لا تستطيع السعودية حسم الحرب مهما يكن جبروتها، وقد تفتح حروباً في أكثر من مكان
الأربعاء 18-11-2009 03:01 صباحا
عبد الباري طاهر
نقلا عن صحيفة النداء
العنوان الأصلي: التحالف الاستراتيجي ضد من؟
نشأت الدولتان القطريتان العربية السعودية والمتوكلية اليمنية
على أرض واحدة متداخلة ومتشابكة حد التماهي.
وكان التصارع والاقتتال بينهما حتمياً لأنهما يتقاتلان أو
يطالبان بأن يتقاسما حكم أرض واحدة بشراً وأرضاً وحضارة
وتكويناً نفسياً عاماً واحداً، وهما جزء من أمة.
وتاريخاً متوحداً حتى وهو يتقاتل وينقسم. ما الذي يفصل تهامة الحجاز عن تهامة
اليمن؟ ما الذي يفصل جبال السراة (أرض الثورات في عسير اليمنية عنها في صعدة
وحجة والمحويت)؟ بل ما الذي يجعل من جزء جبل دخان أو قبائل وائلة ويام وبني
مالك يمنية وسعودية في آن؟ من الذي يقدر أن يمنع الجبال في رازح أن تصب مياهها
في أراضي ووديان تهامة «المخلاف السليماني». أرض واحدة وقبائل تنتمي إلى جد
واحد «أسطوري» أو أكثر من جد: قحطان، عدنان، وهما أخوان هكذا يقول التاريخ.
ثم بالله ما الذي يفصل سراة بني علي وفهم وسراة بجيلة والأزد والمع وبارق ودوس
وغامد ويام عن نجد وأرض الحجاز. مرجعية المخلاف الروحية: زبيد ومكة، ومرجعية
عسير ضحيان وصعدة، ولنجران مرجعية إسماعيلية في وائلة.
يصب الوادي الواحد في اتجاهين متعاكسين: البحر الأحمر غرباً ونجد شرقاً. وادي
خلب، ووادي جازان وخمد ووادي بيش ووادي عتود، وبيض وحلي ابن يعقوب، والترك
والقحمة والشقيق. لكأن هذه الوديان شريان واحد لنفس واحدة ترفض التمزيق والقطع
وإقامة الأسوار، فهما كيانان منذ النشأة الأولى يراد لأحدهما إلغاء الآخر،
وكان يحيى المحاصر ببريطانيا هو الأضعف، قاتل الإمام يحيى بأسلحة التاريخ
ومملكة آبائه من آل القاسم بن محمد وإرث الطائفة الزيدية، مؤزراً بصلح دعان،
وبدعم الأتراك -الطرف المهزوم في الحرب العالمية الأولى (14 – 17)، بينما كانت
الدولة القطرية السعودية الفتية تهب من نجد مسنودة بالمذهب الدعوي الوهابي
-الجهادي ذي الجذور البدوية، ومنتصراً بالدعم والتأييد البريطاني -المنتصر!
والأمريكي فيما بعد.
لم تستطع حرب 34 أن تحسم الأمر الذي بقي شكلياً معلقاً بحبل التجديد كل 25
عاماً، ولكنها سلمت نجران وجيزان وعسير.
دخل يحيى حميد الدين الحرب وهو بطل قومي، قاوم الأتراك وظفر بالمتوكلية
اليمنية، وهو إنسان يرتدي قداسة عالم الدين، وسليل النسب الهاشمي، ليخرج بعد
الهزيمة مذموماً مدحوراً يتمرد عليه أكبر أنجاله، وينظر إليه أبناء شعبه
بزراية وغضب.
كانت هزيمة 1934 في المتوكلية بداية نشأة وظهور الحركة الوطنية، وانتهت بمقتل
يحيى في 1948 وبداية العد العكسي لنهاية حكمه وآله.
وخرج ابن سعود المنتصر بدلاً من سلطان نجد أو نجد والحجاز أو نجد والحجاز
وملحقاتهما، إلى ملك العربية السعودية؛ الاسم الذي لم يكن إلا بعد ابتلاع
جيزان ونجران وعسير. لاشك أن لتحالف عبدالعزيز مع بريطانيا دخلاً كبيراً في
الانتصار، ولكن أيضاً كان عبدالعزيز يقرأ أو يقرأ له كتاب العصر وقوانين
الحياة، بينما كان يحيى غارقاً في الماضي، ومثقلاً بأنموذج حكم الأجداد.
تكونت الدولتان بالحرب هنا وهناك وضد بعضهما، وكان الإدريسي أقرب لبن سعود،
وخسر الإمام نجران لسوء التصرف في حرب 34 التي حسمت صلحاً لصالح ابن سعود، ولم
تستطع تمزيق المنطقة في المخلاف وعسير ونجران ووائلة التي بقيت أواصر وروابط
جبالها ووديانها وقبائلها ورعيانها مترابطة ومتداخلة حد الاندغام.
وحتى الحرب الأهلية (62-68) حرب الجمهورية -الملكية المدعومة من السعودية، لم
تستطع قطع هذه الروابط بين بلد واحد. كما أن الحرب أيضاً بعد خروج مصر وصمود
الجمهوريين لم تحسم نهائياً إلا بالتصالح.
ما فتح شهية السعودية هي اتفاقية مكة 2000 (مذكرة التفاهم) التي أقرت بصورة
نهائية الترسيم والقبول المطلق بنتائج حرب 34 في الشمال واستيلاء الجيش
السعودي على الشرورة والوديعة وما تبقى من الربع الخالي عقب الاستقلال 1969.
لسنا بصدد مفاضلة بين اتفاقية الطائف «أخوة عربية وصداقة إسلامية»، ومذكرة
التفاهم، فهذه المذكرة تضمنت إنشاء معاهد فنية ومتخصصة لتأهيل العمالة اليمنية
نشرتها صحيفة «26سبتمبر» في حينها، ورصدت لها الملايين، ولكن السؤال أين ذهبت
تلك المعاهد وموازنتها؟
التسلل الذي تتحدث عنه المملكة لا يمكن حله بسور صيني جديد. فسور برلين قد
سقط، والسور الإسرائيلي محال أن يبقى طويلاً. فهل تستطيع المملكة مهما جرى
الحديث عن القوة والتأييد العربي والدولي واليمني الرسمي الذي لا يخلو من
الدبلوماسية والزلفى، نقل جبال «السراة»، وفصل الروابط الأزلية بين وائلة
اليمن ونجران أو بين تهامة الحجاز وتهامة اليمن؟
يعاني اليمن محنة الفساد والاستبداد وعجز القبيلة في عصرنا عن التوحيد.
فالتوحيد صناعة لا يعرفها العقل القبائلي أو البدوي. إنه صناعة مدنية بامتياز.
كما لا تستطيع الجدران العازلة أن تفصمه أو تميته.
ما أطال حرب صعدة ليس ضعف الجيش اليمني المدرب والخبير والمقاتل، ولكن الشعور
بعبثية الحرب وجنونها! وإذا عجز الجيش اليمني عن الحسم في صعدة والإسرائيلي في
غزة ولبنان والأمريكي في أفغانستان أو العراق، فالجيش السعودي والمال أعجز.
مطالب السعودية في اليمن مستحيلة، فهي تريد إما سوراً يمتد آلاف الكيلومترات،
أو نقل الجبال والوديان والقرى والبشر إلى عالم آخر. وجلي أن للحرب أبعاداً
تتجاوز الأسوار! كشفت حرب صعدة عن اتفاقات أمنية وتحالف استراتيجي بين صنعاء
والرياض، وهي قد تذكر باتفاقية الحماية بين محمد بن علي الإدريسي وسلطان نجد
عبدالعزيز بن سعود! ولنا أن نسأل لماذا لا تطبق اتفاقية العمالة اليمنية التي
تضمنت إنشاء معاهد فنية أكثر من 50 معهداً فنيناً متخصصاً تضم المئات والآلاف،
والتي لو طبقت لما حصل التسلل إن كان منع التسلل الغاية.
صحيح أن هناك تسللاً لتجارة السلاح والمخدرات، وهذا النوع من التسلل لا يعالج
بالحرب، فالدولتان المتعاهدتان والحليفتان يستطيعان الاتفاق على المعالجة
بعيداً عن حصار السعودية للمياه الإقليمية اليمنية، والحرب على صعدة لإبعاد
أهلها عشرات الكيلومترات، وهو من أغرب المطالب في التاريخ تخلت عنه إسرائيل
راغمة في جنوب لبنان.
الحرب على صعدة من قبل الجيش السعودي عدوان على الأخوة العربية والإسلامية.
وبعيداً عن مباركة ورضا الحكم في صنعاء، وبعيداً عن البيانات المتملقة، فإن
هذه الحرب الكريهة تمزق أواصر الأخوة والقربى وتنكأ جروحاً لم تندمل بعد،
وتدمر إمكانات الأمة وقدراتها لتدمير النفس والأهل، وتعود بالبلدين إلى
البداية.
نعرف أن الدول قد توقع اتفاقات ومعاهدات، وتتحالف لمواجهة العدوان الخارجي،
أما أن تتعاهد وتتحالف للحرب ضد بلدانها وشعوبها وأمنها، فهو إبداع عربي تتفرد
به اليمن والسعودية. وتحالف ضد من؟
حرب صعدة تعني عجز النظام العربي عن حماية الأرض العربية وتحريرها وحمايتها
سواء في المواجهة مع الإسرائيليين في فلسطين والجولان ولبنان، أو في المواجهة
مع الأمريكان في العراق، فيقلون حروبهم إلى الداخل «العدو الحقيقي».
دخول الجيش السعودي الحرب في صعدة يثير الأسئلة الفاجعة! والأغرب والمفجع
تعامل الحكومة مع الاعتداء بفرحة غامرة ورضا وتشفٍّ يصل حد الزهو.
دخول السعودية في الحرب يحولها من تمرد حوثي ضداً على السلطة الوطنية، ومن حرب
أهلية بين قبيلة الدولة وقبيلة الحوثي، إلى حرب وطنية بين السعودية واليمن.
وهي حرب لا تستطيع السعودية حسمها مهما يكن جبروتها، وقد تفتح حروباً في أكثر
من مكان، ويكون اليمن كله هدفاً.
لا ينبغي أن تغتر السعودية بقوتها العسكرية وحداثة مكنتها والتأييد العربي
والدولي لها، لأن حلف الناتو في الحرب ضد الأفغان قد لقي تأييداً دولياً، ومع
ذلك فأمريكا تخسر الحرب يومياً كما يخسرها الجيش الباكستاني في سوات
وبلوشستان.
ولم تستطع إثيوبيا الانتصار على شراذم الصومال الممزقة والضعيفة.
مشاكل الأخوة والجوار لا تحل بالحرب، وإنما يحلها التفاهم وتشجيع الحوار،
والابتعاد عن غطرسة القوة أو الاستعلاء. فالظلم سم الأخوة.
العاجزون عن الولوج بأنفسهم وأمتهم وشعوبهم إلى العصر يرتدون إلى جاهليتهم
الأولى قتلاً وحروباً ودماراً.
لا يستطيع الإحراق (محرقة خميس مشيط)، ولا السور العازل، ولا التدمير الشامل
قطع عرى الأخوة العربية الإسلامية بين الشعبين الشقيقين والجارين.
6 حروب عجزت عن حسم الحرب في صعدة، فحضر الجيش السعودي أصالة ونيابة، ويجري
الحديث عن نجدة أردنية، ما يعني أن الحرب تتناسل وتتوسع بمتواليات هندسية.
لا يستطيع حاكم أن يحكم شعبه بالحرب أو الخوف مهما امتلك من قوة، ولا يستطيع
التحالف الاستراتيجي: اليمني –السعودي، أن يقهر شعباً يبحث عن الحق في العمل،
ويحاول اجتياز الأسوار العازلة بحثاً عن هذا الحق.
الطريق إلى إيران لا تمر عبر صعدة. كما أن الطريق إلى القدس لا تمر عبر طهران
كما توهم صدام حسين (يرحمه الله).
لا شيء يصنع الإرهاب كالحروب الجائرة. حرب أمريكا في أكثر من مكان مسؤول عن
نشر الإرهاب والتطرف، وحرب إسرائيل إرهاب ينشر الإرهاب، والحرب في صعدة لا
تقضي على الإرهاب، وإنما تنشره وتغذيه وتخلق البيئة الملائمة لازدهاره.
فهل يعني تهجير مئات القرى إلى الداخل وهذا الحشد القريب الشبه بعاصفة
الصحراء، والاستنجاد وحشد التعاطف الدولي وقبله العربي.. هل المقصود بذلك منع
متسللين باحثين عن لقمة الخبز بعد أن حُرموا في أرضهم منها؟! أم أن النخوة
«العربية الإسلامية» هي ما يدفع العرش السعودي للزج بجيشه في حرب منقطع عنها
منذ عشرات السنين؟ وهل يحتاج التمرد الحوثي لجيش دولتين بحجم اليمن
والسعودية؟!
السعودية تمهد لإعلان هزيمتها وتتجه لتجنيد المليشيات القبلية
الكاتب صعدة أون لاين - متابعات الخميس* 19 نوفمبر 2009
أشار امير منطقة جيزان "محمد بن ناصر" أن القوات السعودية قد تقوم بالإنسحاب من الحدود اليمنية السعودية بل وحمل المواطنين السعوديين مسئولية حماية انفسهم، جاء ذلك في محور تصريحه اليوم لجريدة الرياض حيث قال بأن هناك خبراء استراتيجيين يبحثون إمكانية بقاء القوات في مواقعها الحالية بعد اندحار المتسللين حد قوله ، جاء هذا التصريح في وقت تعترف الرياض بوقوع خسائر بشرية في قواتها على الحدود واستمرار المواجهات في جبل الدخان حتى هذه اللحظة..
وقد أضاف "ابن ناصر" : "لايمكن أن نضع في كل أرض قوات وآليات ولكن كل ما أستطيع قوله إن المواطن يبقى هو الحامي بعد الله سبحانه وتعالي"، في إشارة وتأكيد واضح لفشل القوات السعودية وقرب اعلانها إيقاف الحملة العسكرية الفاشلة بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها، بل يحمل تصريح الأمير أبعاد أوسع من هذا حيث أن تحميله المواطنين مسئولية فشل الجيش السعودي يوحي بنية المملكة تسليح وتجنيد مليشيات قبلية سعودية لن تخلوا من تنظيم القاعدة اسوةً بالسلطة اليمنية ، حيث أنها فعلاً سبقت هذه الخطوة بتزويد المليشيات اليمنية القبلية بالمال والسلاح للاشتراك مع قوات السلطة في حربها ضد ابناء صعدة وعمران ، وقد حذر مراقبون من أنها الآن تطلب من بعض المشائخ في مأرب والجوف خوض الحرب بدورهم بهدف إضعاف الحوثيين .
التورط السعودي في بروڤات الغدر والدماء.
الإثنين 16-11-2009 08:15 صباحا عبدالباسط الحبيشي
"الحرب الحاسمة لم تبدأ سوى منذ يومين ، وما سبقها من ست
سنوات مضت إنما هي بروفة وتمرين وتدريب لوحداتنا لتأهيلها ،
أما الحرب التي بدأت منذ يومين فلن توقف على الإطلاق مهما
كلفنا من مال وشهداء".
وقفت مراراً أمام العبارة السابقة التي صرح بها الحاكم صالح في
الإسبوع الماضي باحثاً لها عن تفسير محدد ، فلم أجد سوى معنىً
واحد يحمل في طياته لغات مزدوجة ورسائل عديدة لإكثر من طرف ،
وقد ساعد في تحديد هذا المعنى أن العبارة تتناقض كلية مع ما
قاله الرجل مراراً وتكراراً في العديد من المناسبات السابقة
وتقدم تفسيراً عملياً لهذا التناقض. التهديدات السابقة والمتكررة بحسم الحرب
في أيام ، ثم في أسابيع ، ثم في سنين ، وإيقافها ثم إستئنافها من جديد ، وقبول
الوساطات ثم رفض الوساطات المحلية والإقليمية ، حتى أضحت ستة حروب يدفع ثمنها
الباهض والكارثي الإنسان اليمني دون معرفة هدف محدد لإسباب إندلاعها
وإستمرارها على هذا النحو ، بيد أن هذا الغموض قد إنجلى أخيراً من خلال
القراءة الصحيحة للعبارة أعلاه برغم أنها توحي في معظمها وكأن الحاكم صالح
يعمل سفاحاً في ألأستديوهات العالمية (Universal Studios) لإنتاج أفلام الرعب
في مدينة هوليوود لدرجة أنه على وشك إنتاج أغلى فلم مرعب في العالم بعد
إنتهائه من إكمال البروفات بفارق أنها كانت حقيقية وبكلفة عشرات الألاف من
القتلى والجرحى ومئات الآلاف من المشردين ، ومليارات الدولارات من ثروات الشعب
اليمني ، وأن الفلم الجديد يتم تصويره على الطبيعة وبشكل واقعي على حساب دماء
وأشلاء اليمنيين المختلطة بالتراب ، إلا أننا نستطيع أن نجزم الآن بأن وراء كل
هذه الألعاب الوحشية التي أنتجها وأنتهجها الحاكم صالح غير عابئاً بكل الخسائر
البشرية والمادية والوطنية والسيادية لا يتعدى أكثر من القيام بعمل مشترك
ومتواطئ مع نظام آل سعود لإستدراج قوى أخرى إلى مستنقع الحرب في اليمن وإخراجه
من مأزقه المتمثل بالحراك الجنوبي بدرجة أساسية.
المستغرب له حقيقة هو كيف أستطاع صالح أن يقنع أو يغري آل سعود في الدخول إلى
مغبة هذه اللعبة الشريرة التي لا شك أنهم يستوعبوا تداعياتها جيداً باعتبارهم
من مهندسيها ومخترعيها وخبرائها الأوائل من خلال أدوارهم التآمرية في اليمن
منذ الثورة اليمنية في 1962 فضلاً عن خبرتهم الكاملة والأكيدة ولأكثر من ثلاثة
عقود بالرجل الذي نصبوه في 1978 حاكماً على هذا البلد! والذي يكاد أن يقع في
شر أعماله الإجرامية والعبثية لولا هذا الإنقاذ السعودي المقصود من خلال
الدخول في حرب غير مبررة على أهلنا في صعدة ، التي مهدا لها طيلة الخمس
السنوات الماضية من خلال حروب قوضت الأمن والسلم الإجتماعي في اليمن والمنطقة
بأسرها.
عرفنا نحن اليمنيون بأن هذا الرجل يستمتع بقتل وإراقة دمائنا وأن تكون اليمن
بؤرة للتدخل الأجنبي ومستنقع لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ليحقق مكاسب
شخصية من خلال تجارة الإسلحة وجرجرة اليمن إلى أتون حرب لا تنتهي تؤهله لفرض
حالة الطوارئ رسمياً وإلغاء الخيارات الوطنية للشعب كالديمقراطية والتعددية
الحزبية بناء على التهديد العلني للجنته الأمنية مؤخراً ، ليبقي على سلطته
الفردية والديكتاتورية وأمانيه في التوريث في إنقلاب رخيص على النظام الجمهوري
ولو تحول اليمن إلى أطلال خربه وأرض يباب!! لكن الذي لم نعرفه ولم نسبر غوره
حتى الآن هو مقدرته الشيطانية الخبيثة التي لا نتصور أنها قد فاقت خبث وشيطنة
آل سعود ونجاحه في السير على هوائهم الخالي من البراءة وإشتراكهم في الدمار
والمواجهة العلنية ضد اليمنيين ، بالقيام على تحويل صنيعتهم بتعمد إلى بطل
وهمي لدى هذا الشعب الذي يحمل حساسية خاصة نحوهم بسبب إحتلالهم للأراضي
اليمنية جيزان وعسير ونجران والربع الخالي وتدخلهم في الشأن اليمني الداخلي
بكل جوانبه السياسية والإقتصادية والإجتماعية والدينية.
الحماقة المتعمدة التي أرتكبها آل سعود هو الخلط بين الحراك الجنوبي وقضية
الحوثيين وتنظيم القاعدة ووضع الجميع في سلة واحدة والتعامل معهم من منطلق
وقواعد العلاقة مع حاكم صنعاء ، حيث قاموا في الآونة الإخيرة بحملة ظالمة ضد
الكثير من المغتربين الجنوبيين في أراضي نجد والحجاز ربما بعضها بإصرار من
وكيلهم صالح حيث تم مصادرة حقوقهم وسجنهم وترحيلهم بتهمة علاقة بعضهم مع عناصر
الحراك لدرجة منعهم من إرسال معونات مالية لأهلهم في الجنوب ، رغم أن معظم
قادة الحراك وأنصاره يتجنبون التورط في أي إحتكاك مع آل سعود بغية كسب ودهم
لعلهم يلقون بعض الإهتمام والدعم لقضيتهم دون جدوى.
الحوثيون في الناحية الأخرى ليس لهم أي مصالح من الدخول في مناكفات أو
إحتكاكات مع آل سعود طالما بقى هؤلاء على الحياد من قضيتهم مع السلطة. وبالرغم
من ذلك قام السعوديون بتقديم المساعدات اللوجستية وغيرها لجيش صالح لتسهيل
ضربهم أو بالأحرى تلبية لخطة مشتركة في بث الفتنة بينهم وآل سعود التي لاشك
أنه متفق عليها بين صالح والسعاودة. بيد أن الحوثيين ومهما كان من أمر قد
أصبحوا الآن رقماً صعباً لا يمكن تجاهله في أي معادلة سياسية قادمة مهما أفضت
إليه نتائج الحرب الراهنة.
تنظيم القاعدة الذي شارك في تأسيسه وجمع حشوده السعوديون والحاكم صالح وحاشيته
في الثمانينيات وأستثمره الأخير في حروبه ضد الجنوبيين ومناوئيه وحالياً ضد
الحوثيين لدرجة أن هذا التنظيم أصبح دائرة مهمة في جهازأمنه السياسي والقومي
وأداة طيعة لنشر الرعب في اليمن وخارجها ، وبدلاً من أن يوجه السعوديون
جهودهم لضرب جيوب وعناصر هذا التنظيم الذين يتم تدريبهم وتجيهزهم من قبل صالح
للقيام بعمليات إرهابية ضدهم كالعملية الإنتحارية التي قام بها بعضهم ضد وكيل
وزارة الداخلية السعودي مؤخراً، نجد قيامهم على العكس من ذلك بضرب الحوثيين
الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الأعمال الإرهابية التي يعاني منها اليمنيين
والسعوديين معاً وتشكل ظاهرة إقليمية وعالمية تؤرق الجميع. بل أن العمليات
العسكرية العشوائية التي يقوم بها السعوديون داخل اليمن تجعل المنطقة الحدودية
أرض خصبة لتحرك عناصر القاعدة والقيام بعملياتهم الإرهابية تحت غطاء هذه الحرب
الظالمة في العمق السعودي واليمني على حدٍ سواء وتهديد المنطقة بأكملها وذلك
في خلط واضح للأوراق بين إرهاب القاعدة والحوثيين الذين يدافعون عن أنفسهم
وكأن آل سعود يستخدمون القاعدة كأداة قمع وذرائع واهية بنفس الطريقة التي
يوظفها صالح.
ومهما يكن من أمر ، فلا يمكن لأي حاكم مهما كان إستكباره وجبروته أن يسمي قتل
عشرات الآلاف بين قتيل وجريح من مواطنيه وتشريد مئات الآلاف منهم وتركهم
يموتون جوعاً وعطشاً ومرضاً وموتاً في الصحاري والقفار وإنفاق مليارات من
الدولارات من خزينتهم في هذا العبث "بروفات وتمارين وتدريبات" إلا إذا كان
إستثماراً شيطانياً للإشتراك مع أطراف أخرى للدخول في أتون حرب طويلة يتوقع أن
يجني هو وشركائه منها الأموال الطائلة فضلاً عن تبرير بقائه في السلطة إلى
مالا نهاية لاسيما في ظل إستفحال مثل هذه الظروف الخطيرة والكارثية على اليمن
والمنطقة بأكملها.
bassethubaishi_(at)_yahoo.com
Bookmarks