قدسية الشهيد

ثمة كلمات لها في عرف البشرية عامة، وفي عرف المسلمين خاصة قدسية وعظمة واحترام.
العالم، والفيلسوف، والمخترع، والبطل، والمصلح، والمجتهد، والأستاذ، والطالب، والعابد، والزاهد، والمؤمن، والمجاهد، والمهاجر، والصديق، والآمر بالمعروف،والولي، والإمام،والنبي000 كلمات بعضها مقرون بالعظمة والاحترام لدى أبناء البشر عامه000 وبعضها الآخر تحمل هذه الصفة عند المسلمين خاصة.
ومن الطبيعي أن اللفظ لا يحمل طابع القداسة بنفسه ، بل بما ينطوي عليه من معنى.
جميع المجتمعات البشرية تنظر بعين التقديس إلى بعض المفاهيم مع اختلاف طفيف بينها . وهذا التقديس يرتبط بجوانب خاصة من نفسية هذه المجتمعات في حقل تقييمها للأمور غير المادية.
وهذه المسألة تحتاج إلى دراسة فلسفية وإنسانية معمقة لسنا بصددها الآن.

و"الشهيد" كلمة لها في الإطار الإسلامي قداسة خاصة00
والإنسان الذي يعيش المفاهيم الإسلامية ينظر إلى هذه الكلمة وكأنها مؤطرة بهالة من نور.
كلمة الشهيد مقرونة بالقداسة والعظمة في جميع أعراف المجتمعات البشرية مع اختلاف بينها في الموازين والمقاييس، ولسنا بصدد الحديث عن المفهوم غير الإسلامي لهذه الكلمة.
الشهيد- في المعايير الإسلامية – هو الذي نال درجة الشهادة 00 أي الذي بدل نفسه، على طريق الأهداف الإسلامية السامية، ومن اجل تحقيق القيم الإنسانية الواقعية.

والإنسان الشهيد في المفهوم الإسلامي يبلغ – بشهادته – أسمى درجة يمكن أن يصلها الإنسان في مسيرته التكاملية.
نستطيع أن نفهم سبب قدسية كلمة " الشهيد " في الإسلام وفي أنظار المسلمين من خلال الآيات القرآنية الكريمة التي تتحدث عن الشهادة والشهيد وكذلك من خلال ما وصلنا من روايات في هذا الحقل.

الشهيد المطهري
تحياتي