* أصبح فريق التلال في قمة الدوري اليمني بعد مباريات إفتتاح الجولة الثالثة لدوري اندية الدرجة الأولى لكرة القدم عصر أمس عندما تغلب على مضيفه الإمبراطوري أهلي صنعاء بهدف وحيد سجله مهاجمه فتحي جابر في الدقيقة السادسة والستين من عمر المباراة التي يفترض أنها مباراة قمة جماهيرية وكروية مبكرة في الدوري اليمني جرت أحداثها على ملعب الفقيد المريسي بصنعاء وبحضور ما يقارب عشرة آلاف مشجع من الطرفين .
القمة تلالية حتى إشعار آخر
* وبهذا الفوز رفع التلال رصيده إلى 9 نقاط من ثلاث مباريات ليأخذ كرسي المقدمة النقاطية بعد تعثر شعب إب بالتعادل مع الصقر وبانتظار نتيجة مباراة الغد بين اليرموك و22 مايو بصنعاء والتي يمكن أن تحدد فارق الأهداف في حال فوز اليرموك أحقية الصدارة مالم يتعثر اليرامكة .
وهذه الخسارة الأهلاوية هي الخسارة الأولى للفريق الإمبراطوري بعد 23 مباراة فوز حسب تأكيد المدرب محمد اليريمي من خلال مباريات الدوري الماضي ومنافسات الكأس ومباراتي الجولتين الأولى والثانية .
ملل مباريات القمة
* مباراة الأمس التي مل جمهور المريسي شوطها الأول مكنت عميد الأندية اليمنية فريق التلال من ضرب عصفورين بحجر واحد عندما تغلب على خصم قوي وعنيد مثل الأهلي , وعن طريق البوابة الأهلاوية اعتلى الصدارة بكل يسر وسهولة بعيداً عن أجواء منافسات القمة والتنافس المثير الذي كانت تشهده مباريات القمة بين الفريقين في الزمن الماضي زمن العمالقة ونجوم الكرة اليمنية الذين كانوا يمتعون الجماهير بمختلف انتماءاتها ومشاربها وألوانها .. مباراة كان شوطها الأول سلبياً في الأداء والنتيجة للغاية إلى درجة أن البعض اعتقد أنه ربما يشاهد إحدى مباريات دوري الحواري أو دوري مدرسي لا يجد فيه أكثر من العك والجري وراء كرة مستديرة بصورة تثير الشفقة والضحك في آن واحد وكأن الفريقين لا يفقهان أي شيء في أبجديات كرة القدم نتيجة المستوى المتواضع الذي قدمه الفريقان مع اعتماد الفريق الضيف على عنصر الحماس وسرعة المباغتة التي أفقدته بعض فرص الأهداف الحقيقية فيما اعتمد الأهلاوية على التهدئة التي كانت تقتل اللعب حتى عندما تلوح في الأفق هجمة أو إنفرادة أهلاوية كان التعامل معها من قبل السلمي جعيم يتم بطريقة السلحفاة بعيداً عن الأداء القوي الذي نعرفه عن السالمي وسرعته المعهودة في تحويل أنصاف الفرص إلى أهداف غزيرة ومؤثرة .
شوط الرتابة الممل
* الشوط الأول اتسم بالرتابة وعابه من الجانب التلالي الذي كان الأفضل العشوائية والتسرع في استغلال الفرص التي لاحت نتيجة الدربكة الدفاعية أمام المرمى الأهلاوي لولا صحوة ويقظة الحارس المتألق دوماً معاذ عبد الخالق .. ولعل أخطر فرص المباراة ( غير فرصة الهدف التلالي في الشوط الثاني ) كانت في الشوط الأول عندما أحدثت إحدى الهجمات التلالية دربكة داخل خط الستة وأنقد ساعتها القدر وتدخل القائم الأيسر وحيوية معاذ عبد الخالق من هدف تلالي محقق ومبكر في الدقيقة الثانية عشرة أنهاها فتحي جابر بتسديدة قوية أبطل مفعولها الحارس .
وبعد ست دقائق تحصل الأهلي على ضربة حرة مباشرة على مشارف منطقة الخطر التلالية تصدى عادل السالمي وهو يأمل أن يسجل على طريقة الناصر غازي ولكن كرته تصطدم في الحائط التلالي وتعلو خلف الحائط باتجاه الحارس الذي اندفع لها بقوة واشترك مع اللاعب سامي جعيم ليصاب الاثنان مع احتساب خطأ للحارس التلالي عبد الرؤوف عبدالله علي .
