Originally Posted by
الورّاق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير ..
*
هناك فرق واضح بين عمل المراة عموما ، و بين عمل الزوجة .. فليست كل امراة زوجة و لها اولاد ، بالتأكيد يوجد فرق بين الوضعين . فالمرأة المتزوجة والتي عندها بيت و اولاد ، هذا عالم بحد ذاته . واذا كان الزوج يستطيع إعالة العائلة فلماذا لا يعتبر عمل المراة في بيتها عملا ؟ و اي عمل ! هو عمل لا ينتهي . و مجال التطوير والابداع فيه لا ينتهي ، والتربية لا تنتهي . وتبادل الخبرات فيه ايضا لا ينتهي .
دائما دعاة تحرير المرأة والمساواة لا يهتمون بهذا الجانب ، ولا يظهرون عمل المراة في المنزل انه عمل ، بل يعتبرونه من صور البطالة .
نعم صحيح .. صورة من صور البطالة والتخلف أيضا ....
كثير من الزوجات العاملات تحتاج الى شغالة في المنزل ، من باب سد الفراغ . و بصورة تشبه ان يستقدم الموظف رجلا يعمل في مكانه لكي يتوظف هو في وظيفة اخرى !
نعم صحيح ، إن كنت تقصد جانب الأبناء ، فأنت تتحدث عن الزوجة العاملة ولديها أطفال بحاجة إليها ..
لكن وفي المقابل ، يوجد مؤسسات ودور حضانة مؤهلين لرعاية الأطفال ولديهم دراية وخبرة كافية في هذا المجال ربما لا تملكها الأم ..
في ثقافة المساواة الزائفة الغربية ، عمل المرأة مثل عمل الرجل ، هذا امر مفروغ منه و حق لا بد ان يكون عندهم .
نعم صحيح ..
و عمل المراة خارج المنزل في الاسلام تدعو له الضرورة فقط .
ما هي الضرورات التي يبيح فيها الإسلام خروج المرأة للعمل ؟؟! وهل تنحصر على الإحتياج المادي أم تشمل أيضا الإحتياج المعنوي النفسي ؟؟!
وإذا نظرنا الى الواقع ، فإن نسبة المتقدمات للتقاعد ، خصوصا المبكر ، اعلى عند النساء من الرجال . و هذا دليل على ان راحة المراة هي في بيتها و عالمها
الإحصائيات لا يمكن اثباتها بقول عام ، ولا يمكن حصر الأسباب بسبب واحد ربما يكون مشمولا ضمن عدة عوامل مرتبطة ببعضها البعض ..
. والفكرة العلمانية ان المراة التي تعمل في بيتها تـٌقدَّم على انها امراة جاهلة وتعاني من الفراغ وغير ناجحة في المجتمع وغير عصرية ، ليست صحيحة على اطلاقها ابدا .
وصلت لمربط الفرس .. لماذا هذه الصورة تلقى الرواج الصحيح عند الشابات المقبلات على الزواج ؟؟!
طيب كيف ولماذا نجحوا في اختراق مكنون عقولنا وأصبح هذا الأمر مقبولا اجتماعيا ؟؟!
المرأة العاملة خارج منزلها أرقى وأرفع شأنا من الجاهلات المتخلفات القابعات في بيوتهن !! ( أستغرب حقيقة حينما تصغر الزوجة من قدر نفسها في منزلها مع أن دورها عظيم )
ربما ، لأن الصورة الباهتة التي نحاول أن نجملها دوما تظهر على حقيقتها في أرض الواقع ، ماذا تضيف الزوجة الجاهلة لمنزلها ؟؟! >> هن الأدرى بالإجابة .......
ومن ناحية اقتصادية : عمل المرأة في المنزل يكفي انه وفـّر الخادمة ومشاكل الخادمات ،
اولا ، ظاهرة وجود الخدم غير مرتبطة كليا بعمل المرأة هذا من جانب ..
الجانب الآخر أن توفير الإقتصادي يقابله نضوب مورد مالي ، بمعنى ، إن كان عمل المرأة هو السبب في احضار الخادمة ، معناها أن الدخل يغطي تكاليف وجود تلك الخادمة مع وجود أرباح !!
