للشاعر الكبير \ حسين ابوبكر المحضار
كذا تلقين يالدينا تردين الوفي عياب والعايب وفي
ويبقى المعرفي منكور في عينك والمنكور يبقى معرفي
متى باتنصفين ؟
علّيا طالت المده وهل الشهر وتناصف
اذا برقت في القبله ترفع فوق يالطارف
صبرت ايام وليالي ولكن عادنا بواجهك ماباقفي
جمل داسي ومتحمل وانتي على قياسي ثقيلي او خففي
وفي الحسر الحفي مكاني عادنا بطلع ولاني من احد خايف
اذا برقت في القبله ترفع فوق يالطارف
اذا نطيط انا بلافهه ايه المشكله ؟؟
غيري ينطنط مالفي .... بعيده ماتجي بالكذب
ولا باللباقه والكلام العاطفي
بغت خاطر مــدي مسّلّم مايهمو برقها او رعدها القاصف
اذا برقت في القبله ترفع فوق يالطارف
وذا كله من العشقة تعيـبـه خلت الميزان وشوكه هفي
وخلت كم وكم من جيّد يستبرد وهو قد كان في موقع دفي
وطرف ماغفي ونفسه تردف الونه وريقه منها ناشف
اذا برقت في القبله ترفع فوق يالطارف
المناسبة /
ألف حسين المحضار هذه القصيده في حدث سياسي وقع في اليمن
عندما تم خلع احد الوزراء الذي اشتهر بالامانة والخوف من الله بوزير
اخر لايستحق هذا المنصب لما عرف عنه من الخداع والغش
الشرح /
كذا تلقين يالدنيا تردين الوفي عياب والعايب وفي ويبقى المعرفي منكور
في عينك والمنكور يبقى معرفي متى باتنصفين عليا طالت المده وهل الشهر
وتناصف
المقطع الاول من القصيده
يقول الشاعر هكذا تفعلين ( تلقين ) يادنيا تقلبي موازين الامور فيصبح
الوفي المخلص عايب ومخطئ ويصبح العايب وفي ومخلص
ويسأل متى باتنصفين ؟؟ ونخلص من هذا السؤال انه قد يأس منها
ومن افعالها
ويقول عليا طالت المده وهل الشهر وتناصف
اي ان العمر ولى واصبحنا في منتصف الشهر ولم نرى منك انصافا وتقديرا
وهنا يصف الانتطار والوعد ... بالشهر الذي انقضى وتناصف دون ان يجد
منها اي تجاوب
المقطع الثاني من القصيده
صبرت ايام وليالي ولكن عادنا بواجهك ماباقفي جمل داسي ومتحمل وانتي
على قياسي ثقلي او خففي وفي الحسر الحفي مكاني عادنا بطلع ولاني من
احد خايف
يخاطب الشاعر الدنيا قائلا لها انني صبرت على جورك ايام وليالي
ويتبع خطابه بالتحدي حين يقول ومازلت صابرا ومستعدا لمواجهتك ومواجهة
ماذا تلقي به من مأسي ولن ادير لكي ظهري خوفا وهربا
( باقفي ) مشتقه من كلمة القفى اي الظهر
ويصف الشاعر نفسه مثل الجمل وبالتحديد مثل جمال ( داس ) وداس منطقة
في حضرموت تشتهر جمالها بأنها اكثر قوة وصلابه من غيرها من الجمال
ثم يتابع قائلا ومتحمل وانت على قياسي اي على ظهري ثقلي او خففي
وفيه يظهر التحدي بقوله ثقلي او خففي اي بما معناه انكي يادنيا مهما
خففتا وثقلتي فأنا سائر وان زادت حمولتي
ويتابع قائلا وفي ( الحسر الحفي ) والحسر الحفي ايضا مكان مرتفع
عال يصعب الوصول إليه
وفي الحسر الحفي مكاني عادنا بطلع ولاني من احد خايف
يتابع خطابه للدنيا قائلا مع ثقل الحمولة وصعوبة المكان إلا انني سوف اطلع
بدون اي مبالاة من شي او احد
المقطع الثالث من القصيدة
اذا نطيط انا بالافهه ايه المشكله غيري ينطنط مالفي بعيده ماتجي بالكذب ولا
باللباقة والكلام العاطفي بغت خاطر مدي مسلم مايهمه برقها او رعدها القاصف
يتابع الشاعر في وصفه البديع للدنيا بانها عاليه فيقول اذا نطيط انا بالافهه
( بالافهه ) تعني الملامسه
ايه المشكله غيري ينطنط مالفي
يقول اذا قفزت محاولا ملامسة الدنيا قد اصل والمس وقد لا اصل
ولكن اذا وصلت فهناك من لايصل واذا اردت المحاوله في القفز لها فهناك
قبلي قد حاول بدون فائده
هنا نرى كيف شبه الدنيا بالسقف العالي الذي يصعب الوصول إليه
ويتابع قائلا انها بعيده لاتأتي بالكذب ولاتأتي باللباقة ولاتأتي بالكلام العاطفي
هنا يصف الدنيا بالمستحيله وويشبهها بالشخص المغرور الاناني الذي لا
تستطيع التعامل معه بالصدق او بالكذب بالطيب او بالقسوة
بغت خاطر مدي يقصد بها ان من اراد مجاراة هذه الدنيا عليه ان يكون ذو
بال طويل صبور يتحمل ماتجود به من جور
ويتابع قائلا
مسلم / بشد السين واللام وهو اسم للشخص
مسلم مايهمه برقها اورعدها القاصف ... يصف هذا الشخص بالغير مبالي لها
ويصف دنأة الدنيا بالبرق والرعد لشدة الضوء والصوت الذي ينبعث منهما
المقطع الرابع من القصيدة
وذا كله من العشقة تعيبه خلت الميزان وشوكه هفي وخلت كم وكم من جيد
يستبرد وهو قد كان في موقع دفي وطرفه ماغفي ونفسه تردف الونه وريقه
منها ناشف
يعود الشاعر للمناسبة التي كتب فيها هذه القصة فيقول ان التغير السياسي
الذي حصل كان بسبب المال وحب المناصب وقلة الوفاء والنزاهة
والمقصود ( بالعشقة )هنا ليس العشق المعروف بين المحبين وانما المقصود
به كل مايخل بصدق الميزان ... فيصبح هفي اي مائل وركيك لايأتي بالاوزان
على حقيقتها
ثم يصف ذلك المسؤل الذي فقد منصبه ظلما بالجيد
(الجيد) تعني الاصيل النزيه الطيب
(يستبرد ) اي يشعر بالبرد
وهو قد كان في موقع دفي اي في موقع دافئ
فاصبح يشعر بالبرد بعد ان كان ينعم بالدفء
والمقصود ليس الشعور بالبرد بعينه وانما
تغير الحال من الراحة إلى الشقاء
وطرفه ماغفي / اي طرف عينه لم يطبق لأن الشعور بالبرد يمنع النوم غالبا
ونفسه تردف الونه / التونن من ما حل به فترادفت عنده الاهات
وريقة منها ناشف / هذه الدنيا جعلته يذوق طعم الضمأ بعد ان كان لايعرفه
اذا برقت في القبله ترفع فوق يالطارف
وهذا مثل معروف وحكمه مشهوره في اليمن وبعض المناطق في جنوب المملكه
وبالتحديد المناطق المنحدره والوديان
ومعنى اذا برقت في القبله / اي اذا رأينا البرق في جهة القبلة اي جهة مكه
المكرمه فهذا يدل على ان هناك عاصفة رعدية ممطره
ترفع فوق يالطارف / اي على كل من يقطن طرف الوادي او طرف القريه
او طرف المدينه ان يتجهوا إلى المناطق المرتفعة لأن العواصف الرعديه
الممطره تنتج عنها سيول جارفه فعلى سكان الاطراف الترفع والتوجه إلى اعلى
الجبل او اعلى المنطقه ...................... كتبه أقلام متعبه
منقول
.
Bookmarks