وكاد السوداني نزار جمعه أن يحدث مفاجأة أهلاوية عندما اختطف الكرة من المدافع التلالي أمين عوض وحاول الانطلاق منفرداً بالمرمى لولا ذكاء العنف الفطري لدى اللاعب اليمني باستخدام الإعاقة من الخلف احتسب على إثرها حكم اللقاء عادل عمر ضربة حرة مباشرة للأهلي مع إشهار بطاقة صفراء في وجه أمين عوض . ولم يستفد الأهلاوية من هذه الكرة في شيء .
شوط بعض الإثارة والهدف اليتيم
الشوط الثاني حمل معه بعض الصحوة الأهلاوية ونوعاً من الإثارة لنعود إلى رشدنا ونتذكر أننا نشاهد مباراة اعتقد الجميع زوراً وبهتاناً أنها مباراة القمة في الدوري اليمني .. حيث دخل الأهلاوية وقد نالوا قسطاً وافراً من تعليمات المدرب الوطني محمد اليريمي الذي شدد على ضرورة تعزيز المد الهجومي بتقدم اللاعب السوداني نزار جمعه إلى الأمام لمساندة الثنائي السالمي وجعيم مع أفضلية عودة السالمي للخلف في بناء وتحضير الهجمات .. بالمقابل كثف اللاعب فتحي جابر من حضوره في المقدمة التلالية مستعيناً بالكرات الخطيرة التي كان يعمل على تهيأتها اللاعب الكنغولي أمبو يو أخطر لاعبي التلال مع إجراء تغيير سريع للتلال في خط الدفاع لإدراك الكابتن سامي نعاش أن المد الأهلاوي سيكون واسعاً في هذا الشوط .
ولم تكتمل الدقيقة الأولى حتى كان الأهلي يقود هجمة أنهاها سامي جعيم بتسديدة قوية أبطل مفعولها الحارس التلالي .. ورد عليها سريعاً بعد دقيقة واحدة الكنغولي أمبو يو عندما تصدى لكرة تلالية من أقصى اليسار وحولها برأسه في المرمى لتعترض العارضة الأهلاوية طريقها وتعيدها إلى معاذ عبد الخالق الذي كان لها بالمرصاد .
ومع هاتين الفرصتين اندفع السوداني نزار جمعه مخترقاً الدفاع التلالي من اليمين بعد تمريرة رائعة من السالمي في الدقيقة 51 ليسدد جمعه الكرة بقوة بعد مجهود كبير وشاق نتيجة الجري بالكرة ومزاحمة المدافعين لمسافة بعدية فجاءت تسديدته في متناول الحارس التلالي الذي نجح في امتصاص حماسها وقوتها .. وبعدها ساد التكافؤ بين الفريقين حتى الربع الساعة الأولى .
حسنة القمة الحمراء
الهدف التلالي الوحيد في المباراة جاء بعد مرور 31 دقيقة من الاستراحة عندما وجد التلال فرصة لبناء هجمة من اليمين وصلت الكرة حينها إلى اللاعب المتألق أمبو يو الذي عكس الكرة من أقصى اليمين ليفشل دفاع الأهلي في التعامل معها مع بعض الدربكة التي استغلها المهاجم الذكي فتحي جابر عندما وجد نفسه والكرة وجهاً لوجه أمام الحارس والمرمى دون قيد أو شرط ووضعها في المرمى رغم الجهود في محاولة منعه من التسديد لكنه سجل هدفاً جميلاً أثار في الأهلاوية بعض الحماس للاندفاع إلى الأمام .
وكان أداء الجبهة اليمنى للأهلي قد تحسن قبلها مع نزول اللاعب الدولي عصام الذبحاني وأشعل فيها الحماس وصنع أكثر من كرة للمهاجمين مع تواصل الأفضلية الأهلاوية في امتلاك زمام المبادرة الهجومية .. حيث حاول الذبحاني الرد السريع على هدف الجابر بعد دقيقة بتسديدة قوية وبعيدة تمكن الحارس منها ... وتواصل الاندفاع الهجومي الأهلاوي بقوة في محاولة للحاق بالتعادل ليتمكن السوداني نزار من استغلال كرة عكسية من جهة عصام الذبحاني وكاد يضعها في المرمى التلالي لولا يقظة الدفاع الذي حولها إلى ضربة ركنية .
* وجاءت فرصة أهلاوية أخرى قبل النهاية بست دقائق من قبل البديل سمير مشرح الذي حاول التوغل من اليمين وعكس الكرة بقوة باتجاه المرمى وكان الحارس التلالي الأقرب إليها قبل وصولها إلى السالمي .. ولم تحمل بقية دقائق المباراة أي جديد باستثناء بعض العك الذي أعاد المباراة إلى سلبية الشوط الأول رغم الجهود الأهلاوية المبذولة حتى جاءت صافرة النهاية لتعلن فوز التلال واقتناص العلامة الكاملة في مستهل الدوري .
