في غمرة الفرح والسرور إثر بلوغه الأماني المادية , وفي خضم الغصص والغم جراء وقوعه في ضرر دنيوي , يذكر الأنسان كل شيء إلا الله . فهو يسعى ويشقى في سبيل بلوغ آماله المادية , أما في سبيل المعنويات , وبلوغ مقام الإنسانية فلا شيء . وهو يرفع الشكوى أن فقد اي شيء إلا فقدانه للصفات المادية , وهو يضطرب ويفر من أي خطر أو ضرر إلا من خطر الذنوب وخسران الآخرة وهو ذكي أريب وموظب في جمعه للثروة وتنمية المال الزائل , أما في سبيل الثروة الباقية ورأس المال الحقيقي وهو الايمان , فلا علم له به ولا خبر , ولا يخطر له أن عاقبة هذا هو الخسران وانه سيرحل عن هذه الدنيا دون ايمان . ان ما يدعو إلى العجب والحيرة أن الجميع يئنون ويشكون من أوضاعهم التي سبق الحديث عنها, تعذبهم الأمراض الروحية والجسدية بقسوة , فهم لم يملأوا المستشفيات فحسب بل إنهم لم يتركوا مكاناً خالياً في دور المجانين ، وهم دوماًيعانون من ازدياد عدد المرضى , ومع ذلك فهم لا ينفضون أيديهم من طريق الشيطان, ولا يعالجون اضطرابهم وتزلزلهم و شقاءهم الباطني يذكر الله , كي يستقروا في وادي الأمان والاطمنان, والله عز وجل يقول (الا بذكر الله تطمئن القلوب)