التميز خلال 24 ساعة

 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميز لهذا اليوم 
قريبا 10 نصائح لتحسين جودة صور حفلات الأعراس وتوثيق اللحظات الجميلة
بقلم : غير مسجل
قريبا


صفحة 4 من 8 الأولىالأولى 1234567 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 37 إلى 48 من 90

الموضوع: تعرف على علماء وجهابذة اهل اليمن

  1. #37
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404

    Wink

    عبدالمجيد بن عزيز الزنداني

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    -رئيس مجلس الشورى للتجمع اليمني للإصلاح
    -مؤسس جامعة الإيمان الشرعية باليمن ومتخصص في قضايا الإعجاز العلمي

    فضيلة الشيخ العلامة المجاهد عبد المجيد بن عزيز الزنداني من قبيلة أرحب اليمانية المحيطة بصنعاء والتي تفتخر بانتسابه إليها .
    إن الشيخ ليس عالما واسعاوغزيرا وفقيها مجتهدا مستنبطا وراسخا في العلم وخطيبا بليغا مفوها مجاهدا مقداما فحسب ، بل زعيم شعبي محبوب من أبناء الأمة الاسلامية ذاعت أخبار علمه وفقهه وجهادة وتعدت الحدود اليمنية والعربية والإسلامية إلى كثير من أنحاء العالم ، فاشتهر في الآفاق والأرجاء ووصل علمه ودعوته وطريقة عرضه المميزة للإسلام في عصرنا الراهن عبر الأشرطة السمعية والمرئية ومن خلال العديد من الصحف والمجلات والنشرات والمطبوعات وبواسطة مؤلفاته الثمينة ، وترجمت أراؤه ومناقشاته الفقهية والعلمية إلى عدد من اللغات العالمية واستشهد بها كبار العلماء والمختصين في العلوم الكونية وأسلم عدد من العلماء على يديه .

    عمل مدرسا للعلوم الإسلامية في مدارس اليمن في الشطر الشمالي وفي معهد النور الإسلامي بالشيخ عثمان في الشطر الجنوبي من اليمن ثم في مدارس وجامعات عدد من الدول العربية واللإسلامية الأخرى .
    عمل وأسس مع عدد من إخوانه العلماء المعاهد الإسلامية في اليمن وساهم في وضع منهج إسلامي عظيم لها .-
    أقام ( وما يزال ) الندوات والمحاضرات في علم التوحيد والإعجاز العلمي ونشر شمولية الإسلام في مساجد اليمن ومساجد العديد من الدول الإسلامية الكبرى التي تكتض بالآلاف من الحضور المحبين لسماع الشيخ .
    إنطلق إلى المدن والقرى في العديد من مناطق اليمن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ومدن وعواصم كثير من البلاد الإسلامية لهذا الغرض أيضا .
    رافق الشيخ العلامة أبي الأحرار / محمد محمود ****يري في رحلة الإصلاح والثورة وعندما عين وزيرا للمعارف إثر ثورة 26 سبتمبر 1962م وقدم برنامجه الإذاعي الشهير ( الدين والثورة ) ثم انطلق مع أبي الأحرار في مناطق اليمن في مسيرة الإصلاح الوطني والاجتماعي الإسلامي إلى أن أغتيل ****يري وهو برفقته .
    أوكل إليه تأليف كتاب التوحيد للمرحلتين الإعدادية والثانوية واستمرت دراسته من عام 76- 2004م .
    عين مندوباً لليمن في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .
    كان له الدور الأكبر في تأسيس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة عام (1406هـ - 1986 م ) واختير أمينا عاما لها .
    حضر كثيرا من المؤتمرات الإسلامية المشهورة وأسس ونظم كثيرا منها .
    من مؤلفاته :
    1. كتاب الإيمان
    2. طريق الإيمان
    3. كتاب التوحيد ( 1-3 )
    4. كتاب توحيد الخالق ( 1-3 )
    · أسس مع ****يري رحمه الله حزب الله في ديسمبر عام 1964م.

    من برامجه التلفزيوني المشهورة ومنها ما ترجم إلى لغات عديدة :

    · برنامج ( إنه الحق ) وفيه محاورة مع 14 من رواد العلوم المعاصرة .

    · برنامج ( سؤال عن آية من الذكر الحكيم ) وفيه إجابات وفتاوى عظيمة للشيخ في واقعنا المعاصر .

    · براهين الإيمان وهو عبارة عن حلقات تلفزيونية .



    منقول للفائدة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  2. #38
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404
    - فضيلة الشيخ محمد الصادق عبد الله ثابت غالب المغلس المراني
    - تاريخ الميلاد: 25/12/1371هـ الموافق: 14/9/1952م
    -الحالة الاجتماعية : متزوج – سبعة أولاد منهم بنتان.
    - حفظ القرآن الكريم في بلدة المولد قدس التابعة لمنطقة الحجرية التابعة لمحافظة تعز .
    - درس المرحلة الابتدائية في مدينة عدن في معهد النور ثم في مدرسة بلقيس ثم في مدرسة النهضة .
    - حضر خلال هذه الفترة الحلقات والدروس العلمية في مسجد النور في حي الشيخ عثمان وكان من المشايخ والمدرسين في هذه الحلقات والدروس الأستاذ عبد الله نصر الشميري ، والأستاذ ياسين عبد العزيز القباطي ، والشيخ قاسم غالب احمد ، والشيخ محمد حزام المقرمي والشيخ محمد بن سالم البيحاني والشيخ قايد القدسي والشيخ احمد السروري.
    - استكمل الدراسة الإعدادية في الحجرية إلى سن الخامسة عشرة.
    - استكمل الدراسة الثانوية في مدرسة الثورة في مدينة تعز، وكان من المدرسين فيها الشيخ سعيد بن سعيد حزام.
    - حضر الحلقات والدروس العلمية في مسجد الغفران بمدينة تعز لدى الشيخ عبد الرحمن قحطان ، وعند الشيخ إبراهيم عقيل في منزله .
    - حضر حلقات كل من الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني والشيخ عبد الله السرحي ، والشيخ احمد محمد زبارة في مسجد الفليحي ، وحلقات الشيخ احمد سلامة في منزله . وذلك في صنعاء إضافة إلى الدراسة في جامعة صنعاء .
    - الدراسة على يد مشايخ ودكاترة في معهد القضاء بصنعاء مثل الشيخ محمد إسماعيل العمراني ، والشيخ احمد بن احمد البهلولي ، والشيخ عبد الوهاب السماوي ، والشيخ عبد المقصود شلتوت ، والشيخ الدكتور حامد محمود إسماعيل ، والشيخ احمد الجوبي .
    - درس جزء من ( الشاطبية ) في القراءات السبع لدى الشيخ إسماعيل عبد المتعال.
    - التقى خلال عدد من مرات الحج والعمرة بعلماء من نجد والحجاز والاستفادة من دروسهم ومحاضراتهم وكتبهم كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الجزائري والشيخ شيبه الحمد وغيرهم .
    - حضر عدد من المؤتمرات والملتقيات والاستضافات في الخارج في (أمريكا، بريطانيا ، مصر ، المغرب ، ماليزيا ، قطر )
    شغل العديد من الأعمال والمهام الإدارية كالتالي :
    - مدرس في المعهد الابتدائي في وائلة – صعده سابقاً ، وفي بعض المدارس في تعز .
    - نائب مدير الدعوة في مكتب التوجيه والإرشاد بصنعاء سابقاً.
    - نائب مدير إدارة التفتيش القضائي بوزارة العدل سابقاً مع استمرار الدرجة القضائية إلى الآن دون عمل.
    - عضو مجلس النواب عضو لجنة تقنين الشريعة فيه، نائب رئيس كتلة الإصلاح سابقاً.
    - رئيس المكتب القانوني في الأمانة العامة للإصلاح سابقاً.
    - عضو الهيئة القضائية للإصلاح وأمين السر فيها سابقاً.
    - عضو قيادة الإخوان في اليمن في أواخر القرن الهجري الماضي وأوائل الحالي سابقاً.
    - عضو مجلس شورى الإصلاح إلى الآن.
    - مدرس بجامعة الإيمان منذ افتتاحها لمادة التزكية ومدرس قانون الإجراءات الجزائية في الدراسات العليا في الجامعة ، إضافة إلى حلقات في بعض المساجد في التفسير وفي فقه الحديث وفي فتح الباري وفي الفرائض وفي الأصول.
    - مساعد رئيس جامعة الإيمان لشئون التزكية .
    - عضو الهيئة العليا لندوة الإيمان وتقويته .
    - خطيب في عدد من مساجد صنعاء سابقاً وخطيب مسجد الإصلاح حالياً.
    - قرأ على العدد من المشايخ في مختلف الفنون

    اسم الكتاب اسم الشيخ

    1 سفينة النجاة قائد القدسي
    2 زُبد ابن رسلان ( لم يكمل ) احمد السروري
    3 النحو الواضح (معظمه) عبد الله نصر الشميري
    4 العقيدة / الفقه سعيد بن سعيد حزام
    5 نيل الأوطار (جزء منه) إبراهيم عقيل
    6 الروض النضير ( جزء منه) محمد بن إسماعيل العمراني
    7 فقه الأحوال الشخصية محمد بن إسماعيل العمراني
    8 نظام القضاء في الإسلام محمد بن إسماعيل العمراني
    9 الكشاف للزمخشري ( جزء منه) أحمد محمد زبارة
    10 الكشاف للزمخشري (جزء منه) عبد الله السرحي
    11 فقه المعاملات عبد الوهاب السماوي
    12 أصول الفقه حامد محمود إسماعيل
    13 الإثبات عبد المقصود شلتوت
    14 شرح الأزهار ( جزء منه) احمد الجوبي
    15 شرح الأزهار ( جزء منه) احمد بن احمد البهلولي
    16 المقنع( جزء منه) احمد بن احمد سلامة
    17 التوثيق عبد المقصود شلتوت
    18 فقه الجنايات حامد محمود إسماعيل
    19 التشريع الجنائي( جزء منه) حامد محمود إسماعيل
    20 الإجراءات والمرافعات . عبد المقصود شلتوت
    21 الإجراءات الجزائية يعيش رشدي
    22 عدد من الكتب وكثير من المحاضرات في الإيمان والأعجاز عبد المجيد الزنداني
    23 جزء من الشاطبية في القراءات إسماعيل عبد المتعال
    24 المنتخب في التفسير ( جزء منه) عبد المجيد الزنداني
    25 الأصول الثلاثة لسعيد حوي ياسين عبد العزيز
    26 شيء من تفسير ابن كثير يحيى لطف الفسيل
    27 شيء من تفسير ابن كثير عبد الوهاب لطف الديلمي

    - تحصل على عدد من المؤهلات العلمية والإجازات من المشايخ:
    م اسم المؤهل أو الإجازة العلمية اسم الشيخ أو الجامعة التاريخ
    1 معادلة جامعية في العلوم الشرعية واللغة العربية الهيئة العامة للمعاهد العلمية 1399هـ - 1979م
    2 اجتياز امتحان تحريري في ست مواد شرعية لتأكيد المعادلة (الترتيب الثاني) معهد القضاء بصنعاء 1399هـ - 1979م
    3 دبلومان في القضاء الجنائي والمدني ( ماجستير ) (الترتيب الأول) معهد القضاء بصنعاء 1403هـ -1983م
    4 شهادة حفظ القرآن مع التفسير من المسابقة الدولية بمكة (الترتيب الأول) وزارة الأوقاف السعودية 1401هـ- 1981م
    5 إجازة من الشيخ محمد يحيى مطهر بمروياته الشيخ محمد يحيى مطهر 1415هـ-1995م
    6 إجازة من الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني بمروياته الشيخ محمد إسماعيل العمراني 1425هـ - 2004م
    7 إجازة من الشيخ قاسم بحر الشيخ قاسم بحر الأهدل 1423هـ - 2002م
    8 قرار بدرجة أستاذ رئيس جامعة الإيمان الشيخ الزنداني 1425هـ - 2004م
    9 قرار بدرجة قاض (أ) رئيس الدولة 412هـ - 1992م

    أبرز التلاميذ
    - الطلاب والمتخرجون من جامعة الإيمان .
    - طلاب في الحلقات وفي بعض المدارس كمثل:
    * الدكتور احمد الدغشي أستاذ في جامعة صنعاء حالياً.
    * محمد بن محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية في الإصلاح حالياً.
    * عبد الله احمد علي العديني عضو مجلس النواب عضو شورى الإصلاح حالياً.
    * عبد الحافظ الفقيه قيادي في الإصلاح في تعز عضو شورى الإصلاح حالياً.
    * عبد الجبار المراني مدرس في جامعة الإيمان حالياً.
    وآخرون .

    الإنتاج العلمي
    - السنة في التشريع الإسلامي ( بحث التخرج من معهد القضاء) .
    - الغناء والآلات الطرب.
    - أشراط الساعة.
    - قل هذه سبيلي.
    - فقه الحديث ( من المياه إلى الوضوء) مخطوط .
    - مجلد خطب مخطوط .
    - مجموعة محاضرات مخطوط.
    - مجموعة مقالات متنوعة مخطوط.
    - مجموعة أبحاث مخطوط.
    - ديوان شعر مخطوط .
    - في رحاب الإيمان (البرنامج التلفزيوني) مخطوط.
    - مجموع فتاوى لإذاعة صنعاء ولصحيفة ( الصحوة) ولصحيفة ( صوت الإيمان ) مخطوط.
    - أشرطة مسجلة في مواضيع متنوعة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  3. #39
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404

    Wink


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الأستاذ الداعية : توهيب الدبعي




    السيرة الذاتية توهيب عبد الرحمن الدبعي

    تاريخ ومحل الميلاد: 10/1/1977

    اليمن تعز دبع الخارج غبيرة

    الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لطفلين

    اجازة في حفظ القرآن الكريم برواية_ حفص عن عاصم على الشيخ المقرئ يحي الحليلي و الشيخ محمود القدسي

    حاصل على اجازة بمؤلفات الشيخ محمود بن يحي مطهر

    طالب ماجستير في الجامعة الاسلامية العالمية ماليزيا ليسانس شريعة وقانون

    تعليقات على العقيدة الطحاوية للشيخ : جبران احمد جبران مدرس دار الحديث في مكة المكرمة

    دراسة السموط الذهبية الدراري المضيئة للامام الشوكاني

    سنن ابي داوود في حلقة الشيخ العلامة محمد بن اسماعيل العمراني نائب رئيس دائرة الإفتاء

    التحفة السنية على يد الشيخ قاسم بحر

    تعليقات على العقيدة الطحاوية للشيخ : جبران احمد جبران مدرس دار الحديث مكة المكرمة

    دراسة السموط الذهبية الدراري المضيئة للامام الشوكاني

    سنن ابي داوود في حلقة الشيخ العلامة محمد بن اسماعيل العمراني

    التحفة السنية على الشيخ قاسم بحر

    الوجيز في اصول الفقة على للدكتور عبد الكريم زيدان

    كتاب الايمان على الشيخ عبد المجيد الزنداني

    نطم الورقات في حلقة الشيخ عبد المجيد الريمي

    متن ****د في حلقة الشيخ محمد الاهدل وملحة الاعراب

    وقطر الندى بحلقة الشيخ عبد الملك داوود

    الأمور التي تقلدتها

    امام خطيب محاضر

    ما يقرب على (400 ) شريط مسجل_ كاسيت

    مرشد ديني لمدرسة محمد على عثمان الاهلية ا

    مرشح لعام 2003 لعضوية المجلس التشريعي في الجمهورية اليمنية

    شارك في مؤتمر الجالية العربية المسلمة في اروبا الشرقية ( المجر) كضيف لدورتين

    له اعمال شعرية وأدبية شارك في مؤتمر لقاء العلماء في الرياض عن الصحوة

    الاسلامية والنقد البناء بحضور علماء الرياض مع كلا من ابو بكر الجزائري وابن جبرين في

    ضيافة الشيخ بدر البشاري

    مؤسس مشروع ( التبرع بالدم ) في مدينة تعز " مشروع اغاثي انساني"


    منقول للفائدة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  4. #40
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    الشيخ محمد بن سالم البيحاني
    مدير معهد النور في عدن



    عبد الملك الشيباني


    المقدمة

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على الصادق الأمين ، وخاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا وسيد الخلق أجمعين ، محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى صحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
    أما بعد… يقول الله تبارك وتعالىاعملوا آل داؤد شكراً وقليل من عبادي الشكور) سبأ –13- 0
    ومما لا شك فيه إن الرجال قليلون .

    وأقل منهم الرجال العاملون .

    والأقل الرجال الرجال العاملون المخلصون باعمالهم للهنوض بإمتهم وأوطانهم إلى مصاف الامم الراقية طاعة لله وابتغاء مرضاته ، وشكره عز وجل على ما يسر لهم من فعل الخيرات ، والدعوة إلى ظرورة الإبتعاد عن المنكرات ، وذلك بحثهم مواطنيهم على لزوم معرفة الإنسان حقه والا يقصر بالمطالبة به ، كما يلزمه معرفة ما عليه فيؤديه إلى أصحابه طيبة به نفسه ، فإذا أدى الإنسان ما عليه ، وطالب بماله سعدت الشعوب ، وعزت الأوطان :

    فما ضاع حق لم ينم عنه أهله وما ناله في العالمين مقصر
    وصاحب الفضيلة سماحة الشيخ العلامة محمد بن سالم الكدادي البيحاني من اؤلئك الثلة القليلة من الرجال العاملين المخلصين – ولا نزكي على الله أحدا – ولقد عاشرته سنوات عدة وعرفته عن قرب كما عرفه الكثيرون من المريدين والمحبين ، بإنه يمثل بحق إيمان بالله راسخ رسوخ الحق وشوامخ الرواسي ، لا يزعزعه غرور العلم ولا شرود الفكر ، جم التواضع ، كثير القراءة والإطلاع ، واسع الصدر ، لا يضيق بالمترددين عليه – على كثرتهم-
    ويؤدي إليهم الأجوبة المقنعة على أسئلتهم ، ويقضي حوائج المحتاجين منهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، وصدق الله القائل : (( وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين )) ، وما أذكره ولا أنساه عن شيخي رحمه الله موقف أذهلني فيه فضيلته ويمثل روحه المرحة ، وقوة حجته في الرد المفحم ، وتواضعه الجم ، وحرصه الشديد على خدمة المواطنين مهما كلفه ذلك من جهد وسهر ، ففي إحدى لقاءتنا المعتادة نطلع فيها على المستجدات وعلى موضوع خطبة الجمعة وعلى بعض ما يكتب في الصحف وتبادل الرأي في كل ذلك ، وتكثر المقاطعات من الزوار أو المستفسرين عبر الهاتف فقلت له : لم يا سيدي لا تحدد وقتاً معلوماً للزيارة وقضاء حوائج المحتاجين أو الرد على السائلين ؟؟ كما تجعل وقتاً معلوماً لقراءتك واطلاعاتك وقضاء مطالب بيتك ، فكان رده لي جازماً وحاسماً حيث قال : \"يا بُني أنت لنفسك مالم تعرف فإذا عرفت فأنت لغيرك \" وياله من رد افحمني واقنعي بموقفه رغم مشاغله الكثيرة وحاجته لبعض الوقت لاستكمال المسائل الملحة ، فرحمك الله شيخي الكريم .



