من أين تأخذ قوتك ؟؟
إن القوة الحقيقية التي يجب على كل مؤمن أن يجاهد نفسه على أن يتصف بها.
هي قوة القلب وثباته ، فقوة المؤمن في قلبه ، لا في بدنه ، وقد يتعجب البعض من هذا .
إن المتأمل لسير الأنبياء عليهم السلام ، والصحابة رضي الله عنهم ، ثم العلماء على مر الزمن ، يجد أنهم جميعاً كانوا يتصفون ( بقوة القلب )
إن الأمة تحتاج إلى علماء ودعاة عندهم ( قوة في قلوبهم )
هذه القوة تجعلهم يقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم
هذه القوة تجعلهم يثبتون أمام الفتن والمصائب
هذه القوة تجعلهم لا يغترون بزخرف الحياة الدنيا
نعم .. هذه القوة تجعلهم يصبرون على كل ما يواجههم في سبيل الدعوة إلى الله
فما الذي جعل نوح يصبر على أذى قومه له ، وتأخر استجابتهم له ، إلا قوة قلبه
وما الذي جعل إبراهيم يصبر على المكيدة التي تعرض لها ألا وهي (إلقاءه في النار)
إلا قوة قلبه
وما الذي جعل موسى يواجه أطغى رجل وأعتى مخلوق (فرعون) إلا قوة قلبه
وما الذي جعل نبينا يصبر على أذى قومه له وتعرضهم له بأنواع الأذى .. إلا قوة قلبه
وما الذي جعل الصحابة يندفعون بقوة إلى ميادين الجهاد يبحثون عن الشهادة ، إلا قوة قلوبهم
وما الذي جعل ابن تيمية يصبر على السجن ، حتى مات – رحمه الله تعالى – إلا قوة قلبه وثباته العجيب .
ولا ننسى موقف الإمام أحمد ، عندما ضرب بالسياط أكثر من 100 جلدة ، فثبت .. وما لان .
مواقف كثيرة حفظها لنا التاريخ ولن ينساها أبد الدهر لأولئك النخبة من الأبرار .
إنها قوة القلب وثباته
ولكن لعل سائل يقول : وكيف تنال هذه القوة ؟
وما هي الأسباب التي تعين على ذلك ؟
فالجواب : إن أعظم وسيلة لنيل هذه القوة هي
معرفة الله تبارك وتعالى حق المعرفة وما ينبغي له من التعظيم والإجلال ، ولكن ما أقل العلماء بالله تعالى .
ومنها : دوام الصلة بالله ، دوام الصلاة (والذين هم على صلاتهم دائمون ) ودوام الصيام ، ودوام الذكر والتسبيح ] واذكر ربك كثيراً[ ودوام الخشوع والقنوت ] أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما.. [ وهكذا تبني هذه العبادات في قلبك ( قوة ) وثباتاً على قدر محافظتك عليها ، وتكون هذه العبادات من أسباب حفظ الله لك و ( احفظ الله يحفظك ) .
ومنها : طلب العلم والصبر على ذلك لأن العلم ينير لك الطريق ، فتعرف به ما أوجبه الله عليك ، وتعرف به سير الصابرين والأقوياء قبلك، وتعرف به خطط الأعداء ومكائدهم .
ومنها : الالتجاء إلى من يملك الثبات كله .. الله .. إلى من يملك النصر كله .. الله .. إلى من بيده قلوب الخلق .. فارفع يديك دائماً وقل :
] ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفّنا مسلمين [
ومنها: الزهد في هذه الحياة وتحقيرها في نفسك ، واليقين الدائم بزوالها وفنائها وأنها لا تستحق من الاهتمام شئ .
ومنها : القراءة في سير الأنبياء والصحابة ، والعلماء الذين صبروا وصابروا وثبتوا ( لقد كان في قصصهم عبرة ).
Reply With Quote
Bookmarks