفة الصحوة العدد (802) رمضان 1422هـ .
    8)الكتابات والتسجيلات المأخوذة من أقربائه وزملائه

    ابن الشهيد*
    المصدر موقع الاصلاح نت

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  2. #50
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607
    الإمام عبدالله بن علوي الحداد

    عاش هذا الإمام العظيم فترة عطائه ونضوجة العلمي في ضاحية ( الحاوي ) من مدينة ( تريم ) الغنّاء الرابضة في الجنوب الشرقي من حضرموت في اليمن الميمون تلك المدينة الشريفة الزهراة ، مدينة العلم والعلماء، ومثوى الشهداء من الصحابة وصلحاء حضرموت ، المدينة التي ولايزال يفد إليها العلماء والصلحاء من كل مكان وهي عين وادي حضرموت وقلبه النابض ومستقر آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أحفاد الإمام المهاجر.
    ولد هذا الإمام الحداد في قرية السير عام 1044هـ الموافق 1634م وابتلاه الله بفقدان البصر قبل العاشرة من عمره وعوضه الله عنها بنور البصيرة والذكاء الحاد وشدة وسرعة الحفظ والإقبال على العلوم والمعارف ، حفظ القران في سن مبكرة واستوعب كثيراً من العلوم والمعارف الشرعية وبرز على كل أقرانه وظهر نبوغه مبكراً فتصدر للتدريس والتألف وهو دون العشرين .
    اتخذ من ضاحية (الحاوي) في مدينة تريم مستقراً ومقاماً ، فكان الحاوي في عصره بمثابة جامعة كبرى لِبَثِّ علوم الشريعة المطهرة ، ومناراً لمجالس العلم وحلقات الذكر ومرتعاً للتربية والسلوك ، وكان مشتغلاً فيها بالتعليم والتعلم والتربية والدعوة والتأليف والذكر والعبادة حتى وفاته عام 1132هـ – الموافق : 1726م .
    كان رحمه الله مرجعاً لعلماء عصره من الفقهاء والمحدثين والمؤرخين ، وهذا العلم والحكمة التي فجر الله بها ينابيعها من صدره كان نتاج استقامة وجهد ودراسة علمية على يد كثير من الشيوخ العلماء الربانيين ، حيث بلغ شيوخه المائة .
    أما تلامذته فلم يحصر مؤلف على كثرتهم إذ ذاع صيتهم وانتشرت شهرتهم ونفع الله بهم .
    وقد وفد إليه العلماء وطلاب العلم من مناطق شتى منهم مفتي بغداد الشيخ /أحمد الرّحبي والشيخ أبو الفتوح الشامي ، والشيخ زين العابدين الدمشقي من حلب .
    وقد شهد بفضله وعلمه وصلاحه علماء عصره ومن جاء بعدهم من المفسرين والمحدثين وتناولت ترجمته كثير من كتب التراجم والتاريخ وأفرد له بعض تلامذته كتاباً خاصاً بالترجمه ، ومن المتأخرين كتب عنه الدكتور مصطفى بدوي من مصر كتاب بعنوان ) الإمام الحداد مجدد القرن العشرين ) كما خدم كتبه ومؤلفاته الشيخ العلامة مفتي مصر السابق حسين محمد مخلوف ، وللسيد العلامة حسين بن محمد الهدار كتاب قيم عن ديوانه مطبوع بعنوان ( رحلة في ديوان الإمام الحداد ).
    آثاره العلمية :
    سخّر الإمام الحداد جهده في التأليف والنظم والشعر وسائر نشاطاته للدعوة إلى الله على بصيرة منيرة حيث كان الإمام الحداد من قادة الفكر ودعاة الإصلاح ، وقدم للمكتبة الإسلامية كثيرا من المؤلفات التي لايستغني عنها الفقيه والسالك وهي كثيرة والمطبوع منها بين أيدينا ينيف على ثلاثة عشر مؤلفاً ، منها :
    1- النصائح الدينية والوصايا الإيمانية .
    2- الدعوة التامة والتذكرة العامة .
    3- رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة .
    4- سبيل الادكار والاعتبار بما يمر بالإنسان وينقضي له من الأعمار .

    الشعر الدعوي للإمام الحداد :
    للإمام الحداد ديوان شعر سماه ( الدر المنظوم لذوي العقول المفهوم ) يحتوي على مئة وخمسين قصيدة ، ويضم أكثر من ألف بيت من الشعر لأنه منظوم على مختلف البحور الشعرية واوزان الموشحات التي انتشرت بين الناس ويرددها العام والخاص في المناسبات والمواليد لما فيها من ابتهالات ودعاء ووعظ وإرشاد ، كما يصدح بها أهل السماع ومجالس الذكر والعلم في حضرموت وغيرها حيث امتازت بجمال أوزانها وتنوع إيقاعها وأصواتها وسمو معانيها وسهولة كلماتها ، وأشعاره كلها مليئة بالحكمة والموعظة والدعوة إلى مكارم الأخلاق والسموّ الروحي والعاطفي .
    وكما كان الإمام الحداد داعية في مؤلفاته وكتبه فقد كان كذلك في شعره معالجاً لكثير من الامراض الإجتماعية ، داعياً إلى الزهد والإقبال على الله والدار الاّخرة خصوصاً مع تفشي استيلاء الحياة المادية على الافكار والسلوك ومايرافق ذلك من انتشار الظلم والمظالم وظلمات المعاصي والاّثام .
    ومازال الإمام الحداد حاظراً بين الناس في مؤلفاته وديوانه وأوراده وراتبه .. تلك الأذكار المأخوذة من الكتاب والسنة والتي يرددها العام والخاص صباحاً ومساءً وتغنيهم عن كثير من الاسفار والكتب ويجدون أثر بركاتها في حياتهم وحفظ أموالهم وسعادة معاشهم ، وباسم الحداد مساجد ومقامات ومدارس علمية حضرموت وغيرها من البلدان وخاصة جاوة وماليزيا ، وقد جدد أحفاده بناء مسجده في الحاوي ووسعوه وزخرفوه حتى اصبح تحفة فنية معمارية من تحف الفن المعماري الإسلامي في تريم ، كما حافظوا على الآثار القديمة للإمام الحداد بما في ذلك منزله ومدرسته وخلوته ومصلاه ، وعمروا المسجد بالدروس وحلقات العلم والذكر والسماع .
    وقد تبنى مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث التابع لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية في عدن إقامة حلقات علمية عن الإمام الحداد تقدم فيه الدراسات والبحوث عن شخصيته ومؤلفاته والتعريف بأسلوبه وطريقته .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

