Results 1 to 6 of 6

Thread: شخصية..... وأي شخصية

  1. #1


    Join Date
    Mar 2003
    Posts
    74
    Rep Power
    259

    شخصية..... وأي شخصية

    اختلفت نظرة العلماء و المفكرين الغربيين حول شخصية النبي العربي (ص) في العصر الحديث عن تلك التي كانت رائجة في عهود الحملات الصليبية و التي حفلت بكل أنواع الافتراءات و الاتهامات بالدجل و الإحتيال ( نفسها التي يرددها اليوم في هذا الزمن الأغبر أدعياء "التنوير" و "العقلانية" العرب! .) فالطريقة التي أتبعها المفكرون الغربيون في وصف حياة و شخصية محمد بن عبد الله (ص) قد تغيرت بشكل كبير مع انحسار العصبية الدينية الغربية و شيوع حرية التعبير الفكرية بعيداً عن هيمنة الكنيسة ، ويمكن ملاحظة هذا في بعض كتابات العلماء و المفكرين الغير مسلمين التي سنستعرض بعضاً منها هنا. لقد كان العداء لمحمد (ص) يغذوه بالدرجة الأساس العداء للمسلمين أنفسهم إبان الحملات الصليبية فأنقلب تقييم شخصية و حياة النبي العربي من الإحتيال و الدجل إلى العبقرية و الإصلاح ، وهو تحول جوهري لاشك لمن يحكم عقله الحر بعيداً عن أطمار التعصب البالي.

    و لا تزال أمام الغرب خطوة أخرى لاكتشاف حقيقة محمد بن عبد الله الكبرى المتمثلة بنبوته ، فبالرغم من كل الموضوعية التي تحلت بها كتابات هؤلاء المفكرين الغربيين إلا أنها لم تتوج بأية محاولة جادة لفهم نبوته - صلى الله عليه و آله و سلم - بل من الغريب حقاً أننا نرى مع هذا الثناء و التقدير الراقيين لاستقامته و إنجازاته ، نرى رفضاً مباشراً أو غير مباشر لنبوته و رسالته التي ادعاها و برهن عليها سواءً في حياته من نشأته إلى وفاته أو في معجزته الخالدة التي خلفها وراءه و المتمثلة في القرآن الكريم. إن الحقائق التالية عن حياة محمد بن عبد الله (ص) تمثل عرضاً منطقياً موضوعياً لا يسع أي منصف إلا أن يفهم نبوته و يتحقق منها :

    عندما بلغ محمد الأربعين من عمره ، لم يكن معروفاً بأنه صاحب دولة أو سيداً لقبيلة أو أي جماعة في مجتمعه ، بل لم يكن معروفاً عنه بأنه خطيب مفوه و لم يجرب هو هذا. لم يُرى أبداً و هو يبحث أو يناقش في الغيبيات و ما وراء الطبيعة ، أو في الأخلاق ، أو في التشريع القانوني و الإداري ! لم يُرى أبداً و هو يتكلم في السياسة أو الاقتصاد أو يبحث في النظم الاجتماعية. و بالرغم من أنه كان ذا شخصية راقية و أدبٍ جم شهد له به مجتمعه ، إلا أنه لم تكن فيه أية سماتٌ خارقة أو مؤهلات فائقة غير طبيعية توحي للمراقبين بأن مستقبله سيشهد ثورة عظيمة في المفاهيم و القيم. لكنه أصبح كذلك بعد نزل من غار "حراء" بعد تلك الليلة التي قضاها فيه ليصبح انساناً آخر لمهمة ستغير مجرى التأريخ!

    فهل من المعقول لشخص بكل هذه المواصفات أن يتحول بشكل مفاجيء و بدون مقدمات إلى "دجال" أو "محتال" يدعي أنه نبي الله بطريقة جعلت قومه يصبون جام غضبهم عليه و على أتباعه ؟! و يحق لنا أن نسأل .. ما هو السبب الذي جعل محمداً يصبر و يتحمل كل المشاق و التحديات الهائلة التي فـُـرضت عليه بسبب دعوته ؟ لقد احتال عليه قومه بشتى الوسائل و الحيل ليثنوه عن دعوته فما فعل ، سلكوا طريق الإيذاء له ولأتباعه ليثنوه عن التبليغ فما فعل ، وسلكوا طريق الإغراء ليثنوه عن التبليغ فما فعل، وسلكوا طريق الضغط العائلي ليثنوه عن التبليغ فما فعل، وسلكوا طريق الإستهزاء والإعراض والسخرية والإتهامات - و هو النبيل الشريف - ليثنوه عن التبليغ فما فعل، وسلكوا معه طريق المقاطعة الشاملة له ولمن آزره ليثنوه عن التبليغ فما فعل ، وقرروا قتله وملاحقته ليثنوه عن التبليغ فما فعل، وطال الزمن والمستجيبون قليلون ، والجميع يحاولون إيئاسهُ واستمرّ ، ثم حاربوه ليستأصلوا دعوته ويستأصلوه ، فصبر واستمر رغم هذا كله ، عرضوا عليه أن ينصبوه ملكاً عليهم أو أن يجعلوه أكثرهم ثراء مقابل أن يتنازل عن دعوته و دينه ، وهم كانوا في موقف الأقوى و الأشد سطوة و كان موقفه هو الأضعف ! بالرغم من هذا العرض المغري و الظروف التي كانت ستدفع بأي مدعٍ لإستغلالها لصالحه فإنه رفض عرضهم و استمر بدعوته لدينه وحيداً فريداً في وجه كل أنواع المشاق و الإهانات و المقاطعة الإجتماعية و الأذى الجسدي الذي لحقه من قومه ! .. فما الذي جعله يصبر أمام كل هذه الضغوط النفسية و الجسدية العملاقة ؟ ألم يكن تسديد الله له و إرادته الصلبة لنشر دعوته و يقينه الراسخ أن الإسلام سيبزغ كمنهاج تحيا به البشرية هو الذي جعله يقف كالطود العظيم أمام كل العوائق و المؤامرات التي أرادت أن تنهيه و دعوته ؟

    مع ذلك و بالرغم من كل هذه الحقائق لنفرض أنه جاء بهذا الدين من عنده ، فقد جاء بدين ينافس فيه ديانة اليهود و المسيحيين ، فلماذا جعل الإعتراف بنبوة أنبيائهم موسى و عيسى شرطاً في الإيمان به و بدعوته ؟

    ألا يعتبر دليلاً آخر قاطعاً على نبوته أنه بالرغم من أميته و حياته الهادئة و الطبيعية لأربعين عاماً قضاها بين قومه أن العرب بفصاحتها و عبقريتها اللغوية وقفت عاجزة مشدوهة أمام بلاغة كلماته و فصاحة منطقه عندما بدأ دعوته بهذه الصورة المفاجئة ؟ لم يكن لكلماته مثيل ، و فشل فطاحل الشعر و الخطابة على أن يجاروها بمثلها. و فوق هذا كله كيف استطاع أن يضمن كتابه - القرآن - إشارات و تلميحات لحقائق علمية لم يكن مضطراً إليها و لم يكن البشر بعد قد وصلوا إلى حقيقتها ؟

    سنستعرض فيما يلي بعضاً من أقاويل المفكرين و الكتاب الغربيين حول شخصية النبي العربي محمد بن عبد الله - صلى الله عليه و آله - خاتم الأنبياء و المرسلين.
    ====================================
    يقول المؤرخ الفرنسي "الفونسو لامارتين" في كتابه (( Histoire de la Turquie77 )) المجلد الثاني طبعة باريس لسنة 1854 - ص 276-277 ما يلي:
    (( إذا كان عِظم الغاية ، و بساطة الوسيلة ، و النتائج المذهلة ، هي المعايير الثلاثة لعبقرية الإنسان .. فمن ذا الذي يجرؤ على أن يقارن أي رجل عظيم في التـأريخ الحديث برجلِ كمحمد ؟ إن اشهر رجالات التأريخ صنعوا جيوشاً ، و قوانين و إمبراطوريات ، و ما أوجدوه لم يتعدى أن يكون سلطاناً مادياً كان دائماً ما يتلاشى أمام أعينهم. لكن هذا الرجل - محمد - بمفرده استطاع أن يحرك ليس فقط جيوشاً و شرائع و إمبراطوريات و أمم و سلالات حاكمة ، بل حرك الملايين في ثلث العالم الذي كان سائداً آنذاك ! وليس هذا فقط .. بل أزاح بدعوته مقدسات الكنيسة ، و الآلهة ، و الأديان ، و الأفكار ، و حرك العقائد و الأرواح ... بصبره على النصر ، و بطموحه الذي كان مكرساً لفكرة واحدة لم يكن يسعى فيها لخلق أية إمبراطورية ، بصلواته الغير منقطعة ، بمناجاته الغامضة مع الله ، بوفاته و سيادته لقومه حتى بعد وفاته ، كل هذا يشهد على أنه لم يكن محتالاً دعياً ، بل يشهد له بأنه كان ذا إرادة صلبة اعطته القوة لأن يحيي عقيدة محرفة. هذه العقيدة التي ترتكز على وحدانية الله ، و على نفي التشبيه و المادية عنه. ))
    (( فيلسوف ، و خطيب مفوه ، و مصلح ، و مشرع ، و محارب ، و مثل أعلى ، و محيي للعقائد العقلانية و المنطقية ، صاحب ديانة لا تعتمد على الرموز و الصور ، و مؤسس امبراطورية الروحانيات الإسلامية .. ذلك هو محمد .. لو استعرضنا كل العوامل التي تقاس بها عظمة الإنسان .. يحق لنا أن نسأل .. هل هناك من هو أعظم من محمد ؟ ))

