في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا)

حينما نتأمل هذا الحديث النبوي العظيم فإننا نجده يخبرنا أنه ما من شدة ومصيبة تلحق العبد في حياته الا ويعقبها فرج وتيسير ونصر وتمكين.. هذا واضح لا إشكال فيه! لكن الذي يجب أن ندركه ونعلمه ونستفيده من هذا النص أيضا.. أن هذا الحديث يعد تأسيسا لمبدأ ( التفاؤل) وأن يكون هو ديدن الإنسان في حياته.. ولئن قلت لي كيف نستنتج من خلال هذا النص مبدأ التفاؤل والحض عليه؟ نقول : حينما يكون الإنسان في كرب شديد.. وتحيط به المصائب من كل ناحية .. وهو يظل يبث شكواه الى مولاه ويفوض أمره اليه.. وكلما زاد الكرب كلما زاد يقينه أن النصر والفرج واليسر قادم.. وكلما ضاقت الأمور وتعسرت الأحوال كلما ثبت في أمره وعظم إيمانه بصدق وعد الله له ( إن مع العسر يسرا) أليس هذا هو قمة التفاؤل..؟

واستمع الى ما قاله أبو الفتح البستي:

دع المقادير تجري في أعنتها.. ولا تبيتن الا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها.. يبدل الله من حال الى حال


وقديما قيل ( تفاءلوا بالخير تجدوه) و ( على نياتكم ترزقون)

وقبل هذا قول الله تعالى في الحديث القدسي : أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)

فمن كان يقينه ان الله تعالى سيهبه فرجا ويخلصه من كل ما أهمه وأضناه فان الله تعالى لا يخيب من أمله ورجاه

أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

وما أحسن ما قاله ايليا أبو ماضي:

أيها الشاكي وما بك داء.. كن جميلا ترى الوجود جميلا


بقلم / محمد بن حمد الدريهم