  3. #51
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607
    الشيخ المجاهد ابي عبدالله

    اسامة ابن محمد ابن عوض بن لاذن

    حفظه الله




    كان محمد بن لادن رجلاً متديناً كريماً متواضعاً رغم ما آل إليه حاله من يسر وغنى، وكان قد احتفظ بالكيس (القفة) التي كان يستخدمها عندما كان حمَّالاً وعلَّقها في مجلس منزله للافتخار بمثابرته ولتذكير نفسه وأبناءه أنه كان امرؤاً بسيطاً قبل أن يصبح أكبر مقاول في المنطقة. وتوفي محمد بن لادن سنة 1970 ميلادية في حادث سقوط طائرة يقال أنه كان يتفقد فيها مشروع طريق الهدا المشهور بمدينة الطائف.

    كانت شخصية محمد بن لادن شخصية قوية وكان يبقي جميع أبنائه في سكن واحد وكان شديداً في الحرص على انضباطهم والتزامهم من الناحية الشرعية والأخلاقية.

    توفي محمد بن لادن عندما كان عمر أسامة تسع سنين ونصف، وكان أقوى شخص في العائلة بعد الأب هو الابن الأكبر سالم من لادن والذي كان ذو شخصية قوية كذلك وهيبة ويقال أن الملك فهد لم يتمكن من إجبار العائلة على إدخاله شريكاً إلا بعد وفاة سالم في حادث سقوط طائرة كذلك حيث لم يتمكن بكر بن لادن من ملئ الفراغ الذي تركه سالم).أصبح اسم الإمام أسامة من أكثر الأسماء إن لم يكن أكثرها شهرة في عالم اليوم يعرفه الصغير والكبير العدو والصديق يتردد اسمه في اليوم مئات المرات في القنوات الفضائية والإذاعات والجرائد والمجلات رماه الكفر العالمي عن قوس واحدة إنه بحق أشهر من نار على علم. يقول الشيخ أسامة في لقائه مع قناة الجزيرة حين سئل عن اسمه: (أسامة بن محمد بن عوض بن لادن، منَّ الله علي أن ولدت من أبوين مسلمين، في جزيرة العرب في الرياض في حي الملز عام 1377 هجرية (الموافق لـ 1957م)، ثم من الله علينا أن ذهبنا إلى المدينة بعد الولادة بستة أشهر، ومكثت بقية عمري بعد ذلك في الحجاز بين مكة والمدينة وجدة).

    أبوه المقاول المشهور محمد بن لادن (الذي وصل إلى جدة من حضرموت في حدود سنة 1930 ميلادية، ويذكر عنه من عرفه أنه كان قمة في المثابرة والعصامية والاعتماد على النفس ولذلك لم تمض سنين قليلة حتى تحول محمد بن لادن من مجرد حمال في مرفأ جدة البسيط إلى اكبر مقاول إنشاءات في المملكة. إضافة إلى مثابرته فقد كان جريئاً ومستعداً للمجازفة حيث تمكن من خلال هذه الجرأة من إقناع الملك سعود أنه الأقدر على المشاريع الصعبة وذات طابع التحدي وتمكن خلال فترة الملك من بناء علاقة جيدة مع كبار العائلة الحاكمة بما فيهم فيصل الذي كان أميراً آنذاك. وعندما حصل الخلاف المشهور بين فيصل وسعود كان من ضمن من أقنع الملك سعود بالتنحي لصالح فيصل.

    لم يقف فضل محمد بن لادن على فيصل عند دوره في تنحي سعود بل إن بن لادن أمن رواتب كل موظفي الدولة تقريباً لمدة تقترب من ستة أشهر بعد مغادرة سعود حين كانت الخزينة فارغة تماماً. ولرد الجميل أصدر الملك فيصل مرسوماً بتحويل كل عقود الإنشاءات على محمد بن لادن وكلفه عملياً بوزارة الإنشاءات.

    وفي سنة 1969 ميلادية تكفل محمد بن لادن بإعادة بناء المسجد الأقصى بعد الحريق الذي تعرض له وكان قد ساهم في التوسعة السعودية الأولى للحرمين ولذلك يقول آل بن لادن أنهم تشرفوا ببناء المساجد الثلاثة.


    يقول الشيخ أسامة في مقابلته مع قناة الجزيرة: (أبي الشيخ محمد بن عوض بن لادن من مواليد حضرموت، ذهب للعمل في الحجاز منذ أكثر من سبعين سنة، ثم فتح الله عليه بأن شرف بما لم يشرف به أحد من البنائين وهو بناء المسجد الحرام الذي فيه الكعبة المشرفة، ثم قام ببناء المسجد النبوي في المدينة المنورة، ثم لما علم أن الحكومة الأردنية قد أنزلت مناقصة لترميم قبة الصخرة، جمع المهندسين وطلب منهم أن يضعوا سعر التكلفة بدون أرباح. فقالوا له نحن نضمن الربح مع سعر التكلفة، فقام رحمه الله بتخفيض سعر التكلفة حتى يضمن رسو المناقصة عليه، فكان أن رسا عليه العطاء، وكان من فضل الله عليه أنه كان يصلي أحياناً في المساجد الثلاثة في يوم واحد. ولا يخفى أنه كان أحد المؤسسين للبنية التحتية في المملكة العربية السعودية، وبعد ذلك درست في الحجاز ودرست الاقتصاد في جامعة جدة أو ما يسمى بجامعة الملك عبد العزيز، وعملت مبكراً في الطرق في شركة الوالد عليه رحمة الله، رغم أن الوالد توفي وكان عمري عشر سنوات).

    وأما أمه فمن بلاد الشام من مدينة دمشق تدعى حميدة ما زالت على قيد الحياة تزوجت بعد وفاة زوجها محمد بن لادن وليس لأسامة إخوة من أمه وإنما أخوات فقط.

    (نشا أسامة نشأة صالحة وكان متديناً منذ صغره كانت دراسته الابتدائية والثانوية والجامعية في جدة. وكانت دراسته في الجامعة في علم الإدارة العامة. وخلال دراسته اطلع على أنشطة التيارات الإسلامية المشهورة وتعرف على كثير من الشخصيات الإسلامية ولم يكن هناك أمر متميز خلال دراسته.

    وخلافاً لما تزعم بعض الصحف العربية والغربية فلم يسافر أسامة لأي بلد غير دول الجزيرة العربية وباكستان وأفغانستان وسوريا والسودان. وكل ما يقال عن رحلات لسويسرا ولندن والفليبين ليس لها أساس من الصحة. ولا تصح كذلك المزاعم بأن أسامة لم يتدين إلا بعد مرحلة من الانحراف فهذه المزاعم ليس لها اصل).
    قال الإمام في إحدى مقابلاته: (بدأت بالعمل في سن مبكرة مع الوالد، وكانت دراستي في الحجاز حتى حصلت على الإجازة الجامعية في تخصص الإقتصاد. أما في مجال الأعمال الإنشائية والمعمارية فكانت مشاركتي الرئيسية في مجال نسف الجبال وشق الطرق!).

    (بالإضافة إلى الجو المحافظ الذي نشأ فيه أسامة كان محمد بن لادن والد أسامة يستضيف أعداداً كبيرة من الحجاج كل عام بعضهم من الشخصيات الإسلامية المعروفة، وقد استمرت هذه العادة على يد إخوان أسامة بعد وفاة والده مما ساعد في استمرار توفر الفرصة له للاستفادة من بعض الشخصيات المتميزة بين أولئك الضيوف.

    لكن في الجامعة كان هناك شخصيتين كان لهما أثر متميز في حياته هما الأستاذ محمد قطب والشيخ عبد الله عزام، حيث كانت مادة الثقافة الإسلامية إجبارية لطلاب الجامعة).

    (له كثير من الإخوة والأخوات كان ترتيب أسامة الحادي والعشرين تقريباً بين الأبناء ولكن مع ذلك كان يُُنظر إليه من قبل بقية أفراد العائلة كما لو كان حكيم العائلة وخاصة حينما بزغ نجمه في أفغانستان وبعد وفاة أخيه سالم. كان أسامة مثلاً هو المرجع والحكم في خلافات العائلة الداخلية. وخلال أيام الجهاد في الثمانينات كان إخوانه وأخواته والأقارب الآخرون يتسابقون في استضافته في منزلهم إذا عاد للمملكة. ونظراً لأن مدة بقائه في المملكة غالبا ما تكون محدودة ففد كان يلزمهم بالاتفاق على اللقاء في بيت أكبر الموجودين. وفي كل مرة يعود للمملكة يقوم إخوانه بتقديم أبنائهم له وتعريفه بهم واحداً واحدا وتأتي أخواته بأبنائهن ويقدمونهم له معرفات بهم واحداً بعد الآخر. وكان بعض أخواته يدعن تسمية أبنائهن له تبركا باختياره.

    بقيت العلاقة كذلك إلى أن غادر إلى السودان ثم إلى أفغانستان. وبالطبع لم يتغير افتخار عائلته به وحرصهم على الصلة قدر الإمكان، وأما ما نسب لإخوانه من إعلان للبراءة منه فغير صحيح، بل كان بياناً مكذوباً عليهم، ويعلم القريبون من العائلة أنهم تعرضوا للتهديد إذا أعطوا أي إشارة أن هذا البيان مكذوبٌ عليهم. المهم أن العائلة أبقت شيئاً من الصلة مع أسامة ولم يكن كل ذلك بعيداً عن عين الدولة التي كانت تريد لذلك أن يبقى كخط اتصال احتياطي وهو ما احتاجت له الدولة فعلاً أكثر من مرة في السودان وفي أفغانستان. بطبيعة الحال فإن اتصال عائلته به الآن صعب جداً).

    (تزوج أسامة أول زواج في سن مبكرة حين كان عمره سبعة عشر عاماً تقريباً وكانت الزوجة الأولى من أخواله وبقية الزوجات من عوائل مكة أحدهن من الأشراف. الطريف أن ثلاث من زوجاته على الأقل تمكن من إتمام الحصول على الشهادات العليا بينما كن على ذمته. لا تزال زوجات بن لادن معه في أفغانستان وسابقاً في السودان فيما عدا واحدة يقال أنها بقيت بظروف خارجة عن إرادتها.

    أما أبناء وبنات أسامة فما شاء الله ربما تجاوز عددهم العشرين. ولأسامة سياسة صارمة في تربية الأبناء والبنات. فالأبناء لابد لهم من إتقان الفروسية والسباحة ولابد من تعريضهم لخشونة العيش، والبنات لهم القرآن والعلم الشرعي وغير ذلك مما يليق بهن. ولذلك كان أسامة يتعب حين كان في المملكة حيث يعيش أبناؤه في جو قريب من أبناء عمومتهم حيث الغنى والترف ويجد صعوبة في تعريضهم للخشونة دون قطع رحمهم. مثلا كان بعض إخوانه يعبر عن محبته لأبناء أسامة بإهداء سيارة بمناسبة نجاح أحدهم وهذا ما يعتبره أسامة خارج قاموسه تماماً لكن لا بد له من مجاملة إخوانه فتجده يقبل الهدية ويتصرف بالسيارة (إلا إذا كانت أمريكية طبعاً!).