أعجبتني جدا عبارتك (( مشاكل الخادمات )) ، إذا الأمر ليس محصور بالناحية الإقتصادية كون المادة ستكون متاحة بشكل يغطي التكاليف ، الأمر معنوي أكثر من كونه مادي ..
الأمر المعنوي الذي تتكلم عنه لا يعترف به أصحابنا الجهابذة المتطورين ..
وهو مجال للتوفير الاقتصادي ، فكم من امرأة تستطيع بحسن تدبيرها لمنزلها ان تؤمّن الملابس و المؤن الغذائية في مواسمها وتعمل على حفظها وتخزينها للايام القادمة بطريقة توفر الكثير من المال و الجهد ، هذا غير تفننها في ديكور المنزل وتنسيقه ، و غير الهوايات التي لا حصر لها تنتظر المرأة التي تعمل في منزلها ، و بعضها يصلح مجالا للكسب والابداع .
لماذا التوفير الإقتصادي إن كان الراتب سيغطي كل تلك التكاليف ؟!!
على نفس الوتيرة السابقة ، الأمر معنوي أكثر من كونه مادي ، بمعنى هنالك انجازات تستحق أن نقف عندها ..
طبعا لن يعجب هذا الكلام أصحابنا .. المتحررين ..
وكثير من الآثار والقطع التراثية ومقتنيات المتاحف ، نجد انها من مشغولات المرأة المنزلية قديما ، من ملابس واكلات شعبية وأدوات زينة ومنسوجات و سجاد ، إلخ .
الدنيا تطورت أخي ، تجي تقول متاحف ومشغولات !!
كذلك في مجال الثقافة ، فالمرأة التي تريد ان تتثقف ، بيتها افضل مكان لها ، فما الذي يمنعها من اقامة مكتبة جميلة ؟ و وسائل الاعلام الثقافية لا حصر لها ، كالانترنت . و مثل هذه الهوايات والابداعات تنشأ في جو المنزل الهادئ المريح ، بعيدا عن صخب اماكن العمل ومشاكل المواصلات وخطورتها . وليست الثقافة مربوطة بالخروج ولا حتى بالسفر ، فكثير من المثقفين لم يسافر من بلده ولا مرة ، و كثير من المسافرين هم تلاميذ عند هؤلاء الذين ربما يقل حتى خروجهم من منازلهم . اذا ليس الانتقال يساوي الثقافة على كل حال ، انما هي الرغبة في المعرفة . و وسائل الثقافة كثيرة ، خصوصا في هذا العصر ، فيستطيع الانسان ان يعرف كل ما في العالم وهو في بيته .
سأختصر قولك هنا أن الرغبة في المعرفة هي الأساس في التطور الفكري للإنسان ، لكن لا يمكن بأي حال اغفال جانب الوسط الإجتماعي الذي تبحث عنه المرأة (( على الأغلب )) ..
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتجاهل أو ننفي أن الوسط العملي يشكل أحد الحوافز المهمة في بناء الشخصية إن رغب المرء بذلك ..
كثير من النساء الغربيات يحسدن المرأة الشرقية على استقرارها في منزلها . من لا يريد ان يكون حرا في وقته و ساعات نومه ؟ الغرب يتكلمون عن الحرية و هم يعانون من القيود المتنامية !! سواء امراة او رجل ..
أجدت الوصف ، الرجل والمرأة كلاهمها يبحث عن الحرية ...
أختلف معك في نقطة أن الغربيات يحسدن المرأة الشرقية على استقرارها !! ربما للصورة السيئة لتلك المرأة المضروبة المقهورة المعذبة على يد سجانها الزوج ..
لكن إن وجدوا نموذجا واقعيا للأسر الراقية ، تختلف نظرتهم ولو جزئيا حتى ولو لم يصدقوا أن هنالك نماذج فعليا راقية ..
هذه النظرة الاسلامية لعمل المرأة تخفف او تقضي على المشاكل الزوجية التي تنشأ بسبب المال ،
أريد أن أعرف النظرة الإسلامية لعمل المرأة أخي الكريم ، لأن (( أغلب )) النظرات الإسلامية التي قرأتها لا تلتفت بالمطلق للجانب المعنوي للمرأة الأم على مبدأ (" وقرن في بيوتكن " ) ..
و للمعلومية من اكثر اسباب الطلاق في الغرب : المشاكل الاقتصادية ، و سببها هو الاختلاف على من يصرف اكثر على المنزل .. و كل طرف يتهم الطرف الاخر بالتفريط بالمال بطريقة انانية .
لا يمكن اثبات ذلك ..
و كون الرجل قوّام على المرأة ، هذا يضمن التبعية المحترمة لزوجها .
وصلت إلى النقطة التي أختلف معك بها كليا ، هل تعني القوامة تبعية الزوجة لزوجها ؟؟!
طيب شكل التبعية كيف فلربما يكون الزوج يتبع زوجته ونحن لا ندري !!
اما فكرة المساواة التامة بما فيها القيادة والرأس بالرأس بين الزوجين ، فهذه الفكرة الغربية فاشلة ، وهي المسؤولة عن فشل اكثر حالات الزواج هناك ، والاحصاءات تثبت ذلك .
على نفس الوتيرة لا يمكن اثبات ذلك ..
يعني أهم سبب للطلاق عندهم هو التنازع من يصرف أكثر في المنزل وعلى النقيض أرى أن فكرة المساواة التامة بما فيها القيادة هي المسؤولة عن فشل أكثر حالات الزواج !!
وهناك اصل اخر يثبته الاسلام بخصوص المراة ، وهو التبعية الفطرية التي تعارض فكرة المساواة الكاملة . فسعادة المرأة في تبعيتها وليس في استقلالها كما تفعل الافكار الفردية والمساواة الغربية .
أعطني الدليل الإسلامي الذي يثبت التبعية الفطرية !!
سعادة المرأة التي أرادها المجتمع الذكوري في تبعيتها صحيح ، وأكبر هم لهم كيف نربي المرأة خاصة الزوجة أن تكون تاااابعة منقادة لزوجها صاحب الجلالة ..
الواقع حتى عندهم يثبت هذا الاصل الفطري ، حيث ثبت نجاح المراة كممرضة أو سكرتيرة او مضيفة أكثر من نجاحها كطبيبة أو طيارة أو مديرة . هذا ليس عائدا الى ضعف في القدرات كما قد يفهم البعض ، بل راجع الى فطرة المراة و ما تحبه .
لا يمكن اثبات ذلك ، يكفينا وجودهن في السياسة ويكفينا خضوع رجالنا الأشاوس (( أمامهن )) لإثبات العكس ..
فالمرأة تعرف ان الرجل لا يستطيع ان يقوم بدورها بالشكل الكامل ولا بالسهولة التي تستطيع ان تفعلها , فالله قال ( الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض ) ، فكلٌ أفضل في دوره ،
رائعة جدا مقولتك .. أتفق معك كليا في هذه الجزئية
والتبعية هي نابعة من الاستقلالية ، فإذا استقلت المرأة – اي تـُركت على حريتها – تبِعـَت بطبيعتها وباختيارها ، ولا تعتبر المرأة أن هذا ذل بل هو عز ، لأنها تعلم ان دورها ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه . و تعلم المرأة بمدى قوة تأثيرها على الرجل التي منحها الله كتعويض عن القوامة ، و قوة تأثيرها على الرجل تزداد كلما ازداد خضوعها الاختياري . المرأة عنيدة ولا يمكن اخضاعها بالقوة ، حتى لو اوهمت الرجل انها خضعت ، فهي لا تخضع الا باختيارها ، اذا رأت أن ذلك الرجل يستحق ،
أعطني الدليل أخي على أن طبيعة المرأة خاضعة تابعة للرجل !!
ومنطقيا : لا يقود السفينة قبطانان في وقت واحد . لو دخلت دائرة او مكتب شركة ، ستجد الرؤساء و المرؤوسين ، ولن تجد اندادا متساوين . مما يدل على ان فكرة المساواة الكاملة فكرة غير طبيعية ولا منطقية ولا واقعية حتى ، ولا يطبقونها في مناحي الحياة الاخرى ولا في العمل . والشيء الذي لا يمكن تطبيقه على كل الاحوال ليس قانونا ، وبالتالي ليس حقا ، والمطالبة به ليست حقا . كان عليهم ان يطبقوا المساواة في شركاتهم ، اليس من يعمل فيها بشراً مثلهم ؟ اذا الواقع يثبت ان تطبيق المساواة الكاملة ليس سهلا ، بل مستحيلا .
منذ أن كنا صغارا إلا الآن نسمع ذلك المثل ( أبو قبطان ) ..
فيه شيء بالدنيا اسمه شرااااااااااااكة خاصة في الحياة الزوجية ، كل طرف يتبع الآخر، وكل طرف يكمل الآخر ، وكل طرف لا يكون لوجوده أهمية في الحياة الأسرية من دون أن يكمل وجوده الطرف الآخر ..
و لو زرت حياة الازواج الذين يتصور المجتمع انهم يمارسون المساواة ، ستجد سيطرة احدهما على الاخر بطريقة او بأخرى ، مما يعني انه لا وجود حقيقي للمساواة . و المساواة تُطلب في حالة الصراع ، والزواج الطبيعي ليس صراعا بل وئاما ، اي وئام يحتاج إلى تبعية .
ليس صحيحا ، كل له دوره في الحياة الأسرية ، الزوج والزوجة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلب المساواة المشوهة التي ينادي بها أصحاب التحرر ..
قلت أي وئام يحتاج إلى تبعية ، برأيي أي وئام يحتاج إلى احترام إلى حب إلى تضحية إلى الوفاء وأي كلمة أخرى ترقى لمستوى العلاقة الزوجية المقدسة غير كلمة التبعية التي من المفترض أن لا تكون حاضرة عند التطرق إلى سمو تلك العلاقة ..
ولو دخلنا في خيال العشاق ، لرأينا العاشق يتخيل الرقة والخضوع والتبعية ، ولرأينا في خيال العاشقة الشخص المتكامل الذي تسلّم قيادها له وتقف معه وتسنده راضية مرضية وهذا هو اوج سعادتها . لا يمكن تخيّل عاشقة تتمنى ان تسيطر على معشوقها، أو تراه ندا مشاكسا تدور الحياة بينهما من خلال القسمة على اثنين مستخدمين الالة الحاسبة في كل شيء وبالتساوي حتى في المطبخ .
خيال العاشقين من كلا الجنسين مرتبط بعوامل عدة أبرزها البيئة والتنشة ، لا توجد وتيرة واحدة يسير عليها كل العاشقين ..
فكرة التبعية الطبيعية لا يستطيع ان يستوعبها من يؤمن بالصراع ، فهي خاصة بمن يرون أن الوئام هو الاصل .
وهنا أخي قمت بوضع قاعدة وأطرتها بالإطار الذي يناسب عقلية المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه ، هل بالتبعية التي ألصقت عليها صفة الفطرية يتحقق الوئام ؟؟!
ولو طبـّق هذه الفكرة من يؤمنون بالمساواة والصراع ، سيرون انها ظلم للمرأة ، كما هو حاصل عند مفكري الغرب والماديين الذين يؤمنون بالصراع .
إذاً في الحقيقة : اعماق المرأة ترفض المساواة قبل ان يرفضها الرجل ، و هي فكرة من مفرزات السوق الغربي ليست الا . يتكلمون عن المساواة ، ويقولون : Ladies First في نفس الوقت !!
وترفض التبعية الأحادية في آن واحد ..
إن كنا نريد أن نلص مفهوم التبعية في الحياة الزوجية معناها أن كلا الطرفين يتبع الآخر فالزوج يتبع زوجته في بعض الأمور وكذلك الحال بالنسبة للزوجة ..
وما دام الرجل يساهم في الكسب ، فالمرأة تساهم في التوفير والتدبير .
لا يقوم البيت إلا على الرجل الكريم والمرأة الحريصة .. أوافقك الرأي هنا ..
و الحنان من صفات المرأة ومطلوب فيها ، وهو من صور الخضوع .
من أين استقيت ذلك !!
حنان المرأة صورة من صور الخضوع !!
الله أحن وأرحم بعباده من تلك الأم بولدها >> قالها الرسول بما معناه حينما أراد أن يشبه رحمة الله عزوجل بعباده .. مشكلة إن كانت كلمة الحنان معناها المعنوي الخضوع !!
نعم تستطيع المرأة ان تقوم بكل شيء يقوم به الرجل تقريبا ، ولكن ليس هذا مطابق تماما لفطرتها . لذلك لم يحدد الاسلام أعمالا محددة للمرأة ، و تستطيع تقريبا ان تعمل في اي مجال ما دامت ملتزمة بحشمتها وعفافها الداخلي قبل الخارجي . لان العفاف الخارجي لا يفيد ما لم يوجد العفاف الداخلي .
ولست أدري لماذا تتزيّن المراة ! أنا شخصيا لا اعتبره حقا للمرأة أن تظهر زينتها و مفاتنها ، وأعتبره اعتداء غير مباشر ، لأن المتضرر هو طرف آخر ، مع أن كل امراة تتزين و بشكل دائم اكثر بكثير مما هو موجود عند الرجال ، ولأن الرجل لا يحس بإحترامه كإنسان ، بل يشعر انه حيوان تـُراد استثارته . لو ارادت المراة لعوملت مثل معاملة الرجال . وهذه هي المساواة الحقيقية التي يقدمها الاسلام ، وهذه المساواة هي في الحقوق والواجبات بين الجنسين ، بحيث يُنظر إلى الرجل مثل ما يُنظر إلى المرأة ، والعكس . وهذا ما اسميه المساواة في النظرة والخطاب ، واذا كانوا يدّعون المساواة بالرجل ، فلماذا يريدون للمراة ان تتجمل وتظهر مفاتنها ؟ لماذا الرجل محتشم ف يلبسه اكثر من المرأة ؟ ولماذا تعامل من قبل الرجال بنوع من التدليل الخاص ؟ هذا لا يعني مساواة . اذا مساواتهم خدعة . فهم يقدمون المراة في كل شيء ، في الطابور ، خصوصا عندما تكون جميلة . وهذا لا يعني مساواة .
ثم ان تدليل المرأة هو أكثر شيء يفسد المرأة . وهو الذي يعوقها عن بناء شخصيتها وعقلها واعتمادها على سلوكها . لا صلاح للمرأة ولا للرجل الا بالمساواة في الحقوق والواجبات ، اما مبدأ السيدات اولا ، فلا يعني المساواة في الحقوق والواجبات ، فكأن دور المراة ان تتزين وتتبرج ، ودور الرجال التدليل ، وهذا الواقع اضر بالمرأة اكثر مما نفعها ، كما قال احد الكتاب الفرنسيين : ربما اننا نعطي المراة فرصة لتتكلم ، حتى نسمع مرور الكلمات على لسانها . وهذا احتقار للمرأة وليس تكريما له ، كأنه يقول : أنه لا يهمني ما تقوله المراة ، ولكن يهمني طريقة كلامها وصوتها .
قال تعالى (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) . لأن هذا الذي ظهر ليس مقصودا ، ليس بقصد الإغراء ولفت الانتباه . ولا أرى من كرامة المرأة أن تؤثر في الآخرين بشيء غير عقلها وأخلاقها ، فالمرأة التي تريد اغراء الرجال هي تشعر بالنقص في عقلها ، فتضطر للجذب من خلال جسمها ، وليس فضيلة ً الفخر بشيء لم تفعله . اذا احترزت المرأة من هذه الاشياء ، وكانت محتاجة للعمل ، فما الذي يمنع ؟
اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه .. فكل رداء يرتديه جميل ..
اذا النية هي بيت القصيد . قال تعالى : ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) . في الحقيقة : أن هناك حاجة في اعماق الجنسين إلى التفاهم على المستوى الانساني وليس على المستوى الحيواني . هذا لا يكون ال في حالة العفاف المشترك حينها يرى الرجل الكرأة كأنسان ، وترى المرأة الرجل كإنسان . مترفعين عن مستوى الغرائز . لكن يعوق هذا الشيء سوء التفاهم والافكار المسبقة .
