•4• الرِّباط في سبيل الله : حض الإسلام على الجهاد في سبيل الله ، دفاعا عن عزة الأمة وكرامتها وأرضها . والرِّباط في سبيل الله من الأعمال التي ترتبط بالجهاد في سبيل الله ، ويقصد به الإقامة في المناطق التي يكون فيها صراع بين المسلمين وأعدائهم ، فيتعرض المقيم فيها لأذى الأعداء ، ويكون في خوف منهم ، وضيق في العيش ، ويكون في ثباته على هذه الأرض تقوية للمسلمين في وجوه أعدائهم . وكلما كان الخوف في هذا البلد أشد ، والأذى الذي يتعرض ساكنوه أكبر ، كان أجرهم أعظم وثوابهم أكبر . وقد جاء الأمر به في الآية الكريمة ، فقال سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " _آل عمران 200.
وبين الرسول الأجر العظيم للمرابط فقال : "رِبَاطُ يَوْمِ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا" _ رواه البخاري في كتاب الجهاد ، باب فضل رباط يوم في سبيل الله ، رقم :2678.
وقد بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حديث أن أجر المرابط لا ينقطع ، حيث إن الله تعالى ينمّي له عمله إلى يوم القيامة . أي أن ثوابه يجري له دائماً ولا ينقطع بموته ن بل يظل في ازدياد إلى يوم القيامة .
وأهل الشام عامّة ، وفلسطين خاصة ، في رباط إلى يوم القيامة ، فعن عبد الله بن حوالة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : "ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال عبد الله فقمت فقلت خر لي يا رسول الله فقال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فان الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله حديث صحيح جدا وورد بلفظ عليك بالشام فانها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده" _ رواه أبو داود فيكتاب الجهاد ، باب في سكنى الشام ، حديث رقم 2124.
وسبب هذا الفضل أن المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي كانت تدور على أرضها ، فأهلها في صراعٍ دائم مع أعدائهم ن وهم في رباط إلى يوم القيامة ، والتاريخ يشهد لذلك ، فمعركة اليرموك حسمت الصراع مع الروم ، ومعركة حطّين حسمت الصراع مع الصليبيين ، ومعركة عين جالوت حسمت الصراع مع المغول .
دمتم بحفظ لله ورعايتهـ ...
Bookmarks