لم يكن بكاؤه صلى الله عليه وسلم بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز.
وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال، مصاحب للخوف والخشية.
ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له، وقال: (تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون) أخرجه البخاري.
وبكى صلى الله عليه وسلم لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض.
وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)
وبكى لما مات عثمان بن مظعون رضي الله عنه.
وبكى لما كسفت الشمس، وصلى صلاة الكسوف، وجعل يبكى في صلاته، وجعل ينفخ ويقول: (رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون، ونحن نستغفرك) رواه أبو داود
(زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم) (1/176)
المفضلات