    ولادته ونشأته :

    ولد شيخنا البيحاني رحمه الله تعالى في بيحان مدينة القصاب حصن هادي في عام 1326هـ الموافق 1908 م وفقد بصره وهو في الخامسة من عمره ، ودرس القرآن الكريم ثم مبادئ في العلوم الشرعية والعربية على يد والده العالم الفقيه الفلكي المرحوم الشيخ سالم بن حسين الكدادي البيحاني ، ولما ظهرت حافظيته ومواهبه بعثه والده مع أخيه عبد الإله بن سالم البيحاني إلى حضرموت وعلى وجه التحديد إلى تريم وتتلمذ على يد مشائخها وعلمائها ومنهم أستاذه عبد الله بن عمر المشاطري ، وبعد أن أخذ عنهم وتزود من علومهم عاد إلى وطنهبيحان ومكث بها حوالي سنين علم وحاضر وأفاد واستفاد ، نصحه والده بالنزوح إلى عدن ووصل إلى عدن واستقر في الشيخ عثمان ، وبها تأهل والتقى شيخه وأستاذه ،\"العالم الجليل حامل لواء السنة وقامع البدعة الشيخ احمد بن محمد العبادي واخذ عنه وتزود منه وأعجب كل منهم بالآخر وتوقع العبادي أن يكون للبيحاني شأن عظيم في المستقبل القريب ، وصدق ما قاله العبادي عن البيحاني ، وقيض الله سبحانه للبيحاني فرصة وهيأله أسباب السفر إلى مصر وفي القاهرة انضم الشيخ محمد البيحاني إلى الأزهر الشريف ومن نمير الأزهر نهل وعلى فساعدته حافظيته على البروز ، وظل يدرس فيه حتى نال الشهادة الأهلية ثم العالمية ، والتحق بعدهما بكلية الشريعة ولكن ظروفه لم تسمح له بالمكوث بكلية الشريعة سوى عام وبضع العام عاد بعدها إلى الشيخ عثمان .
    ولا يفوتني بهذه العجالة أن أشير إلى أنه التقى في الأزهر الشريف بالشيخين الفاضلين ****يري والنعمان وتوثقت عرى المحبة والصداقة بينهم وكان لهم شأن في حركة الإصلاح اليمنية .
    وفي الشيخ عثمان تمت الإتصالات بينه وبين كثيرين من أعيان عدن كريتر منهم الشيخ عمر بن احمد بازرعه وأخيه سعيد بن احمد عمر بازرعه والشيخ على محمد ذيبان والشيخ محمد عوض باوزير رحمهم الله جميعاً وغيرهم رأوا الحاجة ماسة إليه ليتولى الإمامة والخطابة والتدريس في مسجد العسقلاني فقبل .


    في عدن كريتر:



    وصل شيخنا رحمه الله تعالى إلى عدن كريتر في بداية الأربعينات من القرن العشرين وسكَّنوه في بيت من بيوت الوقف في حارة القاضي ، وتردد عليه كثيرون ممن عرفوه ومن الزوار الجدد الذين سمعوا عليه أو استمعوا إله من على منبر العسقلاني في خطبتي الجمعة أو من دروسه في المسجد وكل يوم يزداد زواره ويتناقشون في أمور كثيرة فهاله ما يرى ويسمع من جهل مفزع ، وفقر مدقع ، ومرض مفجع ، ويالها من أدواء خطيرة تمخر في المجتمع ثالوث مخيف جهل وفقر ومرض ، فانبرى لمحاربة ذلك في دروسه ومحاضراته وندواته وكتاباته وخطبه وأحاديثه الإذاعية رافعاً لواء السنة عالياً وقامعاً البدع والخرافات والأوهام مردداً قول حسان :
    وخير أمور الدين ما كان سنة وشر الأمور المحدثات البدائع
    مأخوذاً من قوله صلى الله عليه وسلم كما هو في الصحيحين عن عائشة \" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فأحبه مريدوه ومحبوه والتفوا حوله معجبين بفصاحته وبلاغته وصراحته في الحق لا يخشى في الله لومه لائم ، وكان مسجد العسقلاني يمتلئ يوم الجمعة بالمصلين ويفترشون الأرضية مما جعله يفكر في توسعة المسجد وبنائه من جديد ، فأخذ يحث على جمع التبرعات وانبرى الناس بدفع تبرعاتهم وفي حوالي 1948م هدم المسجد ، ومع بداية الخمسينات افتتح جامع العسقلاني بعد تجديد بنائه وعمل له سكن في مؤخرته وانتقل إليه وانطلقت من على منبره دعوه شيخنا – يرحمه الله – الإصلاحية وبها انطلق صوت الحق عالياً بخطابته ودروسه والحلقات المسجدية ثم فكر بالهدف المنشود وهو فتح معهد للدراسات الإسلامية للقضاء على التخلف الرهيب من جهة ومن جهة أخرى ليجد كل محروم ممنوع عن الدراسة في المدارس الحكومية مقعداً له بالمعهد العلمي الإسلامي فأخذ يشرح فكرته للأعيان والوجهاء من إخوانه المحبين فاعجبوا بها وشجعوه على المضي قدماً في رسالته فأسس الجمعية الإسلامية للتربية والتعليم(1) التي كانت نواة للمعهد ثم أخذ في المحاضرات والندوات والدروس والكتابة الصحفية والخطب المنبرية يشرح فكرته في المعهد والحاجة الماسة اليه فارتاح الجميع للفكرة ثم فتحت أبواب التبرعات وجمع المال من اليمن شماله وجنوبه حينها ، ولما كان الهدف سامياً وكبيراً فقد سافر الى دول الخليج والى مصر وغيرها وجمعت تبرعات سخية ثم حددوا المكان وعملت الرسومات وعلى اسم الله بدأ بناء المعهد العلمي الإسلامي ، و في عام 1956م تقريباً فتح المعهد العلمي وفي حفل الافتتاح قال الشيخ في كلمته :

    وهاهنا المعهد العلمي نفتحه كأنه الأزهر الباقي على الزمن

    ثم بدأت تسجيلات الطلاب في المراحل الثلاث ابتدائي ومتوسط وثانوي كما بدأت الدراسة فيه صباحاً ومساءً وسارت الدراسة فيه سيراً حسناً وبحسب الخطة المرسومة له بأنها مسيرة للعلم والهدى والنور وتخرجت الكتائب المتسلحة بالعلم والإيمان ، وفي عام 1970م بدأت السجون وبدأ القمع والإرهاب فسافر شيخنا الى تعز ونزل ضيفاً كريماً على بيت الحاج هائل سعيد انعم وفي عام 1971م أمم الماركسيون المعهد وتوقفت مسيرته مسيرة العلم والهدى والنور وتعطلت الدراسة وحزن شيخنا على جهوده الجبارة وعلى المعهد الذي عبث به العابثون ولم يمض عام أي في 1972م انتقل رحمه الله الى جوار ربه وشيع في موكب جنائزي مهيب الى مثواه الأخير في جامع المظفر بتعز رحمه الله رحمة الأبرار .
    بقي أن أشيد بدائرة الإعلام والثقافة من دوائر الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح على تخليد هؤلاء الرجال العاملين المخلصين والحمد لله رب العالمين .


    بقلم الشيخ / محمد عبد الرب جابر
    إيضاح :

    1) يقولون : بالمثال يتضح المقال ، لذلك ستجد أيها القارئ كثيراً من الأمثلة التي أذكرها كشواهد وأمثلة انتقيت معظمها من شعر البيحاني لأنه كان غزير الإنتاج الشعري وإن كان أقل من إنتاجه الأدبي في النثر ولأن الشعر أكثر عذوبه ، وأعظم قدره على شد المشاعر وأكبر جاذبية للإنتباه من النثر ، وهذا بشكل عام ، فكيف إذا كان الشعر لرجل كالبيحاني فإنه يزداد حسناً وجمالاً وروعة .
    ومع ذلك فإن كل شاهد أو مثال من الشعر ذكرته، له من أمثاله الكثير في "نثر البيحاني\".
    2) والشواهد تلك كنت أنتقيها إنتقاء مما أحسب أنه الأجود ، وراعيت في أثناء ذلك الإختصار والإيجاز ، خوفاً من الإطالة وابتعاداً عما يمكن أن يؤدي للملل لدى القارئ.


    البطاقة الشخصية

    لن يجد أحد في البطاقة الشخصية لأي عظيم أو عبقري أو نابغة شيئاً جديداً يختلف فيه عن بقية الناس ، فهو هنا في هذا المقام يستوي مع غيره من البشر ، ولا يكون بدعاً بينهم .
    ولكن مفترق الطرق بين العبقري والإنسان العادي هو فيما يحمله ذلك العبقري من أفكار وأراء ناضجة في القمة ، وما يصدر عنه من أعمال إبداعية رائعة تختصر بها المسافات ، وتقرب من الأهداف وتوفر الجهود ، وتخفف من التضحيات الجسيمة ، وفيما يبذله ذلك الرائد من جهود وأعمال تستقيم عليها حياة الناس لأنه ينطلق من قيود زمانه ومكانه متحرراً ، ويحلق نحو أجواء وعوالم جديدة يرتادها من أجل إسعاد الأخرين
    ومع ذلك فإن النفوس الإنسانية قد جبلت على حب الإستطلاع فهي لا تفتأ تطالب وتتطلع نحو المجهول لتعرفه ، وهذا يستدعي – دائماً – ذكر البطاقة الشخصية لأي إنسان يترجم له .
    و""البيحاني"" موضوع هذه الترجمة .
    هاهي بطاقته الشخصية والتي هي عبارة عن سرد سريع موجز لأهم مفاصل حياته وسيرته :
    - هو محمد بن سالم بن حسين الكدادي البيحاني .
    - ولد في مدينة "القصاب" مديرية "بيحان" محافظة"شبوة\" عام 1326 هـ الموافق 1908م.
    - كف بصره تماماً وهو في السنه الخامسة من عمره .
    - بدأ الدراسة مبكراً على يد والده "سالم الكدادي" وكان عالماً فقيهاً فلكياً متعبداً .
    - رحل إلى "حضرموت" وهناك تتلمذ على يدي ثله من الشيوخ وكان أبرزهم وأشهرهم أستاذه الكبير الشيخ / عبد الله بن عمر الشاطري .
    - ثم عاد إلى منطقته ومكث فيها نحو سنتين .
    - ثم إرتحل إلى مدينة "الشيخ عثمان" ، في مديرية "عدن" وتأهل فيها وأخذ عن بعض شيوخها وكان أبرزهم وأشهرهم وأكبرهم هو الشيخ / أحمد محمد العبادي ، وعنه أخذ علماً كثيراً غزيراً .
    - وقد بلغني مشافهة عن طريق بعض المعاصرين للبيحاني بأنه درس صحيح البخاري على يد الشيخ العلامة عبد الله اليدومي في "تعز .
    - ثم رحل إلى "مصر" وهناك التحق بالأزهر الشريف وظل يدرس فيه حتى نال شهادتي "الأهلية" و"العالمية" .
    - ثم عاد إلى "عدن "واستقر في "الشيخ عثمان" ثم في "كريتر" إلى آخر عمره بقليل..
    - ثم اضطره النظام السياسي الذي سيطر على مقاليد البلاد واستبد بامورها في "الشطر الجنوبي" سابقاً لأن يفر وينجو بجلده إلى "تعز\" في سنة 1971م تقريباً.
    - توفي في 24 / 12 / 1391 هـ الموافق 10 / 2 / 1972 م في مدينة تعز، ودفن مجاوراً لاكبر مساجدها وهو "مسجد المظفر" .
    - كانت له زوجتان ولم يخلف شيئاً من الولد "لا ذكور ولا إناث " .


    موجز سجل أهم أعماله :
    * كان إماماً وخطيباً لمسجد "العسقلاني" في كريتر عدن .
    * أسس الجمعية الإسلامية للتربية والتعليم مع غيره من رجالات اليمن واختير رئيساً لها.
    * وعن طريق تلك الجمعية أسس كثيراً من الصروح العلمية والتربوية والدعوية كالمساجد والمعاهد والمدارس فيما كان يسمى بالشطر الجنوبي من اليمن .
    * زار عدداً من البلدان العربية "زيارات عمل " .
    * كان له دور كبير في الحركات السياسية الإصلاحية في عموم اليمن الطبيعية .
    ترك بعد موته ارثاً ثقافياً وعلمياً وأدبياً كبيراً .

    موطن الميلاد والطفولة الأولى
    إنحدر "البيحاني" من أسرة علمية عريقة،استوطنت منطقة "بيحان" في محافظة "شبوه" وفيها ترعرع ونشأ في طفولته المبكرة .
    وأهل المنطقة كغالب أهل اليمن يتميزون بالفهم لحياة البساطة وتعودهم على خشونة العيش وتربوا منذ نعومة أظافرهم على حب مظاهر الفروسية.
    وكان وما يزال للقبيلة بروابطها وعلاقاتها وتقاليدها حضور قوي مؤثر بينهم .
    والنزوع إلى التدين هو الصفة الغالبة عليهم . فبالرغم مما شابه اليوم وخالطه من جهل وشوائب أضعفته كثيراً ، وأدت إلى اختفائه ظاهرياً ، لكن الجذوة الإيمانية ما تزال تتوهج تحت الرماد .
    وكعادة أهل اليمن منذ القدم فهم مغرمون بالهجرة إرادة للجهاد في سبيل الله تعالى ، أو طلباً للرزق ، أو البحث عن حياة أفضل ، وفرص للعيش أمثل أو نحو ذلك من الأسباب المطلوبة ، وهذه السمة ما تزال إلى اليوم تدمغ حياة اليمنيين جميعاً بما فيهم أهل "شبوه" .
    وقد لا يعلم الكثير أن قبيلة "جعفي" التي انتسب لها ولاءً الإمام أبو عبد الله البخاري صاحب الجامع الصحيح إنما هي قبيلة يمانية مهاجرة من منطقة "شبوه" وقد أسلم جد الإمام البخاري على يد وإلى "بخارى" الذي كان من قبيلة "جعفي" هذه.


    عصر البيحاني :


    من المهم عند ترجمة أي شخصية أن تعرف الظروف والأحوال التي عاش فيها لأن من خلالها تتضح الصورة المتكاملة عن تلك الشخصية ، وما قدمته من إنجازات وأعمال ومشاريع ، كما أن ذلك يجيب على الكيفية التي قدم بها كل ذلك ولماذا كان بذلك الشكل ؟ ولأنه ما من إنسان قط إلا وهو يتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه يؤثر فيه سلباً وإيجاباً وبحسب قوة أو ضعف المحيط وبحسب القابلية لدى الشخص وخلفياته .
    وقد عاش البيحاني في الفترة الممتدة من 1326 إلى 1393 هـ الموافق 1908 – 1973 م ، وفي ذلك الوقت شهد العالم تقلبات سياسية عنيفة وأحداث شديدة ، ففيها قامت حربان عالميتان الأولى 1914 – 1918م والثانية \"1937 – 1945 م \" ولا يهمنا هنا سرد أخبارهما وتداعياتهما ، ولكن الذي يهمنا هو ما ترتب عليهما من نتائج وآثار خطيرة ، وما خلفتهما من معاناه والآم ومشاكل ومحن وخطوب وأزمات اثقلت كواهل البشرية ، وعمت جنبات العالم كله بما فيه العالم الإسلامي الذي ناله من ذلك كله نصيب الأسد .




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  5. #41
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





    الشيخ / عمر بن أحمد سيف

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سيرته من المهد إلى اللحد

    الاسم / عمر بن أحمد سيف سعد محمد عبدالله سالم العفيف الأغبري .
    تاريخ الميلاد: 20/4/ 1346هـ الموافق: 16/ 10/ 1927م
    محل الميلاد: قرية (الدوم) - مديرية/ حيفان- محافظة/ تعز
    * عضو جمعية علماء اليمن .
    * نشأ بقرية الدوم بمنطقة حيفان ودرس في بعض الأربطة العلمية ، ثم درس الفقه وعلوم العربية لدى العلامة (حسين السقاف) في قرية (الحضارم) في ناحية الشمايتين في محافظة تعز.
    * أجازه عدد من العلماء، منهم: (علوي عباس المالكي)، و(حسن المشاط) في مكة المكرمة، و(محمد منير) في باكستان.
    * هاجر إلى أبيه في بلاد الحبشة، وعمره (11) سنة .
    * توفي أبوه بعد عامين من هجرته في مدينة (دروا) عام 1359هـ / 1940م .
    * واصل دراسته على مشائخ وعلماء أجلاء من خارج اليمن ومنهم: (عبدالله الهروي)، و(أحمد آدم الضرير)، و(عمر الأزهري)، و(محمد سراج) .
    * ظل يتنقل بين اليمن والحبشة حتى قيام الثورة اليمنية عام 1382هـ/ 1962م ثم عاد إلى اليمن.
    * عين خطيباً للجامع الكبير بصنعاء بتعيين من وزير الأوقاف حينها القاضي (عبدالكريم العنسي)، إلا أنه ترك الخطابة فيه عندما طلب منه الدعاء للرئيس (عبدالله السلال) في خطبة الجمعة، وكان وقتها يرى في ذلك امتداداً وتقليداً لعهود الإمامة البائدة.
    * رحل بعد ذلك إلى مدينة عدن ليعمل فيها إماماً وخطيباً لمسجد (النور) في مدينة (الشيخ عثمان)، خلفاً لـ أ.قاسم غالب الذي عين حينها وزيراً للتربية والتعليم في حكومة اليمن الديمقراطي.
    * هاجر مرةً أخرى إلى بلاد الحبشة وعمل في الدعوة إلى الله والتدريس، وتخرج على يده عشرات العلماء والدعاة .
    * عاد إلى اليمن عام 1391هـ/ 1971 ومكث في مدينة تعز عاملاً في مجال الدعوة والإرشاد.
    * انتخب عضواً في أول مجلس شورى عن مدينة تعز، وكان ينكر على الرئيس القاضي (عبدالرحمن الإرياني) تساهله في حزم الأمور، وفي مقارعة المفسدين، وحين قتل الشيخ (محمد علي عثمان) عضو المجلس الجمهوري في مدينة تعز وهو خارج لصلاة الفجر، قال صاحب الترجمة قولته المشهورة: "أصبح الإرياني كشجرة يستظل بها كل منافق دجال"، فحصل بسبب ذلك خلاف بينه وبين الرئيس (الإرياني)، فاعتقل مدة رغم حصانته .
    * خرج من سجنه في عهد الرئيس الراحل (إبراهيم الحمدي)، فاختلف معه في بعض الأشياء.
    * انتقل عقب خلافه مع الرئيس الحمدي إلى مدينة (خمر) في محافظة عمران، لدى الشيخ (عبدالله بن حسين الأحمر)، ومكث هناك عدة أشهر.
    * انتقل إلى مدينة الحديدة منذ تلك الفترة حتى وفاته يرحمه الله وظل يعمل فيها داعياً إلى الله.
    * انتخب للمرة الثانية عن مدينة الحديدة عضواً بمجلس النواب في أول انتخابات نيابية عقب قيام الوحدة المباركة.
    * انضم في تلك الفترة لحزب (المؤتمر الشعبي العام)، وعمل لفترة من الزمن موجهاً لـ(الميثاق الوطني).
    * عين رئيساً لدائرة التوجيه والإرشاد في حزب المؤتمر الشعبي العام.
    * ظل يحتفظ بعلاقات وثيقة مع الرئيس (علي عبدالله صالح) حتى وفاته، غير أن ذلك لم يمنعه من إبداء رأيه بقوة وشجاعة وحزم ، وله في ذلك مواقف مشهورة، منها موقفه من إقرار دستور دولة الوحدة، أثناء قيام الوحدة اليمنية عام 1410هـ/ 1990م، وموقفه من غزو العراق للكويت، وموقفه من حرب الانفصال عام 1414هـ/ 1994م.
    * له عدد كبير من المحاضرات مسجلة على أشرطة الفيديو والكاسيت.
    * شارك في عدد من المؤتمرات العلمية، من أبرزها مؤتمر الفقه في مكة المكرمة بالاشتراك مع العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني)، والقاضي (يحيى بن لطف الفسيل)، وقد نوقش في هذا المؤتمر تعاطي القات، وهل هو حلال أم حرام، وقد ذهب صاحب الترجمة مع الفقيهين المذكورين إلى القول بمشروعيته.
    * زار كثيراً من البلدان داعياً إلى الله منها باكستان، وأفغانستان، والبوسنة والهرسك والسعودية، ومصر، ولندن.
    * رأس الوفد اليمني لإيصال تبرعات ومساعدات أهل اليمن إلى المسلمين في بلاد البوسنة والهرسك.
    * كان على رأس حملة إغاثة وتبرعات لانتفاضة فلسطين الأولى وتبرع حينها بثمن داره كان يملكه في حي (الجراف) بمدينة صنعاء.
    * تزوج أكثر من مرة، فأنجب (25) عاماً تسعة أبناء وست عشرة بنتاً، وقد عرف من أبنائه (أحمد) كان خطيبا مفوهاً في مدينة الحديدة، وقد توفي، ود.عبدالإله يعمل نائباً لعميد كلية الزراعة بجامعة صنعاء ، و ياسين موظف في بنك (التضامن) في مدينة تعز.

    المرجع : موسوعة أعلام اليمن

    يقول عنه الشيخ القرضاوي بعد وفاتة رحمة الله عليه ..

    الشيخ يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبة ومن اتبع هداه، قبل أن أجيب عن سؤالك أخ عبد الصمد هناك كلمة لابد لي أن أقولها، فقد جرت سنتنا في هذا البرنامج أن نرثي علماء الأمة الذين لهم دور في الدعوة إلى الخير في تنوير الأمة وفي تثقيف عقولها وفي إيقاظ ضمائرها، هؤلاء العلماء الذين كانوا حراس لهذا الدين، واقفين على ثغراته، من حقهم إذا انتقلوا إلى رحمة الله تبارك وتعالى أن نتحدث عنهم ونحن اليوم نتحدث عن عالِم من علماء اليمن ودعاية من دُعاة هذا البلد الشقيق، كان رجلا حرا مخلصا شجاعا في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم ولا نقمة ناقم، هذا العالِم هو الشيخ عمر أحمد سيف، عرفت الشيخ عمر أحمد سيف كلما زرت اليمن وجدته ديدبانا يقظا كأنما هو سيف سله الله على الباطل، سله الله للدفاع عن حوزة هذا الدين وعن حرماته، يقول الحق وينطق بالصدق، لا يتلكأ ولا يتعثر ولا يتردد، كان من المنتمين إلى الحزب الحاكم في اليمن ومع هذا ما كان يألوا جهدا ولا يدخر وسعا ولا يتردد يوما في أن يقول كلمة الحق لأعضاء الحكومة، بل للرئيس اليمني نفسه، يجابهه بما يرى أنه الحق وهذا نوع نادر من الناس، فإن مشكلتنا في كثير من علمائنا أنهم ما بين ناطق بباطل أو ساكت عن حق وإنما تضيع الأمة إذا ولد فيها مَن ينطقون بالباطل ومَن يسكتون عن الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، إذا كان الناطق بالحق شيطانا متكلما فالساكت عن الحق شيطان أخرس، كان الشيخ عمر أحمد سيف لا يسكت أبدا عن الباطل ولابد أن ينطق بالحق، كان من الذين ينطبق عليه قول الله تعالى {الَذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ ويَخْشَوْنَهُ ولا يَخْشَوْنَ أَحَداً إلاَّ اللَّهَ وكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} من واجبي ومن الواجب علينا أن نرثي هذا العالم الجليل ونسأل الله سبحانه وتعالى له الرحمة والمغفرة والرضوان وأن يتقبله في عباده الصالحين ويجزيه خير ما يجزي به العلماء العاملين ويعوّضَ اليمن والأمة فيه خيرا.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  6. #42
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشيخ محمد المؤيد-فك الله أسره-

    -عضو في مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح...
    -عضو مجلس النواب 88-97م.
    - مرشح الإصلاح للانتخابات النيابية عام 97م.

    هو الشيخ محمد علي المؤيد خطيب وإمام جامع الإحسان أكبر جوامع صنعاء ويقع جنوب أمانة العاصمة صنعاء...
    وقد جاء الشيخ المؤيد إلى صنعاء وعمره 6 سنوات من قريته بهران في خولان التي ولد فيها والتحق بمدرسة الأيتام في صنعاء وواصل دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة عبد الناصر ثم الجامعة في قسم الدراسات الإسلامية . وعمل الشيخ المؤيد مديراً عاماً للوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف التي تقلد فيها مناصب كثيرة كان آخرها مستشار الوزارة . وكان يطوف المناطق كلها للدعوة والإرشاد .
    وهو من الشخصيات المعروفة بتقديم خدمات اجتماعية واسعة لأهالي حي القادسية المجاور لدار الرئاسة من خلال مركز الإحسان الخيري الملحق بالمسجد الذي يتكون من فرن ومتجر وعيادة تقدم جميعها الخدمات المجانية لأكثر من ثمانية آلاف مواطن . واشتهر عن المؤيد تقديم المساعدات الخيرية للمحتاجين اليمنيين خاصة الأرامل والأيتام عن طريق المشاريع الخيرية الرسمية . وكان يطلق على الشيخ محمد علي المؤيد كنية ' أبو الفقراء ' لكثرة ما كان ينشغل بهم ويقدم لهم . كما أن المؤيد من قيادات العمل الإسلامي في اليمن منذ تأسيس مكتب التوجيه والإرشاد في عهد الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي عام 1974 .
    عندما انتقل بأسرته إلى مدينة الأصبحي الجديدة جنوب العاصمة لم يجد مسجداً هناك . فقام بفتح الدور الأول كمسجد والدور الثاني كسكن لأسرته . بعدها خصصت الدولة أرضا للجامع وساهم رجال الخير في بنائه وقد استطاع المؤيد أن يحوله إلى مركز لاحتضان أكثر من ألف أسرة فقيرة بفروعه الثلاثة ..
    اعتقل الشيخ المؤيد في العاشر من يناير 2003 بمطار فرانكفورت بألمانيا من قبل السلطات الألمانية بناءً على طلب من السلطات الأمريكية . أما عن كيفية اعتقاله فقد تم تدبير خطة معقدة من قبل الولايات المتحدة للوصول إليه . فقد تعرض الشيخ المؤيد للاستدراج بالسفر لألمانيا عن طريق شخص يمني ادعى أن شخصاً أمريكياً مسلماً اسمه «سعيد» وعد بتقديم دعم مالي لأعمال خيرية في اليمن لكن الشخص اليمني اشترط عليه السفر إلى الولايات المتحدة أو إلى ألمانيا للحصول على تلك المساعدة مباشرة وهو ما حفزه للسفر وذكر المؤيد انه التقى بالأمريكي «سعيد» الذي سلمه بدوره دفتر شيكات قبل يومين من اعتقاله وقال له إن بإمكانه أخذ المبلغ الذي يحتاجه شهرياً منوهاً بأن الشخص اليمني الوسيط قد اختفى بعد ذلك . وذكرت بعض المصادر أن اليمني الوسيط يدعى محمد العنسي وهو الذي حدد الزمان والمكان ورتب اللقاء مع الأمريكي الذي ادعى أنه سيتبرع لصالح المشروعات الخيرية التي يتبناها مركز الإحسان الخيري في العاصمة صنعاء ويرأسه الشيخ المؤيد. وكان في الحقيقة عميلاً للمخابرات . وأكد المؤيد أن العنسي كتب بيده أسماء المشروعات التي ستستفيد من التبرع وهي الفرن والمسجد ومدرسة البنات والكمبيوتر وغيرها ولم يرد ذكر لا حماس ولا الجهاد ولا 'القاعدة' .

    فك الله أسرك يا أبا المساكين...
    فك الله أسرك يا أبا المساكين..
    فك الله أسرك يا أبا المساكين...
    فك الله أسرك يا أبا المساكين..






    منقول للفائدة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  7. #43
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404
    الأديب الكبيرعلي أحمد باكثير

    أول دعاة الإصلاح في اليمن
    تأليف الدكتور : أبوبكر البابكري


    مقدمة :
    هذا هو الإصدار الخامس من سلسلة أعلام الإصلاح والتجديد في اليمن .. وهو من تأليف الأخ الدكتور أبو بكر البابكري -جزاه الله خيراً- ولقد جعل عنوانه : علي أحمد باكثير أول دعاة الإصلاح والتجديد في اليمن - أي في القرن العشرين – لأن المصلحين على مدى تاريخ اليمن في العصر الإسلامي كثيرون .. وهذا ليس بغريب فاليمن مهد العروبة * وهناك الكثير من المؤلفات التي أثبتت أن عدد اً كبيراً من الدعاة والعلماء والقادة والأدباء والشعراء والمفكرين ترجع أصولهم أو ينتسبون إلى اليمن * وقد جمع المؤلف في هذا الكتيب ما يتناسب وعنوانه فضمنه إشارات ووقفات عن دعوته *
    وجهاده * وتفسيره الإسلامي للتاريخ * وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين * ورؤيته للعمل الإسلامي ونظرته للمرأة ودورها في الحياة * وما قيل عن با كثير . وحقيقة فإن الأديب الراحل علي أحمد باكثير يعد من الرواد الأوائل للأدب الإسلامي ، فقد عاش -رحمه الله- حياة حافلة بالإبداع والعطاء حيث كان متعدد والمواهب والقدرات ،وأسهمت دراسته للأدب الإنجليزي في تنوع مصادر ثقافته ،وهو ما انعكس على أعماله في مختلف مجالات الإبداع الأدبي الشعري والنثري ،وفي مجال المسرح والرواية التاريخية0
    عاش باكثير ملتزما بالإسلام منهجا وسلوكا مكرسا حياته للدعوة إليه ،وترسيخ مبادئه وقيمة في ضمير الأمة ، وكان وفياً لأمته يتناول قضاياها الكبرى بكل جرأة وشجاعة واهتمام ولاسيما قضية فلسطين التي شغلته طويلاً فكتب عنها الكثير من الأعمال رحمه الله .
    دائرة الإعلام والثقافة
    1ذي الحجة 1420هـ – مارس 2000 م


    علي أحمد باكثير في سطور :
    • ولد في مدينة سوربايا بإندونيسيا لأبوين يمنيين من حضرموت ، ويرى البعض أنه ولد في عام 1910م ، ويرجح د/محمد أبو بكر حميد في مقدمته لديوان (أزهار الرُّبا في أشعار الصبا) أن ميلاده 1903م على الأقل ، وذلك من خلال اتصاله ببعض رفاق صباه ، ولأن واقع حياته يؤكد أنه تولى في 1926م إدارة مدرسة النهضة العلمية في سيئون ، ويرى حميد أنه من غير المعقول أن يكون قد تولى إدارة المدرسة وهو دون سن العشرين .
    • أرسله والده صغيراً إلى حضرموت لتعلم العربية وعلوم الدين فاتسعت مداركه وظهر نبوغه مبكرا.
    • التحق منذ وصوله إلى سيئون بمدرسة النهضة العلمية التي كانت تدرس العلوم الدينية والعربية ، وارتقى في دراسته إلى الصفوف العليا ، ثم قرأ على يد عمه الشيخ محمد بن محمد باكثير -في زاويته- كتب الفقه والنحو والأدب ، وكان له ولع شديد بالشعر القديم والحديث وخاصة شعر أبي تمام ،وقد قرأ مع رفيق صباه وزميل دراسته الشيخ عمر بن محمد باكثير في كتاب (نيل الأوطار) للشوكاني ، و(سبل السلام) للصنعاني .
    • كما كانت توجد في مكتبته الخاصة بسيئون مجلدات من مجلة المنار والهلال ، كان يعكف على قراءتها في أوقات فراغه .
    • أصدر عام 1930م صحيفة التهذيب .
    • فقد زوجه الشابة بعد مرضٍ عضال سنة 1932م فلم يحتمل البقاء في حضرموت فهاجر إلى عدن ، وبقي فيها قرابة عام .
    • وصل إلى مصر سنة 1934م ، والتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وتخرج سنة 1939م .
    • وحصل على دبلوم التربية سنة 1940م .
    • عمل مدرساً للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاماً في المنصورة والقاهرة ، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة وتوفي وهو على وظيفة مدير مكتب الرقابة على المصنفات الفنية .
    • حصل على الجنسية المصرية سنة 1951م.
    • توفي فجأة في شهر رمضان 1389هـ – 10 نوفمبر 1969م إثر نوبة قلبية حادة ، وكانت آخر صرخاته الشهيرة (لقد ذبحوني) وقوله أيضاً (لأن أكون راعي غنم في حضرموت خير لي من الصمت المميت في القاهرة) ..

    علي أحمد باكثير أول دعاة الإصلاح في اليمن :
    قد يستغرب القارئ لهذا الكتيب زعمنا بأن الأديب الإسلامي الكبير / على أحمد باكثير هو أول من دعا إلى الإصلاح في اليمن في القرن العشرين .. ولكن تلكم هي الحقيقة التي توصلنا إليها ، مستنبطينها من حياة هذا الأديب الداعية : من سيرته الشخصية ، ومن مذكراته * ومن أقوال معاصريه وشهادتهم ، ومن أدبه الثري الواسع ، في الشعر وفي القصة وفي المسرح .. إنها حياة جهادية ، قولا وعملا ، تستحق هذه الرحلة عبر هذه الصفحات .
    الدعوة بالعلم والعمل :
    هل يمكن لأي إنسان أن يصبح داعية للإسلام بين عشية وضحاها ؟ هل يمكن أن يكون مصلحا إسلاميا يغير الواقع من الجاهلية إلى الإسلام ؟ ومن التمزق إلى الوحدة ، ومن الظلم إلى العدل ومن الجهل إلى العلم ، ومن التخلف إلى التقدم ،قبل أن يمتلك سنن الله ـ جل جلاله ـ في التغيير؟ ومن هذه السنن:

    1. تغيير النفس
    ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) بمعني أن يصبح هذا الإنسان متميزا عن مجتمعه وقومه ، بعمله وتقواه وخلقه . لابد للمصلح من مصباح يحمله في يده يشق به الطريق الحالك حتى يتبعه القوم، والعمل بهذا العلم يغير الإنسان حتما ، وينقله من السلبية إلى الإيجابية ، ومن ثم يغير هذا الداعية مجتمعه .

    2. معرفة الواقع
    إن وجود الفرد المصلح ، و العلم الشرعي لا يكفي لتغيير الواقع ، إن لم يكن هذا الداعية على دراية كافية بواقعه ، فيستطيع تنزيل العلم الشرعي على الواقع تبعا لأولويات الحاجة البشرية والدعوة ، متبعا بذلك سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التدرج في تغيير المجتمع الجاهلي ، ومستندا إلى الحكمة في الدعوة والتي مفتاحها الصبر ، ما لم يكن الحال كذلك فربما جرّ هذا الداعية على نفسه وعلى الدعوة شرورا كثيرة ، ذلك أن حزب الشيطان له مكره في الأرض ، ودعاة الباطل لن يتركوا دعاة الحق يهزون عروشهم ، وسيقاتلون دونها.

    3. الدعوة الجماعية
    ثم لابد لهذا المصلح من تكوين جماعة أو الانضمام إلى جماعة سابقة - إن وجدت- امتثالا لقوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر .... ) ذلك أن تغيير الواقع فوق طاقة الفرد ، ولا ينهض بهذا التغيير إلا جماعة من المصلحين * والفرد الذي يحلم بتغيير الواقع لوحده ، كالطائر الذي يحلم أن يطير بجناح واحد .
    تحققت هذه المرتكزات الأساسية في الدعوة في حياة الداعية باكثير ، والتي كان يدركها أبوه العالم الداعية أحمد باكثير حين أرسل ابنه " علي " بعد أن بلغ الثامنة من العمر إلى حضرموت ليتلقى هناك علوم العربية ، وتحفيظ كتاب الله ـ عز وجل ـ ويتعلم الفقه ، وعلوم الحديث، والتاريخ يأخذ كل ذلك من علماء تخصصوا في هذه العلوم ، ووفق الشاب ( على أحمد باكثير ) ـ في سنوات ـ في حفظ كتاب الله ، والإلمام بعلوم الفقه والحديث والسيرة ، فصار عالما مرتبطا بالله ، وتغيرت نفسه ، فتطلع إلى تغيير الواقع ، فنظر إلى هذا الواقع فإذا هو بعيد كل البعد عن تعاليم الإسلام ، وهدى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحياة السلف .
    هذا الواقع من حوله يغرق في الجهل والبدع والخرافات ، وتمزقه عصبيات أسرية وقبلية ، تقسم الناس إلى طبقات ، قسمة ما أنزل الله بها من سلطان.
    ويلخص باكثير هذه الحالة المأساوية لشعبه الحضرمي في مقدمته لمسرحيته " همام في بلاد الأحقاف " قائلا : ( كلنا يعلم أن في حضرموت بدعا من الدين يجب أن تنكر وتزال ما في ذلك شك ، وأن فيها امتيازات أدبية وحقوقية للعلويين ـ ولغيرهم أيضاـ يجب أن تبطل ، وأن فيها عادات سيئة يجب أن تصلح ، وأن فيها فوضى ، وقطعا للسبيل ، وسفكا للدماء من طبقة القبائل يجب أن يفكر في إصلاحاتها ، والضرب على أيدي المفسدين ، هذه أمور تراها العين ، وتسمعها الأذن ، وتمسكها اليد ، يجب على الشعب الحضرمي أن يتعاون على إصلاحها ، فإذا ما دعا داعٍ إليه ، أو عمل عامل له فليس من العقل أن يتهم بأنه يبغض أهل البيت ، فالمسألة مسألة وطن بائس يلزم إنقاذه ، وشعب مريض يجب علاجه ، وليست مسألة بغض قوم وحب آخرين ).
    إن هذه السلبيات التي ذكرها باكثير لم تكن خاصة بالشعب الحضرمي في تلك الفترة ـ الثلث الأول من القرن العشرين ـ بل كانت عامة في الشعب اليمني كله ، ويزيدها بلاءً الاحتلال البريطاني لجنوب البلاد ، والحكم الأسري الظالم في شمالها ، وهل كانت ثورة 1948م إلا استجابة لدعوة باكثير السالفة ؟ ألم يتهم ثوارها باختصارهم للقرآن ، وبغضهم لآل البيت كما اتهم باكثير بذلك من قبل ؟ إذن فالهم اليمني واحد .
    وكان باكثير أول من حمل لواء الإصلاح ، وأدرك أن تغيير هذا فوق طاقته فانطلق يؤسس جماعة للمصلحين ، فتولى إدارة مدرسة النهضة بسيئون - ولم يتجاوز العشرين من عمره - مدركا أن التغيير سيأتي من تغيير هذا الجيل الذي يتلقى التعليم إن هي تغيرت مناهج تعليمهم .
    وكان باكثير متأثرا بدعوة جمال الدين الأفغاني ، ومحمد عبده * ورشيد رضا ، حيث يقول في مسرحيته الشعرية المشار إليها :
    أنا لا أعـــرف إلا دعوة لجمال الــدين شقت غلفا
    ولـذا أيدها تلميــــذه ( عبده ) فيما دعــا أو ألفا
    تندب الناس إلى ديـن الهدى مثلما كان بعهــد المصطفى
    لا خـرافات وأوهــام ولا بدع تحسب فيــــه زلفا
    تفتح العـلم على أبــوابه في وجـــوه المسلمين الحنفا
    ليكـونوا سادة الدنيا – كما وعـــد الله – عليها خلفا
    بث روح الحق في أتباعــه فغدوا فينا غيــــوثا وكفا
    فلنبث الروح فينا هـــذه فـــي إخاء ووفاق ووفاء
    لنحوز الفوز في الأخرى وفي هــذه الدنيا المقام الأشرفا

    ثم أصدر مجلة ( التهذيب ) وبث فيها دعوته الإصلاحية ونشر فيها مقالات لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ،وبدأ يراسل وينشر بعض قصائده في مجلات مصر ( الفتح ) التي كان يرأسها ( محب الدين الخطيب) ،ومعنى ذلك أن باكثير أدرك مبكرا أهمية العمل الجماعي والارتباط بالدعاة المصلحين حتى ولو كانوا في أقطار بعيدة .
    وأصبح باكثير مصلحا إسلاميا يقود جماعة إصلاحية ويدير مؤسسة تعليمية إصلاحية، ويربي جيلا جديدا ، كل ذلك في العشرينيات من هذا القرن ، ويتطلع إلى الارتباط بحركة التغيير في العالم الإسلامي كله .
    وتحرك دعاة الجمود والتخلف واستشعروا خطر هذه الدعوة على مصالحهم ،ودارت المعركة بين المصلحين والمفسدين ،والتي صورها باكثير في مسرحيته ،وانتصر المفسدون في حضرموت لينتقل باكثير إلى موقع آخر ،وهكذا الدعاة دائما يغيرون المواقع فالإخفاق هنا لا يعني الإخفاق في كل مكان ،وكما يقول سيد قطب رحمه الله : الداعية كالشمعة يضيء للناس الظلام حيث سار ويذوب هو ليستضيء بنوره الناس .
    انتقل باكثير إلى عدن وانضم إلى نادي الإصلاح الإسلامي الذي أسسه الشيخ محمد بن سالم البيحاني ،وارتبط بجماعة المصلحين في عدن ومنهم البيحاني ومحمد علي لقمان وعمر محيرز والمحضار والاصنج واستمر في مراسلتهم حتى بعد أن استقر في مصر.
    ولم يمض عام في عدن حتى انطلق مع وفد من المصلحين إلى الحبشة والصومال للإصلاح بين المغتربين اليمنيين الذين مزقهم التعصب الطائفي والسلالي والمذهبي فقد انقسم الحضارمة المغتربون إلى ( رابطة ) تدعو للعلويين ، و" إرشادية " تضم غيرهم واتهم باكثير بأنه إرشادي حين دعا للإصلاح في حضرموت فأجاب :
    أنا لا أعــرف ( إرشادية ) لا ولا ( رابطــة ) أو جنفا
    إنما أعـــرف ( إسلامية ) تجمع الناس على عهـد الصفا
    تجعل الناس ســواء لا ترى فيهــم ربا ولا مستضـعفا
    أنا لا أعــرف إلا أننــا قد غوينا مـذ هجرنا المصحفا
    أنا لا أعــرف إلا أننــا نشر الجهـــل علينا السدفا
    فغدا العرف لدينا منكــرا وغـــدا المنكر فينا عرفا
    أنا لا اعـرف إلى دعــوة ( لجمال الـدين ) شقت غلفا
    يابني الأحقاف توبوا للهدى واتبعوا "الذكر "ولوذوا " بالسنن "
    وانشروا العرفان في قطركم واستغلــوه وأحيوا كل فن
    وتناسوا مامضى وامتـزجوا وادحضوا الأحقاد عنكم والإحن
    بينكم جنس وديـن جامع ولسان وعهــــود ووطن
    هكذا كان باكثير في انطلاقته المباركة داعية مصلحا جمع العلم والعمل عرف الحق والهدى فأراد الناس أن يعرفوه كذلك ،وكره الظلم والجهل فأراد أن ينقذ الناس منهما ،وصبر وتحمل كل أذى مقتديا بالمصطفى ،وانتقل إلى مرحلة جديدة في الدعوة تحمل هم الإسلام والمسلمين في كل مكان وليس في حضرموت فقط فارتحل إلى الحجاز ليلتقي هناك بإخوانه الدعاة المصلحين من أقطار شتى ،وتتوسع هناك مداركه ويطلع على مأساة المسلمين التي تفوق مأساة المسلمين في حضرموت ،وتزود بما شاء الله أن يتزود من دروس العلم بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
    وينظم في هذه الأجواء الربانية مطولته الشعرية في (مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ) على نظام البردة، استعرض فيها سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – كما استشعرها هو من وحي هذه الأماكن المقدسة.
    ثم تطرق إلى واقع المسلمين اليوم قائلاً :
    لقــد غــدت أمة الإسلام واهنةً
    منها القلوب فأصبحت (قصعة الأمم)
    لم يبـق فيها من الإسلام – وا أسفا –
    إلا اسمه..وبها معناه لم يســــم
    حاكتك في صــور الأعمال..تتبعها
    وما اقتدت بك في عزم.. ولا همـم
    ولا كمال..ولا صدق..ولا خلــق
    ولا اجتهاد ..ولا عــزم..ولا شمم
    ولا تقوم إلى القرآن..تقــــرؤه
    إلا أماني بالألحان .. والــــرنم
    تبــدلوا منه كتباً لا حيـــاة بها
    كأنما عكفوا منها علــــى صنم
    عدوا المشائخ أربابا...وبعـــدهم
    أقوالهم كنصوص الواحد الحكــم
    وآخرون أصاروا الغـــرب قبلتهم
    فهم بها بين طــــواف..ومستلم
    يا رب رحماك..إن الغـــرب منتبه
    والشرق مشتغل بالنـــوم والسأم
    والعــــرب في غفلة عما يهددها
    لم تعتبر بليالي بؤسها الدهــــم
    والوقت أضيق..والأحداث في عجـل
    تبني وتهدم..والآفاق كالديــــم
    إني السعيــــد إذا ما أمتي سعدت
    حلا ..وفـــي ذلها ذلي مهتضمي
    إذا أملت..ففــــــي آمالها أملي
    وإن ألمت .. فمن آلامها ألمــــي

    أما دعوته الإصلاحية لإصلاح الوضع المأساوي في حضرموت فقد ضمنها مسرحيته الشعرية الأولى " همام في بلاد الأحقاف " والتي حاكى فيها مسرحيات شوقي الشعرية بعد أن اطلع عليها لأول مرة في الحجاز سنة 1932م.
    ويتملكنا الإعجاب عندما نعلم أن باكثير كان ينوي التخصص في مجال الزراعة حتى يعود بشيء عملي يخدم به شعبه في حضرموت لعله ينهض من قاع التخلف الزراعي والاقتصادي فهو لا يريد أن يكتفي بالإصلاح الكلامي ، ولكن أيضاً بالإصلاح العملي.
    ففي الجانب العلمي يذكر د. نجيب الكيلاني أن باكثير أخبره بأنه كذلك يريد التخصص في علم الحديث وقد قطع فيه شوطاً كبيراً.
    لقد أدرك باكثير أهمية العلم الصحيح في محاربة الجهل والبدع والخرافات التي جاءت من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وتصحيح هذا الوضع الفاسد يكون بنشر الأحاديث الصحيحة ، ومحاربة الفقر والتخلف وبأخذ الأساليب العلمية الحديثة .
    ولكن باكثير لم يقبل في كلية الزراعة لعدم استيفائه شروطها. أما علم الحديث فقد انعكس على روايته التاريخية ،وكذلك المسرحيات (التاريخية ) حيث نراه مؤرخاً محققاً يجتهد في البحث عن الروايات الصحيحة منصفاً الوقائع والشخصيات،ويبدو أن أصدقاء باكثير نصحوه بالرحيل إلى مصر لينطلق من هناك إلى فضاء أرحب. وكان اسمه وشهرته قد سبقته إلى مصر حيث نشرت له بعض المجلات قصائد شعرية كمجلات " الفتح ، البيان ، الرسالة" ولعل صديقه ( محب الدين الخطيب ) صاحب مجلة " الفتح " كان له دور في مقدم باكثير إلى مصر التي وصل إليها في عام 1934م.
    وظل وفياً لثقافته الإسلامية فانضم هناك إلى قافلة الإسلاميين من حملة الفكر والدعوة ولم ينبهر رغم صغر سنه بالعمالقة من أصحاب الفكر الغربي كطه حسين وسلامة موسى والعقاد.
    وله مناظرة مشهورة مع العقاد حيث قال له: كنت أظن أنني سأجد عندك شيئاً جديداً أستفيد منه فلم أجد، وأنا واثق من أنك تكتب عن الإسلام ورسوله والصحابة في المستقبل، وفعلاً تحققت فراسة باكثير في العقاد الذي كتب روائع إسلامية عن حياة محمد صلى الله عليه وسلم وعبقريتي الصديق وعمر.
    وربما رأى كبار الأدباء والمفكرين يتباهون بما يعرفون عن الثقافة الغربية وفلسفتها وأدبها فقرر أن يعرف بضاعة القوم كما هي في أصولها ومن ثم التحق بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة فؤاد الأول – القاهرة حالياً – وتأثر وأعجب بفن المسرح عامة وبشكسبير خاصةً ولكن افتخاره وإعجابه بإسلامه ولغة القرآن أشد. فعندما وقف أستاذه الإنجليزي مفتخراً بأن اللغة الإنجليزية هي الوحيدة في العالم التي تفردت بالشعر المرسل – المنطلق من القافية – وكيف أن الألمان حاولوا تقليد ذلك في لغتهم فأخفقوا وأن اللغة العربية عاجزة عن احتواء مثل هذا اللون الشعري.
    لم يردد باكثير ما قاله أستاذه كالببغاء مثل غيره من الأدباء والنقاد الذين يفتخرون بتأثرهم بالنقاد والفلاسفة الغربيين، ولم يستسلم لهذه المقولة الخاطئة فاللغة العربية لا يتحدث عن مقدرتها وروعتها إلا من رضع لبنها وسلك شعابها . فكان جوابه لأستاذه : أما أن اللغة العربية لم تعرف الشعر المرسل فهذا حق ، لأن لكل لغة تقاليدها الشعرية ومن تقاليد الشعر العربي النظم بالقافية ولكنها قادرة على احتواء أي فن من فنون القول كيف لا وقد احتوت كلام الله فما بالك بكلام البشر ،فما كان من أستاذه إلا أن تحداه أن يثبت ذلك ،فقرر باكثير أن يترجم فصلاً من مسرحية شكسبير " روميو وجوليت " - وكانت مقررة عليهم - بالشعر المرسل ،فاكتشف سهولة ذلك فأكمل ترجمة المسرحية كلها ثم تبع ذلك بتأليف مسرحية " إخناتون ونفرتيتي " فكان بذلك رائد الشعر الحر في الأدب العربي الحديث واعترف (بدر شاكر السياب) بهذه الريادة لبا كثير.
    إن روح العزة بالإسلام ولغته هي التي ولدّت روح التحدي لدى باكثير وجعلته يتميز – دائماً- في أدبه عن غيره مستهلاً كل عمل أدبي بآيات من القرآن الكريم وكأن لسان حاله يقول : أنا الأديب القرآني أيها المتغربون ولي الفخر. بينما كان غيره يجتهد في أن يثبت للنقاد بعده عن الإسلام.
    وكانت معركته الأولى في مصر مع دعاة الفرعونية فألف مسرحية " إخناتون ونفر تيتي " وخلاصة رؤيته للحضارات القديمة السابقة للإسلام كالفرعونية والحميرية والآشورية وغيرها أنها أصبحت ملكاً للعرب جميعاً وأن حضارة الإسلام قد شملت تلك الحضارات فمن حق كل عربي أن يفتخر بها وليس ثمة تعارض بين الافتخار بتلك الحضارات والافتخار والدعوة إلى العروبة. فيقول في مطلع قصيدة قالها في الذكرى الألفية لوفاة المتنبي وصدر بهذا البيت مسرحيته :
    أبوكم أبي يوم التفاخر يعرب وجدكمو فرعون أضحى بكم جدي
    وكان ينوي – رحمه الله – أن يؤلف مسرحية عن كل حضارة قطر من الأقطار العربية حتى تصبح هذه المسرحيات تراث لكل العرب، وجاءت ثورة مصر 1952م – كما يقول باكثير - حفظت العروبة وأبعدت خطر هذه الدعوات الخبيثة.
    ولقد صور في هذه المسرحية الملك الفرعوني " إخناتون " على أنه كان داعية من دعاة التوحيد لله – عز وجل – وعم خيره مصر نتيجة لإيمانه بالله وحبه الخير للناس وعدله في الحكم، وربما كان هذا الملك رسولاً من رسل الله الذين لم يقصص القرآن قصصهم، ولذلك صدّر باكثير مسرحيته بالآية الكريمة :
    ( ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك ) ويسكب باكثير سلسبيل الإيمان سكباً بشعره الجميل على لسان هذا الملك الرسول :
    إخناتون :
    كيف أثني عليك إلهي؟ بأي لسان؟
    يا من خلق الألوان أفانين شتى
    وأرسلها تسري في هذا الكون العجيب!
    في السماء وزرقتها ، في البحر المحيط
    في النجوم ولآلائها ، في انبثاق الفلق
    في سواد الليل البهيم وسواد الحدق
    في عناقيد العنب السود، في الشعر الحالك الغربيب
    في بياض الطلع النضيد وطل الصباح العريض
    في إشراق الدر : در البحور ودر الثغور
    في اخضرار غصون الروض النضير
    وعشب المرج المطير
    في المرجان الزاهي ، في اللمى القاني ، في العقيق
    في ريش الطيور الجميلة ، في ألوان الفراش البديع
    في أصابع الأزهار ، وأطياف قوس قزح.
    ربّ ما أندى كفيك وما أسخاك بهذا الجمال ،
    ما ألطف صنعك ربّ ، وأبدع فنك !
    هذا الزهر مختلف الألوان ويسقى من ماء واحد
    أسدى يا رب خلقت الفراش الجميل؟
    أسدى يا رب خلقت الزهر البديع؟
    أسدى يا رب خلقت الأسماك الذهبية؟
    أسدى يا رب خلقت النجوم تلألأ في ظلمات الليل؟

    هكذا نجد باكثير الداعية إلى الإيمان، وإلى الوحدة بين العرب على نهج الإسلام دين كل الأنبياء والرسل يرسل دعوته الإسلامية في شكل أدبي مسرحي تتحاور الشخصيات ويدور الصراع لينتصر الخير على يد العاملين له ويصل الإيمان إلى يد القارئ والمشاهد من ثنايا الحوار والنقاش بين الشخصيات، وتصحح بعض المفاهيم الخاطئة.
    إنه أسلوب جديد في الدعوة إلى الله، والدعوة إلى الخير، ومقاومة الظلم والباطل من خلال خشبة المسرح : ساعتين فقط يحضرها المشاهدون في المسرح ثم يعودون إلى بيوتهم بحصيلة إيمانية كبيرة تقربهم إلى الله وتحثهم على حب الخير ومناصرة المظلوم ،وكره الشر ومقاومة الظالم.
    نحن إذن أمام داعية إسلامي كبير انتهج نهجاً جديداً في أسلوب الدعوة والتأثير على الناس عبر الكلمة المقروءة والمسموعة والفعل المشاهد أمام النظارة على خشبة المسرح.

    علاقته بالإخوان المسلمين :
    رأينا باكثير مجاهداً يبحث عن المجاهدين العاملين لنصرة الإسلام منذ تفتح وعيه الإصلاحي في حضرموت ،ثم توسع هذا الوعي في الحجاز عندما التقى بالمصلحين والمجاهدين من أقطار إسلامية أخرى، وبدأ يراسل شخصيات إسلامية عديدة لها شهرتها في العالم الإسلامي : كالأمير شكيب أرسلان ، ومحب الدين الخطيب ،وعندما وصل إلى مصر كان من الطبيعي أن يكون باكثير ضمن التيار العروبي الإسلامي في مواجهة التيارات التغريبية والإقليمية ، وكان الصراع في فلسطين يسير نحو الذروة بقيام ثورة القسّام عام 1936م ثم ظهرت في الأفق المؤامرة الكبرى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لتقسيم العالم العربي والإسلامي بين الدول المنتصرة وإعطاء اليهود جولة في فلسطين.
    وكان باكثير شعلة من الجهاد وجمرة من الأسى لحال الأمة الإسلامية التي تساق إلى مذابحها مستسلمة ذليلة، والتفت حوله فلم يجد إلا جماعة الإخوان المسلمين متمردة على هذه المؤامرة تحتضن المجاهدين من شتى البلدان الإسلامية وتدعمهم بالمال والرجال كما حدث لثوار اليمن الذين قاموا بثورة 1948م ،وبدأ باكثير يجاهد بقلمه يؤلف المسرحيات والروايات وينظم القصائد محذراً تارةًً ومستنهضاً الأمة تارةً أخرى ومحيياً المجاهدين الذين يلاحقهم الاحتلال وتنفيهم الأنظمة العميلة وها هو يحيي المجاهد الكبير علال الفاسي بعد أن نفاه الاحتلال الفرنسي من المغرب.
    ويتألم لحال الأمة الإسلامية ويتمنى أن يكون أحد المجاهدين في فلسطين:
    ذكـــرتك يا علال والناس هجّع
    وليس ســــوى جفني وجفنك ساهد
    وللهم حزّ فـــي فـؤادي قاطع
    ولليأس فتك فــــي أمــانيّ حاصد
    تكاد الـــدّجى تقضي عليّ لأنها
    دجى العرب تاهت فـــي عماها المقاصد
    تداعت على قومي الشعوب فما ونت
    مصادرها عـــن حـــوضهم والموارد
    ذكرتك يا عـــلال فانتابني الأس
    أكابد مــــن آلامـــه مــا أكابد

    كأني أنا المنفي دونك فاصطـــبر
    فهذا شعـــور فـــي بني العرب سائد
    وددت لو أنى في فلسطين ثائـــر
    لأهلـــي تنعانــــي الظّبي لا القصائد
    وفي برقة أو في الجزائر قاصـــم
    ظهــــور العـــدى والباترات رواعد
    فتلك بلادي لا أفــــرق بينها
    لها طارف فــــي مجـــد قـومي وتالد

    وكذلك حيّا المجاهد الكبير الفضيل الورتلاني بعد مشاركته في ثورة اليمن 1948 م ،ولم تسمح له أي دولة بالدخول إلى أراضيها حتى قامت ثورة مصر 1952م فاستقبله باكثير منشداً:
    أفضيل هـــذي مصــر تحتفل
    بلقاك فانعـــم أيــها البطل
    ويشير إلى محنته بعد فشل الثورة اليمنية:
    أمسيت لا أهــل ولا وطـــن
    وغــــدوت لا سفر ولا نزل
    لم تقترف جـــــرماً تدان به
    كـــــلا ولكن هكذا البطل

    إن الفساد إذا اعتــــرى بلداً
    فالمجرمـــــون به هم الرسل

    ومن المعلوم أن المجاهد الجزائري الورتلاني قد أرسله الشهيد ( البنا ) ممثلاً عن جماعة الإخوان المسلمين لدعم ثورة اليمن ،وعين وزيراً في حكومة الثورة، وكان ضمن الوفد الذي أرسله الشهيد ****يري للتفاوض مع وفد الجامعة العربية في جده، وعندما فشلت الثورة سافر ****يري من جدة إلى باكستان أما الورتلاني فظل هائماً على ظهر سفينة في البحر ترفض الموانئ استقباله حتى قامت ثورة مصر.
    هكذا إذاً لم يجد با كثير سوى هذه الجماعة تحتضنه كما احتضنت غيره من المجاهدين وخصصت له جريدة ( الإخوان المسلمون ) اليومية الصفحة الأخيرة من كل يوم أحد ينشر فيها باكثير مسرحياته السياسية القصيرة واستمر في ذلك منذ عام 1946م حتى أغلقت الجريدة سنة 1948م ،ونرجح أن يكون انتقال باكثير من المنصورة إلى القاهرة سنة 1947م بتوجيه من صديقيه الشهيدين ( حسن البنا ) و ( سيد قطب) حتى يكون قريباً منهما ومن الساحة الإعلامية والأدبية.
    ويذكر الشيخ ( عبدالله بلخير ) قصة ظريفة توضح مدى العلاقة بين باكثير وجماعة الإخوان المسلمين حيث يقول:
    ( كنت أذهب إلى مصر في أكثر من زيارة رسمية مرافقاً الملك عبد العزيز أو الملك سعود يرحمهما الله وكان أول ما أحرص عليه حال فراغي من المهمة الرسمية هو زيارة صديقي الأستاذ باكثير ومن طريف ما وقع لي معه في إحدى هذه الزيارات أن كنا ذات مرة في حفل عشاء لدى الملك فاروق وبعد العشاء استأذنت لزيارة صديقي الأستاذ باكثير فجاء أحد الضباط المرافقين بالسيارة العسكرية ولما كنا لا نعرف عنوان الأستاذ باكثير بالمنيل اصطحبنا معنا جنديين يسكنان بالمنيل ولما وصلنا أمام المبنى لم أكن متأكداً من العنوان فلما دق جرس الباب فتحت له الخادمة فسألها إن كان هذا منزل الأستاذ باكثير فأجابت: نعم ، ولما صعدت وضربت الجرس فتح لي الأستاذ باكثير الباب وهو في غاية الاندهاش وقال لي معنفاً ضاحكاً: ( لقد أثرت جزعي يا رجل ما هؤلاء العساكر وما هذه السيارة الحكومية التي تقف أمام بيتي ؟) وضحكنا كثيراً ورويت له القصة وقال لي: إنه قد دخل في روعه أنه سيعتقل وبدأ يستعد لذلك حتى أنه قد أعد مجموعة الأوراق والمجلات التي تتصل بالإخوان المسلمين ليلقي بها من النافذة وكان ذلك أثناء نكبة الإخوان في مصر سنة 1948م ومن المعروف أن صداقة الأستاذ باكثير للشهيدين حسن البنا وسيد قطب لم تكن تخفى على الحكومة المصرية كما أنه كان من أبرز كتّاب(مجلة الدعوة) وجريدة (الإخوان المسلمون ).
    وتؤكد هذه القصيدة التي قالها في الذكرى العشرين لتأسيس جماعة الإخوان متانة هذه العلاقة:
    عشـرون عاماً بالجهاد حوافل
    مرت كبين عشيةٍ وضحاها
    هي دعـوة الحق التي انطلقت فلم
    تقـو الـمدافع أن تعـوق خطاها
    ما كان أقصـرها وأطول باعها
    فـي الصالحات إذا يقاس مداها
    لله ( مــرشدها ) فلولا صدقه
    لم يغز آلاف النفوس هـداها
    في قلبه وريت فشبّ ضــرامها
    بلسانه حتـى استطار سناهـــا
    بالأمس نجوى في فـؤاد واحـد
    واليوم في الدنيا يـــرنّ صداها
    أضحت عقيدة مـؤمنين بربهم
    ومبلّي أوطانـهم رجــواهــا
    متسابقين إلى الجهاد ليحفظـوا
    عزّ البلاد ويكشفـــوا بلـواها
    ولينهضوها من طويل خـمولها
    وليوقظوها مـن عميق كـــراها
    ويطهروا ارض العـروبة كلها
    مـــن كـل باغ يستبيح حماها
    ويوحدوا الإسلام فـي أقطاره
    ما بيـــن أدناها إلى أقصاها
    زعمـوا السياسة ذنبه يا ويحهم
    ما فضــل ديــن محمد لولاها ؟
    دين الحياة: تضيع أخـراها على
    أبنائه إن ضيعـوا دنيـــاها
    فليمض عنـها الهادمــون فإنه
    ( بنّـــاء ) نهضة قـومه وفتاها

    ونجد بين تراث باكثير المخطوط رسالة من أحد شباب الإخوان بالإسكندرية وهو طالب بكلية الحقوق تبرز لنا هذه العلاقة بين الطرفين ومدى تأثر شباب الإخوان بمسرحيات باكثير السياسية التي تنشرها جريدتهم وربما كان لهذه المسرحيات التحريضية دور في اندفاع شباب الحركة إلى الجهاد في فلسطين عام 1948م يقول هذا الأخ في رسالته: ( .... وإني سيدي المبجل أعتقد أن هذه الجريدة – يقصد الإخوان المسلمون- هي الوحيدة تلائم مزاجك وإن الشباب الوحيد الذي يمكن أن يفهمك هو شباب الإخوان ( ...) ودلالة النصر كذلك أن ينضم إلينا جندي من جنود الله ومجاهد من المجاهدين الأبرار يبرز قلمه دعوتنا صريحة مدوية وهو أستاذنا الفاضل باكثير ..
    توقيع ( محمد حسين عيسى ) – بتاريخ26/10/1946م )
    ويذكر في هذه الرسالة أيضا تداول شباب الإخوان مسرحيات باكثير فيما بينهم وقيامهم بتمثيل بعضها ورغبتهم في ترجمتها إلى اللغة الأجنبية.
    وعندما انقلب جمال عبد الناصر على الإخوان سنة 1954م كان اسم باكثير من ضمن أسماء قادة الإخوان المطلوب اعتقالهم إلا أن الرئيس جمال – كما يقول د. علي شلش- شطب اسم باكثير من القائمة وقال: هذا ضيف عربي عندنا.
    واحتفظ باكثير بهذا الجميل لعبد الناصر واعتقل صديقه سيد قطب وظل باكثير يلحّ في كل مقابلة يرى فيها عبد الناصر كما - يقول د. علي شلش - على إطلاق سراح قطب.
    أطلق سراح قطب عام 1961م نتيجة لمطالبة باكثير وشخصيات إسلامية كثيرة – ظل سيد قطب يزور باكثير متنكراً في مصيفه في رأس البر ويخرج معه باكثير إلى شاطئ البحر ويجلسان ساعات طوال واستمر الحال – كما يقول زوج ربيبته الأستاذ عمر العمودي - حتى عاد قطب إلى السجن ثانية ولما طلب باكثير ثانية من عبد الناصر إطلاق سيد قطب قال عبد الناصر: اطلب أي شيء إلا هذا فاستيقن باكثير بإعدام صديقه ولما تم الإعدام ولحقته هزيمة 1967م أيقن باكثير أن لا خير في عبد الناصر ومن المعلوم أن با كثير قد تسلم اكثر من جائرة من الرئيس عبد الناصر شخصياً وتوجد له صور بذلك.
    والمسرحيات السياسية التي كان ينشرها في جريدة الإخوان مسرحيات هادفة تفضح مؤامرة الدول الكبرى على المسلمين وتدعوا صراحة إلى مقاومة الاحتلال الأجنبي وتحيي الحركات الجهادية في إندونيسيا وتونس وألبانيا وغيرها وأخذت مأساة فلسطين نصيب الأسد من أعماله الأدبية.

    من إصدارات دائرة الإعلام والثقافة بالتجمع اليمني للإصلاح

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  8. #44
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404
    الأديب الكبيرعلي أحمد باكثير
    أول دعاة الإصلاح في اليمن


    تأليف
    الدكتور : أبوبكر البابكري



    مأساة فلسطين :

    لم يتألم باكثير لشيء قدر تألمه لمأساة فلسطين وإننا لنستشعر هذا الألم في شعره وقصصه ومسرحه ، وحتى حياته الشخصية لم تكن تعرف الضحك وكان الحزن باديا على وجهه ، وازداد هذا الحزن بعد هزيمة 67م وصار عصبيا – كما يقول أصدقاؤه – واختتم حياته بمسرحية ( التوراة الضائعة) عن القضية الفلسطينية .
    كانت مسرحية ( شيلوك الجديد ) أول عمل أدبي في الأدب العربي يتناول القضية الفلسطينية، نشرت سنة 1945م، وتنبأ فيها باكثير بقيام دولة إسرائيل قبل قيامها بثلاث سنوات - وهكذا الأدباء الكبار دائما يسبقون عصرهم - وفيها رأى أن دولة إسرائيل قائمة لا محالة ، وأن الحل – بعد قيامها – أن يفرض العرب عليها حصارا اقتصاديا، وتوقع أن تنهار بعد سبع سنوات من قيامها ولندع سيد قطب يتحدث عن عمق هذه الرؤية الباكثيرية: ( أنا الذي زعمت لنفسي يوم نظمت هذه القصيدة وأيام تتبعت قضية فلسطين في مراحلها المختلفة أنني ممن يعرفون هذه القضية أشهد أن مسرحية ( شيلوك الجديد ) قد أطلعتني على أنني كنت واهما فيما زعمت مغاليا في حقيقة اهتمامي بهذه القضية المقدسة فلقد كشف لي الأستاذ ( باكثير ) عن حقيقة وضع القضية ، وحقيقة العوامل التي تتصارع فيها بما لم يكشفه لي كل ما وصل إلى يدي عنها في خلال خمسة عشر عاما أو تزيد) ثم اتبع باكثير هذه المسرحية بمسرحياته القصيرة التي كان ينشرها في جريدة ( الإخوان المسلمون) وكأنه يستحث العرب والمسلمين للتحرك لعمل شيء ما يحول دون ضياع فلسطين ، فهو يفضح خيانة الأمم المتحدة ويسمي سكرتيرها (السكرتير الأمين ) على مصالح اليهود، ويفضح موقف روسيا وأمريكا وبريطانيا في سعيهم وتسابقهم لإرضاء اليهود كما يفضح موقف الدول العربية المتخاذل ،صور ذلك بأسلوب كوميدي ساخر فكان بذلك أول من استخدم المسرح الكوميدي في معالجة القضايا السياسية في الأدب العربي الحديث وفي هذه الفترة كتب أيضا رواية ( وا إسلاماه ) وهي دعوة للجهاد لمواجهة الهجمة الاستعمارية الجديدة بعد الحرب العالمية الثانية والتي تشبه هجمة التتار على المسلمين .
    وربما كان لمسرحيات باكثير ورواياته دور في تحرك المجاهدين إلى فلسطين وللأدب – دائما – دور في الثورات وتغيير الواقع ، ولكن كانت المؤامرة أكبر من المقاومة وقامت دولة إسرائيل في أرض الإسراء والمعراج ،وتحولت المأساة إلى ذات الأديب واختلى بنفسه متأملا الأحداث فرأى أن العرب يتحملون نصيبا كبيرا في هذه المأساة فقد كان وعد بلفور ( 1917م ) صريحا في إعطاء اليهود دولة في فلسطين وتسير الأحداث لتحقيق هذا الوعد -الهجرة اليهودية إلى فلسطين بحماية بريطانيا- مؤتمر لندن ( 1937م )الذي أكد حق اليهود في فلسطين -اضطهاد الألمان لليهود أثناء الحرب الثانية .. الخ فماذا فعل العرب للحيلولة دون وصول اليهود لمبتغاهم ؟ لاشيء إن لم يكونوا قد ساهموا بتخاذلهم وعمالة أنظمتهم في تسهيل المهمة ،وبما أن وسائل النشر التي كان يعلن فيها باكثير رؤيته قد أغلقت ونعني بها جريدة ( الإخوان المسلمون ) وبما أنه سيهاجم هذه المرة الأنظمة العربية ،ويحملها المسئولية ،فلابد أن ينتهج باكثير نهجا جديدا في الكتابة الأدبية يوصل به رؤيته إلى القارئ ويجنبه قمع السلطة فكان الأسلوب الرمزي هو الحل .
    فكتب مسرحية ( مأساة أوديب ) عام 1949م وهي ترمز إلى مأساة فلسطين فكما أن ( أوديب ) سيق إلى مأساته المتمثلة في قتله لأبيه وزواجه بأمه نتيجة لمؤامرة خبيثة حاكها كاهن المعبد وعمل على تحقيقها بهدف جمع المال وساعده أوديب في تحقيقها بعناده السطحي حين قرر مقاومة هذه النبوءة الكاذبة وهي أكبر منه ،واتبع خطوات الشيطان حين تزوج أمه وقد تأكد من قتله لأبيه فتحقق شطر النبوءة الأول ،وكان عليه أن يرعوي ويمنع تحقيق الشطر الثاني ،تعادل هذه المأساة الأسطورية مأساة الشعب الفلسطيني الذي سيق إلى أن يتحقق وعد بلفور في أرضه كما سيق أوديب نتيجة لظروف أحيطت به كالهجرة اليهودية وحماية بريطانيا وتأييد أمريكا وروسيا وقيام الحرب العالمية الثانية وتخاذل الأنظمة العربية كل هذه الظروف لم تكن في صالح المقاومة حيث كانت المؤامرة أكبر .

    ويكون باكثير بهذا التفسير السياسي قد قدم خدمة جليلة لأرباب السياسية في تفسير بعض الأحداث السياسية الغامضة كحرب الخليج مثلا فلا شك أن إنشاء قوات درع الصحراء في الجيش الأمريكي عام 1973م يشبه نبوءة الكاهن في مأساة أوديب ووعد بلفور في مأساة فلسطين ثم سيق العراق إلى مأساته بخلق ظروف سياسية وعسكرية – منها حربه مع إيران – تجبره على احتلال الكويت تبعا لهذا العناد الصدامي الذي يشبه عناد أوديب فكانت المأساة وكان لصدام حسين دور في صنعها كما كان لأوديب دور في مأساته وكما كان للشعب العربي وأنظمته دور في مأساة فلسطين .

    ويتابع باكثير القضية الفلسطينية متأملا ، فها هي دولة اليهود قامت كما تنبأ بذلك ولا يلوح في الأفق أنها ستنهار نتيجة للحصار الاقتصادي الذي اقترحه في ( شيلوك الجديد ) والذي اتخذته فعلا –الجامعة العربية بعد ذلك - فماذا جرى ؟ وماهي الرؤية الجديدة تبعا لما استجد من أحداث ؟

    كتب باكثير مسرحية ( شعب الله المختار ) عام 1956م وتتلخص رؤيتها في أن الحصار العربي لم يجد بسبب أنه كان جزئياً لم تلتزم به كل الدول وتهاونت دول أخرى في تطبيقه فها هي البضائع الإسرائيلية تدخل هذه الدول العربية عن طريق ثالث بعد أن تستبدل علاماتها الأصلية ومع ذلك فإن الحصار الجزئي قد سبب مشاكل اقتصادية لإسرائيل الأمر الذي جعلها تخطط للصلح مع العرب وفرضه عليهم ، ويكون باكثير قد تنبأ بهذا الصلح قبل أن يقوم به السادات بأكثر من عشرين عاماً كما رأى في هذه المسرحية أيضا أن إسرائيل ستنهار من الداخل نتيجة الانقسامات الداخلية بين اليهود المتدينين والعلمانيين اليهود الشرقيين والغربيين ، وهذا ما أكده – بعد أربعين عاماً – رجاء جارودي في كتابه ( الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ) مما يدل على عمق رؤية با كثير واستشرافه للمستقبل فالحديث عن انقسامات داخلية في المجتمع الإسرائيلي – في تلك الفترة – كان ضرباً من المستحيل ولكن ها هي الآن تتجسد لنا على شاشات التلفاز وفي صفحات الجرائد حقائق لا لبس فيها تشهد لبا كثير صواب الرؤية ، والجميل في هذه المسرحية غياب المقاومة العربية كمعادل لغيابها في الواقع.
    وكتب في هذا العام أيضا رواية ( سيرة شجاع ) وأهداها إلى جمال عبد الناصر ،وحذّر فيها من الصلح مع العدو: ( إن الذي يتعامل معهم في الأسواق اشدّ خيانة ممن يتعامل معهم في ساحات القتال ) ثم كتب مسرحية (إله إسرائيل ): وفيها قدّم رؤية قرآنية مدهشة لمأساة الإنسانية مع اليهود وصدّرها بهذه الآية المعبرة ( وأغرينا بينهم العداوة والبغضاء كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين ) فنرى تآمرهم على موسى وهارون ثم قتلهم لزكريا ويحي ثم محاولة صلبهم لعيسى وكان إبليس إلههم في هذه المسيرة الشريرة حتى انعقد مؤتمر الصهيونية الأول سنة 1897م في مدينة ( بال) بسويسرا ،وخططوا لقيام دولتهم في فلسطين واعتبرها إبليس بداية ملكوته في الأرض واحتج شياطينه في السماء على إهماله إياهم واعتنائه باليهود فقال لهم: إن اليهود يعملون ما أريد قبل أن أطلب منهم ذلك فهم أفضل منكم وهم جنودي في الأرض سأبني بهم ملكوتي ثم طرد الشياطين يتيهون في السماء ، ولكن اليهود تمردوا على إبليس بعد قيام دولتهم فقرر أن يتوب إلى أرحم الراحمين حتى يتبرأ من أوزارهم ولكن صوت جبريل يخبره أن الله قد قبل توبة الشياطين إلا إبليس فلا توبة له حتى يتوب ستة عشر مليون يهودي كانوا من الموحدين فأغواهم ، ورأى إبليس استحالة توبة اليهود فعاد إلى عصيانه وحثّ الشياطين على عدم التوبة واقترح فكرة التزاوج بين الشياطين واليهود حتى يرتفع الشياطين إلى مرتبة اليهود ويهبط اليهود قليلاًَ من مرتبتهم فيتفرد هو كإله لهم.

    أليست هذه فاضحة لنفسيات اليهود واستيطان الشر في نفوسهم فإذا كان هذا حالهم مع أنبياء الله ومع إلههم إبليس ،فمن الجنون أن ترجوا منهم البشرية خيراً ، لذلك نرى صوت عيسى ومحمد عليهما السلام – يتحدّان إبليس وجنوده مبشرين بالسلام، وفيها استشراف لمستقبل سيشهد تقاربا إسلاميا / مسيحيا لمناهضة اليهود بعد أن تنجلي سحابة الإعلام اليهودي المزيف عن سماء الغرب المسيحي :

    وها هي الرؤية الإسلامية تختزلها نهاية المسرحية :
    أصوات الشر ممثلة في إبليس واليهود و الشياطين تتحدى :
    لن تحل بنا الهزيمة !
    لن تبطل الحروب !
    لن يسود السلام !
    لن يعلو الخير على الشر !
    وأصوات الخير تتمثل في صوت عيسى و محمد وجبريل ـ عليهم السلام :
    إبليس : اسمع يا جبريل ! لن تهزمني الكلمة ... أنا فوق الكلمة !
    الصوت الثالث ( جبريل ) : اسمع إليها إذاً !
    إبليس : كلا لن استمع ! قد محوت الكلمة !
    الصوت الأول ( عيسى ) : الأرض والسماوات تزول وكلماتي لاتزول !
    الصوت الثاني ( محمد ) : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون !
    الصوت الأول : طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يدعون !
    الصوت الثاني يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كآفة ، ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين ) ! يستوي الهلع والخوف على إبليس وشياطينه فيسدون آذانهم بأصابعهم ويغمضون عيونهم ( قد جآءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ) .
    ومن عمق التاريخ ، ومن تطور أحداث الواقع تتطور رؤية باكثير لمسار القضية الفلسطينية في آخر أعماله الأدبية ((التوراة الضائعة )) ففيها نرى أن مشكلة الصهيونية نابعة أصلا من التوراة المحرفة ، ولن ترعوي هذه العصابة إلا إذا عادت إلى التوراة الحقيقية التي أنزلت على موسى .
    ونرى في هذه المسرحية ( جيم ) الشاب اليهودي يتوصل بفطرته إلى أن الله وتوراة موسى الحقيقية لايمكن أن يأمر بهذا الإجرام الصهيوني ، فقد رأى أباه لا يأكل الطعام إلا وأمامه رأس شاب فلسطيني محروق بقنابل النابال * ولذلك : " لايكفي القضاء على الصهيونية وحدها للتخلص من اليهود دون القضاء على جذورها العنصرية في التلمود والتوراة" ويعلن ( جيم ) في نهاية المسرحية أنه قد وجد التوراة الضائعة في وصايا الإنجيل وتعاليم القرآن الكريم :
    كتابان سماويان
    إلى الله يدعوان
    وإلى التقوى والإيمان
    وإلى البر والإحسان
    وإلى الخير لبني الإنسان
    دون فرقان بين أجناس وألوان
    لا ريب أن توراة موسى تنبع من حيث ينبعان
    وتدعو إلى مثل ما يدعوان
    ألا إن مصدر الوحي واحد ليس له ثان
    من قلب الرحمن
    إلى ضمير الإنسان
    هذه النهاية الواقعية الوجدانية لهذا الشاب اليهودي تلتحم تماما مع لقاء صلاح الدين وريتشارد (قلب الأسد) في المشاهد الخيالية حيث يقفان معاً ضد الصهيونية.
    وهدف الروح الوجدانية التي جاءت في شكل مشاهد خيالية يجتمع فيها صلاح الدين وقلب الأسد اللذان يندهشان من تخاذل المسلمين والمسيحيين، ولا يصدقان أن فلسطين قد صارت ملكاً لليهود. فيقول ريتشارد : لماذا إذن يا صلاح الدين تحاربنا كل هذه السنين؟ هذه الروح هي امتداد لصوت عيسى ومحمد صلوات الله عليهما – وتحديهما لإبليس في مسرحية " إله إسرائيل ".
    وتتطور الرؤية أيضاً في عودة المقاومة العربية من الداخل – ولعل الانتفاضة كانت تجسيداً لها – وهي أقوى وأعنف لأنها مدعومة من كل القوى الخيرة داخل فلسطين (مسلمون ومسيحيون ويهود).
    والنهاية في هذه المسرحية مفتوحة ، حيث يتجه كوهين وأسرته – بعد أن تكشفت لهم حقيقة الصهيونية داخل إسرائيل – إلى أمريكا لكشف الحقائق للشعب الأمريكي وذلك بتوجيه من الفدائيين العرب الذين رفضوا انضمام جيمي إليهم وكلفوه بالعودة إلى أمريكا إحساساً منهم – ومن المؤلف بمعنى أدق – بأهمية التواجد في الساحة الإعلامية الغربية الخاضعة للإعلام الصهيوني.
    إننا في هذا العمل الأخير لبا كثير نقف مندهشين لهذه الرؤية العميقة حيث نرى كثيراً منها قد تحقق بعد كتابة هذه المسرحية – 1969م – فهناك مقاومة إسلامية في الداخل بدأت بالانتفاضة وما زالت مستمرة، وهناك إخفاق اقتصادي لدولة إسرائيل تؤكده كثرة ديونها الخارجية، وهناك تكشف للحقائق للمهاجرين اليهود تؤكده الهجرة العكسية من فلسطين إلى الخارج، وهناك تكشف للحقائق للعالم الغربي المسيحي تمثله هذه المؤسسات الإعلامية داخل الغرب المناهضة للصهيونية.
    وبمعنى آخر هناك تغير في النظرة إلى دولة إسرائيل – داخلياً وخارجياً – ستؤدي إلى ماذا؟ هذا ما لم يحدده المؤلف ويتركه لتأويل القارئ والمشاهد وللمستقبل يقول فيه كلمته.
    إن باكثير هو الأديب العربي الوحيد الذي عاش مع المأساة الفلسطينية من بدايتها حتى نهاية حياته، وقدم لها خدمة جليلة على الساحة الأدبية – شعراً ومسرحاً وقصة – وقدم رؤية إسلامية عميقة تجلي غموضها وتحرك وعي الجماهير وتستنهض الأمة ، ويكفي تصويره لدولة إسرائيل أنها قامت لتموت بعد حين والخطورة كل الخطورة في الإيمان بأنها قامت لتبقى إلى الأبد.
    جاءت هذه الرؤية من الفهم القرآني والتاريخي لحقيقة اليهود، ومن فهم سنن الله في الكون ، بأن جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة، وأن الله لا يصلح عمل المفسدين وأنه يمهل ولا يهمل (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ).
    ولو أدرك الحكام المسلمون هذا الفهم لما هرولوا إلى مسيرة السلام الذليلة .
    الحركة الإسلامية في روايات باكثير :
    نجد في رواية ( وا إسلاماه ) إن سلطان العلماء العزّ بن عبد السلام قد أنشأ حركة سرية تقاوم حاكم دمشق الخائن ، الملك الصالح عماد الدين إسماعيل ، وتناصر حاكم مصر الملك نجم الدين أيوب ، وينضم ( قطز ) إلى هذه الحركة التي ترمز إلى الحركة الإسلامية المعاصرة ، لأننا لم نجد لها أصلاً في التاريخ ، بل هي إسقاط خيالي من المؤلف . فالتوتر بين حركة ابن عبدالسلام وحاكم دمشق يناظره في الواقع التوتر بين حركة الإخوان المسلمين ونظام الملك فاروق ، وإسقاط حاكم دمشق ، ووصول الأمير قطز ابن حركة ابن عبدالسلام إلى الحكم في مصر يناظره ما تحقق في الواقع بعد سبع سنوات من إسقاط النظام الملكي ووصول عبدالناصر – كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين – إلى الحكم في ثورة يوليو1952م .
    وهنا يعطي باكثير شرعية العمل السري والحركي، ويدعو العلماء إلى القيام بذلك، كما فعل سلطان العلماء ( العز بن عبد السلام )، ويوجه الحركة الإسلامية إلى ضرورة التعاون والتكامل مع الأنظمة تعاوناً يحفظ الأمة والوطن ، ويقاوم الأعداء . أما الأنظمة الخائنة ، المتآمرة مع الأعداء فلا بد من مقاومتها وإسقاطها ، ولا بد للحركة من تربية جيل إسلامي رباني يصل إلى الحكم . فهو الذي سيتحقق على يديه النصر ، كما فعل ذلك قطز . كما توجه الرواية إلى ضرورة الوحدة بين المسلمين ، وألا تتقيد الحركة الإسلامية بوطن واحد ، بل تتحرك في كل بلاد الإسلام فالحاكم الصالح الذي يقيم شرع الله ، ويعز عنده الإسلام وأهله ، هو حاكمها الذي له النصرة والتأييد، ولو كان في بلاد بعيدة ، والحاكم الذي يخون الله والمسلمين يقاوم ولو كان هو حاكم البلد .

    ويطور باكثير هذه الرؤية في رواية ( الثائر الأحمر ) –1949- التي قال عنها المستشرق المجري المسلم ( عبدالكريم جرمانوس ) إنها أعظم رواية في القرن العشرين ، فهي تصور الصراع بين الشيوعية والرأسمالية والعدل الإسلامي في العصر الحديث من خلال إسقاط ذلك على ثورة القرامطة في القرن الثالث الهجري تلك الثورة التي قادها حمدان قرمط في العراق ، أسس دولة القرامطة تشبه دولة شيوعية حديثه ابتدع خيال باكثير – داخل الرواية- حركة أبي البقاء البغدادي الإصلاحية كرمز للحركة الإسلامية المعاصرة . وتقوم هذه الحركة بمحاربة القرامطة – رمز الشيوعية – ومحاربة الأغنياء الفجرة كابن الحطيم وابن الهيصم ، اللذين يظلمان الأجراء في مزارعهم –رمز الرأسمالية – وتطالب هذه الحركة الخلافة بتطبيق الشرع الإسلامي ، وأن يجبر الحاكم الأغنياء على إخراج زكاة أموالهم ، وأن يحارب القرامطة بعد أن يطبق العدل الإسلامي ، وتتذبذب العلاقة بين الخليفة وحركة أبي البقاء ، فتارة يطلق سراحه حين يزداد خطر القرامطة ، لأن الفقراء والعمال والفلاحين ينفضّون من حول القرامطة ، وينضمون إلى حركة أبي البقاء ، الذي أنشأ لهم نقابات تطالب بحقوقهم وفق الشريعة الغراء ، ولكن الأغنياء – رمز الرأسمالية – يخافون من دعوة أبي البقاء كما يخافون من دعوة القرامطة، لذلك يمارسون ضغطا قويا على الخليفة – كما تمارسه أمريكا اليوم – فيعتقل أبا البقاء ورفاقه فيودعهم السجن فتكون النتيجة عودة انتشار حركة القرامطة من جديد ، فيضطر الخليفة لإطلاق سراح المصلحين ليواجه بهم القرامطة – وهذا ما فعله السادات إبان حكمه – وكأن باكثير يدعو إلى تعاون حقيقي وجاد بين الحركة الإسلامية والأنظمة يحقق الخير للناس ، وليس تعاونا مصلحيا هشاً تحتمه الظروف . فعندما يستجيب الخليفة لمطالب حركة أبي البقاء ، وينشئ ديوان الزكاة ، وينتصف للمظلومين ، ويلتحمان معا في محاربة ظلم الأغنياء ، وكفر وفجور القرامطة ينتصران عليهما ، ويتحقق العدل الإسلامي . وعندما يخذلهم الخليفة ويستجيب لضغط الأغنياء يكون العقاب وفقا للآية الكريمة التي صدر بها باكثير روايته ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) حيث ينتصر القرامطة ، وينجحون في تكوين مملكة لهم ، فينشرون كفرهم وفجورهم على العباد .

    ولكن المفهوم القرآني الذي يتبناه باكثير – دائما – في أعماله الأدبية ، والمتلخص في قوله تعالى ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) يفسر به انهيار دولة القرامطة في الماضي وكل دولة تسير على هذا المنوال في الحاضر أو المستقبل ، ونرى حمدان قرمط في نهاية الرواية يعلن ( أنه أراد بالناس الخير فانقلب إلى شر ) ويتوب عن دعوته ويعود إلى حظيرة الإيمان وينضم إلى دعوة أبى البقاء البغدادي الإسلامية ، وهذا الانحراف عن الحقيقة التاريخية التي تقول : إن حمدان اغتيل في ظروف غامضة من قبل أتباعه ، يشير به المؤلف إلى حتمية الحل الإسلامي ، فهو الخلاص للبشرية من ظلم الرأسمالية والشيوعية ، وكأنها دعوة من المؤلف للقرامطة الجدد – الشيوعيين – إلى اختصار الطريق الموصل إلى الحق ،وأن لا يكرروا تجربة القرامطة الفاشلة . ومن المفاهيم العميقة التي يوجهها باكثير إلى الحركة الإسلامية المعاصرة – في هذه الرواية – الانتباه إلى خطورة العمل النقابي ، فهو المحرك للجماهير سواء للشر أم للخير ، لذلك رأينا أبا البقاء البغدادي ينشئ نقابة للعمال ، ومثلها للفلاحين ، وللصناعيين .... الخ ورأينا الحركة الإسلامية المعاصرة قد اهتمت بهذا الجانب منذ العقد السابع من القرن العشرين أي بعد عشرين عاما من كتابة هذه الرواية .

    وتتعمق الرؤية أكثر في رواية ( سيرة شجاع ) –1956- فجماعة أبى الفضل الحريري – رمز الحركة الإسلامية – أكثر تنظيما وسرية من جماعتي ابن عبد السلام وأبي البقاء ، إنها جماعة سياسية محنكة ، تسلح أعضاءها عسكريا ، وتتحالف مع قوى خارج مصر ( نور الدين في الشام ) ونراها تدعم الوزير شاور ضد الوزير ضرغام في بادئ الأمر ، على أمل الإصلاح ومقاومة الأجنبي ، فلما تكشفت لها خيانته للدين والوطن حاربته وأسقطته . ونرى القائدين الكبيرين : صلاح الدين الأيوبي وأخاه أسد الدين اللذين جاءا من الشام لتحرير مصر من الفرنجة ينضمان إلى جماعة أبي الفضل الإصلاحية ، وتكون سندهما في إقامة الحكم الإسلامي العادل ، وهذا امتداد وتأكيد للدعوة السابقة من ضرورة تحالف الحركة الإسلامية مع النظام حتى يتحقق الإصلاح فعندما تصادمت حركة أبى الفضل مع شاور الخائن فسجن من سجن وقتل من قتل وهرب من هرب من جنود هذه الجماعة فحملوا السلاح ضده كانت النتيجة ضعف هذا النظام حتى تمكن الصليبيون من دخول القاهرة فتحالفت هذه الحركة مع جيش الشام بقيادة أسد الدين فكان النصر والعزة والإصلاح في هذا التحالف .

    وتؤكد الروايات الثلاث حتمية الحل الإسلامي ، وأن الإسلام يسكن المستقبل بقوة الحق والقيم التي يمتلكها في ذاته . ويكون باكثير قد سبق كثيرا من المفكرين الذين كتبوا بعد ذلك عن حتمية انتصار الإسلام في المستقبل . والفرق كبير بين حلول باكثير العملية التي تجيء من وسط الصراع الحي بين الحق والباطل ، بين الإسلام وأعدائه ، تسندها الحقائق التاريخية ، وحلول غيره من المفكرين التي تدور في فلك التنظير الفكري في الغالب ، والجميل في آخر رواية لباكثير ( الفارس الجميل ) –1965-هو خلوها من أي حركة إصلاحية ترمز إلى الحركة الإسلامية في إشارة ذكية إلى غيابها في السجون في الواقع الخارجي .


    دور المرأة في حركة التغيير :
    دعا باكثير إلى تعليم المرأة وأن يكون لها دور فاعل في ميادين الحياة ، بمعنى أن تكون داعية للإسلام كما يدعو الرجل ، وتناصره بالقول والفعل ولو اضطرت إلى حمل السلاح .
    فهذه ( زهراء ) – في مسرحية " همام في بلاد الأحقاف " - تقيم دروسا في الدعوة لنساء حضرموت ، ونجحت في دعوتها حتى أنها استقطبت نساء من الصف المعادي للحركة الإصلاحية ، وهي تستند في دعوتها إلى العلم الشرعي من الكتاب وصحاح السنة ، ويدين باكثير على لسانها البدع والجامدين من دعاة الصوفية والتعصب المذهبي :
    همام : فأين الكتاب ؟ أما تقرئين ؟
    زهراء:بلى!ذا الكتاب معي قد حضر
    كتـــاب كــريم خليق به
    بأن يكتبــوه بنـــور البصر
    ( بلوغ المرام ) و ( سبل السلام )
    عليه تحجل منه الغــــرر
    أحاديث طــه وآي الكتــاب
    تلألؤ فيها خـــلال السطر
    وأقوال مجتهدي الصحب والأئمة
    مـــن كـــل حبر أبر
    فيأخذ منها الفتــــى ماصفا
    ويتــرك منها الفتى ما كــدر
    ومـــن لاذ من بعدها بالهوى
    فإن الجحيم هــــي المستقر
    فلا سلمت كتب الجامـــدين
    ولا فـــاز قارؤها بالــوطر
    صحــــائف لا روح فيها ولا
    يـــجول بها ذكـر خير البشر
    يصـــور فيها محال الأمــور
    ويتـــرك فيها مهم الصور
    فتلك الــــجواهر أين الرمال
    منها وأين خسيس الحجــر ؟
    همام :
    صار فــرضا عليك أن تنشـــري
    هذا الـــهدى فـــي جماعة النسوان
    فهدى الشعب مـــن هـــدى أمهـ
    ـات الشعب فــي كــل موطن وزمان
    وبنات الأحقاف أولـى بأن يـــحذقن
    شــتى العلــــوم والعــرفان
    وبــــأن يطهـــرن مــــن لوث
    الأوهـــام مما يــــخل بالإيمان
    فيـــرين الحياة مـــن غـيـر معنىً
    غيــــر تلك الحياة وهـــي معاني !
    زهراء :
    لتطب يا همـــام نفسا فما تر
    جـــو سأسعى فيه بغير توان
    ولقد سرّني استماع صــديقا
    تي لقــــولي وقدرهن مكاني
    همام :
    بارك الله فـــي الصغار ففيهنّ
    قبـــول للحــق إما دعينا
    إنما الشرّ في العجائـــز يجمد
    ن جمــود الحصى فلا يهتدينا !

    أليست هذه دعوة جريئة لتعليم المرأة العلوم الشرعية وأن يكون لها دور حركي في العمل الإسلامي داخل اليمن ؟ تلفت نظرنا إلى أننا أمام مفكر إسلامي إصلاحي قذف بحجر الإصلاح – قبل ستين عاما – في مياه الجمود والتخلف ؟
    ويستمر هذا الفهم الواعي لدور المرأة ، ففي رواية (وا إسلاماه ) تجاهد (جهاد) جنبا إلى جنب مع زوجها البطل ( قطز ) حتى تستشهد ، وعندما تسمع زوجها يقول ( وا حبيبتاه ) تقول له : قل وا إسلاماه فهي تقدم حب الجهاد في سبيل الإسلام على غيره .
    وفي ( الثائر الأحمر ) نرى ( عالية ) أخت حمدان قرمط تحافظ على دينها ، وتصبح هي الداعية الوحيدة في مملكة القرامطة حتى اضطر حمدان إلى حبسها لما رأى خطورة حركتها وتأثيرها في النساء ، ومع ذلك قاومت وصبرت حتى اهتدى على يديها حمدان وابنه ، إنها تذكرنا بامرأة فرعون .

    وفي ( سيرة شجاع ) نرى ( سمية ) تعمل مع حركة أبي الفضل الإصلاحية ، وتنقل الرسائل بين المجاهدين وقت الشدة ، وتتجسس على العدو لصالح المجاهدين ، وتتدرب على السلاح ثم تدرب النساء للدفاع عن أعراضهن إذا لزم الأمر ، إنها كذلك نموذج فريد للمرأة المجاهدة .

    و( سكينه بنت الحسين ) لم تنشغل بالغيرة ومعارك الضرات في (الفارس الجميل) بل كان شغلها الشاغل كيف تحقق هدفها السياسي فتدفع زوجها (مصعب بن ****ير) إلى مقاتلة ( المختار الثقفي ) ثم الاستعداد لمواجهة جيش الأمويين ، إنها لم تغتر بجمالها ونسبها ، وحب زوجها لها فتركن إلى ملذات الحياة الدنيا ، حاصر مصعب المختار ستة أشهر فاشتاق إلى زوجاته الأربع ، وسكينة بالذات ، فترك الجيش وعاد إليهن ، فأبت سكينه أن تستقبله ، وعيرته بهذه الهفوة ، وأقسمت أن لا تمكنه من نفسها حتى يقضي على المختار إنها أنموذج للمرأة المسلمة التي تقدم الواجب على الحب .

    وفي مسرحية ( عودة الفردوس ) عن الجهاد الأندنوسي –1945- نجد ( زينه ) خطيبة المجاهد ( سليمان ) تعمل ممرضة وهناك طابور من المرشدات يشاركن في الجهاد ، وأكثر من ذلك نرى ( أم حمزة ) –وهي في الستين من عمرها – تفجر نفسها في دبابة من دبابات الاحتلال ، فهذه دعوة مبكرة إلى إباحة العمليات الانتحارية لإرهاب العدو ،وإلى مشاركة المرأة في العمل والجهاد .

    وفي ملحمة ( عمر بن الخطاب ) تشارك المرأة في الجهاد حتى بلغ عددهن أكثر من ألف شابة في معركة القادسية جئن للجهاد ، والزواج من المجاهدين وشاركن في معركة اليرموك تقودهن ( خولة بنت الأزور ) التي رفضت الزواج قبل المعركة .


    التفسير الإسلامي للتاريخ :
    الحقيقة أن باكثير كان يجتهد في العودة إلى المصادر التاريخة ، وفحصها فحص المحدث الذي يبحث عن الحديث الصحيح . ففي (( ملحمة عمر )) رجع إلى أكثر من مائة كتاب بالعربية والانجليزية والفرنسية ، واعتمد في الترتيب الزمني للمعارك على حوليات إيطالية ، وخرائط لمواقع المعارك الشهيرة كاليرموك . وفي (( الثائر الأحمر )) ذكر وقائع ومعلومات تفضح القرامطة ، مثل ليلة الإمام المعصوم التي ترتكب فيها الفواحش حتى مع المحارم لم يجرؤ على إنكارها والتنصل منها كبار كتاب الباطنية أمثال : (عارف تامر ) .

    وهو لا يقدم التاريخ كما حدث ، كما يفعل المؤرخون ، بل يقدم التاريخ كما ينبغي أن يكون . ويفسر الأحداث تفسيراً إسلاميا يتناسب – عقلا- مع زمانها ومكانها . فمثلا الخلاف الذي حدث بين عمر وخالد يفسره باكثير في إطار التصور الإسلامي للعلاقات الإيمانية والأخوية بين الصحابة في تلك الفترة .

    فعمر بن الخطاب وقد تحررت نفسه من كل ما هو دنيوي ، وباطنه خير من ظاهره ، كما قال علي كرم الله وجهه لا يمكن - والحال كذلك – أن يعزل خالداً لحسد أو تصفية حسابات قديمة، كما يتوهم المنافقون* بل عزله حباً له ، وخوفا عليه من أن يفتنه الشيطان بالانتصارات التي تتحقق على يديه ، وأن يفتن بحبّ الناس له . وخاف على المسلمين من أن يفتنوا بخالد ، ويربطوا النصر به ، وما النصر إلا من عند الله .فهاهم المسلمون ينتصرون بخالد وبغير خالد* ويتقبل خالد العزل بروح إيمانية تعرف حق الخليفة في الطاعة ، وتعرف أنه لايجوز إراقة دماء المسلمين في سبيل مطامع دنيوية . لقد صور باكثير هذا الخلاف في جو إيماني يبرز الإيمان والحب والتقوى في قلبي عمر وخالد . وهو بذلك يعكس حبُه للصحابة ونفسيته المؤمنة المحبة للخير . بينما يعكس غيره من المنافقين نفسياتهم المريضة ، المحبة للفتنة والشر ، عندما يكتبون عن الماضي .وهو لايختار من التاريخ إلا ما يشبه الحاضر في بعض جوانبه بحيث يجد القارئ علاجا لأمراض العصر ، ومعالم في طريق المستقبل تجنبه العثرات إن هو اتعظ بأحداث الماضي . فرواية (( الفارس الجميل )) تبرز أسباب الهزيمة ، وكان بإمكان قادة مصر في الستينيات أن يتعظوا بها ، ويتجنبوا هزيمة 67م . وكذلك (( الثائر الأحمر )) تبرز أثر الظلم وفجور الأغنياء وغياب العدل على الناس بحيث تصبح نفسياتهم مهيأة للثورة والخروج مع أي ناعق يدعو للفتنة ولو جاء بدين جديد يبيح المحرمات . ولكن الظلم لا يرفعه الظلم ، بل يرفعه العدل ، الذي لايمكن أن يتحقق على وجه الأرض – بمعناه الواسع - إلا في ظل تطبيق شرع الله الذي جاء به الإسلام . وهاهي سيرة الفاروق في (( الملحمة )) تثبيت ذلك لمن ينشدون الحق والعدل حقا، لاشعارا يخفي وراءه باطلا وظلما أشد كما فعلت الشيوعية، وتفعل الرأسمالية اليوم .

    مواقف جهادية ودعوية في الحياة :
    وليس باكثير ممن يقولون ما لا يفعلون ، ولا من الذين اتخذوا الإسلام ثقافة ولم يمارسوه سلوكا في الحياة . بل كان يطبق الإسلام في حياته ، ويدعو الناس إليه . وكان يلقي دروسا في المساجد في التاريخ الإسلامي بمعية الشيخ محمد العزالي .
    وحيث ضاقت الأرض بما رحبت على المجاهد الفلسطيني الكبير ( محمد علي الطاهر ) صاحب مجلة ((الشورى )) ، أصبحت المخابرات البريطانية تلاحقه في مصر في الأربعينيات ، لم يجد هذا المجاهد من يسنده في محنته إلا باكثير الذي استأجر له شقة باسم مستعار ، وعلى ضمانة باكثير ،واستمر يواسيه بالزاد والمال ، وأكثر من ذلك جرأته في توصيل الرسائل بين الطاهر وأسرته التي يراقبها الانجليز ! فتحايل عليهم باكثير بأن يصعد العمارة فيطرق شقة جيران الطاهر ، ثم يطلب منهم استدعاء زوجة الطاهر فيسلمها الرسالة ويتسلم منها الرد . وهو يعلم أن الانجليز لن يرحموه إذا اكتشفوا إيواءه للطاهر، ونقل رسائله ، ولكنه الجهاد .

    وأحداث الماضي عندما تتدثر ثياب الفن يكون تأثيرها على المتلقي – قارئاً ومشاهداً ومستمعاً – أشد ومسرحيات باكثير التاريخية القصيرة خير مثال على ذلك ، حيث نرى الزهد والصبر والإيثار ، وهلاك المتنطعين ، وعاقبة الشح ، وعاقبة فعل الخير .......الخ مواقف درامية حيّة ومؤثرة تحدث في النفوس عملية تطهير من الأفعال السيئة ، وتدعو إلى الاقتداء بالمواقف الإيجابية .

    أما عاقبة الزنا فقد صورها في شكل مأساوي يتجرع كأسها الزاني ( السلسلة والغفران )) وهي تعتمد على حادثة تاريخية حدثت أيام ( أحمد بن طولون ) حاكم مصر (254-270هـ) ولكن باكثير حول هذه الحادثة الفردية إلى أنموذج إنساني يوازي أنموذج الكاتب المسرحي (( أبسن )) في مسرحيته الشهيرة (( بين الأشباح )) .ففي كلتا المسرحيتين يتجرع الأبناء الثمرة المرة لفسوق الآباء .هذه هي عاقبة الزنا ، وهذه هي طريق التوبة، إنه وعظ إسلامي يتجسد في فعل درامي له من التأثير ما لا يمكن لواعظ في مسجد، ولا لحكم قاض ، ولا لكتاب ألف في هذا الباب .

    وطلبه المتكرر لعبد الناصر أن يطلق سراح سيد قطب يُعد بطولة ، واستمرار علاقته به بعد خروجه من السجن رغم المراقبة الشديدة أكثر بطولة ، وأخرست كثير من الألسن تحب الإسلام خوفا من الإرهاب الشيوعي إبان المد الاشتراكي ، ولكن لسان باكثير كان جريئاً في مقاومة الإلحاد الشيوعي، والانحراف الاشتراكي في ثلاث مسرحيات نشرها في تلك الفترة وهي : ((الزعيم الأوحد- وحبل الغسيل )) و(( قضية أهل الربع )) . ومن قبل هذه المسرحيات رواية (( الثائر الأحمر )) التي كانت تحذر منهم قبل أن يتمكنوا . وأدرك أعداء الإسلام خطورة أدب باكثير . فعندما مُثلت مسرحية ((سر الحاكم بأمر الله )) التي تفضح الحركات الباطنية ، ودورها المشبوه في انحراف كثير من حكام المسلمين ، تلقى (( يوسف وهبي )) الذي أخرج المسرحية ، ومثّل فيها دور الحاكم بأمر الله الفاطمي ، رسالة تهديد من جبل الدروز بلبنان ، تهدده بالقتل إن لم يوقف المسرحية .
    وعندما سيطر الماركسيون على المؤسسات الثقافية في مصر ، أدركوا أيضا خطورة أدب باكثير فمنعوا مسرحياته من المسرح ، ومن النشر . وكانوا يسمونه – استهزاء – ( الشيخ علي وا إسلاماه ).
    وسيصدر قريبا كتاب بعنوان : (( باكثير بين حرب اليسار وخذلان اليمين)) للدكتور / محمد أبو بكر حميد يرصد فيه بالوثائق هذه المعركة .
    وحاول باكثير نشر مسرحياته عن القضية الفلسطينية – بعد أن ترجمها إلى الإنجليزية – في بريطانيا ولكن اللوبي الصهيوني المسيطر على مؤسسات النشر هناك رفضها كل هذا يعني أن باكثير كان يعيش معركة جهاد حقيقية مع أعداء الإسلام ، وأنه كان وحيدا في هذه المعركة .
    وأما عن مواقفه الدعوية فنختار من مذكراته التي كتبها أثناء رحلته إلى روسيا ضمن الوفد الأدبي المصري في أواخر الخمسينيات ، ثم مروره بيوغسلافيا وإيطاليا في طريق العودة هذه المواقف :
    الموقف الأول: مع مضيفة روسية جلست بجواره في رحلته من موسكو إلى طشقند ، حيث تبين له أنها فتاة مسلمة ولكنها صارت ملحدة ، فدار بينهما حوار عن أهمية الإيمان بالله ، وضرورته للبشرية التي لا تتحقق إنسانيتها إلا في ظله، وبدونه فهي قطيع من الدواب ، الشاهد هنا أن باكثير استغل هذه الفرصة التي لا تتكرر في الدعوة إلى الله،وحاول أن يعيد إنسانة ضلت طريق الإيمان إلى حظيرته .

    الموقف الثاني: مع صديقه الإيطالي الذي سأله لماذا أباح الإسلام تعدد الزوجات ؟ فأجابه : كيف ترى نسبة النساء للرجال في إيطاليا بعد الحرب الثانية ؟ فقال : إنها كبيرة تتجاوز 70% فسأله وما المشاكل التي ترتبت على هذا الفارق الكبير ؟ فقال :كثير منها انتشار بيوت الدعارة بشكل لم تعرفه إيطاليا من قبل ،فقال باكثير: إن الإسلام أباح التعدد لمواجهة مثل هذه المشاكل وعلى كثرة الحروب التي خاضتها الخلافة الإسلامية فإنها لم تعرف مثل هذه المشاكل .

    والموقف الثالث: يذكر فيه باكثير قصة ظريفة تدل على قوة صلته بالله – عزوجل – ذلك أن المال قد نفد ، ومازال ماكثا في الفندق بإيطاليا منتظرا حوالة تصل من أسرته بالقاهرة ومن عادة الفنادق هناك أنها لا تحاسب النـزلاء إلا في نهاية الأسبوع أي كل يوم خميس وها هو اليوم الأربعاء ولم يصل أي إشعار وكان كل يوم يسأل موظفي الفندق إن كان وصلت له أي رسالة ببريد الفندق ؟ ويكون الجواب بالنفي فماذا يفعل غدا مع إدارة الفندق حين تطلب حساب أسبوع كامل ؟ قال : وتذكرت في المساء عندما لم استطع النوم من شدة الكرب الحديث القدسي الذي يروى في أن الله – جلت قدرته – ينـزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول لملائكته :هل من تائب من عبادي فأغفر له ؟ هل من سائل فأعطيه حاجته... إلى آخر الحديث . قال : فقمت فاغتسلت ثم صليت صلاة لم أصل مثلها من قبل قط – يقصد في الخشوع – حتى وقت الفجر ثم صليت الفجر ونمت وفي الثامنة صباحا إذا بالموظف يطرق باب غرفتي، ففتحت له فسلم لي ظرفا ففتحته فإذا هو إشعار من البنك بوصول الحوالة ، فمن شدة فرحي احتضنت الموظف وأخذت أقبله وأشكره وهو في غاية الاندهاش .
    هذا هو باكثير في حله وترحاله يعيش مع الإسلام وللإسلام فماذا يقول معاصروه عنه ؟

    من أقوال معاصريه :
    (كان باكثير وإلى آخر لحظة من حياته الحافلة بالجهاد بالكلمة يؤمن بأن أعداء الأمة العربية وأعداء الأمة الإسلامية يعملون على أن لا يظهر نظام حكم يقوم على الدين الحقيقي ) أ . د عبدالعزيز المقالح .
    ( أما علي أحمد باكثير .. فهذا الإنسان نموذج رائع في مكارم الأخلاق ومن ناحية العقيدة فالرجل غلبت عليه الشهرة في الرواية والشعر والفن الأدبي ، وغلبت على علمه التقيد بالتوحيد والفقه، وكان الرجل شديد التمسك بالسنة المحمدية ، ولم ينظر إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – كما ينظر المستشرقون أنه مصلح وأنه رجل عظيم ويجردونه من الرسالة بل أن باكثير كان ينظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أولا: رسول ونبي ثم جاءته المكارم الأخرى ، فطلبت منه دار الهلال أن يؤلف كتاباً في النبي – صلى الله عليه وسلم وفي أمهات المؤمنين على شرط أن يتجرد من الحس الديني فرفض العرض وقال لهم أنا عندما أريد أن أكتب عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعن أمهات المؤمنين أنا لا أكتب عن محمد العربي قبل الإسلام .. أنا أكتب عن محمد الرسول العربي الذي أرسل للناس كافة فلما لم يجد منهم الرغبة ترك المهمة فوكلوا إلى الدكتورة بنت الشاطئ أن تكتب بعض الفصول فكتبت عن بعض أمهات المؤمنين على طريقة المستشرقين . هذا ما اذكر لباكثير انه كان شديد التدين يكون جالسا في المقهى فإذا جاء المغرب وهو يعرف أن وقت المغرب ضيق بادر إلى الصلاة ثم تابع ما يحب ) أحمد عبدالغفور العطار كاتب سعودي .
    ( لم يكن تحصيل باكثير في الثقافة العربية الإسلامية علما فقط بل كان عقيدة غرست في أعماقه من الصغر فامتزجت بمشاعره ) عباس خضر كاتب مصري .
    ( كان باكثير رحمه الله ينتغض من استبشاعه للخسة واللؤم والغدر .. فإنه مؤمن بأن الحق سينتصر على الباطل في نهاية الأمر ،وكنت أغبطه على اطمئنانه لصواب رأيه ، وعلى وثوقه بأن اهتدي سريعا ومن أقرب الطرق إلى التفسيرات والحلول.. وكنت في الأزمات أطلب صحبته لأنه يعالجني ويردني إلى السكينة والصواب بوسيلة بارعة هي أن يكفكف أولاً من أنانيتي وجموح مطامعي فاستخف الأزمة وأنا استسخف نفسي وأعجب كيف كنت الذي كنت ) يحي حقي أديب وناقد مصري.
    ( كان يحمل الإسلام في عقله وقلبه عقيدة ومنهاج حياة .. وأذكر أني جلست معه والرسام بيكار على مائدة للغداء وقد بدأ يتكلم بأدب شديد وبسخرية عن بعض الأدباء الذين يشغلون أنفسهم بالشراب وبالسهرات السكرى ،وبالغزل المتهالك وبالأشياء الأخرى وكان يقول لنا : أن مثل هذه التصرفات تعد هزيمة أخرى على مستوى الفكر ... كان الصدق مبدأه في الحياة والفن ، ولم يكن يكره شيئاً كما يكره الكذب والنفاق وهو يحترم الأسرة بشكل كبير ،ولا يدخل بيته إلا من يحترمهم هو شخصياً ولا يرى أهله إلا أهل بيته فقط ... ) أ .د عبده بدوي شاعر وناقد مصري.
    ( وجدت فيه أصالة المسلم الحق وشيم العربي الكريم .. ) محمد عبدالغني حسن مصر .
    ( عانى باكثير لأنه كان يؤمن بأصالة الفكر الإسلامي ولست أعتقد أن هناك كثيرين من أدباء عصر باكثير قد اتضحت لديهم الرؤية مثل اتضاحها بالنسبة له .. ولست أعتقد أيضا أن كثيرين من أدباء جيله قد حظوا بهذا السلام الفكري النابع عن الإيمان الواضح بأشياء محددة مثلما حظي هو ...) فاروق خورشيد مصر .
    ( .. ثم أخذ – رحمه الله – يتحدث عن أهمية القيم الإسلامية في أدبنا الحديث وفتح أعين الأجيال الجديدة على ما فيها من كنوز لا مثيل لها والتصدي لتيارات الغزو الفكري الآثمة ،وكان يحاول أن يرسم صورة صادقة لفساد الحياة الفكرية وخللها في تلك الفترة وأثر ذلك على مستقبل الأجيال والأوطان وضرورة مجابهة تلك التصورات الزائفة بالفن الصادق الصحيح ، والأدوات الفنية المستحدثة واستيعاب الجديد في الأشكال الفنية وملئها بالمضامين الفكرية السليمة ) د . نجيب الكيلاني .
    (لقد كان تمسكه بعروبته وإسلامه وحرصه على لغة العروبة والإسلام بمثابة النور الذي يضيء حياته ) شوقي السكري كاتب مصري .
    ( ولا بد من الاعتراف أن باكثير كان ذخرا روحيا نادرا ، ذلك لأننا كنا نعيش في عصر عاصف مليء بالتوتر وبالأزمات ولكن الإنسان منا حين يذهب إلى باكثير ولو للحظات قصيرة كان يجد لديه الراحة النفسية والرضا، ويترك باكثير وهو يشعر بالرضا وبالثقة وبالقدرة عـــلى الاستمرار ) محمد عودة كاتب مصري ماركسي .

    من أقوال باكثير :
    ( أنا علي يقين أن كتبي وأعمالي ستظهر في يوم من الأيام وتأخذ مكانها اللائق بين الناس في حين تطمس أعمالهم وأسماؤهم في بحر النسيان ،لهذا فأنا لن أتوقف عن الكتابة ولا يهمني أن ينشر ما أكتب في حياتي .. إني أرى جيلاً مسلما قادما يستلم أعمالي ويرحب بها ، إنهم يسمونني ( علي إسلامستان ) وهذا لقب يشرفني لأنه يؤكد إسلاميتي ويؤكد هويتي التي لم أغيرها ولن أغيرها طوال حياتي وأموت عليها متى شاء الله ) .
    ( إن الإنجليز سيخرجون قريبا من عدن .. ولكنني أخشى على هذا الوطن المسكين بعد استقلاله أن يقع في براثن الشيوعية -كان في سنة 1966م قبل الاستقلال بسنة - أتمنى أن أكون مخطئا في تصوري للأمور ولكنني أدرى منكم بأساليب الشيوعية والاستعمار .. )
    وبعد أن زار عدن بعد الاستقلال سنة 1969م قال في مقابلة مع إذاعة الكويت عن انطباعاته : ( للأسف أن الاتجاه السياسي في عدن يسير نحو خط لا أرضى عنه والمناخ الثقافي تسيطر عليه الاتجاهات الفكرية الوافدة الغريبة على فكرنا العربي الإسلامي الأصيل )
    ( أنا كاتب مسرحي متفائل .. مؤمن بالإنسان كجزء من إيماني بالله .. وأتمنى على الله أن يعيد العرب كما كانوا .. خداما للإنسانية وشهداء عليها )
    ( إن الإيمان بالله شيء لا يتعارض مع التقدم والحضارة وإن الإيمان بالمجهول هو نفسه الإيمان بالعلم وهو الإيمان بمقدرة الإنسان على الكشف والتفكير الدائم والابتكار )
    ( كنت دائما أرى أن الإسلام قوة روحية ، ومدنية كبرى وأن الإنسانية الحائرة ستظل دائما في حاجة إلى الاهتداء بنوره وأن على كتابنا ألاّ يستعيروا الأيديولوجيات الأجنبية بل ينظروا إلى الحياة من وجهة النظر الإسلامية ، ويعبروا عن واقعهم وأحلامهم من خلالها ، ولا يبالوا في ذلك بمن يرميهم بالرجعية والجمود والغيبة من الملاحدة والشعوبيين فإن هذه التهم ألصق بهم من غيرهم )
    ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بمثل ما صلح به أولها .. ونحن في نهضتنا الحاضرة أحوج ما نكون إلى الاقتداء بسيرة عمر بن الخطاب الزعيم الإسلامي الأمين الذي يحرص على اتباع السنة ويجتهد مع ذلك في ابتداع الوسائل الجديدة في مواكبة التطور في جميع ميادين الحياة )
    ( كنت معجبا بعمر بن الخطاب كنموذج للحاكم المسلم كما ينبغي .. وفي هذه الملحمة حاولت أن أصور الحياة الإسلامية في أزهى عصورها وفي أيام تدفقها الأول بحيث تشمل جميع جوانب الحياة السياسية والفكرية والاقتصادية والدينية في الحرب والسلم بحيث يجد القارئ العربي جواباً لكل مشكلة تخطر له )
    س : هذا يقودنا أستاذ باكثير إلى معرفة رأيك في الجدل الذي يثار حول تقديم الموضوعات الدينية على المسرح ؟
    ج : لقد واجهتني هذه المشكلة في ملحمة عمر بالذات والواقع ليس هناك نص ديني يمنع مطلقا من عرض حياة الصحابة – رضوان الله عليهم – علنا خصوصا إذا اتخذت الاحتياطات اللازمة من حيث التمثيل ومن حيث التأليف بحيث أنها تكون صادقة ولا يقبل الكلام الفارغ لأن هذه دروس نعلمها لهذا الجيل فمثلما نقوم بتدريس تاريخهم وقراءته ينبغي أن نراهم وهم يحيون حياتهم الحقيقية على المسرح ، هذه وسيلة من وسائل الدعوة إلى الدين وسيلة حديثه وهذه الوسائل إذا كانت غير موجودة أيام الصحابة فليس معنى هذا إذا استحدثت اليوم أنها تحرم ) .