لنتخيل لو وُزّع عمل المراة المثالية في منزلها ، ربما يوزع على اكثر من 20 شخص ! فالطبخ له متخصصوه ، وغسيل الملابس له متخصصوه ، والتنظيف له متخصصوه ، ورعاية الاطفال لها مراكز متخصصة .. التفصيل ، الخياطة ، الديكور ، الحديقة ، الحلويات ، التموين ، الإدارة ، المشتريات ، التمريض .. إلخ .. كل هذا و أكثر ولا يعتبرون عمل المراة عملا !!
بقي علينا نحن أن نعتبر عمل الزوجة في منزلها عملا و وظيفة سامية . حينها سيكون له ادبيات ومبادئ ودروس ومحاضرات بل ومناهج واقسام في الجامعات ، و حينها سوف نتخلص من وضع المرأة المسرفة لتتحول وظيفتها الى وظيفة منتجة ، فعمل المراة في المنزل لا ينبغي ان يكون عملا استهلاكيا فقط ، بل لا بد من جانب انتاجي كأي عمل يستهلك و ينتج ، ويكون انتاجه اكثر من استهلاكه . هذا اذا عرفنا ان التوفير بحد ذاته مكسب ، و افضل مكسب .
درر رائعة نثرتها هنا .. أوافقك بشدة وأحييك ..
الجميع يعرف مدى حب المرأة العاملة للاجازات ! وهذا يدل على تعلقها بمنزلها وحاجته اليها وحاجتها اليه اكثر من الرجال . بناء على الاصل ، وهو قوله تعالى : (و قرن في بيوتكن) . مع العلم ان ظروف المراة لها خصوصية تقتضي اجازات اكثر ، لكن المعروف عنها أنها تـُسرّ بالاجازات ولا تتضايق منها . و هذه الخصوصية لا تفتح مجالا للمساواة الكاملة . مما يعني ان فكرة المساوة بين الجنسين في كل شيء هي فكرة خيالية و غير واقعية ، فالبيولوجيا فرّقت بينهما ، اما المساواة في الحقوق وفي الواجبات وفي التكريم والانسانية ، فهذا امر مفروغ منه بموجب القران .
أوافقك الرأي بالمجمل وأختلف معك في نقطتين الأولى أن الكل يحب الإجازات الرجل والمرأة على حد سواء والثانية أن الأصل الذي ذكرته خاص بزوجات النبي عليه الصلاة والسلام (" يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى .... ")
و كون المرأة تعمل والرجل يعمل خارج المنزل ، هذه بيئة خصبة لمشاكل زوجية سببها المال ، اكثر من كون المال في يد الرجل . ومن المفارقات العجيبة ان تسمع من الازواج ممن لهم زوجات عاملات : تكرار الشكوى من انانية زوجته و بخلها أكثر بعد ان صارت عاملة . و هناك شعور ممضّ يحسه الزوج وهو يرى زوجته تملك حسابا بنكيا خاصا ، و ربما تعمل بالاسهم والعقارات من دون أن يدري ، في الوقت الذي تطالبه بالنفقة الشرعية الكاملة .
هنا يحدث شرخاً في جدار المودة والرحمة بين الزوجين . والازواج في هذه الحالة يوضّحون شكواهم بان المراة تلعب على خطين في التعامل معهم بطريقة براجماتية : خط المعاصرة ، و خط الشرع ، و تستفيد من كليهما . وهذا الكلام لا يشمل بالطبع الجميع . لكن الشكوى موجودة .
وكون المرأة تعمل في بيتها ، لا يعني هذا فرض عزلة على مشاركتها في المجتمع والنشاطات الاجتماعية ، ولا عزلة عن التعليم ولا عن الثقافة ، بل العكس تماما ، لأن وقتها اوسع . لنستمع الى صوت الطبيعة ، بعيدا عن فكرة السلطوية ، الذكورية او الانثوية . الطبيعة قرّبت المرأة من المنزل ، لأنها هي التي تنجب الاطفال وترضعهم ، وبالتالي فهي الادرى بشؤون المنزل ، ومن غير المعقول التناوب في مثل هذه المهمات بين الرجل والمرأة .
يتبع بإذن الله ..
Bookmarks