الرياضة والسعادة
: توليفة من الفوائد الصحية والنفسية والجمالية والرغبة في عيش نمط حياة ممتعة ومختلف عن البيئة المحيطة،
هي الغاية من لجوء الناس، بمختلف فئاتهم العمرية، الى ممارسة الرياضة وخصوصاً صفوف الأيروبيك المتنوعة التي باتت تزخر بها النوادي الرياضية سواء المستقلة منها أم تلك الموجودة في الفنادق الكبرى، والتي صارت تتنافس في تقديم الخدمات الرياضية الأفضل لزيادة عدد نجومها في الرفاهية. هذه التوليفة هي أيضاً نتيجة رواج مفهوم جديد للرياضة، ساهمت فيه وسائل الإعلام التي تعرض نماذج جسدية وجمالية مثالية للنجوم في مختلف الميادين، ناهيك عن انتشار الوعي الصحي حول مخاطر البدانة. خصوصية صفوف الأيروبيك هذه، تكمن في منحها رواد النوادي القدرة على نحت اجسادهم في جو جماعي محفز ومسل في آن، ما يمنحهم القدرة على المثابرة للوصول الى الشكل الذي يرسمون في مخيلتهم من دون انتكاسات أو ملل.
* * *
تعطى صفوف الـpanacea في النوادي ضمن برامج مختلفة يجمعها قاسم مشترك هو السعي الى تغيير نمط حياة الأعضاء. و تتنوع هذه البرامج من صفوف لتمارين رياضية مهمتها حرق السعرات الحرارية كصف (TaE-Bo) مثلاً، الى أخرى مهمتها منح الليونة كصف (Body Sculpt)، وصف الـ(abs and legs) الخاص بالمعدة والذي يركز على مشاكل الجزء الأسفل من الجسم، بالإضافة الى صفوف الرقص الشرقي واللاتيني و(Hib Hob) للتسلية وخسارة السعرات الحرارية في الوقت ذاته. أما للراحة النفسية فغالباً ما تعطى صفوف "اليوغا" وصفوف الـ(fitball) وهذه الأخيرة مخصصة لكبار السن.
ويظهر هذا التنوع في الصفوف مدى سعي القيمين على هذه النوادي الى ترسيخ مفهوم "أن الجسد هو منزل الروح"، كما يقول المشرف الرياضي في نادي Panace'a سام عريضي. ويشير الى ان تحول مفهوم الرياضة من الكماليات الى الضروريات نابع من الوعي الصحي والثقافي الى أهمية الحفاظ على سلامة الجسد والوقاية من الأمراض، ما يزيد من فرص النجاح في حض الرواد على تغيير نمط حياتهم واعتناق الرياضة من خلال التواصل معهم ودفعهم الى المقارنة بين حياتهم الحالية والمستقبلية.
تكمن استراتيجية سام في حض الأعضاء على تغيير أسلوب حياتهم الغذائي والروحي والجسدي ورفع معنوياتهم بشكل دائم وحضهم على استغلال وقتهم مهما كان ضيقاً في ممارسة الرياضة إضافة الى تكرار تعداد النتائج النفسية التي يمكن حصادها من ممارسة الرياضة، وهي التخلص من الضغط النفسي والعصبي، نتيجة فرز الجسم، بعد ممارسة الرياضة والقيام بجهد كبير لهرمونات معينة تقلل التوتر العصبي.
يقول سام ان منشأ رياضة الأيروبيك كان في الدول الأسكندنافية، التي تحرص على زرع ثقافة الرياضة والغذاء الصحي في أجيالها منذ الصغر. ففي أستراليا مثلاً تشجع الدولة مواطنيها الذين يبلغون سن الخمسين على ارتياد النوادي مجاناً لتفادي اصابتهم بترقق العظام، ولتوفير كلفة العناية بهم صحياً في حال إصابتهم بأي عارض.
في صفوف الأيروبيك يحاول المدرب خالد نحفاوي ترسيخ مفهوم جديد لدى الأعضاء ليعتادوا اعتبارها جزءاً طبيعياً من حياتهم لا يمكن الاستغناء عنه، وليلتزموا تلقائياً بعد ذلك مواعيد الصفوف.لذا يحرص خالد على خلق جو من الاستمتاع في صفوفه لتحفيز المتدرب على ممارسة رياضة الأيروبيك من دون ان يكون ذلك على حساب الجدية.
يدرب خالد ثلاثة أنواع من رياضة الأيروبيك هي الـ(TaE_bo) التي تعتمد نمط حركات سريعة، و(Body Sculpt) التي ترتكز على الليونة، و(Abs and legs) التي تهتم بتشغيل المعدة والجزء السفلي من الجسد. وتبدأ ساعات التدريب هذه بخمس دقائق للتحمية وتنتهي بمثلها للاسترخاء. أما الموسيقى المرافقة لهذه الرياضات فيختلف ايقاعها باختلاف الصفوف نظرا الى دورها الأساسي في خلق الحماسة والطاقة عند المتدرب. ففي ساعات الـ(TaE_bo) مثلاً يكون سريعاً، أما في صفوف (Body Sculpt) و(Abs and legs) يكون الإيقاع أخف ما يتيح للمدرب تقسيم الحركات تبعا له.
الأيروبيك...والفنادق
لا تختلف النوادي الرياضية في الفنادق عن غيرها، إلا لجهة دوامها المفتوح لمدة أربع وعشرين ساعة، لـ"إتاحة الفرصة أمام زبائنها الذين هم غالباً من رجال الأعمال من الاستفادة من وقتهم لممارسة الرياضة ساعة يشاؤون"، كما يشير مدير الرياضة في فندق فينيسيا ربيع اللالا. ويقول "ان الفندق كان الأول في تأسيس ناد رياضي مجاراة للفنادق العالمية، مع أن برنامج النادي الخاص بصفوف الأيروبيك لا يختلف كثيراً عن باقي النوادي، إذ يلبي حاجات الأعضاء ورغباتهم. إضافة الى ذلك يعمد النادي الى تخصيص مدربين لمتابعة الأعضاء الذين يتبعون برنامجاً رياضياً بعد خضوعهم لفحص طبي، وتحديد الهدف الذي يريدون الوصول اليه، ولا يكتفون بصفوف الأيروبيك". هذا وتلاقي صفوف الإيروبيك إقبالاً كبيراً من الرواد، يعزوه اللالا الى "رغبتهم في تنويع التمارين والاستمتاع في الوقت ذاته"، خصوصاً أن برنامج صفوف الأيروبيك يحتوي على صفوف للرقص الشرقي و(Hib Hob) وغيرها من الرياضات المائية وهذا ما يرضي مختلف الأعمار والأذواق.
ويعتبر الاحساس بالسيطرة على الجسد، والذي لا يمكن إيجاده خلال التمرن المنفرد على الآلات، المردود الأول لممارسة الأيروبيك لدى رواد النوادي. وعن ذلك يقول اسامة يتيم (48 عاماً) إن هذا النوع من الرياضة يمنحه انسجاماً مع الذات، ويدفعه الى العمل بنشاط وكأنه في الثلاثين من العمر. وتوافقه الرأي ميرنا سنجر (24 عاماً) التي تشير الى أن "ممارسة الرياضة بشكل جماعي في غرفة واحدة تعطي مجالاً أكبر للتفاعل الإنساني وتحدي الذات والوصول الى الكمال في إتقان الحركة الرياضية". الى ذلك تؤكد منال جمل (24 عاماً) ان الدافع الأول لمشاركتها في صفوف الإيروبيك هو "التمارين التي تطاول مختلف أجزاء الجسم في ساعة واحدة ناهيك عن النشاط والحيوية اللتين تمنحهما لي الرياضة".
وفي الموفمبيك يشبه الأسلوب المتبع كثيراً النوادي الأخرى، والهدف الأساسي الذي يسعى القيمون عليه الى تحقيقه هو كما تقول مديرة اللياقة في الفندق تالار هاكوبيان، "إرضاء الزبائن وتعوديهم نمط حياة جديدا يضعه الخبراء في النادي بعد إجراء اختبار لنسبة الدهون في الجسم ووضعهم الصحي ليصار تاليا الى وضع نظام صحي ورياضي، تتم متابعته وتقويمه من المدرب والمتدرب مرة كل أسبوعين".
وتضيف "مدربو النادي هم من حملة الشهادات المعترف بها عالمياً، وهم يحاولون تطوير قدرات الزبائن جسدياً وإراحتهم نفسياً".
تشير تالار الى ان "نسبة إقبال الناس العاديين على نوادي الفنادق هي بنفس نسبة إقبالهم على النوادي المستقلة، إلا ان الاولى تتمتع بحسنة وهي استقبالها للزبائن لمدة 24 ساعة، وفي كل الأيام والأوقات ما يمنع الازدحام الذي يمكن إيجاده خلال ساعات الذروة في النوادي العادية.
..والرقص الشرقي
غالباً ما تشهد صفوف الرقص الشرقي إقبالاً من النساء للتعلم ومن الرجال للمشاهدة، فبالنسبة الى فاتن عبود فإن مشاركتها في هذه الصفوف هو "لرغبة في الاستمتاع والتفاعل مع الموسيقى وممارسة الرياضة في آن" وتشير مدربة الرقص Jano الى ان "المشاركة في صفوف الرقص الشرقي غالباً ما تكون نوعا من الرياضة هدفه الاستمتاع"، لكن ذلك لا يمنعها من اتباع تقنية جادة تؤهل المشاركات الى احتراف الرقص، فرقصها شرقي بالكامل يحاكي رقص ناديا جمال التي تدربت على يدها، أي "مزيج الحركة المتقنة والغنج والدلال الراقي". وتتابع "احرص على تعليم المشاركات ألف باء الرقص، أي تمهيد الجسد وتحضيره وتليينه ثم تجزئة الحركة وإتقانها ثم التدريب على "جملة" رقص، ولكن الأهم من ذلك كله هو إتقان الرقص بإحساس وهذا ما يميز راقصة من أخرى".
وجدت المقالة عن رياضة الايروبيك
منقولة عن ايلاف
Bookmarks