    و يقول "واط مونتيغومري" في كتابه (( محمد في مكة )) طبعة أوكسفورد 1953 ص 52 :
    (( إن استعداده لأن يتحمل الإضطهاد في مقابل مبادئه ، و الصفات الأخلاقية العالية التي تحلى بها أصحابه الذين آمنوا به و اتخذوه قائداً لهم و قدوة ، و عظمة انجازاته الهائلة - كلها تدل على استقامته المبدئية. إن الفرضية التي تقول بأن محمداً هو شخص دعي تثير ألغازاً أكثر من ما تقدم من اجابات ! اضافة الى ذلك ، لم تغبن أي شخصية من عظماء التأريخ في الثقافة الغربية كما تعرضت للغبن شخصية محمد ))

    و تقول "آن بيسانت" في كتابها (( حياة و تعاليم محمد )) طبعة مدراس 1932 ص 4 :
    (( لا يملك كل من درس حياة و شخصية نبي العرب العظيم ، و تعرف على تعاليمه و كيف أمضى حياته إلا و ينحني تبجيلاً لهذا النبي العظيم ، واحداً من أعظم أنبياء الله. و بالرغم من أني سأذكر قضايا في ثنايا هذا الكتاب ربما تكون معروفة لدى الجميع ، فإنني شخصياً كلما أعيد قراءتها أزداد احتراماً و شعوراً بالتبجيل لهذا المعلم العربي العظيم ))

    و يقول "جيمس ميشينر" في مقاله (( الإسلام : الدين الذي أسيء فهمه )) الذي نشرته مجلة (ريدرز دايجست ) عدد آيار لسنة 1955 ص 68:
    (( كان محمدٌ عملياً جداً في كل نواحي حياته. في اليوم الذي مات فيه ابنه الحميم "إبراهيم" خسفت الشمس ، فانتشرت إشاعة بين أهل المدينة أن الشمس قد خسفت حزناً على موت ابراهيم. و بدل أن يستغل الأدعياء غيره هذا الحدث و هذه الإشاعة لصالحهم ، فإن محمداً وقف خطيباً فيهم ليعلن فيما قال أن الخسوف ظاهرة طبيعية ، ليس لعاقل أن يدعيها لموت أحد أو ولادته ))

    و يقول "بوسورث سمث" في كتابه (( محمد و المحمديون )) نسخة لندن 1874 ص 92 :
    (( كان - محمدٌ - قيصراً و "بابا" في آن واحد .. لكنه كان "بابا" بدون خيلاء أو غرور ، و كان قيصراً بدون حشم ، أو جيش نظامي ، أو حرس شخصي ، أو قصر ، أو مورد ثابت لرفاهيته. و لو حُقّ لأي رجل أن يدعي أنه قد حكم باسم السماء فلن يكون سوى محمداً ، ذلك أن ملك القوة و السلطان دون أن يملك أدواتها أو وسائل ديمومتها ))

    و يقول "مايكل هارت" في كتابه الشهير (( أعظم مائة شخصية في التأريخ)) طبعة نيويورك 1973 ص 33 :
    (( إن اختياري محمداً ليتصدر قائمة أعظم شخصية في التاريخ ربما سيتفاجأ بها البعض أو يستنكرها آخرون ، لكنه كان الرجل الوحيد في التأريخ الذي أستطاع أن يحقق نجاحاً لا مثيل له على المستويين الديني و الحياتي ))


