هكذا نسمعهم يهمسون بصوت خانع ،أولئك الذين أضاعوا دينهم وأوقاتهم في المعاكسات التلفونية المخجلة.. حول أدب الحديث في الهاتف
فمن الشباب من يتصل لكي يستدرج بريئة في الكلام ، ويغريها إلى إقامة علاقة آثمة، وقد يسجل صوتها ثم يتخذ ذلك ذريعة لتهديدها إن لم تستجب لمطالبه.
أسأل الله أن يحمي أبناء وبنات المسلمين وأن يرزقهم الوعي والبصيرة التي تصونهم عن مثل هذا
للهاتف آداب مطلوبة من الطرفين : المتصل والمتصل عليه، وإن كان بعضها من جانب المتصل
آكد لأنه هو الطالب وموقفه يجبره على حسن الأدب. ومما يلاحظ أن هناك تقصيراً كبيراً في
أدب الهاتف، من مظاهره:
أ – قلة المبالاة بصحة الرقم المطلوب:
هناك من لا يبالي بصحة الرقم الذي طلبه، مما يوقعه في الغلط، فيتسبب في إيقاظ نائم، أو
إزعاج مريض، أو إشغال الآخرين.
ب – شدة الغضب عند الاتصال الخطأ:
فالبعض يشتد غضبه ويرتفع صوته، ويبادر بالدعاء إذا اتصل عليه متصل فأخطأ بالرقم. عل
المرء أن يتأني ويتلطف،فإن كان المتصل مخطئاً فهو غير آثم ولا سبيل عليه شرعاً، وإن كان
متعمداً فقد أحسن إليه المرء بالتلطف وله الأجر وعلى المتصل الوزر.
ج – قلة المراعاة لوقت الاتصال:
فإذا كانت لك حاجه في الاتصال، فاذكر أن للناس حاجات وأشغال، ولهم أوقات طعام،
وأوقات نوم وراحة، فعليك تحري الوقت المناسب.
د – الإطالة بالمكالمة بلا داعي:
والمقياس في ذلك أن لكل مقام مقال، ولكل مقال مقدار، فاحذر الثرثرة، والإملال، والإطالة،
والإثقال.
هـ - قلة الاعتداد بالسلام من المتصل بداية ونهاية:
فمن الناس من لا يأبه بالسلام حال الاتصال لا في البداية ولا في النهاية، ومنهم من يستبدل
تحية الإسلام بغيرها من التحيات الأخرى، وفي هذا ابتعاد عن السنة واستبدال الذي هم أدنى
بالذي هو خير.
و – سكوت المتصل إذا رفعت السماعة:
من المتصلين من يسكت إذا رفعت السماعة حتى يتكلم المتصل عليه، وفي هذا إخلال بالأدب من
عدة جهات:
فهو مخالفة السنة في بدء المستأذن والقادم بالسلام.
أن المتصل هو الطالب فعليه المبادرة بالسلام
أن بعض من قل أدبهم يقصد الفحص والتعرف هل أنت موجود أم لا، فإذا رفعت السماعة
وقلت :نعم، عرف المراد فوضعها.
ز – التعمية على المتصل عليه:
وذلك بألا يذكر المتصل اسمه، فإذا سئل عنه قال أنا صديق، أو أنا طالب، أو هو سيعرفني.
ح – خضوع المرأة بالقول عند محادثة الرجال:
قال اله تعالى " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا" هذا في
حق نساء النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي هن أمهات المؤمنين، فكيف بمن سواهن
ط – إزعاج الناس بالأخبار السيئة:
من نضب ماء الحياء في وجهه، وقل وقار الله في قلبه، لا يبالي بما يقول ولا يأنف من ترويع
المسلمين ولو كان مزاحا وعبثا، فتحده يتصل ببعض البيوت ويقول مثلاً : لقد حصل على ابنكم
حادث، أو لقد فزتم بالجائزة الكبرى، دون أن يحسب نتيجة قوله ووقعه على السامع، فليتق
الله من يقوم بذلك، وليحذر عقوبة الله العاجلة.
ي – تسجيل صوت المتكلم دون إنه وعلمه:
فهذا ضرب من الخيانة، وإذا نشرت هذه المكالمة للآخرين فهي زيادة في التخون وهتك الأمانة.
فارجوا وان اطلت ان تجدو فيما كتبت الفائدة والمنفعة
ولكم مني الف تحيه ومن الشكر الكتير.
Bookmarks