Results 1 to 2 of 2

Thread: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا

  1. #1

    الصقر الذهبي's Avatar
    Join Date
    Apr 2005
    Posts
    89
    Rep Power
    234

    Smile وكلوا واشربوا ولا تسرفوا

    وكلوا واشربوا ولا تسرفوا
    إن الإنسان شره بغريزته،يسرف في الأكل والشرب،وخاصة أيام كهولته.و يقدّر ما يتناوله الإنسان عادة من طعام وشراب بثلاثة أضعاف ما يحتاجه إليه.ولا يشك العلم أبداً أن أكثر الراحلين ابتساراً من عالم الدنيا إلى عالم القبور هم منتحرون بأفواههم وبما أسرفوا بما دخل في أجوافهم من طعامٍ وشراب.وإن في القاعدة الإلهية العظيمة" وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" سِرُّ التمتع بحياة يسيطر فيها نعيم الصحة والهناء(8).فالإسراف خطر طباً وحرام شرعاً لعموم النص(7).
    وإذا كان الطعام والشراب لذة،فإنما جعلها الله سبحانه فيها لإرواء الميل الغريزي لتناولهما بغاية الحفاظ على الحياة واستمرارها،كما أن التلذذ بالطعام ينبه أعمال الهضم الغريزية وإفراز العصارات الهاضمة حتى يتم التمثل بشكل جيد.ومن الخطأ الفادح أن يجعل الإنسان من اللذة غاية في طعامه وشرابه مما يجعله يسرف في استدعائها وينحرف في طريق إروائها وهذا ليس من صفات المؤمن في شيء.وقد أكد القرآن الكريم أن الوقوف عند التلذذ بالطعام والشراب والتمتع بهما إنما هو من صفات الكافرين الجاحدين(9)،وذلك مصداق قوله تعالى:" والذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوىً لهم" _الأحقاف_20.
    وتؤكد السنة المطهرة هذا المعنى وتنهى عن الإسراف في الطعام،وأن على المسلم أن يكتفي منه بما يقيم الأود ويحفظ الصحة والقوة من أجل السعي على الرزق والتقوي به على عبادة الله رب العالمين.فقد روى البخاري أن رجلاً كان يأكل كثيراً فأسلم فكان يأكل قليلاً،فذكر ذلك لرسول الله فقال:" المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء".وقد ذكر ابن الأثير(10)تعليقاً على هذا الحديث:هو تمثيل لرضى المؤمن بالقليل اليسير من الدنيا وحرص الكافر على الكثير منها،ثم قال:والأوجه أن يكون هذا تحضيضاً للمؤمن على قلة الأكل وتحاشي ما يجره الشبع من قسوة القلب وطاعة الشهوة.
    من هنا نفهم دعاء النبي:" اللهم اجعل رزق آل محمد كفافاً" رواه الشيخان. كما حذر سيدنا عمر بن الخطاب من النهم والبطنة فقال:"إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسم مورثة للسقم،مكسلة عن الصلاة وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح للجسد وأبعد عن السرف وإن الله تعالى ليبغض الحَبْرَ السمين وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه"•.
    يقول الإمام الغزالي:" ومن مضار الشره اشتداد المعاصي وخاصة الشهوة الجنسية،فإذا منعت التقوى صاحبها من الزنى فلا يملك عينه،فإذا ملك عينه بغض الطرف فلا يملك فكره فتخطر له الأفكار الرديئة وحديث النفس بأسباب الشهوة وما يتشوش به مناجاته".

    وعن أبي هريرة قال:"ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام حتى قبض" رواه البخاري.
    إن المربي الناجح هو الذي يجسد أقواله أفعالاً تحتذى وهذه هي روعة التعاليم النبوية التي رافقها سلوك عملي وحلول واقعية من حياته():فهذا محمد()ما شبع من طعام ثلاثة أيام متتالية،وكان يجلس لطعامه جلسة المتحفز للقيام بعد أن يتناول ما يقيم صلبه،وما أكل خبزاً مرققاً ولا وضع على سفرته السكرجة(من مقبلات وسواها) ليعلمنا بسلوكه الطريقة الأمثل لتنفيذ القاعدة الإلهية في الطعام والشراب "وكلوا واشربوا ولاتسرفوا".
    Last edited by الصقر الذهبي; 09-04-2005 at 10:23 PM.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2


    Join Date
    Apr 2005
    Posts
    40
    Rep Power
    233
    تسلم اخي الصقر الذهبي على هذه الكلمات الطيبة
    تحياتي لك وشكري وتقديري

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. إسرائيليون نكلوا بصحفية بمطار القاهرة
    By موقع قناة الجزيرة in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 15-11-2010, 08:20 PM
  2. لا تسرفوا في شرب الشـاي !!
    By بسكوت مالح in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 9
    Last Post: 12-10-2003, 04:54 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •