مقابلة مع انور العنسي مراسل قناة الجزيرة في صنعاء

الدوحة 21 مارس 2003م (ق. الجزيرة):
أفاد مراسل الجزيرة في صنعاء ان قوات الامن اليمنية تستخدم حالياً
الذخيرة الحية والقنابل المسيلة للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين الغاضبين
الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة باتجاه السفارة الامركية في صنعاء.
وأشار الى ان المتظاهرين الرافضين للعمليات العسكرية الامريكية -
البريطانية في العراق اخترقوا عدداً من الحواجز الامنية باتجاه السفارة ..
معي من صنعاء مراسلنا أنور العنسي ..

س: أنور ما الذي يحدث بالضبط؟
ج: إنه شيء لايصدق ومستغرب حقاً .. فالمواجهات التي لاتزال مندلعة
حتى هذه اللحظة بين قوات الامن والمتظاهرين الغاضبين اسفرت عن اصابات عديدة
قبل قليل قتل طفل في الثانية عشر من عمره .. كما سقط عدد من المصابين غير
معروف .. العدد من المتظاهرين ورجال الشرطة قوات الشرطة التي تعاملت مع الموقف
الى حتى هذه اللحظة بشكل مسؤول لم تستطع صد موجهات المتظاهرين المندفعين
من كل اتجاه صوب السفارة رغم انها استخدمت كل ما بحوزتها من قنابل مسيلة
للدموع ومن هراوات وخراطيم مياه .. بل واستخدمت كذلك كذلك مختلف انواع الاسلحة
الخفيفة والمتوسطة التي سمعت اصواتها الى مسافات بعيدة من العاصمة صنعاء
.. ما تخشاه قوات الشرطة بالفعل هو ان احتمال ان يكون لدى بعض المتظاهرين
قطع من الاسلحة الخفيفة يرد بها على نيران قوات الشرطة التي تطلقها في الهواء،
وربما حدثت بعض الاصابات من مسلحين مجهولين ربماعمداً او بدون عمد يعني لا
أحد يعلم على وجه التحديد الموقف لايزال معقد وصعب وشائك ووصف ما يجري الآن
بكلمات قليلة يبدو ايضاً مستحيلاً .. بعد قليل سنوافيكم بالصور الاولى لهذه
التظاهرات التي تحاول قوات الشرطة ما أمكنها ان تدفعها بعيداً عن مبنى السفارة
الامريكية.
س: انور ..المتظاهرين اخترقوا الحواجز والمتاريس للوصول الى السفارة
الامريكية .. هل وصلوا اليها؟
ج: طبعاً مايزال بينهم وبين السفارة الامريكية عدة امتار يمكن 200-300
متر لكنهم أعيدوا الآن إلى مسافة بعيدة تقريباً نصف كيلو انما من غير المتوقع
ان تعود هذه الجماهير الهائجة وقوات الشرطة المزيد من التدابير لدفعهم بعيداً
.. الآن نشاهد الجماهير تحرق العلم الامريكي والاسرائيلي وماتزال هتافاتهم
تعلوا ضد الولايات المتحدة واسرائيل والتي تطالب العالم كله بالتدخل الفوري
السريع والفعال والحاسم لوقف الحرب على الشعب العراقي ووضع حد للانتهاكات
ضد الشعب الفلسطيني.
س: انور .. فيما عدا الطفل الذي سقط في هذه المظاهرات هل هناك حديث
عن عدد آخر من الجرحى ومن الضحايا في هذه المظاهرات التي تحولت الى اشتباكات
وعنف؟
ج: الذي قتل هو طفل الـ12 كما ذكرنا وهناك عدد من الاصابات التي
شاهدناها بأم اعيينا في انحاء مختلفة من المكان .. طبعاً لا استطيع في الوقت
الحاضر ان اقدر عدد المصابين وطبعاً جرت اعتقالات واسعة في صفوف بعض المتظاهرين
الذين اعتقلتهم قوات الشرطة ميالين للشغب وأعمال العنف .. مثل ما ذكرت يعني
يبدو هذه التظاهرة قد تصل الى مناطق مختلفة من العاصمة صنعاء حيث لا يزال
عدد من المواطنين يتوافد إلى عين المكان للمشاركة فيها وان كانت اصوات اطلاق
النار يعني خفت بعض الشيء .. هذه اللحظة لكنها ما لبثت طبعاً ان تعود من
وقت لآخر كما اشتد اندفاع المواطنين صوب السفارة الامريكية.