    وبسبب انشغال أسامة فقد كان يقتطع وقتاً لأهله سواء العائلة الصغيرة أو الكبيرة. حينما كان في المملكة كان يخص يوماً كاملاً في الأسبوع لعائلته ويجمع معهم والدته وأخواته وغالباً ما يقضي ذلك اليوم خارج جدة وفي معظم الأحيان يكون ذلك في مزرعته.

    تمكن أسامة من اصطحاب كل أبنائه معه ما عدا ثلاثة منهم الكبير واثنين آخرين. أما الكبير فقد ذهب للمملكة للزواج فمنع من السفر وأما الولدان الآخريَين فلا يزالان في سن الابتدائية ومع ذلك موضوعان على قائمة منع السفر ربما لابتزاز أسامة أو لإبقائهما رهينتين لحماية أفراد العائلة الحاكمة من غضب بن لادن. أما ما قيل عن تزويج أسامة للملا عمر من إحدى بناته فهذا ليس له أساس من الصحة واختلاق بدأه مصدر مخابراتي وانتشر دون أصل).

    ولد الشيخ أسامة في وقت تعيش فيه الأمة في (تيه في الأفكار والمشاعر والتصورات وأنماط السلوك حين نحّت هذه الأمة شريعتها، واستبدلت بها الشرائع التي أخبرها ربها أنها شرائع جاهلية لأنها لا تحكم بما أنزل الله؛ واستبدلت بقيمتها وأخلاقها وأنماط سلوكها قيم الغرب وأخلاقه وأنماط سلوكه؛ وأدارت ظهرها لكتاب ربها وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لتستورد الأفكار والنظم و”الأيدلوجيات“ والمبادئ من المكان الذي توهمت فيه الرقي والتقدم والحضارة الحقيقية).

    نعم لقد وُلد أسامة بعد أن مرَّت الأمة بنكبات متواصلة على مدى قرون أوصلت العالم الإسلامي إلى ما أوصلته وكان من أكبرها وأكثرها وقعاً على نفوس المسلمين سقوط الخلافة الإسلامية وتمزق العالم الإسلامي إلى دويلات تحكم بغير ما أنزل الله فأصبح العالم الإسلامي مثل رقعة الشطرنج وهؤلاء الحكام أشبه بأن يكونوا أحجاراً على هذه الرقعة يحركها الصليبيون والصهاينة كيف ما شاءوا وتوالت الحملات الصليبية على العالم الإسلامي (بدأت في الحقيقة منذ عدة قرون.. نستطيع أن نقول بشيء من التحديد إنها بدأت بطرد المسلمين من الأندلس. وقد سقطت آخر دويلة إسلامية في الأندلس عام 1492 م ، بعد أن عملت محاكم التفتيش بكل فظائعها لإبادة المسلمين، والقضاء الكامل على الإسلام في تلك البقاع. ثم أمر البابا بمتابعة المسلمين خارج الأندلس، وفرض النصرانية عليهم بالسيف إن لم يستجيبوا لدعوة التنصير. وكانت الرحلات التي قام بها فاسكو داجاما وماجلان وغيرهما رحلات استكشافية، لكشف نقاط الضعف التي يمكن عن طريقها اختراق العالم الإسلامي توطئة لغزوه والاستيلاء عليه، وقد اضطرت كلها أن تسير في اتجاه مغاير للحملات الصليبية الأولى بسبب وجود الدولة العثمانية بقوتها الرهيبة في الشرق، وتوغلها الكاسح في شرق أوربا، فكان على الحملة الجديدة أن تدور حول أفريقيا، وتحاول غزو الأطراف البعيدة أولا قبل أن تتجه إلى قلب العالم الإسلامي، وبالذات إلى بيت المقدس، الذي انهزمت عنده الحملات الصليبية الأولى. وفي هذه المرة لم يكن بيت المقدس هدفا للنصارى وحدهم، بل اشترك اليهود معهم، ولكن لحسابهم الخاص!

    وشهد القرنان الثاني عشر والثالث عشر الهجريان (الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديان) تركيزا شديدا في الحملة الصليبية، انتهى بالاستيلاء على معظم بلاد العالم الإسلامي، بعد معارك عنيفة بين المسلمين والصليبيين، انتهت كلها بهزيمة المسلمين أمام الغزو الكاسح، وخضوع العالم الإسلامي للغزو النصراني)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

  4. #52

    الصورة الرمزية المعاقب
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    872
    معدل تقييم المستوى
    244
    ما شاء الله اسجل حضور
    المعاقب
    [CENTER]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    خخخخخخخخخخخخخخخخخ
    لا تخاف انا طيب *،*

  5. #53
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607
    الشيخ / علي مبخوت لعرادة


    الرجولة في اللغة تعني القوة والشجاعة والإقدام والنباهة والذكاء والتميز ، والرجال بهذا المعنى قليل قال الشاعر :

    الناس ألف منهم كواحد وواحد منهم كالألف إن أمر عنى

    ولهذا فلم يكلف الله بحمل الرسالات والقيام بأعبائها إلى رجالاً ، قال الله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ، وقد جعل الله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم رجالاً ذوو صفات نادرة وقدرات عالية في كل زمان ومكان ليكونوا قدوات يقتدي بهم ومنارات يهتدى بهديهم وأعلاماً تقتفى آثارهم ويستنار بآرائهم وفعالهم يقيم الله بهم الحجة وينير بهم طريق المحجة ولكل مقام مقال ولكل زمن رجال .

    ومن أولئك الرجال الذين عايشتهم وعرفتهم عن قرب الوالد الكريم المرحوم الشيخ علي بن مبخوت بن عوض العراده عليه رحمة الله فقد كان يتمتع بصفات مميزة ونادرة يشهد له بها القريب والبعيد ممن عرفه وعاصره وجالسه وخالطه ، وليست تلك الصفات كلها مكتسبة بل أن معظمها كانت صفات جبلية فطرية أصيلة تحدرت إليه من آبائه وأجداده ونمت وترعرعت في بيئته النظيفة الصافية ، فالكرم والشجاعة والإقدام والصدق والنجدة والصبر وحب الخير للآخرين والعطف على الأيتام والأرامل والفقراء والمساكين وحماية الضعفاء ونصرة المظلوم ومقاومة الظلم والوقوف إلى جانب الحق والعدل بين الناس ، كل هذه الصفات وغيرها من الصفات الإيجابية التي كانت تشكل بيئة سائدة يتمتع بها غالبية معاصريه من أبناء قبيلة عبيده التي ينتمي إليها في محافظة مأرب لكنه رحمه الله قد نال منها الحظ الأكبر فقد تسنم ذروتها وتربع على قمتها يشهد له بذلك الجم الغفير ممن عر! فه من العلماء والأدباء والزعماء والمؤرخين والسياسيين الذين عاصروه وخالطوه فلم يكن رحمه الله يترك عالماً أو داعية أو شخصاً ذا مكانة عالية ورأي سديد يستطيع الوصول إليه إلا وصل إليه أو دعاه إلى منزله واستمع إليه وتعلم منه وناقشه في الأمور العامة والخاصة .

    وقد كان للعلماء منزلة كبيرة في نفسه وقلبه يحب مجالستهم ومناصرتهم والوقوف إلى جانبهم بماله ونفسه ورجاله ولم يكن يقدم عليهم أحداً ولا يقدم على آرائهم رأي في غالب أموره وشئونه وكان يتواضع لهم ويجلهم ويعرف لهم قدرهم ويحتقر نفسه أمامهم ويدافع عنهم إذا أراد أحداً النيل منهم بقلمه أو لسانه أو يده حتى بادلوه الحب والتقدير والإجلال فكان عندهم في المقام الأعلى والقدر الأسنى ومنهم رؤساء جامعات وقادة حركات وزعماء مؤسسات في العالم العربي والإسلامي بل وفي أمريكا وأوروبا من عرفه منهم أحبه ومن رآه انجذب إليه وقدره وأجله .

    ولحبه للعلم والعلماء وكثرة مجالسته لهم واستماعه إلى خطبهم ومواعظهم ومحاضراتهم فقد أحب الدعوة إلى الله وشغف بها وبذل وتحمل في سبيلها الكثير والكثير من الجهد والمال والحال والرجال ، وكان يعمل على تشجيع الدعاه والعلماء من خارج المنطقة للقدوم إليها والاستقرار فيها لنشر العلم وتعليم الناس أمور دينهم وله في ذلك باع طويل وجهد عظيم أعلى الله به مقامه ورفع به قدره ومنزلته .
    وكان له اهتماماً كبيراً بتنمية المنطقة تعليمياً وتربوياً فهو حسب علمي أول من طالب الحكومة بنشر التعليم العام وتأسيس المدارس قبل أن تبسط الحكومة نفوذها على المناطق الشرقية ( الشمالية سابقاً ) في أوائل السبعينات من القرن الماضي ، وعمل على استقدام أول مسئول للتربية والتعليم في المحافظة هو الأستاذ / محمد صالح جبر في محافظة شبوه وكان مقر الإدارة في منزل الشيخ علي بن مبخوت حيث لم يكن هناك أي مبنى في المحافظة يصلح لهذه المهمة ، وكانت أول مدرسة نشأت في قرية الشيخ علي هي مدرسة الفاروق حيث أقام المبنى من الطين على حسابه الخاص بعد أن أوقف لها أرضية كافية من أملاكه الخاصة واستقدم لها أربعة من المدرسين على حسابه الخاص اثنان منهم من حملة الشهادة الجامعية على ندرتهم في ذلك الوقت .

    وكان إذا التقى بالمسئولين أو قابل أحداً منهم لم يكن له أي طلب سوى التعليم لقناعته الراسخة بأن التعليم هو حجر الزاوية في تنمية الأرض والإنسان ، وقد سعى لإنشاء ومدرستين حديثتين وثلاثة مساجد على حساب المملكة العربية وذلك عند مقابلته للملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله وهما أول مدرستين حديثتين بنيتا في المنطقة في السبعينات في القرن الماضي .

    ومن صفاته المميزة أنه كان يحب الإصلاح بين الناس ويجتهد في ذلك كثيراً ويقدر مسئوليته نحو مجتمعه حيث كان من الشخصيات الكبيرة وفي المرجعيات المعتبرة في هذا المجال وكان له دور كبير في هذا المجال ويحقق نتائج مقدرة كونه يتمتع بالصدق والإخلاص والصبر والقدرة على جمع الأطراف المتنازعة وتقريب وجهات نظرهم بعقله الراجح وحكمته وحنكته وحسن محاورته ومداورته ولم يدخل بين طرفين متنازعين مصلحاً أو محكماً إلا أصلح شأنهم وأنهى نزاعهم في غالب أحواله معلنين رضاهم وتقديرهم لصنيعه .

    ومن الصفات التي كان يتميز بها أيضاً المحافظة على الصلاة المفروضة وبعض النوافل بشكل ملفت للنظر بخلاف الكثير من أقرانه الذين هم أقل انشغالاً منه بقضايا الناس ومشاكلهم ، فقد كان رحمه الله لا يؤدي الصلاة المفروضة إلا جماعة في المسجد ويكون أول الناس حضوراً في غالب أحواله ويتلو القرآن بصفة منتظمة ومرتبة ومتتالية بين كل أذان وإقامة إضافة إلى ورد الصباح والمساء من القرآن والأدعية المأثورة ولا يترك ذلك إلا لضرورة قاهرة . وكان ذلك يضفي عليه هيبة ورقة وتواضعاً وجمالاً ونوراً يتلألأ في وجهه ولم يغير من فعله هذا إلا حين أدركه الضعف وغلبه المرض وللعلم أنه قضى نحبه وهو يستعد لصلاة الفجر في القاهرة بتاريخ 10 / 12 / 1997م عن عمر ناهز الثمانين عاماً ، وقد كان يعاني من مرض ألم به كان سبباً في وفاته عليه رحمه الله .