    مراجع هذا البحث :
    1. مؤلفات باكثير المطبوعة
    2. مخطوطاته ومذكراته لدى أسرته بالقاهرة
    3. كتاب : ( علي أحمد باكثير .. رائد التحديث في الشعر العربي المعاصر )
    د. عبد العزيز المقالح
    دار الكلمة – صنعاء – ( د. ت )
    4. كتاب ( علي أحمد باكثير .. في مرآة عصرة ) د. محمد أبو بكر حميد – مكتبة مصر 1991م
    5. ( علي أحمد باكثير .. من أحلام حضرموت إلى هموم القاهرة ) يضم أحاديث باكثير للصحف والإذاعات والتلفاز جمع وتحقيق د. محمد أبو بكر حميد
    دار المعارج الدولية للنشر – الرياض – طــ1 1997م
    6. (روايات علي أحمد باكثير التاريخية ) أبو بكر البابكري رسالة ماجستير – جامعة صنعاء – 1994م
    7. ( البناء الملحمي في مسرح باكثير ) أبو بكر البابكري – رسالة دكتوراه – جامعة عين شمس 1999م


    إصدار :
    دائرة الإعلام والثقافة بالأمانة العامة
    التجمع اليمني للإصلاح

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  9. #45
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الاسم: عقيل بن محمد بن زيد المقطري.

    العمر: 44 عاما.

    الحالة الاجتماعية: متزوج.

    تلقيت مبادئ القراءة والكتابة والحساب والقرآن الكريم في الكُتّاب بقريتي التي ولدت فيها، وفي سن التاسعة أي عام 1968م رحلت إلى مدينة عدن والتحقت بمعهد ديني أهلي لمدة سنة، ثم التحقت بالمدارس الحكومية حتى تخرجت من المرحلة الابتدائية، ثم انتقلت إلى مدينة تعز والتحقت بالمدارس الحكومية فأخذت الأول والثاني الإعدادي، ثم انتقلت إلى مدينة الحديدة فأخذت فيها الشهادة الإعدادية العامة، ثم توقفت عن الدراسة نظراً للظروف المعيشية الصعبة، فانشغلت في كسب الرزق لمدة سنتين تقريباً، وبعد أن حصلت على وظيفة في إحدى المؤسسات الأهلية التحقت بالدراسة في المرحلة الثانوية وكنت أعمل في الفترة الصباحية وأدرس في الليل في معهد علمي ليلي رسمي، واستمريت حتى أخذت الشهادة الثانوية العامة وحصلت على معدل ممتاز وحصلت على المرتبة الثامنة على مستوى الجمهورية.

    وخلال توقفي عن الدراسة وفترة الدراسة الثانوية كنت أواصل طلب العلم لدى مشايخ العلم في مدينة الحديدة فأخذت فنون مختلفة كالحديث والفقه والتجويد والقراءات والأصول واللغة العربية والسيرة... الخ.

    ثم التحقت بالدراسة الجامعية في صنعاء ولمدة عامين، ثم تقدمت لنيل شهادة المعادلة الجامعية وحصلت عليها بنجاح ولله الحمد عام 1989م.

    بعد ذلك تفرغت للدراسة الشرعية غير النظامية وذلك في مدينة صعدة لدى الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي ومكثت هناك ست سنوات، أخذت عليه علم الحديث والنحو والتفسير وفنون أخرى.

    كما أخذت علم الفرائض على الشيخ محمد بن عبد الله ولد الشيخ الشنقيطي المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة وحصلت على إجازات كثيرة في علم الحديث من شيخ فقهاء اليمن مفتي الديار اليمنية العلامة القاضي محمد بن إسماعيل العمراني ومن مؤرخ اليمن الكبير محمد بن علي الأكوع ومن مسند الدنيا محمد ياسين الفاداني المكي ومن غيرهم من علماء الشام والمغرب ومصر واليمن.

    وخلال هذه المدة كنت أعمل في الساحة الدعوية من خلال المحاضرات والخطب والدروس العلمية، وبعد مرور ست سنوات على دراستي في مدينة صعدة انتقلت إلى مدينة تعز في عام 1410هـ وصرت إماماً وخطيباً لجامع الدعوة، وكانت لي دروس علمية في الفترة الصباحية والمسائية وعدت محاضرات في المدينة. التقيت في المدينة بعدة مشايخ تلقيت عنهم العلوم كأمثال الشيخ القاضي محمد بن يحيى شمسان أخذت عليه في الفقه والأصول، والشيخ سعيد بن سعيد حزام أخذت عليه في العقيدة والشيخ عبد الملك بن داود عبد الصمد أخذت عليه في الفقه والقواعد الفقهية.

    وفي عام 2000م حصلت على شهادة الماجستير في الحديث وعلومه بدرجة امتياز من الجامعة الوطنية.

    الوظائف التي شغلها:

    شغلت خلال هذه الفترة عدة مناصب إدارية:

    1- عضو مجلس إدارة في جمعية الحكمة اليمانية الخيرية.

    2- رئيس اللجنة العلمية فيها.

    3- رئيس الإدارة العامة لمعاهد الفرقان الشرعية.

    4- مدرس للفقه والعقيدة والفرق والمذاهب والمصطلح في معهد الفرقان.

    5- مدرس لمادة المصطلح في مركز المنار للدراسات الشرعية.

    6- مدرس لمادة الحديث وعلومه في مركز تعز للدراسات الشرعية.

    كانت لي رحلات علمية في الدعوة إلى الله بدعوة من وزارة الأوقاف القطرية ومن اتحاد الطلبة المسلمين في الهند ومن الجالية المسلمة في أمريكا.

    المؤلفات:

    1- تبصير الورى بما جاء في صلاة الضحى.

    2- إعلام أهل العصر بما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر.

    3- فصل الخلاف الحاصل في تعيين مكان الاعتكاف.

    4- إظهار العجب في بيان بدع شهر رجب.

    5- تسليح الشجعان بحكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان.

    6- المورد في حكم الاحتفال بالمولد.

    7- أدب الاختلاف.

    8- إعلام الأنام بأحكام الصيام.

    9- فقه النصيحة.

    10- آداب الزيارة.

    11- صفات القائد الدعوي.

    12- البدعة وضررها على الأمة.

    13- توجيهات إلى شباب الصحوة.

    14- التقويم وأثره في تصحيح مسار الدعوة.

    15- قواعد الاعتدال لمن أراد تقييم الجماعات والرجال.

    16- تحذير الفضلاء من اتباع زلات العلماء.

    17- الفصام المبتدع بين أهل الفقه والحديث.

    18- الولاء والبراء.

    19- أحكام العيدين.

    20- تسليح المناجز لاجتناب بدع الجنائز.

    21- الدرر البديعة في ترجمة ابن لهيعة (لم يطبع).

    22- تمام المنة في تخريج حديثي أفلح وأبيه إن صدق وأما وأبيك لتنبأنه (لم يطبع).

    23- تعليقات مفيدة على تدريب الراوي للسيوطي (لم يطبع).

    24- إتحاف الراكع والساجد بأذكار الخروج والدخول من المساجد (لم يطبع).

    التحقيقات:

    1- استفياء الاستدلال في تحريم الإسبال للصنعاني.

    2- رسالتان في صحة وقوع الطلاق بلفظ التحريم للصنعاني.

    3- القول المجتبى في بيان ما يحرم من الربا للصنعاني.

    4- ربا النسيئة للصنعاني.

    5- رسالة في الذبح على القبور للصنعاني.

    6- اللمعة في تحقيق شرائط الجمعة للصنعاني (رسالة الماجستير).

    7- بحث في صحة صلاة المفترض خلف المتنفل للصنعاني.

    8- تنبيه الأفاضل على ما ورد في زيادة العمر ونقصانه من الدلائل للشوكاني.

    9- رفع الريبة فيما يجوز وما لا يجوز من الغيبة للشوكاني.

    10- بحث في الإضرار بالجار للشوكاني.

    11- اللمعة في إدراك الجمعة لمن أدرك الركعة للشوكاني.

    12- كشف الأستار في إبطال قول من قال بفناء النار للشوكاني (لم يطبع).

    13- الجمع بين حديث ابن عباس وحديث عبد الله بن حكيم في جلود الميتة للشوكاني (لم يطبع).

    14- المسألة الحمارية (بحث في الفرائض) للشوكاني (لم يطبع).

    15- إتحاف الأكابر في إسناد الدفاتر للشوكاني (لم يطبع).

    16- التحف في الإرشاد إلى مذاهب السلف للشوكاني (لم يطبع).

    17- سلم الوصول لابن تيمية.

    18- الواسطة بين الحق والخلق لابن تيمية.

    19- الرسالة الشوكية لابن القيم.

    20- الصارم المنكي في الرد على السبكي لابن عبد الهادي.

    21- هداية الوصول في علم الأصول للعبادي.

    22- رسالة في علم أصول الحديث.

    23- كتاب القبل والمعانقة لابن الأعرابي (لم يطبع).

    وغيرها.

    منقول


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  10. #46
    الصورة الرمزية جهيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    4,118
    معدل تقييم المستوى
    607

    Wink

    الدكتور غالب القرشي




    الدكتور / غالب عبد الكافي القرشي . - من مواليد 1947م في محافظة تعز . - يحمل شهادة الدكتوراه في السياسة الشرعية 1987م . - أستاذ مادة الاقتصاد الإسلامي في كلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء . - وزير الأوقاف والإرشاد سابقاً عام 1993م – 1997م . - عضو المجلس الاستشاري عام 1997م – 2000م . - عضو مجلس الشورى عام 2000م – 2003م . - عضو مجلس النواب حالياً . -رئيس جمعية تعليم القرآن الكريم - له عدة مؤلفات منشورة .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمتم في حفظ الباري
    ألف شكر لك أيها الصامد

  11. #47
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





    أستاذ دكتور عبد الله قاسم الوشلي

    نبذة مختصرة :
    - هو أ.د. عبد الله بن قاسم بن إسماعيل الوشلي ، ولد بمدينة الزيدية محافظة الحديدة في 7 محرم سنة 1369هـ ، الموافق سنة 1949م .
    - تلقى التعليم الأولي في الكتّاب ثم واصل التعليم في مسجد الشيخ صائم الدهر بمدينة الزيدية على مشائخ وعلماء أجلاء على الطريقة القديمة في العلوم الشرعية والعربية ، ثم واصل الدراسة بالأسلوب المعاصر في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حيث أخذ الإجازة العالية ( ليسانس ) من الجامعة بامتياز مع درجة الشرف .
    - ثم واصل الدراسة بالباكستان حيث حصل على شهادة الماجستير من جامعة البنجاب بالباكستان بتقدير ( جيد جدا) .
    - ثم التحق بالجامعة الإسلامية بأم درمان (السودان) لنيل درجة الدكتوراة حيث حصل عليها بأعلى تقدير تعطيه الجامعة .
    - التحق بأعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء ، حيث يعمل الآن أستاذاً مشاركاً في الدراسات الإسلامية
    - عمل رئيساً لقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة صنعاء (سابقا) .
    - له عدة مؤلفات منها المطبوع المتداول ، ومنها ما هو تحت الطبع ، ومنه ما هو حبيس المكتبة ، وهي كما يلي:
    الكتب المطبوعة
    - سلسلة إحياء رسالة المسجد في ثلاثة كتب .
    1) المسجد وأثره في تربية الأجيال ومؤامرة أعداء الإسلام عليه ( مطبوع) .
    2) المسجد ودوره التعليمي عبر العصور ( مطبوع) .
    3) المسجد ونشاطه الاجتماعي عبر العصور (مطبوع) .
    4) المسجد ودوره الجهادي على مدار التاريخ ( تحت الطبع) .
    5) النهج المبين لشرح الأصول العشرين ( مطبوع) .
    6) البيعة أحكام ومضامين (مطبوع) .
    7) الرحلات والمخيمات وأثرها الدعوي والتعليمي والتربوي (مطبوع) .
    8) الإعلام الإسلامي في مواجهة الإعلام المعاصر (مطبوع) .
    9) عنصر القوة في تحقيق ركن الأخوة (مطبوع) .
    كتب ومؤلفات أخرى حبيسة المكتبة وهي :
    1) النشاط الطلابي وأثره في تربية الناشئة
    2) الفقه ومجهود علماء تهامة اليمن في تدوينه وتصنيف علومه في مجلدين
    3) علم الحديث في اليمن والعناية اليمانية بصحيح البخاري وتراجم رجال إسناده ( القسم الأول مطبوع والثاني تحت الطبع )
    كتب تحت الإعداد والتأليف
    1) الأمل في تحقيق ركن العمل للإمام البنا
    2) فقه رأس مدرسة الفقه اليمانية ( طاووس اليماني) .
    أبحاث ودراسات نشرت
    1) (إبداعات ابن المقري الفقهية من خلال رسالته الركاز المخمس في أوجه الماء المشمس ) نشر في مجلة جامعة صنعاء للقانون والدراسات الإسلامية .
    2) حلقات صحيح البخاري وحكم إقامتها في شهر رجب نشر في مجلة جامعة العلوم والتكنولوجيا .
    3) (مدرسة الفقه ****يدية وصلاتها ببلاد الحجاز والشام والعراق) قدم في مؤتمر زبيد في جامعة الحديدة .
    4) (الأحكام الفقهية ذات العلاقة بالطفل من الميلاد إلى السنة السادسة) نشر في مجلة كلية التربية – صنعاء- .

    منقول

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

  12. #48
    شاعر وخبير بالاعشاب الطبيه
    الصورة الرمزية الطبيب البهلولي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    اليمن
    العمر
    54
    المشاركات
    6,911
    معدل تقييم المستوى
    404

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    السيرة الذاتية للشيخ محمد سيف عبد الله :

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    بطاقة شخصية :
    · محمد سيف عبد الله العديني .
    · مواليد عزلة الأفيوش عام 1957م مديرية مذيخرة قضاء العدين محافظة إب .
    · متزوج وأب لستة أولاد وخمس بنات درس الثانوية العامة وشطر من الجامعة في المملكة العربية السعودية .
    · المؤهل ليسانس شريعة عام 1985م .

    الأعمال التي زاولها :

    1- مدير لمعهد حطين في عزلة الأفيوش .
    2- وكيلاً لمعهد إعداد المعلمين في الجند – محافظة تعز (نظام ثلاث سنوات) .
    3- موجه للتربية الإسلامية في المعاهد العلمية سابقاً .
    4- مستشاراً في المعاهد العلمية سابقاً .
    5- حالياً مستشار لشئون التدريب في مكتب التربية والتعليم في محافظة تعز .
    الدورات التي حضرها :
    1- دورة (Louis Allen Associates) نظام ألن الإداري .
    2- 10 دورات في التدريب الإداري والتربوي .
    3- دورات في الـ NLP البرمجة اللغوية العصبية والهندسة النفسية .

    الخبرات والمهارات :
    1- كاتب وباحث في التراث الإسلامي .
    2- خطيب جامع الجند التاريخي منذ عام 1984 وحتى عام 1996م في تعز وخطيب جامع الروضة في مدينة إب منذ عام 2000م وحتى اليوم .
    3- محاضر في الثقافة الإسلامية ومتطلباتها المختلفة .
    4- مدرب في القيادة والإدارة وفنون الدعوة التربية .
    5- كاتب في مختلف الصحف والمجلات الأهلية والرسمية في الحقوق والحريات وغيرها من المجالات .

    كتب مؤلفة للشيخ :


    1- المرأة بين صحيح المشروع وأخطاء بعض الموروث .
    2- عشر عوائق أمام المرأة في الإسلام .
    3- مفاهيم عن المرأة ينبغي أن تصحح .
    4- ولاية المرأة بين الإباحة والمنع .
    5- دور أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سياسياً ومفاهيم ينبغي أن تصحح عن هذا الدور .
    6- . شروط عقد الزواج بين اجتهادات التقيد والإطلاق .
    7- قانون الأحوال الشخصية بين مقاصد الشريعة الإسلامية ومتطلبات الحياة .
    8- الطاعة بين الولاء العام والخاص .
    9- الشورى بين التنظير والتعطيل .
    10- ثقافة الخطيب بين التقليد ومتطلبات العصر .
    11- خطب تصحح مفاهيم وترفع الهمة .
    12- وسطية الإسلام في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات والتشريع .

    بحوث أعدت وألقيت في مؤتمرات وندوات ومخيمات مختلفة :
    1- التدين المنقوض .
    2- مبدأ التثبت بين النظرية والممارسة .
    3- الداعية بين عوامل الركود والحركة .
    4- الحرية ودورها في توسيع دائرة الوعي .
    5- أسس نجاح النخب الثقافية .
    6- الخطاب الإسلامي بين كيد الأعداء وجهل الأبناء .
    7- التربية بين متطلبات النهوض وجواذب التخلف .
    8- الفقر وعلاقته في انتشار الجريمة .
    9- التربية الوقائية في الإسلام .
    10- حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية .
    11- دور الآباء والمجتمع في تنشئة الطفل .
    12- فن إدارة الأسرة .

    دورات وبرامج تدريبية :

    1- الإتصال الفعال ومهاراته .
    2- التخطيط .
    3- إدارة الذات .
    4- أساليب تنمية التفكير .
    5- حل المشكلات .
    6- التحفيز والدوافع .
    7- إعداد الأهداف التربوية .
    8- طرق تدريس .
    9- تقويم التدريس .
    10- استراتيجية التدريس وفن الإقناع .
    11- مفاتيح التحريك للسلوك الإنساني .
    12- حل الخلافات في العمل الإداري وغيره .
    13- القيادة الإدارية الفعالة .
    14- أساليب التوجيه المثلى .
    15- بناء فريق العمل .
    16- الخطيب الناجح .
    17- منهجية الإسلام في التعامل مع الشبهات .
    18- صناعة القرار الصائب .
    19- إعداد التقارير .
    20- تقييم الذات .
    21- المحاضرة الحديثة ومهاراتها .
    22- الحوار ومهارته .
    23- كيف تكون مدرباً ناجحاً .
    24- كيف تكون إيجابياً .
    25- فن التعامل مع الآخرين .
    26- إعداد البحوث العلمية .
    27- القراءة وفنونها .
    28- التعرف على أنماط الشخصية .
    29- الأولويات العامة والخاصة .

    منقول


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اشكر الاخت مزاين على التوقيع

صفحة 4 من 8 الأولىالأولى 1234567 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 17-09-2010, 12:26 AM
  2. هيئة علماء اليمن تعلن الموقف الشرعي من الأحداث التي تشهدها اليمن
    بواسطة أخبار التغيير نت في المنتدى ملتقى الأخبار والمنقول
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-01-2010, 09:20 AM
  3. علماء اليمن: الوحدة نعمة والحفاظ عليها واجب شرعي على كل أبناء اليمن
    بواسطة سبأ نت - أخبار محلية في المنتدى ملتقى الأخبار والمنقول
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-04-2009, 10:00 PM
  4. تعرف على علماء وجهابذة اهل اليمن
    بواسطة الطبيب البهلولي في المنتدى ملتقى المواضيع العـامـة
    مشاركات: 89
    آخر مشاركة: 06-12-2007, 07:02 PM
  5. ملف :::: اليمن والحرب:: هنا تعرف اخر اخبار اليمن حول حرب العراق
    بواسطة انايمني في المنتدى ملتقى السيـاسـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-03-2003, 11:55 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •