موضوع الزواج في يافع حدث بالغ الأهمية ويتم الترتيب له قيل اسابيع من حدوثة وأحيانا أشهر وهناك مراحل تسبق الزواج هي :
1-الربط : يتم إختيار العروسة من قبل العريس وأهله وفي الغالب يقوم بالمهمة الأهل ويعرضون الامر على ابنهم فإن أعجب بها ووافق ..توجهوا الى أهلها فإذا قبلوا بالموضوع يتم إعطاؤهم مبلغ رمزي يقال له ربط كلام ( ألغيت هذه العادة وأستعاض عنها بالدبلة في وقتنا الحاضر ) هذا هو الربط
2-السداد (القرش ): المرحلة التي تلي الربط وفيها يتم الإعلان عن هذه الخطوبة من خلال إقامة عزومة يحضرها لفيف من اهل القرية أو المنطقة ويتم خلاله الإتفاق على موعد الزواج والمهر والأمور الأخرى ..
ويأخذ الأهل معهم بعض الهدايا للعروسة وأهلها وتمنح مبلغ رمزي ولهذا يسمى بالقرش ...
3- العقد ( الضيفة ): وهو ما يعرف ( بالملكة ) بكسر الميم - ولعله في لهجتنا أصح ففيه يتم عقد القران وتقام أيضا عزومة يُدعى اليها جمع من الناس على رأسهم(المأذون) ..ويأخذ العريس معه كل أغراض العروسة من ملابس وحلي ذهبية وبعض الهدايا لقريباتها ..
-الأثث ( الغثث ) هذا اليوم يتم فيه فقط الإستعدادات النهائية للزواج وفيه أيضا يحضر أقارب العريس والعروس محملين بالهدايا أو مايعرف (بالرفد ) أما أن تكون أغنام أو عجول أو مواد غذائية وملابس وأدخلت عليها حديثا الحلويات والفواكه وخلافه ..وهي عادة قديمة تبين الترابط والتكافل الإجتماعي الذي كان عليه أبناء المنطقة عندما كانت ظروفهم صعبة جدا وكان الواحد لايمكنه التكفل بتكاليف الزواج ..فيسارع الأهل والجيران والأصهار لمد يد العون كل بما يستطيع .. أيضا مما يميز هذا اليوم من الطرائف هو أنه يتم في بيت العريس وبعد أن تنتهي السمرة يتم وضع (الحناء ) في أيدي وأرجل العريس ..تضعه قريباته وبعد أن ينتهين من ذلك ويغادرن غرفته ..يقوم أصدقائه من الشباب بانتهاز هذه الفرصة ويقومون بسحبه داخل الغرفة ذهابا وايابا وهو عندها لايستطيع أن يدافع عن نفسه ولايقوى على فعل شيئا ..وقريبا سنفعل هذا الموقف مع دار الجهاور (12) ومع كل من عّرس من شباب المجلس سنسحبه على طول وعرض النادي الترفيهي .. (8)
2- الحنا : في هذا اليوم تذبح الذبائح في بيت العريس وكذا الحال في بيت أهل العروس خصوصا إذا كانا بعيدين عن بعض ..وتكون الدعوة عامة ويحضر جمع غفير من الناس لتناول الغداء في كلا البيتين يتوجه كل شخص الى المكان الاقرب له .. وهناك عادة حميدة إذ تتجمع نسوة القرية لمساعدة أهل العرس على الطبيخ وتجهيز البيت لإستقبال الضيوف وإعداد مايحتاجونه من الأطعمة والمشروبات الساخنة قهوة وشاي (سابقا ) أما الآن فقد استحدث موضوع الطباخين يقومون بهذا الأشياء ..بعد أن يتناول الجميع الغداء يستعدون لمضغ القات من الساعة 2 ظهرا الى وقت العشاء ويكون في العادة الساعة 8 مساءا ..لايبرحون أماكنهم إلا لأداء الصلاة المكتوبة ..ثم بعد العشاء يخصص أحد المجالس (المفارش ) وأحيانا السطح ..للرقصات حيث يحضر الطبالين (الشحذ) ويقوموا بقرع الطبول ويبدأ الرجال بتأدية الرقصات الشعبية اليافعية المميزة ..ويكون أو شوط (للعريس ) مع أحد أقاربه .. وما أن ينزل العريس للرقص حتى تنطلق المحاجر (الزغاريد) من مكان بعيد حيث مقر النسوة أو تأتي بعض العجائز لتزغرد بالقرب منه وفي الوقت الحاضر ينوب عنهن بعض الشباب المرحين ويقومون هم بالمحاجر .. وفي الوقت نفسه تطلق الأعيرة النارية في الهواء وبكثافة ..
أما في بيت العروس فتتجمع عدد كبير من النسوة ويقمن بتأدية بعض الألعاب الشعبية (اللعبة ) يصطفين صفين متساويين ومتقابلين .. وفي الغالب يتم مجاملة الجميلات خصوصاالطويلات منهن بوضعهن في منتصف الصفين (12) وفي الاطراف تكمل الصف العجائز والبنات غير المتزوجات ..ويقمن بترديد بعض الأشعار الشعبية على هذا اللحن ( سلام يا أهل الزواجة بارك الله لكم = بارك لكم في زواجتكم وفي بنتكم ) ولعبة النساء هذه في منتهى الحشمة ..حيث لاتصاحبها أية حركات ماعدا إهتزازة بسيطة جدا ثم يقترب الصفين الى درجة الإلتصاق ويعدن مباشرة الى الخلف وهكذا .. وهي تشبه الى حد كبير العرضات الخليجية للرجال في إصطفافهم وترديد الأشعار ..
بعد أنتهاء اللعبة تقوم النسوة بما يعرف (يطلعن الحناء) .. يتم إشعال المباخر ويرتفع دخانها الكثيف وتتجمع النسوة كالحلقة ويرددن ( على الحناء على الحناء ويهنأ من تحنأ له ) وهكذا ..
ويكون بهذا قد أنتهى يوم الحنأ في بيت العريس والعروس ..مع العلم أنه في حال أن العريس والعروس من أماكن متباعدة تقام نفس الفعاليات في كلا البيتين ..
يوم الزواجه ان كانت نهاريه يخرجالعريس(الحريو)معا جمع من الاهل واصدقاء( الشواعه) وينطلقو الى بيت العروسه وهم يرددون الاهازيج (الزوامل) حتى يصلو الى بيت العروسه وعند الوصول يقوم اهل العروسه باستقبالهم ويكون هناك محاوره بين اطراف العرس اهل العريس واهل العروسه تسمى محاوله وبعد ان ينتهي من هذا المراسم يدخل العروس الى بيت العروسه وكما اشارت بنت يافع هناك دعابه يقوم بها البعض لاعاقة العريس من الدخول اللا عروستة وعند الباب يقوم العروس باطلاق وابل من الرصاص تعبيراً عن فرحته وبعد ذالك يتوجه الجميع الى بيت العريس وقد اخذو معهم العروسه واثنتين من اهل اوصديقاتها (المسيرات) واحد اقربئها وتقوم المسيرات بمرافقة العروسه الى مسكنها الذي اعد لها (المفرش او العليه) حتى ايصالها اليه وبعد ذالك تغادروقبل ان تدخل العروسه وعند وصولها الى عتبت البيت(المردم) يذبح ام رضيع اوشاة كم انه عند وصول اعروسع(الحريوه) قرب البيت تتقدم نساء لمسايرت العروسه ويسمين ذالك السيار وبذالك يكون يوم الزواج قد اكتمل عند المغرب او قبل العشاء
ومظاهر الاحتفال بالزواج في يافع، أحد التقاليد الاجتماعية المرعية التي يتجلى فيها عمق وأصالة التراث اليافعي، من خلال ممارسة عدة احتفالات جماعية متوارثة، تبدأ قبل يوم (الغسل) للعروس، وتنتهي يوم تسليم العروس للعريس الشبيه بالدخلة، إلا أنه في يافع ينتهي مع المغرب، في تظاهرة فنية لرقصة البرع وما يتخللها من إنشاد للزوامل التي يتبارى فيها الشعراء في نسيج حواري بديع.
ويوم (المحاكمة)، مظهر احتفالي يؤكد أهمية تحلي الفرد بالوفاء للآخرين والإخلاص للجماعة، فخروج العريس من دائرة حياة العزوبية وتخليه عن أصدقائه العزاب بالانتقال إلى الحياة الزوجية يستدعي محاكمته في جلسة تنظم أول أيام الزواج، في بيت عائلته عادة، تبدأ بعد صلاة العشاء وتنتهي بعد منتصف الليل، ويحضرها إلى جانب أقرباء العريس أصدقاؤه وعدد كبير من أبناء قريته وعشيرته وكل من لديه تهمة يود توجيهها للعريس.
والتهم الموجهة للعريس قليلة الشأن، لو عُدت تهماً لصرنا جميعا متهمين، ولكن أسلوب عرضها يحولها إلى تهم خطيرة تستدعي محاكمته، ولهذا الغرض يتم ترشيح بعض الأفراد لتولي أدوار القاضي وممثل الادعاء (النيابة) ومحامي الدفاع عن المتهم (العريس).
ويوم (المحاكمة) تقليد موروث منذ زمن بعيد مجهول البداية، مما يدل على توغله إلى تاريخ بعيد، وعليه - إن لم يحدد تاريخه - فإن العثور على نقوش أثرية مكتوبة بالخط المسند أو مشروحة بالرسوم، تؤرخ لممارسته من قبل الإنسان اليمني القديم بيافع أمر غير مستحيل، لو بذلت جهود علمية في التنقيب عن الآثار بيافع، وما دخول مسميات حديثة مثل (النيابة) و(محامي الدفاع) إلا دليل على أصالة هذه الظاهرة المتوارثة وقدرتها على المعاصرة باستيعاب أي تطورات جديدة دون المساس بجوهرها وحيويتها العبقة بأصالة التراث.
وتتوالى وقائع (المحاكمة) ويستمر توجيه التهم للعريس من قبل ممثل الادعاء، الذي يدخل مع محامي الدفاع في تحد ومناورات لإثبات التهم الموجهة ضد العريس، وما يترتب على ذلك من تقديم للأدلة واستجواب الشهود، ليستميت الدفاع في دحضها ونفيها، والقاضي هو رئيس الجلسة الذي عليه أن يديرها باقتدار، وتصبح أوامره نافذة على الجميع.
ويحتدم الموقف وسط بهجة الجميع، ليواجه العريس أعنف المواجهات والاتهامات التي تصبح وكأنها حقيقة، إذا ألمح القاضي بأنه لن يتوانى عن إصدار أقسى العقوبات على المتهم إذا تبينت إدانته.
وهو ما يتحاشاه محامي الدفاع كي لا يقع موكله فريسة لسخرية أصدقائه وتندرهم عليه لعدة أيام بعد الزواج، وقد تصبح ذكرى مناسبة زواجه مقرونة بهذا الذي أدين فيه ولم يتمكن من الدفاع عن نفسه.
ولعل أقسى ما يمكن أن يصدره القاضي الأمر بتفقد العريس، بناء على تهمة موجهة ضده بعدم مقدرته على القيام بواجباته الزوجية، وتفقد العريس، وهو تقليد يمارس في عدن يوم (الحناء)، بلا محاكمة، يتولى القيام به من يختاره القاضي.
ومن خلال تفقد عيني العريس وأسنانه وذراعيه وساقيه يرفع تقرير مكتوب أو شفاهي للقاضي، ويتولى المحامي تفنيد ما فيه من ادعاءات.. كل ذلك يتم في عرض مسرحي تلقائي يتفوق فيه المشاركون في اندماجهم وانفعالهم الصادق في ممارسة هذا التقليد، الذي ورثوه عن الآباء والأجداد وحرصهم على المحافظة عليه وتوريثه للأبناء.
Bookmarks