لقطات الثورة
قاد المباراة طاقم تحكيم مكون من عادل عمر في الساحة وساعده كل من فيصل القاضي ومحمد النظاري في الخطوط وراقبها عبد الله الثريا من الاتحاد العام .. وكان الأداء التحكيمي جيداً وعند المستوى على الرغم من وضوح بعض البدانة لدى حكمنا الشاب عادل عمر.. بينما يحتاج بعض الحكام المساعدون إلى إعادة قراءة واستيعاب قانون التسلل الذي لا يعتبر اللاعب متسللاً إذا كان خروجه بعد انطلاق الكرة من مكانها باتجاه اللاعب المستفيد منها .
سبع بطاقات صفراء أشهرها الحكم في اللقاء كان النصيب الأكبر فيها للتلال بخمس بطاقات وللأهلي بطاقتان .. وهي نسبة عالية توضح توتر اللقاء والعك الذي عاشته الجماهير معظم فترات المباراة باستثناء بعض فترات الشوط الثاني .
جمهور الأهلي خرج غاضباً والبعض يطالب الإدارة بسرعة التدخل فيما يرى البعض أن الفريق يحتاج إلى صبر وأن الجماهير الأهلاوية يجب أن تتحمل بعض الشيء وتساند فريقها بقوة حتى وإن أخفق لأن الأهلي يجب أن يستبدل طاقمه القديم بطاقم جديد وحديث وهذا يتطلب الصبر بغض النظر عن مطالبة البعض بتغييرات الجهاز الفني فهذه وجهة نظر فقط والإدارة هي التي تقرر ذلك على أساس أن هناك انجح المدربين في العالم ومع أعظم وأقوى الفرق بالعالم يصنعون الإخفاق المتتالي كما حدث لريال مدريد في الدوري الإسباني قبل فترة .
جمهور التلال خرج عقب المباراة بزفة جماعية للتلال وهو سعيد ورايته عالية فرحة بالانتصار واعتلاء الصدارة لتعيش الجماهير التلالية في صنعاء وعدن أفراحاً حتى الصباح .. ومع هذا فالتلال لم يبلغ بعد المستوى الفني العالي الذي يمكن القول أنه أن سيكون سيد الموقف اليمني بالفعل .. ومع اقتراب المئوية التلالية يجب أن يكون القادم التلالي أفضل وبما يليق بهذا الحدث الهام الذي سيحتفل به كل الوطن وليس التلاليين وحدهم.
أفاد طاقم النقل التلفزيوني أن رسالة طلب النقل لم تبلغ الفضائية إلا قبل المباراة بنصف ساعة وان هناك تجهيزات أجريت على عجل فيما أضطر معلقو المباراة الذين تزاحم منهم ثلاثة إلى جانب الأستاذ محمد سعيد سالم إلى متابعة التعليق بدون وجود تلفزيون أمامهم !!
ما زال منظر مدرجات ملعب الفقيد المريسي رائعاً بعد التحسينات التي أدخلت على طلاء المدرجات باللونين الأحمر والأبيض وهناك أمور أخرى يجب أن يتنبه لها القائمون على شئون هذا الملعب ومنها الساعة العملاقة!!.
نعاش: المباراة مثيرة.. وكنا نطمح للفوز بعدد كبير من الأهداف!!
المدرب الوطني سامي نعاش عقب الفوز عبر عن سعادته البالغة بتحقيق هذه النتيجة ووصول فريقه إلى القمة .. معتبراً أن فريقه قدم مباراة رائعة ويستحق عليها الفوز على الرغم من تواضع البداية للدوري اليمني وعلى الرغم أنه لعب بعيداً عن أرضه وجماهيره .. ووصف الأداء بالقوي وأن فريقه قدم مستوى يشكر عليه ويستحق الفوز الذي لعب من أجله ولاغير .. وقال نعاش " كنا نطمح إلى الفوز بعدد كبير من الأهداف .. ولكن النادي الأهلي ناد عريق وله مكانته ولهذا كان من الطبيعي أن تكون المباراة متميزة ومثيرة وأجمل شيء أن المباراة سارت سيراً طبيعياً.
مؤكداً أن التلال يعتمد على كل عناصر وأن لديه لاعبين مميزين في جميع الخطوط من الشباب .. وأن التلال يأخذ العملية أولاً بأول وكل مباراة تعتبر هي المهمة الأساسية بالنسبة له وللاعبيه .. منوهاً بأنه بعد انتهاء هذه المباراة وبغض النظر عن نتيجتها تصبح مهمة الفريق القادمة الاستعداد لمواجهته مع إتحاد إب في الجولة الرابعة .
واعتبر أن أي لقاءات تجمع التلال والأهلي تكون متميزة وطبيعية أن تحمل هذا الاهتمام بغض النظر عن مستواها الفني .
الجابر : مباراة أعصاب.. وتفاءلت بتسجيل هدف
الهداف الماكر فتحي جابر وصف المباراة بأنها كانت مباراة أعصاب من قبل الجميع .. مشيراً إلى أن هذا الفوز الصعب سيعطي فريقه دافع للأمام باتجاه تحقيق البطولة .. معرباً عن شكره وتقديره لجمهور التلال الذي آزره في ملعب المريسي ووقف إلى جانب الفريق حتى اللحظة الأخيرة وتحقيق الفوز .. وقال " رغم الإصابة وعدم الجاهزية الكاملة لهذه المباراة كنت أشعر منذ الشوط الأول أنني سأحرز هدفاً من خلال التعاون مع زملائي في الفريق الذين قدم كل منهم الأداء الرجولي الكامل وأنا أشعر معهم بالارتياح .
وأضاف: لقب الهداف طموح أي لاعب يقدم مستوى أفضل ويجتهد مع الكرة وأنا أتمنى أن أصل إلى هذا اللقب مع وصول فريقي أيضاً إلى منصة التتويج .
للتذكير فقط الجابر أصيب في مباراة فريقه السابقة مع الصقر من تعز بجرح بليغ في رأسه كلفه سبع غرز.. ومع ذلك كان نجم المباراة الأول بالهدف التلالي اليتيم .
اليريمي: غلطة المدافع أخرجتنا خاسرين
المدرب الوطني محمد اليريمي مدرب الأهلي أعرب عن أسفه بالخسارة التي كان لا يتمناها أبداً في هذا الظرف بالذات .. إلا أنه اعتبر الخسارة شيئاً طبيعياً لتعثر استعدادات الفريق وتأخر ذلك قبل انطلاق الدوري مع عدم وصول معظم اللاعبين إلى الجاهزية الكاملة نتيجة لذلك .
وقال اليريمي : فريقي قدم أداء جيداً تنقصه الخبرة وخصوصاً الشوط الثاني .. أما الشوط الأول فقد حمل الحذر من الفريقين والتوجس .. وهاجمنا في الشوط الثاني بضراوة ..
مشيراً إلى أن خبرة المهاجمين الذين لعبوا إلى جانب السالمي وعدم جاهزية السالمي وابتعاده عن أجواء المباريات منذ سنة تقريباً كان سبباً في عدم استغلال فرص الشوط الثاني .. موضحاً أن فريقه في طور الإعداد والتهيئة لجيل جديد من اللاعبين إضافة إلى تأثر الفريق بالاستغناء عن اثنين من اللاعبين الأساسين ( أحدهما النونو المحترف في السودان ).
واعتبر أن هذه الخسارة لن تؤثر على مسيرة الفريق في البطولة طالما وأنها في بدايتها وما زال مشوارها طويلاً وان هذه المباريات تعتبر في مثابة الإعداد للفريق .
وقال: مبروك للتلال على الفوز وهارد لك للأهلي على الخسارة .. وكرة القدم هي فوز وخسارة .. والتلال يستحق الفوز .. ونتمنى له التوفيق " .
وقال إن التغييرات كانت جيدة خصوصاً عندما نزل عصام الذبحاني وأدى واجبه الهجومي على أفضل وجه .. وأما تغيير يحيى حوبان فهو تغيير اضطراري لأنه طلب ذلك بعد أن وصل إلى مرحلة لم يستطع معها الإكمال نتيجة انقطاعه عن التدريب .
الخسارة من غلطة من الدفاع كانت بمثابة هدية للتلال بعد أن كانت الكرة عائدة للمدافع ليفشل في السيطرة عليها ويسلمها هدية لفتحي وليست لعبة مرسومة .. ولا أريد أن أذكر اسم المدافع حتى لا أؤثر عليه.
اليوم ثلاث مباريات
تختتم اليوم مباريات الأسبوع الثالث لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم بإقامة ثلاث مباريات على النحو التالي :
22 مايو* اليرموك- صنعاء.
الشعلة* الاتحاد- عدن
شباب الجيل* وحدة صنعاء- الحديدة
Reply With Quote
Bookmarks