وثيقة صادرة عن الهيئة الشرعية للثورة السلمية لأبناء الجنوب
الحمدلله واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
فان الوقوف امام المستجدات الاخيرة والمستمرة والتي تشهدها اليمن عامة والمحافظات الجنوبية خاصة وبيان الموقف الشرعي استدعى اهتمام جمع من العلماء والمشايخ والدعاة وطلبة العلم من المحافظات الجنوبية والذين سعوا بتدوين هذه الوثيقة بحمدالله كبيان شرعي هو بنظرنا من اوجب الواجب امام اهل الدين من المشايخ والعلماء والدعاة .سيما في حالة التأزم القائمة بين اصحاب الحراك السلمي الجنوبي * والسلطة الحاكمة والتي تلوح بنذير اشعال فتيل الحرب في ظل تصاعد فعاليات هيئات الحراك السلمي المستمروالمتوازي مع انضمام المزيد من مشايخ الجنوب ووجهاءها وعقلاءها والعديد من المفكرين والصحفيين والمثقفين والوطنيين من ابناء الجنوب في داخل البلاد وخارجها اضافة الى بعض رموز القيادات التاريخية الوطنية للجنوب في الداخل والخارج خاصة والذي اضفى على الشعب الجنوبي ما يمكن ان نسميه بالقناعة الكاملة للمضي في هذا الخط السياسي السلمي لنيل الاستقلال من نظام الجمهورية اليمنية وفض الشراكة الوحدوية من نظام صنعاء . وامام هذا الواقع المتأزم المتراوح بين التصعيد في الخطاب الاعلامي من قبل السلطة الحاكمة والتهديد بالتصدي بحزم لكل فعاليات مكونات الحراك السلمي الجنوبي معتبرة اياهم مخالفين للنظام والدستور وخارجين عن القانون ومتسببين في زعزعة الامن والاستقرار بحسب تعبيرات السلطة الدارجة مع كل معارض يريد الاصلاح نجد في المقابل مكونات الحراك السلمي الجنوبي ماضون في عزيمة واصرار على التعبير عن رفضهم لممارسات السلطة القمعية والمطالبة بتحريرالجنوب واستعادة دولته التي اتحدت مع نظام صنعاء في 22مايو1990. معتبرين ان الاعتراف بالقضية الجنوبية هو العنوان للحوار حول احدى الخيارات الممكنة
وهناك خياران مطروحان فيما يبدوا – وبدعم اقليمي ودولي- ان يكون الحل الامثل هو التفاوض بشأن
الخيار الاول
الفيدرالية
كخيار معقول مقبول للطرفين المتنازعين
الخيار الثاني
العودة الى ماكان عليه الوضع قبل الوحدة بفض الشراكة الوحدوية –فك الارتباط-كما اصطلح عليه عند الجنوبيين
وايا كان الامر فأن مبحثنا يندرج في هذه المسائل
المسألة الاولى
الموقف الشرعي من الحراك الجنوبي السلمي والبحث عن مشروعيته
المسألة الثانية
مشروعية فعاليات الحراك الجنوبي السلمي من المظاهرات والمسيرات والاعتصامات السلمية
المسألة الثالثة
نصرة رموز الحراك الجنوبي السلمي من القيادات البارزة للحراك كمشايخ ووجهاء وعقلاء سياسيين واجتماعيين –مفكرين صحفيين مثقفين أدباء....الخ-بصفتهم قيادات معينة او مقترحة او منتخبة من قبل الهيئات الشعبية والقبلية للجنوب للتعبير عن مطالبهم ومظالمهم الحقوقية والإنسانية المتفق على صحتها وأحقيتها من قبل السلطة والمعارضة والعالم كما في عدة تصريحات تلفزيونية وصحفية حتى من أعلى السلم الهرمي للسلطة ..وهل يتوجب على المسلم نصرتهم والوقوف معهم فيما اذا تعرضوا للتهديد او الملاحقة ..وما هو الواجب على من ينصرهم اذا استدعى الامر الذب عنهم بالمنافحة والمدافعة والمقاتلة ..وهل هذا النوع من المنافحة والمدافعة والمقاتلة من نوع دفع العدو الصائل على الانفس والاموال والاعراض ام هو من جنس قتال الفتنة . وهل المقتول من المسلمين الذي احتسبوا لنصرة هذه القيادات من مشايخ ووجهاء وعقلاء سياسيين واجتماعيين –مفكرين وصحفيين ومثقفين....الخ-معذورون في ذلك ان شاء الله ام غير ذلك؟
المسألة الرابعة
فيما لو تأزم الوضع اكثرواشد مما هو عليه الان . وانقادت البلاد الى حرب اهلية ...فما الموقف الشرعي في مثل هذه الحالة . وهل يقاتل المسلم حينها ام يعتزل الفرق المتقاتلة ويلزم بيته ..وفيما اذا تعرض للاعتداء على نفسه او ماله او عرضه وهو معتزل .فهل يجوز له الدفاع عمن ذكرنا لرد هذا العدو الصائل . وما هو الواجب حيال مثل هذه الحاله من الفتنة من شراء السلاح واقتناءه ومامدى مشروعية هذا الاقتناء للسلاح من عدمه؟
اسئلة كثيرة بحاجة الى اجابات شرعية واضحة لبيان الحكم الشرعي للناس .
فالكلام عن الموقف الشرعي من الحراك الجنوبي السلمي وشرعيته نقول.
ان مكونات الحراك الجنوبي لازالت حتى اليوم سلمية ودائرة في فلك المظاهرات والمسيرات والاعتصامات ومنحصرة في اطار منظمات المجتمع المدني من هيئات الحراك ومجالس التنسيق على مستوى المحافظات والمديريات الجنوبية .وهي ليست بحالتها الراهنة –سببا لمراد الفتنة-لان المنتمين اليها كما هو معروف عنهم اختاروا المظلة السلمية للتعبير عن مطالباتهم الحقوقية والانسانية الفردية والجماعية وما نجده واضحا هو العكس ...ان الدولة هي التي تسعى لتأجيج الموقف –ولعل في كتابات العديد من الكتاب والمفكرين من أبناء المحافظات االشماليه بتحميل السلطة تصعيد الموقف في المحافظات الجنوبية خير دليل على ذلك-
قال تعالى (وشهد شاهد من اهلها){يوسف26}..الأمر الذي حدا بالقيادات الأمنية في بعض الأحيان من استخدام القوة المفرطة في تفريق المتظاهرين بالاسلحة الفتاكة كما حصل مرارا وتناولته وسائل الإعلام ولذا فان كون الحراك الجنوبي لايزال حتى اليوم مستمسكا بعروة النضال السلمي في قضيته يعزز لدينا ترجيح العمل بالقاعدة الشرعية والتي تنص على ترجيح خير الخيرين وشر الشرين ..لان الشريعة انما جاءت لتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها * فاذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضررا بارتكاب أخفهما *فتدفع أعظم المفسدتين باحتمال ادناهما * ويتم تحصيل اعظم المصلحتين بتفويت أدناهما .فالحاصل انه في مثل هذه الحالة يجب مراعاة القاعدة الشرعية التي تنص على اختيار اهون الشرين وذلك بتفويت ادنى المصلحتين تحصيلا لاعلاهما..
وبناءا على هذه القاعدة فان فعاليات الحراك الجنوبي من المظاهرات والمسيرات والاعتصامات ومع ما قد يتوهم انها شر وفتنة لما يحدث فيها من الجهر بالالفاظ السيئة كتلك التي يرددها ابناء الجنوب والتي يجد المرء لهم عذرا في هذ الجهر لقوله تعالى ( لايحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم){النساء 148 }...او نتائج بعض المصادمات بين القوات الامنية والمتظاهرين تلك التي بات متحققا بان من يدفع بها من قبل زبانية بعض المتنفذين الامنين والفتانين والتي تؤدي احيانا الى بعض القتل والإصابات والتخريب في بعض المؤسسات او المحلات او المصالح العامة للامة والتي يجب عدم التعرض لها بالضرر لانها بمحل الحرمة العامة للامة سوى ان ذلك الفساد والشر اهون بكثير من شر الحرب والقتال الغير محكوم بضوابط الشريعة والعقل والحكمة .ولذا ف
Bookmarks