    و يقول "جون ويليام دريبر" في كتابه (( تأريخ تطور الفكر الأوروبي )) طبعة لندن 1875 المجلد الأول ص 329 :
    (( بعد مضي أربع سنوات من وفاة جيستينيان ، أي في عام 569 م ، ولد في مكة من جزيرة العرب ، الرجل الذي انفرد في التأريخ بأنه صاحب أعظم تأثير في حياة البشر .. محمد ))
    (من بات ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم )

  2. #2
    عـــــــادلــــ's Avatar
    Join Date
    Dec 2002
    Location
    السعودية -جدة
    Posts
    12,714
    Rep Power
    697
    موضوع ممتاز لكن لا تكتب (ص) في الصلاة على رسول الأمة
    إذا فاتني عصــر السيف
    فــالقــلم هــــو سـلاحــي
    المحبرة هي جراب سهامي
    وعلى الورق سطرت مقتل أعدائي
    كلمة الحـــق هـي أحـد
    من السيف عــلى الأعــناقــي
    من كلمات عادل الكثيري

  3. #3


    Join Date
    Mar 2003
    Posts
    74
    Rep Power
    259
    شكرا أخي الغالي على الملحوظة.....
    ولكن اعلم حفظك الله تعالى أن استخدام الحرف(ص) عند ذكر النبي الأعظم اختصارا ل ( صلى الله عليه وآله وسلم )...... قد اختلف في جوازه العلماء..... فمنهم من لم يجوزه كالشيخ بن باز ومن سار على منهجه وفتواه ... ومنهم من أجازه كالشيخ السقاف ومن سار على نهجه وفتواه.... واعتقد أن لنا الحق في اتباع من نرى أن فتواه أقرب للواقعية بلا قدح ٍ ( والعياذ بالله) في الطرف الآخر..... كما أن المسلمين يختلفون في اتباعهم للمذاهب الإسلامية فهذا حنفي وهذا شافعي وذاك حنبلي وذاك حنفي وذاك شيعي إمامي... وكلها مبرءة للذمة إنشاء الله تعالى....... فلتكن نظرتنا أوسع وأن لا نحصرها بفكرة نحن آمنا بها فقط.... فكما أن لنا عقل فللناس عقول.......
    تحياتي
    (من بات ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم )

  4. #4
    عـــــــادلــــ's Avatar
    Join Date
    Dec 2002
    Location
    السعودية -جدة
    Posts
    12,714
    Rep Power
    697
    جزاك الله كل خير
    واشكرك على هذا التوضيح لكن نحن نرى أقوال العلماء ونرى منها الأقوى حجه وليس الأقرب إلى أنفسنا
    إذا فاتني عصــر السيف
    فــالقــلم هــــو سـلاحــي
    المحبرة هي جراب سهامي
    وعلى الورق سطرت مقتل أعدائي
    كلمة الحـــق هـي أحـد
    من السيف عــلى الأعــناقــي
    من كلمات عادل الكثيري

  5. #5


    Join Date
    Mar 2003
    Posts
    74
    Rep Power
    259
    مشكور أخي.....
    واعلم_حفظك الله_ أن الأقوى في الحجة ما كان الأقرب إلى النفس( الباقية على الفطرة السليمة)... هذا ما أشار إليه الإمام الشافعي(رحمه الله) في فقهه الموسع......
    ( فطرة الله التي فطر الناس عليها......)
    وتذكر دوما قول الرسول الأعظم(ص):
    استفتي قلبك وإن أفتوك.
    تحياتي
    (من بات ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم )

  6. #6


    Join Date
    Jan 2003
    Location
    حيث أقف وحـدي . . .
    العمر
    40
    Posts
    163
    Rep Power
    263
    بارك الله فيك يادكتور

    الف شكر لك على مواضيعك الرائعة جدا

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. شخصية زوجك من فئة دمه
    By كاسره القلوب in forum ملتقى البيت والأسرة
    Replies: 11
    Last Post: 09-05-2009, 01:38 AM
  2. خيارات شخصية !!!!! ؟
    By همداني (1) in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 3
    Last Post: 04-07-2007, 02:42 AM
  3. اختبار شخصية من نوع اخر
    By المزيونة in forum ملتقى الاستراحة والترحيب بالأعضاء
    Replies: 5
    Last Post: 15-02-2004, 05:09 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •