في خطبة الجمعة : حذّر الشيخ عبد الله بن فيصل الأهدل إمام وخطيب جامع الرحمة بمدينة الشحر ( حضرموت ) أبناء اليمن من الوقوع في الفتن ، منبهاً إلى أن من طبائع الفتن أن تراها جميلة مزينة للنفوس تغري الناس للوقوع فيها حتى إذا ولّت مدبرة علم الناس حقيقتها ولكن بعد فوات الأوان وحين لا تنفع الندامة ، ومن طبائع الفتن أنها إذا وقعت تتطور سريعاً حتى إنها لتستعصي في أحيان كثيرة على الذين أشعلوها وتخرج عن نطاق قدرتهم للسيطرة عليها ، وخير شاهد على ذلك ما يحدث اليوم في العراق والصومال .
ففي العراق انفلتت الأمور حتى خرجت عن سيطرة الأمريكان أنفسهم مع ما يملكون هم وحلف الناتو من إمكانيات مادية وعسكرية كبيرة ، ولا تستطيع أمريكا ولا غيرها اليوم أن تتنبئ بمستقبل العراق .
وفي الصومال أيضاً لا يستطيع أحد أن يقول أن الوضع هناك أفضل من عهد الطاغية المتجبّر سياد برّي بعد تسعة عشر عاماً من الفوضى والقتل واغتصاب المسلمات واستيلاء الغرب على اليورانيوم وثروات الصومال وتوغّلت في الصومال الجمعيات التبشيرية تنصّر أطفاله وتغرّب شبابه .
ودعا الشيخ العلماء والمفكرين وقادة الأمة إلى النظر بتريث واستلهام سبل النجاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج الخلفاء الراشدين .
مستشهداً بقول الله تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبداً كتاب الله وسنتي )) .
مذكراً إن من سبل النجاة من الفتن التمسك بالجماعة ، وبيّن أن المراد بالجماعة ؛ الجماعة الأولى – ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة – يعني السير على منهج الرسول وأصحابه وإن كنت وحدك .
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بالجماعة )) .
وبيّن صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أن الجماعة (( هم من كان على ما أنا عليه وأصحابي )) .
وأشار الشيخ إلى معالم الجماعة الأولى في التعامل مع الفتن .
وإن من معالم جماعة المسلمين الأولى أنهم يرفضون النعرات الطائفية والمناطقية والذي يجمعهم هو دين الإسلام ، وحينما قال رجل من المهاجرين : ( يا للمهاجرين ) . وقال رجل من الأنصار : ( يا للأنصار ) وكادوا أن يقتتلوا فيما بينهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟! دعوها فإنها منتنة )) .
وحذّر من الاقتتال بين المسلمين على الدنيا أو الملك أو حمية الجاهلية وأن ذلك من أكبر الكبائر وأعظم العظائم ومخالف للثوابت الشرعية .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) . وقال صلى الله عليه وسلم : (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار )) .
كما دعا حفظه الله أبناء الأمة إلى التثبّت في نقل الأخبار خصوصاً عند الفتن فإن نقل بعض الأخبار سبب في اشتعالها .
قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) .
وأن لا يشاع من الأخبار إلا ما يحقن دماء المسلمين ويثبتهم على الحق لا ما يثير بينهم الفوضى والقلاقل والفتن ، والأصل في ذلك قوله تعالى : (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الله والرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )).
وأن يقتدوا في الملمات بالعلماء فهم سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق ولا يتبعوا كل ناعق فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون آخر الزمان دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها .
كما حذّرهم من أن يكونوا امّعة بل عليهم أن يوطنوا أنفسهم فإن أحسن الناس أن يحسنوا وإن أساءوا أن يتجنبوا إساءتهم .
وأن يجتهدوا في العبادة والصلاة والتضرع إلى الله فإن النبي أوصى بذلك فقال : (( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا )) .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أختكم في الله
المفضلات