    ومن الصفات النادرة والمميزة عنايته ورعايته وزيارته للأيتام والأرامل والضعفاء والفقراء الذين يقطنون مرابع قبيلته سواء كانوا من الأقرباء أو من غيرهم فلا يترك أحداً منهم إلا يهتم به ويحوطهم برعايته وعطفه يقوم بذلك سراً وجهراً ليلاً ونهاراً ماشياً وراكباً بكل تواضع وحب ورغبة فيما عند الله من الأجر والثواب ويحرص أكثر على فعله هذا في المناسبات والأعياد فيجالسهم ويخالطهم ويتواضع لهم ويتباسط معهم ويتعرف على أحوالهم وأوضاعهم ويدخل السرور إلى نفوسهم وقلوبهم ويقابل كل حالة من أحوالهم بما يناسبها مما جعل تلك الفئات تشعر بأنه المسئول عنهم والقائم على شئونهم وقد ظهر ذلك جلياً بعد موته في شدة حزنهم عليه وكثرة دعواتهم له لأنهم فقدوا من كانوا يعتبرونه المرجع الأساس في كل شئونهم وأحوالهم ويدخرونه لكل مهماتهم وملماتهم .

    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ..

    وقد كان يتمتع بروح شفافة تدرك باطنها من ظاهرها لا يحتاج المتطلع لمعرفته وسبر غوره إلى جهد كبير وزمن طويل وذلك إذا لمس الشيخ صدق المتحدث إليه وحسن مقصده ولكنه إذا شم رائحة الكذب والغدر والنفاق كان أبعد من النجوم منالاً وأعلى من الجبال علواً وارتفاعاً لا ينال منه الغادر بغية ولا الكذاب منيته يعينه على ذلك رعاية ربانية وفراسة إيمانية وتجربة حياتية متمثلاً قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( لست بالخب ولا الخب يخدعني ) .

    وكان يحب النظر والجمال في ملابسه وزينته وسلاحه وهيئته ومسكنه ومأكله ومشربه ، فملابسه بيضاء كلها في كل أحواله وسلاحه وأدواته كلها مرتبة ونظيفة توحي بنفس حضارية وذوق رفيع وحس مرهف من الطراز الممتاز .

    وكان يحب إنجاز الأعمال دون تأخير ويفي بالمواعيد في أوقاتها المحددة ويتألم كثيراً إذا تأخر عن موعده أو تأخر عنه الطرف الآخر .

    ولا يحب النوم بعد الفجر ويكرهه بعد العصر ويحب القيلولة والنوم مبكراً ، وكان يقوم الليل ولا يترك ذلك إلا في حالة الاضطرار أو المرض .

    وكان نسابة من الطراز الممتاز يخبرك عن معظم أفراد القبائل المجاورة عن أصولهم ومراجعهم ومدى قربهم وبعدهم من بعضهم البعض في أنسابهم وعن عاداتهم وصفاتهم وما يحدثه التزاوج من بعضهم البعض فيهم من صفات الضعف والقوة مثل الشجاعة والإقدام والكرم والجبن والبخل وسداد الرأي أو انعدامه وجمال الخلقة أو دمامتها وضعف الشخصية أو نبوغها وبروزها يعزو ذلك كله إلى سبب من الأسباب الوراثية المقبولة المبنية على المعرفة الدقيقة والتحليل النفسي العميق .

    والحق يقال بأنه كان شخصية فريدة متميزة في معظم أموره وأحواله جالس الملوك والأمراء والرؤساء والزعماء والعلماء فأحبوه وأجلوه وعرفوا قدره وأنزلوه لديهم مكاناً رفيعاً وقدراً عظيماً .


    وقد كان يتمتع بقدر كبير من العفة والنزاهة والعزة فلم يمد يده إلى أحد من الزعماء والملوك والرؤساء كما يمدها غيره ولم يذل نفسه عند أحد فما أعطوه بدون طلب منه أخذه بعزة نفس وما منعوه تركه غير متألم ولا غضبان وهذه الصفة جعلته حراً عزيزاً شجاعاً يقول الحق أينما كان لا يخاف في الله لومة لائم لا يشعر بأن لأحد عليه منه أو فضل إلا الله وحده لا شريك له يشهد له بذلك الكثير من قادة البلاد وزعمائها من بقي منهم حياً أو تبعه إلى ربه وعلى رأسهم فخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح والأستاذ عبد العزيز عبد الغني والدكتور عبد الكريم الأرياني الذين تعاقبوا أكثر من مرة على رئاسة الوزراء وتعرفوا من خلال مناصبهم على الكثير من المشايخ والأعيان والشخصيات المؤثرة والمرموقة .

    وكان عندهم محل اعتزاز وتقدير لما يتمتع به من صفات نادرة ونفس عالية وذوق رفيع .

    هذا غيض من فيض من حياة هذا العلم الشامخ والشخصية الفذة الذي كان له في كل مجال من مجالات الحياة مشاركة وأثر سياسي واجتماعي وتربوي تحتاج إلى من هو أقدر مني للكتابة عنها وبيان مكنونها ودررها رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل في ذريته خير خلف لخير سلف . وللشاعر عبد الله إبراهيم الضحوي قصيدة في رثاء الفقيد قالها أثناء حضوره للعزاء مع ثلة من الشخصيات اليمنية وهي تعبر عن بعض صفات المرحوم ،

    وهذه بعض ابياته





    -------------------------------------------------------------------------------
    --------------------------------------------------------------------------------
    * ترجمه خاصة بموقع مأرب برس

    قام بالترجمة الشيخ ( عبد الله البازلي )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

  6. #54
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607
    سليمان المهري

    ــــــــــــــــــــــ
    هو الملاح الشهير الحكم سليمان المهري من ابناء مدينة الشحر ، ولد ونشاء بها ، وهو صاحب المؤلفات العديدة في الملاحة البحرية ومؤلفاته مشهورة ومحفوظة في مكتبة السوربون بباؤيس ، وقد عاش في القرنين التاسع والعاشر الهجريين ، وكان معاصرا للملاح العماني الشهير احمد بن ماجد ، ومن مؤلفاته (تحفة الفحول في تمهيد الاصول ) في علم لملاحة و كتاب (* العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية :
    منه نسخة مخطوطة في مكتبة ( جامعة يايل ، في نيوهافن ) ضمن مجموعة في علم الملاحة لسليمان المهري ، تاريخها ، 975هـ ، الف عنه الاستاذ الباحث (حسن صالح شهاب ) كتابا اسماه ( البحار اليمني سليمان بن أحمد المهري ـ مرشد الملاحة العربية في المحيط الهندي .
    منشورات ، مركز الشرعبي للطباعة والنشر ، صنعاء 2000م .)
    .

    ــــــ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

  7. #55
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607
    التربوي والشاعر الأسلامي الشيخ محمد عوض عشار



    التربوي والأديب والشاعر الإسلامي محمد عوض عشار .. رائد تربوي وعلم فكري وأدبي وإسلامي من أعلام حضرموت .. صب عصارة إمكاناته في تربية وتعليم أجيال المستقبل في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي.. ولد في مدينة الشحر بحضرموت عام 1932م.. وعلى يديه تأسست ثانوية الشحر للبنين عام 1966م وكان أول مدير لها قبل الاستقلال * تفاني الأستاذ عشار في بناء هذه المنارة العلمية وحقق لها مستوى تعليمياً رفيعاً رغم صعوبة وشح الإمكانات.. وقد نبغ من تلامذته كثيرون شغلوا مراكز قيادية في مختلف ميادين الحياة والمعرفة ومنهم الشعراء والأدباء والنوابغ الذين لمعت أسماؤهم فيما بعد ومن أبرزهم الشاعر الكبير حسين أبو بكر المحضار الذي ظل يذكره فضله ويحفظ له يده.
    انتقل إلى مثوى الخالدين وأسلمت روحه إلى بارئها في 18/3/1412هـ الموافق 26 سبتمبر عام 1991م* بعد رحلة عمر جاهد فيها بسلاح القلم والعلم وسار في درب من الأشواك شاعلاً شموع المعرفة ومسترشداً بنور الإسلام وهداه في كل خطوة يخطوها * وظل رافعاً رايتي اللغة والدين ولم تسقطا من يده حتى آخر رمق في حياته.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

  8. #56
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607
    الشيخ محمد الإمام



    هو أبو نصر محمد بن عبد الله بن حسين بن طاهر بن علي بن غازي الريمي الملقب بالإمام . مولده :

    ولد عام 1380هـ الموافق 1960م تقريباً في قريته المعروفة بقرية (السهل) عزلة الضبارة ناحية كسمة - ريمة . ذريته :

    تزوج فضيلة الشيخ ولا زال يدرس في (دماج) صعدة ، وقد وفقه الله بزوجة متعلمة مستفيدة من أسرة موسومة بالخير والصلاح . وقد رزقه الله منها تسعة أولاد : أربعة ذكور وخمس إناث . فأما الذكور فهم : 1. عبدالرحمن وهو الأكبر . 2. عبدالله وهو بعده . 3. نصر وهو الذي يكنى به شيخنا . 4. يوسف وهو أصغرهم .

    نشأته وطلبه للعلم :

    كان فضيلة الشيخ في قريته ولم تكن القرى في تلك الإيام مثل ما هي عليه الآن من مدارس وتعليم قرآن وما شابه ذلك ، خاصة بلاد شيخنا فإنها بلاد جبلية وعرة فنادراً ما يأتي إليها المعلم في ذلك الوقت أما في أيامنا هذه فقد تيسرت الأمور وأنتشر التعليم في معظم القرى ولله الحمد . فبدأ شيخنا بتعلم قراءة القرآن في قريته ، ثم توجه حفظه الله تعالى الى مدينة تعز وبدأ بطلب العلم في أحد المعاهد في مدينة تعز لمدة يسيرة في بداية شبابه فرأى أنها لا تشبع حاجته ولا تشفي غليله ، فتوجه الى صعدة وذلك بتوفيق الله تعالى ، فبقي يطلب العلم على يد الشيخ / مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله تعالى - فأتم حفظ القرآن في مدة شهرين تقريباً وأستمر في تلقي الدروس والعلم وخرج بحصيلة علمية رغم ما كان متحمل على عاتقه من مسئولية الإمامة وخدمة إخوانه في المركز حيث كان الشيخ حفظه الله قوي الذاكرة متوقد الذهن سريع الحفظ حريصاً على وقته فحفظ خلال سنتين الى جانب القرآن الكريم (بلوغ المرام) و (عمدة الأحكام) و (الصحيح المسند في أسباب النزول) لفضيلة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ، وحفظ أيضاً (ألفية بن مالك) و (ألفية العراقي) وبعضاً من (صحيحي البخاري ومسلم) كما درس كتباً عدة في الفقه والحديث والعقيدة واللغة ، فبعد أن رزق الله شيخنا العلم النافع توجه وأنتقل الى مدينة معبر التي يقيم فيها حالياً للتعليم والدعوة الى الله في مسجد النور فبدأ ولم يكن معه آنذاك سوى سبعة من طلاب العلم فبدأ يعلمهم ما يراه مفيداً لهم إلى جانب تحفيظهم القرآن الكريم . وأستمر على العلم والتعليم والدعوة الى الله ، فأنتشرت دعوته في ربوع اليمن وأشتهر في وقت قصير فتوافد إليه طلبة العلم من مشارق اليمن ومغاربها ، من كل حدب وصوب . وقد أصبح منهم الأئمة والخطباء وحفظة القرآن والمؤلفون والباحثون والقائمون على التدريس والتعليم في مختلف المناطق .

    شيوخه :

    لقد تتلمذ الشيخ حفظه الله تعالى على يد فضيلة الشيخ / أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى .

    تلاميذه :

    طلاب شيخنا حفظه الله تعالى يعدون بالآلاف فهذا يجلس سنة ثم يذهب وهذا أكثر وهذا أقل كل بقدر تفرغه ونشاطه ، ولما كان حصر هؤلاء صعباً لأنهم كما ذكرنا يعدون بدون مبالغة بالآلاف .
    والله نعالى أعلم *
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

  9. #57
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607
    عبدالله ابن زين


    ابن محمد بن عبد الرحمن بن زين بن محمد مولى عيديد الحضرمي اليمني، الفقيه الشافعي
    ولد في تريم (من بلاد حضرموت).
    وحفظ القرآن، وبعض الكتب.
    وتفقّه على القاضي أحمد بن حسين بافقيه (المتوفّـى 1048 هـ).
    وأخذ الحديث والتفسير والعربية عن أبي بكر بن عبد الرحمان بن أحمد السقاف، والحديث والتصوف عن أخيه محمد الهادي بن عبد الرحمان (المتوفّـى 1040هـ) .
    وله مشايخ آخرون كعبد الرحمان بن محمد العيدروس، وعبد الرحمان بن علوي بافقيه .
    وتقدّم في عدة فنون.
    ودرّس، وأفتى، وناظر القاضي عبد اللّه بن أبي بكر الخطيب في مسائل مشكلات.
    قرأ عليه محمد بن أبي بكر الشِّلّـي (المتوفّـى 1093هـ)، وحضر دروسه، وقال في حقّه: كان أجمع أقرانه للفقه وأبرعهم فيه ... وكان آية في الفروع والاَُصول محققاً.
    ثم ارتحل المترجم إلى الهند، وأخذ علوم الصوفية والاَدب عن السيد عمر بن عبد اللّه باشيبان (المتوفّـى 1066هـ) وأخذ هو عنه العلوم الشرعية.
    ودرّس هناك مدة ثم مات بمدينة بيجافور ، ولم يُذكر تاريخ وفاته.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

  10. #58
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607
    باجمال الحضرمي

    عبد اللّه بن عبد الرحمن بن سراج، باجمال الحضرمي الغرفي اليمني.
    كان فقيهاً شافعياً، أديباً، بارعاً في استخراج غوامض مذهبه.
    درس الفقه على والده ببلدته الغرفة ثم رحل إلى الشحر فدرس على شيخ والده علي بن علي بايزيد.
    وولي إمامة مسجد الغرفة مدّةً ثم ولي تدريس الجامع بالشحر ، والقضاء فيه.
    وعاد إلى بلدته بعد نحو ثماني عشرة سنة فولي قضاءها، ودرّس فيها.
    وله موَلّفات، منها: شرح قصيدة أبي الفتح البستي المسمّـاة بالبستية
    (زيادة المرء في دنياه نقصان x وربحه غير محض الخير خسران) وقد جمع فيه آداباً كثيرة، وتنبيه الثقات على كثير من حقوق الاَحياء والاَموات.
    وله نظم ونثر وفتاوى غير مجموعة .
    توفّـي سنة ثلاث وثلاثين وألف.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

  11. #59
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607
    الضَّمَدي


    عبد العزيز بن محمد النعمان الضَّمَدي اليمني، الفقيه الزيدي، المحدّث .
    أقام بصَعْدة مدة طويلة، ودرَسَ بها ثم درَّس.
    وتولى أعمالاً للمتوكل على اللّه إسماعيل بن القاسم الحسني.
    وتقلّد القضاء بالمخلاف السليماني وزَبيد والمخا .
    وصنّف كتباً، اشتهرت في اليمن، منها: سلّم الوصول في شرح «معيار العقول» في أُصول الفقه للمهدي أحمد بن يحيى المرتضى الحسني، تخريج أحاديث «شفاء الاَوام في أحاديث الاَحكام» للاَمير الحسين بن محمد الحسني، البغية وهو شرح على موشح الخبيصي على كافية ابن الحاجب في النحو، ورسالة في المقامات المعروفة عند الكعبة.
    توفّـي في بلدة ضَمَد سنة ثمان وسبعين وألف.(2)
    ___________
    (1)البدر الطالع 1|357 برقم 239، الاَعلام 4|27، معجم الموَلفين 5|243، موَلفات الزيدية 1|208، 276، و 2|97، أعلام الموَلفين الزيدية (مخطوط).

    (2)وفي موَلفات الزيدية: 1070هـ .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

  12. #60
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607
    ياشباب مشاركاتكم ملف مهم جداً
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

صفحة 5 من 8 الأولىالأولى ... 2345678 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 17-09-2010, 12:26 AM
  2. هيئة علماء اليمن تعلن الموقف الشرعي من الأحداث التي تشهدها اليمن
    بواسطة أخبار التغيير نت في المنتدى ملتقى الأخبار والمنقول
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-01-2010, 09:20 AM
  3. علماء اليمن: الوحدة نعمة والحفاظ عليها واجب شرعي على كل أبناء اليمن
    بواسطة سبأ نت - أخبار محلية في المنتدى ملتقى الأخبار والمنقول
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-04-2009, 10:00 PM
  4. تعرف على علماء وجهابذة اهل اليمن
    بواسطة الطبيب البهلولي في المنتدى ملتقى المواضيع العـامـة
    مشاركات: 89
    آخر مشاركة: 06-12-2007, 07:02 PM
  5. ملف :::: اليمن والحرب:: هنا تعرف اخر اخبار اليمن حول حرب العراق
    بواسطة انايمني في المنتدى ملتقى السيـاسـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-03-2003, 11:55 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •